القاهرة – نبض السودان

التقى السيد محمد عبدالله التوم القائم بأعمال سفارة السودان بالقاهرة اليوم الأربعاء بالدكتورة نوريا سانز – الممثل الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) في مصر والسودان.

قدم السفير التوم شرحاً وافياً في اللقاء حول المخطط التآمري الذي تقوم به ميليشيا الدعم السريع واستهدافها المتعمد لكل المخزون الثقافي والتراثي السوداني وتدميرها للمواقع الأثرية والمتاحف ودور الوثائق وأرشيف وقواعد بيانات المؤسسات والوزارات بشكل عام في استهداف واضح لكل المخزون المحفوظ من تراث وتاريخ وبيانات البلاد، وتطرق الحديث إلى ما يمكن أن تقوم به الهيئة الدولية من دور في حماية وصيانة هذا التراث الثقافي والتاريخي.

كما تناول السفير التوم بالشرح الجهود التي تقوم بها السفارة بشأن ضمان استمرار عمل المدارس ومؤسسات التعليم السودانية في مصر لتوفير التعليم لأبناء السودانيين المقيمين في البلاد، وما يمكن أن تقوم به السفارة من جهود مشتركة مع اليونسكو في هذا الاطار.

وقد عبرت الدكتورة سانز عن تضامنها الكامل مع السودان وشعبه في هذه الظروف الاستثنائية، وقدمت بدورها شرحاً للأنشطة المختلفة التي يقوم بها اليونسكو تجاه رفع الكفاءة وتدريب العديد من المهنيين السودانيين العاملين في مجالات عمل المنظمة، وخاصة في مجال صون وحماية الآثار والمتاحف والمواقع الأثرية والإنسانية وتعزيز وتطوير الإمكانيات التعليمية وصون النوع والسلاسل الغذائية والمحاصيل.

وأبدت الدكتورة نوريا كامل استعداد اليونسكو للانخراط مع السفارة في جهود توفيق أوضاع المدارس بما يضمن استمرار عملها وتقديم التعليم للطلاب السودانيين في هذه الفترة. وقد تم التأكيد في نهاية اللقاء على أهمية إنشاء آليات تنسيق مشتركة مع السفارة واستمرار العمل بما يحقق تكامل جهود الجانبين في تنفيذ الأهداف المشتركة.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: السودان بالقاهرة سفير يشرح

إقرأ أيضاً:

الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير

زهير عثمان

تشهد الساحة السودانية تصاعداً في تعقيد الصراعات السياسية والعسكرية، حيث تُعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وقوات الدعم السريع فاعلين رئيسيين في المشهد السوداني. ورغم اختلاف أهدافهما وسياقاتهما، يتشاركان النفوذ العسكري والسياسي. يُثير هذا التساؤل حول مصير البلاد إذا ما قررت الحركة الشعبية إعلان حكومة في مناطق نفوذها، وما قد يعنيه ذلك على المستويين الداخلي والإقليمي.
الفروق الأساسية بين الحركة الشعبية والدعم السريع
الأيديولوجيا والأهداف
الحركة الشعبية لتحرير السودان , تعتمد الحركة على رؤية سياسية واضحة تُعرف بـ"السودان الجديد"، التي تسعى لإعادة تشكيل الدولة السودانية على أسس المواطنة والمساواة واحترام التنوع. تهدف إلى إنهاء التهميش التاريخي لمناطق مثل جبال النوبة والنيل الأزرق.
الدعم السريع وطرحه نعلم انها تفتقر قوات الدعم السريع إلى أيديولوجيا متماسكة أو رؤية سياسية طويلة المدى. يُنظر إليها كقوة عسكرية تهدف إلى تعزيز نفوذ قيادتها، وعلى رأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع التركيز على تحقيق مكاسب تكتيكية بدلاً من طرح مشروع وطني شامل.
القاعدة الشعبية والجغرافية
الحركة الشعبية اسست والان تمتلك قاعدة شعبية راسخة في المناطق المهمشة مثل جبال النوبة والنيل الأزرق، وتطرح نفسها كممثل للمهمشين والمظلومين في السودان.
الدعم السريع قاعدته الأساسية في دارفور مع توسع نفوذها إلى مناطق أخرى، لكنها تُعتبر أكثر ارتباطاً بالبُنى القبلية والمصالح الاقتصادية لقادتها.
الشرعية والممارسات
الحركة الشعبية بالرغم تعرضها لانتقادات في قضايا كثيرة مثل علمانية الحكم والحقوق المدنية ، إلا أنها تُعتبر فاعلاً سياسياً مشروعاً يسعى إلى تغيير بنية الدولة السودانية.
الدعم السريع يواجه انتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واعتمادها على القوة العسكرية المفرطة في حروبها كلها .
إعلان حكومة من قبل الحركة الشعبية: السيناريوهات والتداعيات
الأثر على وحدة السودان
إعلان حكومة في مناطق نفوذ الحركة الشعبية سيُعيد إلى الأذهان تجربة جنوب السودان. قد يُعزز ذلك الشعور بانعدام الثقة بين الأطراف السودانية المختلفة، ويُؤدي إلى مزيد من الاستقطاب.
التحديات الداخلية
الاعتراف الدولي أول ما ستواجه الحركة تحدياً كبيراً في الحصول على اعتراف دولي بحكومتها.
الخدمات والبنية التحتية: تعتمد هذه المناطق على المركز في تقديم الخدمات، ما يعني أن إعلان حكومة سيضع عبئاً هائلاً على موارد الحركة.

التداعيات الإقليمية
التدخل الإقليمي وقد يدفع إعلان حكومة دول الجوار مثل إثيوبيا وجنوب السودان إلى اتخاذ مواقف متباينة، بناءً على مصالحها.
التوازنات الجيوسياسية سيُربك ذلك حسابات القوى الدولية والإقليمية لفترة وخاصة التي تسعى لاستقرار السودان.
مقارنة مع تجربة الدعم السريع
إذا كانت قوات الدعم السريع تُركز على تثبيت نفوذها داخل النظام الحالي، فإن الحركة الشعبية قد تسعى لتأسيس كيان مستقل تماماً. الفرق الجوهري هو أن الدعم السريع لا يمتلك مشروعاً سياسياً متكاملاً، بينما للحركة الشعبية رؤية تتجاوز حدود السلاح.

وفي حال أعلنت الحركة الشعبية حكومة في مناطق نفوذها، سيشكل ذلك تحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوداني. بينما تظل احتمالات نجاحها مرتبطة بقدرتها على كسب الاعتراف الدولي والتعامل مع تحديات داخلية معقدة. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل هو السعي نحو تسوية سياسية شاملة تُعالج جذور الأزمات السودانية وتجنب البلاد سيناريوهات التفكك والمزيد من الصراع.

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. شاهد لحظة “جغم” القائد الميداني للدعم السريع “بيتر” أثناء مخاطبته الجنود وتحفيزهم على يد أحد القناصين بمدينة بحري وساخرون: (وداهو السماء ذات البروج قبل يكمل كلامو)
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية في مضارب الكبابيش
  • كودي يهنئ السودانيين بأعياد الميلاد ويدعو للوحدة والسلام
  • عبداللطيف يبحث مع سفير الصين بالقاهرة تعزيز التعاون في مجال تطوير التعليم قبل الجامعى
  • وزير التعليم يبحث مع سفير الصين بالقاهرة تعزيز التعاون المشترك
  • وزير التعليم يبحث مع سفير الصين بالقاهرة مجالات تطوير التعليم قبل الجامعي
  • "أطباء بلا حدود" تطالب بمساعدات عاجلة للاجئين السودانيين في جنوب السودان
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • مشتركة فوق -الفرق بين السودان والشتات!