تماني اليافعي لـ «العرب»: أمي ساعدتني في التوفيق بين العائلة والعمل
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
عشت صراعا داخليا بين تحقيق رغباتي وتحمل مسؤولياتي
أكبر تحد واجهني هو التوفيق بين المسؤوليات المختلفة
الرياضة شغفي وخدمة المجتمع هدفي
بدأت الرياضة في سن مبكرة وأسرتي الداعم الأول لي
قمت بتنظيم أول صالونٍ ثقافي رياضي باسمي
أدمج الرياضة بالثقافة لأنها توحد الشعوب
أهم إنجاز أفتخر به هو خدمتي للمجتمع
تماني اليافعي سيدة شغوفة بالرياضة، محبة للعطاء والتطوع لها العديد من المبادرات المجتمعية والتي ترجمت طموحاتها إلى واقع وجعلت لها بصمات كثيرة في المجتمع.
مساندة أسرتها لها كانت نقطة التحول في حياتها، وشكلت لديها الدافع للبدء من جديد واستثمار طاقتها لتطوير ذاتها وتحقيق المزيد من الانجازات لوطنها ومجتمعها. أطلقت العديد من المبادرات التي كان ومازال لها الصدى الايجابي في المجتمع. «العرب» التقت تماني اليافعي وكان لنا معها هذا الحوار:
◆ كيف كانت بدايتك مع الرياضة؟
■ بدايتي مع الرياضة كانت مبكرة جداً، عندما كنت طالبةً في الصف الابتدائي، لاحظ القائمون على المدرسة تلك الهواية عندي وشجعوني عليها، وكنتُ في ذلك الوقت أمارس بعض الرياضات، مثل كرة اليد والطائرة لكن شغفي كان يميل أكثر إلى كرة السّلة، حيث التحقتُ بمنتخب قطر لكرة السلة.
وقد تحولت تلك الهواية إلى ممارسة فعلية، فكنت أمارسُ الرياضة بحرص حتى عام 2005 حيث توقفت عن ممارستها لظروف معينة.
وعندما توقفت عن ممارسة الرياضة التي كنت أحبها؛ فكرت في حلول أنشر من خلالها الرياضة حتى تصبح عادة اجتماعية منتشرة بين أطياف المجتمع، فقمت بتنظيم أول صالونٍ ثقافي رياضي باسمي، وكان ذلك في عام 2012.
وقد شكّل نجاح صدى هذا الصالون بدايةً لسلسلة من الصالونات الرياضية والثقافية التي قمتُ بتنظيمها فيما بعد، حيث كانت رؤيتي قائمة على دمج الرياضة بالثقافة لأن الرياضة في اعتقادي في حد ذاتها هي من الأساس ثقافة توحدُ الشعوب.
وبعد أن قطعت شوطاً في التعليم والدراسة زاد عطائي وترسخت قناعتي بالفكرة التي أعمل من أجلها وهي جعل الرياضة «أسلوب حياة داخل المجتمع».
وقد قمت بإنجاز فعاليات واحتفالات متنوعة واكتسبت خبرات متعددة صقلت موهبتي حتى صرتُ خبيرة في إقامة الفعاليات والندوات في المجاليْن الرياضي والثقافي.
أنا إنسانة أحب التطور والفعاليات والأنشطة والمبادرات التي تخدم المجتمع.
◆ من أكثر من قدم لكل الدعم في مشوارك؟
■ كانت أسرتي هي الداعم الأول للهوايات الرياضية التي كنتُ أتمتّعُ بها، لأنها أسرة تمتاز بالروح الرياضية، تركت بصمة متميزة في تلك السنوات من مسيرتي العلمية والمهنية والرياضية، وهذا الدعم الأسري كان خير داعم لي في تحقيق نجاحات وإنجازات على هذه المستويات. إن قصتي هي عبارة عن القوة والتأثير الإيجابي لدور الأسرة ودور الأم بشكل خاص في بناء الشخصية وتحقيق النجاحات الرياضية والمجتمعية.
◆ ماذا عن أعمالك التطوعية؟ وكيف أثرت في حياتك وشخصيتك؟
■ إن النجاحات الرياضية التي حقّقتها لم تجعلني بمعزلٍ عن المشاركة المجتمعية وتقديم شيء للآخرين، حيث بدأت بالمشاركة في مشروعات مجتمعية تهدف إلى تعزيز الرياضة والتعليم والثقافة بين الشباب. بصفتي خبيرة في صناعة المؤتمرات والفعاليات، قررت دمج الرياضة في الثقافة وتنظيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تجمع بين هذيْن الجانبين؛ مما سمح لي بالمشاركة الفعّالة في تحقيق التواصل ونقل الثقافة والقيم.
