الشيخ حمد بن عبدالعزيز آل ثاني لـ”البلاد “:. الجمهور السعودي الأفضل.. ونجاح مونديال قطر يحسب للمنطقة كلها
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
حاوره- بدر النهدي
الشيخ حمد بن عبدالعزيز آل ثاني مدير الإعلام المحلي والإقليمي باللجنة المنظمة لكأس آسيا قطر 2023، يمثل قامة إعلامية واعدة في مجاله، لا يدخر جهداً في سبيل دعم الصحفيين والإعلاميين العرب في الدوحة.
تولى الشيخ حمد بن عبدالعزيز مناصب إعلامية عديدة، حيث سبق له ترؤس اللجنة الإعلامية لبطولتي العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة، وبطولة العالم للجودو.
” البلاد” التقت بآل ثاني؛ حيث كشف عن رؤيته لكأس آسيا 2023 التي تحتضن الدوحة منافساتها حالياً، وتقييمه لها، وكذلك سر النجاح الكبير الذي تحظى به البطولة القارية حتى الآن. فكان هذا الحوار..
• بداية.. أهنئكم بنجاح تنظيم مونديال قطر2022 وكذلك كأس آسيا قطر 2023.. كيف ترون هذا النجاح؟
– نجاح قطر في استضافة كأس العالم 2022 كان نجاحاً لها وللمنطقة بأسرها، ويؤكد قدرة المنطقة على صنع الحدث، واستضافة أكبر البطولات العالمية. ونحن فخورون بهذه الاستضافة الناجحة، التي هيأت الحدث الكروي العالمي لأن يصبح “مونديال القرن بلا منازع” منذ انطلاقه في الأوروجواي سنة 1930م، ولذلك أرى أن هذه النسخة من المونديال سوف تظل حية في الذاكرة الرياضية على مدى أجيال. لقد اكتمل هذا النجاح على مستوى التنظيم- بفضل الله- ثم بفضل قيادتنا الرشيدة ورؤيتها الثاقبة ودعمها اللا محدود للقطاع الرياضي، والآن نرى هذا النجاح يمتد معنا إلى بطولة كأس آسيا الحالية التي نعتبرها إرثاً مباشراً لكأس العالم؛ حيث حطمت العديد من الأرقام القياسية على مستوى جميع البطولات القارية التي سبقتها. ولا يمكنني أن أغفل الأهمية الكبيرة التي يمثلها الجمهور الرياضي عموماً في كرة القدم. لذلك أشكر الجماهير على الأجواء الرائعة التي تصنعها في جميع البطولات التي تستضيفها قطر.
• كيف ترون المستويات الفنية للمنتخبات في البطولة القارية حتى الآن؟
– شهدنا أداء فنياً عالياً في الكثير من المباريات التي وصلت بعضها إلى مستويات عالمية. ورأينا مباريات تحسم في الدقائق الأخيرة، وأخرى تنقلب فيها النتائج. وهذا يدل على مدى إثارة البطولة، وعلى سبيل المثال، مباراة منتخب العراق واليابان، ومباراة المنتخبين السعودي والعماني، وكذلك مباراة الافتتاح، ومباراة قطر وفلسطين التي كان المنتخب الفلسطيني فيها نداً قوياً حتى آخر لحظة. وهناك أيضاً مباراة العراق والأردن التي شهدت إثارة كبيرة، ولكني أشعر بالأسف للمنتخبات العربية التي لم يحالفها التوفيق ولجماهيرها الكبيرة في الدوحة، وأبارك للأردن الوصول للنهائي وكذلك للمنتخب القطري ونتمنى أن نشاهد “نهائي” يليق بالكرة العربية.
• ماذا عن دوركم في اللجنة المنظمة لكأس آسيا 2023؟
– يتمحور دوري في إدارة الإعلام باللجنة في الإشراف على العديد من المهام الإعلامية الخاصة بالإعلاميين، وتذليل أي صعوبات قد تعترض الوفود الإعلامية في سبيل تغطيتها للبطولة القارية ونقل الصوت والصورة، سواء من خلال المركز الإعلامي الرئيسي في مشيرب، الذي تم تجهيزه بأحدث التقنيات والخدمات أو من خلال المراكز الإعلامية الموجودة في الملاعب.
