عشت صراعا داخليا بين تحقيق رغباتي وتحمل مسؤولياتي 
أكبر تحد واجهني هو التوفيق بين المسؤوليات المختلفة
الرياضة شغفي وخدمة المجتمع هدفي
بدأت الرياضة في سن مبكرة وأسرتي الداعم الأول لي 
قمت بتنظيم أول صالونٍ ثقافي رياضي باسمي
أدمج الرياضة بالثقافة لأنها توحد الشعوب
أهم إنجاز أفتخر به هو خدمتي للمجتمع

تماني اليافعي سيدة شغوفة بالرياضة، محبة للعطاء والتطوع لها العديد من المبادرات المجتمعية والتي ترجمت طموحاتها إلى واقع وجعلت لها بصمات كثيرة في المجتمع.

لم تثنها مسؤولياتها الأسرية اتجاه زوجها وأولادها عن العمل على تحقيق ذاتها وطموحاتها والاستمرار في خدمة مجتمعها.
مساندة أسرتها لها كانت نقطة التحول في حياتها، وشكلت لديها الدافع للبدء من جديد واستثمار طاقتها لتطوير ذاتها وتحقيق المزيد من الانجازات لوطنها ومجتمعها. أطلقت العديد من المبادرات التي كان ومازال لها الصدى الايجابي في المجتمع. «العرب» التقت تماني اليافعي وكان لنا معها هذا الحوار:

◆ كيف كانت بدايتك مع الرياضة؟
■ بدايتي مع الرياضة كانت مبكرة جداً، عندما كنت طالبةً في الصف الابتدائي، لاحظ القائمون على المدرسة تلك الهواية عندي وشجعوني عليها، وكنتُ في ذلك الوقت أمارس بعض الرياضات، مثل كرة اليد والطائرة لكن شغفي كان يميل أكثر إلى كرة السّلة، حيث التحقتُ بمنتخب قطر لكرة السلة.
وقد تحولت تلك الهواية إلى ممارسة فعلية، فكنت أمارسُ الرياضة بحرص حتى عام 2005 حيث توقفت عن ممارستها لظروف معينة.
وعندما توقفت عن ممارسة الرياضة التي كنت أحبها؛ فكرت في حلول أنشر من خلالها الرياضة حتى تصبح عادة اجتماعية منتشرة بين أطياف المجتمع، فقمت بتنظيم أول صالونٍ ثقافي رياضي باسمي، وكان ذلك في عام 2012.
وقد شكّل نجاح صدى هذا الصالون بدايةً لسلسلة من الصالونات الرياضية والثقافية التي قمتُ بتنظيمها فيما بعد، حيث كانت رؤيتي قائمة على دمج الرياضة بالثقافة لأن الرياضة في اعتقادي في حد ذاتها هي من الأساس ثقافة توحدُ الشعوب.
وبعد أن قطعت شوطاً في التعليم والدراسة زاد عطائي وترسخت قناعتي بالفكرة التي أعمل من أجلها وهي جعل الرياضة «أسلوب حياة داخل المجتمع».
وقد قمت بإنجاز فعاليات واحتفالات متنوعة واكتسبت خبرات متعددة صقلت موهبتي حتى صرتُ خبيرة في إقامة الفعاليات والندوات في المجاليْن الرياضي والثقافي.
أنا إنسانة أحب التطور والفعاليات والأنشطة والمبادرات التي تخدم المجتمع.

◆ من أكثر من قدم لكل الدعم في مشوارك؟
■ كانت أسرتي هي الداعم الأول للهوايات الرياضية التي كنتُ أتمتّعُ بها، لأنها أسرة تمتاز بالروح الرياضية، تركت بصمة متميزة في تلك السنوات من مسيرتي العلمية والمهنية والرياضية، وهذا الدعم الأسري كان خير داعم لي في تحقيق نجاحات وإنجازات على هذه المستويات. إن قصتي هي عبارة عن القوة والتأثير الإيجابي لدور الأسرة ودور الأم بشكل خاص في بناء الشخصية وتحقيق النجاحات الرياضية والمجتمعية.

◆ ماذا عن أعمالك التطوعية؟ وكيف أثرت في حياتك وشخصيتك؟
■ إن النجاحات الرياضية التي حقّقتها لم تجعلني بمعزلٍ عن المشاركة المجتمعية وتقديم شيء للآخرين، حيث بدأت بالمشاركة في مشروعات مجتمعية تهدف إلى تعزيز الرياضة والتعليم والثقافة بين الشباب. بصفتي خبيرة في صناعة المؤتمرات والفعاليات، قررت دمج الرياضة في الثقافة وتنظيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تجمع بين هذيْن الجانبين؛ مما سمح لي بالمشاركة الفعّالة في تحقيق التواصل ونقل الثقافة والقيم.
إن رحلتي تظهر كيف يمكن للدعم والتوجيه من قبل الأسرة أن يكون له تأثير عظيم على تحقيق الأحلام وتطوير القيم والمهارات الشخصية.
على هذا النحو، كانت حياتي تسير نحو محطات متعددة، حيث كنت أتولى المسؤوليات الأسرية والوظيفية بنفس الوقت. ومع ذلك، لم تكن نفسي ترضى بأن تكون محصورة في هذه الدور، بل كان لدي الرغبة الشديدة في تقديم خدمات بشكل أكبر للمجتمع المحلي، والمشاركة في الأعمال التطوعية والإنسانية، ودعم المبادرات الشبابية.

