يظهر إيمان الصديق رضي الله عنه القوي في هذا الحدث الجلل، الإسراء والمعراج فعندما أخبره الكفار، قال بلسان الواثق: لئن كان قال ذلك؛ لقد صدق! ثم قال: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة، أو روحة،الإسراء والمعراج وبهذا استحق لقب الصديق، وهذا منتهى الفقه، واليقين، حيث وازن بين هذا الخبر، ونزول الوحي من السماء، فبين لهم: أنه إذا كان غريبا على الإنسان العادي، الإسراء والمعراج فإنه في غاية الإمكان بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأظهر الله له علامات تلزم الكفار بالتصديق، وهذه العلامات هي: إن الحكمة في شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم، وملء قلبه إيمانا وحكمة؛ استعدادا للإسراء تظهر في عدم تأثر جسمه بالشق، وإخراج القلب مما يؤمنه من جميع المخاوف العادية الأخرى، ومثل هذه الأمور الخارقة للعادة يجب التسليم لها دون التعرض لصرفها عن حقيقتها؛ لمقدرة الله تعالى، التي لا يستحيل عليها شيء. إن شرب رسول الله صلى الله عليه
وسلم اللبن حين خير بينه وبين الخمر، وبشارة جبريل عليه السلام: «هديت للفطرة»، تؤكد: أن هذا الإسلام دين الفطرة البشرية؛ التي ينسجم معها، فالذي خلق الفطرة البشرية خلق لها هذا الدين، الذي يلبي نوازعها، واحتياجاتها، ويحقق طموحاتها، ويكبح جماحها: ﴿فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾إخباره عن العير الثانية التي نفرت فيها الإبل، ووصفه الدقيق لأحد جمالهمإخباره عن العير الثالثة التي بالأبواء، ووصفه الجمل الذي يقدمها، وإخباره بأنها تطلع ذلك الوقت من ثنية التنعيم، وقد تأكد المشركون، فوجدوا أن ما أخبرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم كان صحيحا، فهذه الأدلة الظاهرة كانت مفحمة لهم، ولا يستطيعون معها أن يتهموه بالكذب. كانت هذه الرحلـة العظيمة تربية ربانيـة رفيعة المستوى وأصبح صلى الله عليه وسلم يرى الأرض كلها، بما فيها من مخلوقات نقطة صغيرة في ذلك الكون الفسيح، ثم ما مقام كفار مكة في هذه النقطة؟! إنهم لا يمثلون إلا جزءا يسيرا جدا من هذا الكون، فما الذي سيفعلونه تجاه من اصطفاه الله تعالى من خلقه، وخصه بتلك الرحلـة العلويـة الميمونـة، وجمعه بالملائكـة والأنبياء – عليهم السلام – وأراه السماوات السبع، وسـدرة المنتهى، والـبيت المعمور، وكلمه جل وعلا؟
صلاة النبي في ليلة الإسراء والمعراج "ليلة الإسراء والمعراج.. رحلة الإيمان والتفاعل بين الدنيا والآخرة" التقاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في ليلة الإسراء والمعراج الأعمال والأدعية المستحبة.. دليل ليلة الإسراء والمعراج 2024 إن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء دليل على أنهم سلموا له القيادة، والريادة، وأن شريعة الإسلام نسخت الشرائع السابقة، وأنه وسع أتباع هؤلاء الأنبياء ما وسع أنبياءهم، أن يسلموا القيادة لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم، ولرسالته التي لا يأتيها الباطل من بين يديها، ولا من خلفها، إن على الذين يعقدون مؤتمرات التقارب بين الأديان أن يدركوا هذه الحقيقة، ويدعوا إليها، وهي ضرورة الانخلاع من الديانات المنحرفة، والإيمان بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته، وعليهم أن يدركوا حقيقة هذه الدعوات المشبوهة، التي تخدم وضعا من الأوضاع، أو نظاما من الأنظمة الجاهلية، وأي تقريب بين عقيدة منحرفة تعتقد: أن الله هو المسيح، وأن المسيح ابن الله، وأن الله ثالث ثلاثة، أو بين من يعتقد: أن عزيرا ابن الله، ويحرف كلام الله، وبين من يعتقد: أن الله واحد لا شريك له، ولا والد، ولا ولد، ولا زوجة له – وهو عبث من القول.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية:
الإسراء والمعراج
سور القرآن
سورة البقرة
الكتف
الاسراء
دعاء
ادعية الاسراء والمعراج
دعاء ليلة الاسراء والمعراج
ليلة الاسراء والمعراج
فضل ليلة الإسراء والمعراج
سبب الاسراء والمعراج
قصة الإسراء والمعراج
معجزات الإسراء والمعراج
شهر شعبان
موعد شعبان
متى شعبان
موعد شهر شعبان
معنى رفع الاعمال
دعاء شهر شعبان
دعاء شعبان
فضل شهر شعبان
موعد رمضان
هلال شعبان
دار الافتاء
الاعمال
الصيام
صيام
لیلة الإسراء والمعراج
صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
رد قوي من محمد أبو هاشم على محرمي الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج
أكد الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن ذكرى الإسراء والمعراج تُعدّ معجزة عظيمة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجاءت في توقيت شديد الصعوبة خلال عام الحزن.
وأوضح أبو هاشم، خلال تصريح، اليوم الثلاثاء، أن النبي صلى الله عليه وسلم عانى في هذا العام من وفاة عمه أبو طالب، الذي كان سندًا له، ثم وفاة السيدة خديجة بعد ذلك بفترة قصيرة، مما أضاف عبئًا نفسيًا كبيرًا عليه. وتزامنت هذه المحن مع تعنت قريش وسفهاء مكة، وزيادة إيذائهم للنبي، خاصة بعد رحلته إلى الطائف، حيث قوبل بتصرفات قاسية.
وأشار الدكتور أبو هاشم إلى أن الإسراء والمعراج جاءت لتكون تسرية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتأكيدًا لقدرته على التحمل، كما كانت اختبارًا لإيمان الصحابة واستعدادهم لتصديق المعجزات.
وقال: "الإسراء والمعراج كانت تمهيدًا للهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، حيث كانت بمثابة اختبار لعزيمة المؤمنين، من صدّق بهذه الرحلة كان مستعدًا للانتقال وترك بلاده وأهله من أجل نصرة الدين".
كما أوضح الدكتور أبو هاشم أن ليلة الإسراء والمعراج تحمل دلالات روحانية عميقة، وأنها فرصة للمسلمين للتفكر في عظمة هذه المعجزة واستلهام العبر منها.