إن رحلتي تظهر كيف يمكن للدعم والتوجيه من قبل الأسرة أن يكون له تأثير عظيم على تحقيق الأحلام وتطوير القيم والمهارات الشخصية.
على هذا النحو، كانت حياتي تسير نحو محطات متعددة، حيث كنت أتولى المسؤوليات الأسرية والوظيفية بنفس الوقت. ومع ذلك، لم تكن نفسي ترضى بأن تكون محصورة في هذه الدور، بل كان لدي الرغبة الشديدة في تقديم خدمات بشكل أكبر للمجتمع المحلي، والمشاركة في الأعمال التطوعية والإنسانية، ودعم المبادرات الشبابية.
◆ برنامج ساعة وساعة كان له رواج كبير، كيف بدأت فكرته؟
■ «ساعة وساعة» هو برنامج اجتماعي ثقافي يسعى لتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة في العديد من المجالات: منها الثقافية والاجتماعية والتربوية والصحية والخيرية والتطوعية والتراثية، مع التركيز الأكبر على قطاعيْ التعليم والرياضية.
وقد نبعت فكرة البرنامج من تجربة شخصية عايشتها بنفسي حيث كنت أجد بعض الصعوبات في إدارة الوقت بصورة أمثل تضمن التوازن بين متطلبات الأسرة والعمل والحياة.
وقد بدأت رحلتي مع برنامج «ساعة وساعة» في 27 أغسطس 2022. مواكبة لكأس العالم في قطر.
◆ ما هي أهداف البرنامج؟
■ يسعى البرنامج إلى دمج التعليم والرياضة معاً من خلال إقامة برامج وفعاليات هادفة، بالإضافة إلى إقامة رحلات خارجية وورش عمل ودعم المبادرات الشبابية والمشاركة في الفنون التشكيلية على مدار السنة.
يهدف البرنامج، من خلال برامجه وفعالياته المتنوعة، إلى بناء جيل قطري واعٍ ومثقف، كما أن من أهدافه المساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، فضلاً عن تحقيق الأهداف المستدامة فيما يتعلق بالبيئة والزراعة.
يستهدف البرنامج شرائح متنوعة من المجتمع، بدءًا من الأطفال والشباب والناشئة وصولاً إلى كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لتطوير مهارتهم المتعددة وصقل مواهبهم، من أهمها المهارات القيادية، ويمتلك فريقا عالي المهارة لتوفير بيئة تعليمية وتربوية ورياضية رفيعة المستوى محليا وإقليميا ودوليا.
يتطلع البرنامج إلى تطوير الشراكات وتوسيع نطاق الأعمال من أجل تحقيق أهدافه الاستراتيجية والمساهمة في نمو البلد وازدهاره.
◆ لك العديد من الانجازات والتكريمات، ماهو أكثر انجاز تفتخرين به؟
■ إن أهم إنجاز أفتخر به هو خدمتي للمجتمع فقد قمت بإنجاز الكثير من الفعاليات التي تهدف بالأساس إلى خدمة المجتمع، مثل الأنشطة التي قام بها برنامج «ساعة وساعة» مواكبة لكأس العالم، وكذلك الفعاليات التي نظمتها احتفالاً باليوم الرياضي وربط الجيل الجديد بتجارب الجيل القديم، مع المحافظة دائما على إظهار التمسك بالهوية والتراث وعادات المجتمع، والعمل على نشر الشراكة المجتمعية في مجال الثقافة والرياضية.
◆ كيف استطعت تحقيق التوازن بين الأسرة وبين مبادراتك ومسؤولياتك الأخرى؟
■ عندما أصبحت ربة بيت أتحمل مسؤوليات أسرية كبيرة؛ زاد ذلك من التحديات، وازدادت مسؤولياتي بشكل أكبر بمجرد أنني بدأت العمل؛ فكان لزاماً علي أن أسعى إلى إيجاد طريقة تضمن لي تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية، وهذا كان تحديا كبيرا لي، والحمد الله أحققه بدعم من أسرتي وأمي.
طبعاً الأمومة مسؤولية كبيرة، وأنا أم ولدي أطفال وعائلة، وقد شكل ذلك تحديات وصراعا داخليا بين رغبتي في تحقيق طموحي والالتزام تجاه أسرتي، حتى أنني في البداية شعرت بصعوبة المهمة وفكرت في الاستسلام لكنني بفضل الله أصررت على المواصلة حتى تمكنت من المواءمة بين دور الأمومة والأنشطة التي أقوم بها، فصار عندي توازن بين التأثير في المجتمع والسعادة في البيت، فقد كان أبنائي يشعرون بالفخر، ويقومون بالتسويق لمبادرة برنامج « ساعة وساعة» وسط زملائهم في المدرسة وخارجها. والمسألة في نظري ترجع لكيفية إدارة الوقت بشكل صحيح، فكلنا نحتاج لنخطط الوقت لتحقيق طموحاتنا وأهدافنا.
