تأجيل رابع لاجتماع الكتلة الديمقراطية بـ سلفاكير
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
رصد – نبض السودان
تأجل اجتماع الكتلة الديمقراطية مع رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الذي كان مقرراً اليوم في جوبا، إلى الجمعة القادمة لأسباب فنية.
وهذا هو التأجيل الرابع للاجتماع، حيث تم تأجيله سابقاً ثلاث مرات كانت الاولى في نهاية نوفمبر الماضي بسبب التزامات مسبقة لسلفاكير، ومرتين في ديسمبر لدواعي فنية.
وأوضح المتحدث الرسمي لحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم لسودان تربيون أن التأجيل هذه المرة يعود لضعف في التنسيق أدى إلى تأخر وصول بعض وفود الكتلة الديمقراطية إلى جوبا.
ووصل بعض قيادات الكتلة اليوم، ومن المتوقع أن يكتمل العدد غداً الخميس، لبدء الاجتماعات الجمعة وتستمر حتى الاثنين القادم.
وكشف عن ان الكتلة الديمقراطية ستقدم خلال اجتماعها مع سلفاكير رؤية تشمل على ضرورة إجراء حوار شامل لا يستثني أحداً.
ومعالجة الأسباب التي أدت للحرب، وخاصة عدم استئثار جهة أو مجموعة بقرار الحوار وآلياته كما حدث في الاتفاق الإطاري.
ويضم التحالف كل من الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل بقيادة جعفر الميرغني، حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، رئيس المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك ومجموعات سياسية اخرى.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الكتلة تأجيل رابع لاجتماع الکتلة الدیمقراطیة
إقرأ أيضاً:
غانا: مسار الديمقراطية وتحديات المستقبل
محمد تورشين*
تُعد غانا إحدى أبرز الدول الإفريقية التي نجحت في تحقيق انتقال ديمقراطي مستقر وترسيخ التداول السلمي للسلطة. منذ استقلالها عن الاستعمار البريطاني عام 1957، مرت البلاد بتحولات سياسية عميقة، تضمنت فترات من عدم الاستقرار السياسي بسبب الانقلابات العسكرية، قبل أن تدخل حقبة جديدة من الديمقراطية المستدامة مع إقرار دستور الجمهورية الرابعة عام 1992. ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد ثماني عمليات انتخابية منتظمة وتناوبًا سلميًا على السلطة بين الحزبين الرئيسيين: "المؤتمر الوطني الديمقراطي" (NDC) و"الحزب الوطني الجديد" (NPP)، ما جعلها نموذجًا إفريقيًا في الاستقرار السياسي.
التحديات الاقتصادية وتأثيرها على الاستقرار
رغم الإنجازات السياسية، تواجه غانا تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة قد تهدد استقرارها. في مقدمة هذه التحديات، تأتي البطالة التي وصلت إلى معدلات مقلقة تجاوزت 14% من قوة العمل، ما أدى إلى حالة من السخط الشعبي، خاصة بين الشباب. يمثل هذا الوضع ضغطًا متزايدًا على الحكومة الجديدة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي مثل تقارير "جلوبال إنفو أناليتكس" و"أفرو باروميتر" أن أغلبية الشعب تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لخلق فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية. الفقر أيضًا يمثل عائقًا كبيرًا أمام التنمية والاستقرار. على الرغم من النمو الاقتصادي الذي حققته البلاد في السنوات الأخيرة، إلا أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد اتساعًا، ما يزيد من التحديات الاجتماعية. تحتاج الحكومة إلى تعزيز سياسات التوزيع العادل للموارد، ودعم القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة لتوفير فرص عمل مستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية. إلى جانب ذلك، تعاني البلاد من ارتفاع الدين العام الذي يضغط على الميزانية الوطنية ويحدّ من قدرة الحكومة على تنفيذ مشروعات تنموية ضرورية. يتطلب هذا الوضع اعتماد إصلاحات اقتصادية جذرية تهدف إلى تقليل الاعتماد على القروض الخارجية، مع التركيز على تعزيز الإنتاج المحلي والصادرات. لا تزال البنية التحتية في غانا غير متطورة بالشكل الكافي لدعم الطموحات الاقتصادية للبلاد. هناك حاجة ماسة إلى تحسين شبكات النقل والطاقة والمياه، خاصة في المناطق الريفية، لتسهيل الوصول إلى الخدمات وتعزيز النشاط الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، يعاني قطاعا التعليم والرعاية الصحية من تحديات كبيرة تتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا. تحسين هذه القطاعات سيكون له تأثير مباشر على تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز الإنتاجية.
غانا ودورها في محاربة الإرهاب في غرب إفريقيا
في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا، تلعب غانا دورًا حيويًا في تعزيز الأمن الإقليمي. وعلى الرغم من أنها لم تشهد هجمات إرهابية كبيرة على أراضيها حتى الآن، إلا أنها تدرك خطورة انتشار الجماعات الإرهابية في البلدان المجاورة مثل بوركينا فاسو ومالي.تعمل غانا على تعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين، مثل الأمم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس). بالإضافة إلى ذلك، تساهم غانا في عمليات حفظ السلام الإقليمية وتبذل جهودًا لتأمين حدودها الشمالية من تسلل الجماعات الإرهابية. ومع ذلك، لا يقتصر دور غانا في مكافحة الإرهاب على الجانب الأمني فقط، بل يمتد إلى معالجة الأسباب الجذرية التي تغذي التطرف، مثل الفقر، والبطالة، وضعف الخدمات العامة. إن تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، خاصة في المناطق الحدودية، يُعد عاملًا رئيسيًا في منع انتشار الفكر المتطرف والحفاظ على استقرار البلاد والمنطقة.
ختاما يمكن القول بأن غانا تقف على مفترق طرق. نجاحها في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز دورها الإقليمي في محاربة الإرهاب، سيحدد مستقبلها كدولة مستقرة وديمقراطية في إفريقيا. ورغم التحديات الكبيرة، فإن إرثها السياسي الراسخ، إلى جانب التزامها بالإصلاحات، يمنحها فرصة حقيقية لتعزيز مكانتها كقوة ديمقراطية واقتصادية في القارة. إن الجمع بين الاستقرار السياسي، ومعالجة القضايا الاقتصادية، وتعزيز الأمن، سيُسهم في خلق بيئة مواتية للتنمية المستدامة، ما يجعل غانا نموذجًا يُحتذى به للدول الإفريقية الأخرى.
* باحث وكاتب سوداني ، متخصص بالشأن المحلي والشؤون الإفريقية
mohamedtorshin@gmail.com