◆ برنامج ساعة وساعة كان له رواج كبير، كيف بدأت فكرته؟
■ «ساعة وساعة» هو برنامج اجتماعي ثقافي يسعى لتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة في العديد من المجالات: منها الثقافية والاجتماعية والتربوية والصحية والخيرية والتطوعية والتراثية، مع التركيز الأكبر على قطاعيْ التعليم والرياضية.
وقد نبعت فكرة البرنامج من تجربة شخصية عايشتها بنفسي حيث كنت أجد بعض الصعوبات في إدارة الوقت بصورة أمثل تضمن التوازن بين متطلبات الأسرة والعمل والحياة.
وقد بدأت رحلتي مع برنامج «ساعة وساعة» في 27 أغسطس 2022. مواكبة لكأس العالم في قطر.

◆ ما هي أهداف البرنامج؟
■ يسعى البرنامج إلى دمج التعليم والرياضة معاً من خلال إقامة برامج وفعاليات هادفة، بالإضافة إلى إقامة رحلات خارجية وورش عمل ودعم المبادرات الشبابية والمشاركة في الفنون التشكيلية على مدار السنة.
يهدف البرنامج، من خلال برامجه وفعالياته المتنوعة، إلى بناء جيل قطري واعٍ ومثقف، كما أن من أهدافه المساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، فضلاً عن تحقيق الأهداف المستدامة فيما يتعلق بالبيئة والزراعة. 
يستهدف البرنامج شرائح متنوعة من المجتمع، بدءًا من الأطفال والشباب والناشئة وصولاً إلى كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لتطوير مهارتهم المتعددة وصقل مواهبهم، من أهمها المهارات القيادية، ويمتلك فريقا عالي المهارة لتوفير بيئة تعليمية وتربوية ورياضية رفيعة المستوى محليا وإقليميا ودوليا. 
يتطلع البرنامج إلى تطوير الشراكات وتوسيع نطاق الأعمال من أجل تحقيق أهدافه الاستراتيجية والمساهمة في نمو البلد وازدهاره.

◆ لك العديد من الانجازات والتكريمات، ماهو أكثر انجاز تفتخرين به؟
■ إن أهم إنجاز أفتخر به هو خدمتي للمجتمع فقد قمت بإنجاز الكثير من الفعاليات التي تهدف بالأساس إلى خدمة المجتمع، مثل الأنشطة التي قام بها برنامج «ساعة وساعة» مواكبة لكأس العالم، وكذلك الفعاليات التي نظمتها احتفالاً باليوم الرياضي وربط الجيل الجديد بتجارب الجيل القديم، مع المحافظة دائما على إظهار التمسك بالهوية والتراث وعادات المجتمع، والعمل على نشر الشراكة المجتمعية في مجال الثقافة والرياضية.

◆ كيف استطعت تحقيق التوازن بين الأسرة وبين مبادراتك ومسؤولياتك الأخرى؟
■ عندما أصبحت ربة بيت أتحمل مسؤوليات أسرية كبيرة؛ زاد ذلك من التحديات، وازدادت مسؤولياتي بشكل أكبر بمجرد أنني بدأت العمل؛ فكان لزاماً علي أن أسعى إلى إيجاد طريقة تضمن لي تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية، وهذا كان تحديا كبيرا لي، والحمد الله أحققه بدعم من أسرتي وأمي. 
 طبعاً الأمومة مسؤولية كبيرة، وأنا أم ولدي أطفال وعائلة، وقد شكل ذلك تحديات وصراعا داخليا بين رغبتي في تحقيق طموحي والالتزام تجاه أسرتي، حتى أنني في البداية شعرت بصعوبة المهمة وفكرت في الاستسلام لكنني بفضل الله أصررت على المواصلة حتى تمكنت من المواءمة بين دور الأمومة والأنشطة التي أقوم بها، فصار عندي توازن بين التأثير في المجتمع والسعادة في البيت، فقد كان أبنائي يشعرون بالفخر، ويقومون بالتسويق لمبادرة برنامج « ساعة وساعة» وسط زملائهم في المدرسة وخارجها. والمسألة في نظري ترجع لكيفية إدارة الوقت بشكل صحيح، فكلنا نحتاج لنخطط الوقت لتحقيق طموحاتنا وأهدافنا.