◆ كيف استطعت التغلب على التحديات التي واجهتك؟
■ بعد أن تزوجت وصار عندي اولاد وبيت وعائلة ومسؤولية بدأ عندي صراع داخلي بين رغبتي في تحقيق طموحاتي والالتزام اتجاه أسرتي وبدأت تحديات مثل ضياع الوقت وتلبية متطلبات البيت والأولاد وبدأت احس بالاستسلام لتحقيق طموحي.
بدأت أحس كأنني في سجن وميتة وأنا في الحياة في نفس الوقت، رغم انني متأكدة من قدرتي على خدمة بيتي والمجتمع بشكل قوي ومؤثر، ومن هنا أخذت قرارا بتنظيم وقتي وأخذ ساعة لنفسي للتطور والتعلم .
بدأت ثقتي في نفسي تزيد وترجع افضل من قبل، وتحقيق التوازن بين التأثير في المجتمع والسعادة في البيت، وشعور اولادي بالفخر تجاه أمهم، بنتي شهد قامت بالتسويق لمبادرة « ساعة وساعة « في المدرسة لأصدقائها والمدرسين، ولدي سالم قام بتسويق لمبادرتي للمشاهير في قطر وخارج قطر ومنهم من أخذ معه صورا تذكارية خلال زيارته قطر في كأس العالم.
كلنا نحتاج لتنظيم الوقت كي نحقق طموحاتنا، ولو اننا ناخذ ساعة واحدة في اليوم فيكون عندنا ساعة لتأدية مسؤولياتنا وساعة لتحقيق طموحاتنا وهذا السبب الذي شجعني على انشاء مبادرة «ساعة وساعة».
◆ ما هي أهم طموحاتك؟
■ إن أهم طموحاتي في المستقبل هي المضي قدماً في الإنجازات التي حققتها، والعمل على التوسع في إنجاز مشاريع وفعاليات ومبادرات في المستقبل تنفعُ الناس وتمكث في الأرض، وأتمنى دائما من الله تعالى أن تستمر هذه الجهود وأن تؤتي ثمارها بما يحقق الإسهام في رؤية قطر الوطنية 2030.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر تماني اليافعي صالون ثقافي خدمة المجتمع التوازن بین فی المجتمع ساعة وساعة العدید من فی تحقیق
إقرأ أيضاً:
الحل فى الصندوق «2»
مكافحة الجوع والفقر بالتكاتف الإجتماعى لا يعنى إعفاء الحكومة من مسئوليتها تجاه الشعب، بل أقصد به سرعة علاج أكثر مواضع الضعف فى مجتمعنا بصورة شعبية يتحملها الأثرياء والقادرون، حتى تخف وطأة تلك الأزمات الطاحنة التى يعانى منها أغلب الشعب بسبب سياسات إقتصادية جوانب منها خاطئة والاتجاه لمشروعات طويلة الأجل فقط لا تعود بالفائدة السريعة أو المباشرة على المواطن، بجانب أن أغلب المشروعات الإستثمارية الخاصة هى مشروعات إستهلاكية وترفيهية تخدم شرائح بعينها ولا تعود بالنفع على الفئات المتوسطة ولا الفقيرة اللهم باستثناء تشغيل مئات من الأفراد فى تلك المشروعات.
لذا يأتى الحل الاجتماعى الأهلى كعلاج سريع لما يعانى منه الأغلبية، وأكمل ما بدأته الأسبوع الماضى من إنشاء الجمعيات الأهلية بكل حى، وتقوم على تبرعات من الأثرياء، وبموجب بطاقة عضوية فى الجمعية تمنح للمستفيد «على غرار بطاقة التموين مع الإختلاف»، يمكن الحصول بها على دعم مالى أو عينى، بصورة شهرية أو أسبوعية وفقا لقدرات أموال الجمعية نوعية التبرعات التى تصلها، حيث تتلقى الجمعية تبرعات من الملابس والمتعلقات والمستلزمات الحياتية والمدرسية، ويتم إعدادها بصورة جيدة ونظيفة لتسليمها للمستحقين، بجانب تلقى تبرعات من سلع غذائية معلبة وخضروات وفاكهة توزع أيضا بموجب هذه البطاقات، على أن يتم تسجيل ما يحصل عليه الشخص إلكترونيا مما يحقق العدالة فى التوزيع.