◆ كيف استطعت التغلب على التحديات التي واجهتك؟
■ بعد أن تزوجت وصار عندي اولاد وبيت وعائلة ومسؤولية بدأ عندي صراع داخلي بين رغبتي في تحقيق طموحاتي والالتزام اتجاه أسرتي وبدأت تحديات مثل ضياع الوقت وتلبية متطلبات البيت والأولاد وبدأت احس بالاستسلام لتحقيق طموحي.
بدأت أحس كأنني في سجن وميتة وأنا في الحياة في نفس الوقت، رغم انني متأكدة من قدرتي على خدمة بيتي والمجتمع بشكل قوي ومؤثر، ومن هنا أخذت قرارا بتنظيم وقتي وأخذ ساعة لنفسي للتطور والتعلم .
بدأت ثقتي في نفسي تزيد وترجع افضل من قبل، وتحقيق التوازن بين التأثير في المجتمع والسعادة في البيت، وشعور اولادي بالفخر تجاه أمهم، بنتي شهد قامت بالتسويق لمبادرة « ساعة وساعة « في المدرسة لأصدقائها والمدرسين، ولدي سالم قام بتسويق لمبادرتي للمشاهير في قطر وخارج قطر ومنهم من أخذ معه صورا تذكارية خلال زيارته قطر في كأس العالم. 
كلنا نحتاج لتنظيم الوقت كي نحقق طموحاتنا، ولو اننا ناخذ ساعة واحدة في اليوم فيكون عندنا ساعة لتأدية مسؤولياتنا وساعة لتحقيق طموحاتنا وهذا السبب الذي شجعني على انشاء مبادرة «ساعة وساعة». 

◆ ما هي أهم طموحاتك؟
■ إن أهم طموحاتي في المستقبل هي المضي قدماً في الإنجازات التي حققتها، والعمل على التوسع في إنجاز مشاريع وفعاليات ومبادرات في المستقبل تنفعُ الناس وتمكث في الأرض، وأتمنى دائما من الله تعالى أن تستمر هذه الجهود وأن تؤتي ثمارها بما يحقق الإسهام في رؤية قطر الوطنية 2030.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر تماني اليافعي صالون ثقافي خدمة المجتمع التوازن بین فی المجتمع ساعة وساعة العدید من فی تحقیق

إقرأ أيضاً:

عادل حمودة: بشار الأسد حاول التوفيق بين التجديد والحفاظ على الحكم بسوريا

قال الإعلامي عادل حمودة، إن حافظ الأسد رئيس سوريا الراحل، مات في توقيت غير مناسب،  قبل أن يعين نائبا للرئيس، وقبل أن ينعقد مؤتمر لحزب البعث يمكن ترقية فيه بشار سياسيًا.

تعديل الدستور ليتولى بشار الحكم

وأضاف «حمودة» خلال برنامجه «واجه الحقيقة» المذاع على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أنه كانت هناك مشكلة أخرى، هي أن الدستور يشترط ألا يقل عمر المرشح لمنصب الرئيس عن أربعين عاما، لكن المجلس النيابي عدل الدستور، وفي الاستفتاء الذي أجري يوم 10 يوليو جاءت نسبة 97.3 من الأصوات تؤكد ترشح بشار، وبعد أسبوع واحد وبالتحديد في 17 يوليو تم تنصيب الرئيس الجديد.

بشار بين التجديد والاستمرارية

وأوضح أنه أول ما تسلم بشار الأسد الحكم حتى وجد نفسه أمام معادلة صعبة، هل يباشر نهجا إصلاحيا جريئا؟ أم أن عليه أن يتشبث بتعزيز موقعه والمحافظة عليه فلا يكون قادرا على التفكير مليا بتغيرات السياسة الهامة؟ حاول التوفيق بين التجديد والاستمرارية، ولكن خرجت التيارات الدينية المتشددة تتهمه بالكفر وتطالب بالتخلص منه.. وفي الوقت الذي تغيرت فيه السياسة الدولية بسقوط الاتحاد السوفيتي لم يغير بشار الأسد شيئا.

بشار حافظ الأسد لم يفكر في التحالفات

وتابع: «بشار لا فكر في التحالف مع واشنطن، ولا فكر في التغيير نحو اقتصاد السوق، وبزيادة عدد السكان عجزت الموازنة العامة عن تمويل الخدمات المجانية مثل التعليم والصحة فانهارت هذه الخدمات وارتفعت الشكوى منها، وبالفشل في الوصول إلى علاج للأزمات الداخلية تصاعدت حدة القسوة الأمنية، وبدا ان الانفجار قادم رغم الجهد الذي بذلته زوجته أسماء الأسد للتخفيف من الضغوط على الشعب السوري».

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
  • حمد إبراهيم: الإسماعيلي كان الأقرب للفوز على بيراميدز لو حالفنا التوفيق
  • طاقته الاستيعابية أكثر من 500 سرير .. تجهيز مركز لإيواء المشردين في العاصمة صنعاء
  • عادل حمودة: بشار الأسد حاول التوفيق بين التجديد والحفاظ على الحكم بسوريا
  • محافظ الغربية: نعمل على تحقيق احتياجات المواطنين وحل مشكلاتهم
  • غيرترود بِيل.. الجاسوسة التي سلّمت العرب للإنجليز
  • بيت العائلة المصرية بألمانيا يدين الحادث الإرهابي في ألمانيا
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
  • برلماني: مصر تقود مسيرة تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول قمة الثماني النامية
  • الطفل والشظيّة