ويتم أيضا التعامل إلكترونيا مع أعضاء الجمعية ممن لديهم هواتف، بأن يتم إرسال رسائل لهم حول الأشياء المتاحة بالجمعية والتى يمكنه الحصول عليها، فإذا تلقت مثلا الجمعية تبرعات من تجار أغذية، يتم إرسال رسائل لأعضاء الجمعية بوصول هذه التبرعات والكمية التى من حقه الحصول عليها، وكذلك الملابس، الادوات الكهربائية، وهكذا ويمكن للعضو ان يتقدم بطلب بما يحتاج إليه بالضرورة من متطلبات حياتية، على يتواصل القائمون على الجمعية مع المتبرعين لتوفير هذا المطلب، بل يمكن من خلال الجمعية مساعدة الأسر الغير قادرة بتقديم مبلغ مالى أو بعض الأجهزة والمتعلقات لبناتهم المقبلات على الزواج.
أموال الجمعية يمكن استثمارها كما أشرت من قبل بنكيا أو بشكل استثمارى آخر، فى تصورى لو أقيم فى كل حى جمعية على هذا النحو وتولى الأثرياء بالحى وكذلك أعضاء البرلمان ممن ينفقون الملايين للحصول على مقعد بالبرلمان، بجانب أصحاب المحلات الكبرى والسوبر ماركت وغيرهم المساهمة فى هذه الجمعية، وأن تقوم الفنادق والمطاعم بإرسال وجبات لهذه الجمعية ليتم تقديمها للأسر الأكثر إحتياجا، ويمكن أن تستقبل الجمعية أموال الزكاة، لو تم هذا لتحسنت أوضاع أهل الحى وبصورة عملية ملموسة تدريجيا، ولتراجعت معدلات الجريمة فى الأحياء الفقيرة وحتى المتوسطة، ولشعر الأثرياء أنفسهم بالأمان لتراجع الحقد عليهم ممن لا يملكون شيئا وهم يرون غيرهم يبعثرون الملايين فى الهواء.
وسيقول قائل أن الأموال الداخلة بلا حساب ستفتح المجال أمام السرقة بما يسيل له لعاب اللصوص عديموا الشرف، الذين لن يتوانوا عن سرقة أموال موجهة للفقراء، أقول لهؤلاء إن الجمعية عليها ألا تتسلم تبرعات مالية يدويا بل من خلال حساب بنكى، وإذا استوجب الأمر يتم إستلام الأموال بموجب إيصالات مختومة، يقوم مجلس ادارة الجمعية القائمين على الجمعية من الأثرياء بطباعة دفاتر الإيصالات وتوقيعها بأنفسهم مسبقا بحيث لا يمكن تزوير هذه الإيصالات، وكل إيصال استلام نقدية يكون من أصل وصورة كربونية، أما عملية تسليم المحتاج لمبلغ مالى فيتم بموجب بطاقة بنكية، وبهذا يكون الصادر والوارد للجمعية مسجل بما لا يدع مجالا للسرقة والتلاعب، بجانب اختيار أشخاص أفاضل من الحى للإشراف على عمل الجمعية والرقابة بصورة تحاصر أى تلاعب فى التبرعات المالية أو العينية.
أما الجمعية «الأسرية» فهى معمول بها أيضا فى بعض الدول الأوربية ومنها هولندا، يقوم أفراد العائلة بعمل صندوق مالى وفتح حساب له فى البنك، يتبرع أثرياء العائلة والقادرين منها كل وفقا لقدراته، قد يتبرع أحدهم بعقار يبيعه أو تحف، أو سيارة أو أى شىء ثمين، ويتم توجيه هذه التبرعات للمحتاجين من أفراد العائلة، الجميل لدى هؤلاء أن المحتاج لا يأخذ أكثر من حاجته ليرفه عن نفسه مثلا أو يدخر، بل يأخذ الضرورى ليعيش حياة كريمة من حيث المأكل والملبس، وقد يتبرع أحد افراد العائلة من الأثرياء بشقة أو مكتب ليستقبل تبرعات أفراد العائلة العينية من ملابس وأغذية وأدوات منزلية وأجهزة كهربائية وهكذا، وهى صورة رائعة من صور التكافل العائلى، الجميل فى الأمر أن من يعطى ويتبرع لا يمن، ومن يأخذ لا يتردد ولا يشعر بالخجل من باقى أفراد عائلته الأثرياء، بل ويتحول مقر الجمعية الأسرية إلى ملتقى عائلى.. وللحديث بقية.
[email protected]