وقد هيأنا في إدارة الإعلام أفضل الأجواء للعمل من خلال المركز الإعلامي الرئيسي بما في ذلك عمليات البث المرئي أو المسموع أو التحرير الصحفي أو بث الرسائل اليومية من المركز ومهام المصورين. كما نوفر لهم كافة التسهيلات في جميع تنقلاتهم تجنباً لأي إهدار للوقت الذي أصبح يمثل أهمية كبيرة في النقل الفوري للأحداث.
• كم العدد التقريبي لإعلاميي البطولة الآسيوية؟
– تحظى هذه البطولة بتغطية إعلامية واسعة وغير مسبوقة على مستوى أي بطولة آسيوية أخرى، حيث استقطبت أكثر من 2000 صحفي وإعلامي ومصور ومؤثر رقمي جاءوا من جميع أنحاء العالم، وليس من قارة آسيا فقط. ونهيئ لهم أفضل الأجواء المناسبة التي تساعدهم على تغطية منافسات البطولة.
• هل اختلفت مقرات العمل الإعلامي عما كانت عليه في كأس العالم؟
– نؤمن في قطر بأهمية الإعلام الرياضي؛ باعتباره جزءاً مكملاً لنجاح أي بطولة رياضية. والمركز الإعلامي من وجهة نظري هو بمثابة منصة أو منبر يعكس صورة البطولة والمستويات التي وصلت إليها، وبالتالي يمثل عنصراً من عناصر النجاح. والمركز الإعلامي الرئيسي لكأس آسيا 2023 والكائن في مشيرب يشغل نفس المكان الذي كان فيه المركز الإعلامي لكأس العالم حيث يمكنه استيعاب أعداد كبيرة من الإعلاميين، فضلاً عن كونه مجهز لاستضافة وسائل الإعلام التي تقوم بالبث من خلاله. وهناك أيضاً مراكز إعلامية مصغرة في الاستادات التسعة التي تستضيف مباريات البطولة وهي الأخرى مجهزة بشكل كامل.
• ما هي آلية الحضور للإعلاميين في تغطية المباريات؟
– قررنا في اللجنة المنظمة أن تكون آلية حضور الإعلاميين للمباريات في كأس آسيا، مثل آلية حضورهم مباريات كأس العالم، وذلك عبر تقديم طلب للحصول على مقعد إعلامي لكل مباراة على حدة، وهذه هي الآلية التي نطبقها في البطولة الجارية، ولكننا في الوقت نفسه نعطي الأولوية للإعلاميين الذين تشارك منتخبات بلادهم في البطولة، حتى يتسنى لهم إثراء التغطية الإعلامية في بلدانهم وتقديم تفاصيل وافية لأجواء المباريات.
• هل واجهتم ضغوطاً عبر المنصات الإلكترونية التي تستقبلون من خلالها طلبات تسجيل الإعلاميين؟
– نحن جاهزون دائماً ولدينا المرونة الكافية للتعامل مع كافة الضغوط، والمنصات الإلكترونية مجهزة لاستيعاب الكثير والكوادر العاملة عليها تعمل على مدار الساعة. ولذلك ورغم النداءات الكثيرة التي وجهناها للإعلاميين الراغبين في تغطية البطولة بضرورة التسجيل مبكراً، فقد فوجئنا بعدد هائل من الطلبات لإصدار التصاريح الإعلامية وتجاوزت الألف قبيل انطلاق البطولة، وتزايدت مع بداية البطولة، فاضطررنا لتمديد الموعد النهائي لمدة أسبوع إضافي.
• على المستوى الشخصي هل شاهدت اختلافاً بين الأجواء الحالية وأجواء كأس العالم؟
– لا شك أن هناك فرقاً بحكم اختلاف العديد من العناصر بين البطولة القارية وبطولة كأس العالم، التي تمثل الحدث الكروي الأكبر بلا منازع، وكذلك بسبب مستوى الاهتمام الجماهيري الذي تستقطبه البطولة العالمية بنجومها الكبار. لذلك كان التنوع الثقافي والحضور على مستوى الأعداد أكبر في كأس العالم. ولكننا استطعنا في هذه النسخة من كأس آسيا أن نصنع لها رونقاً خاصاً وحضوراً رائعاً، ما جعلها تستقطب اهتماماً إعلامياً وجماهيرياً أكثر من أي نسخة سابقة. والأجواء الحالية والحضور الجماهيري القياسي في مباريات البطولة حتى الآن خير دليل على مدى التطور وروعة التنظيم.
• ما هو تقييمكم للحضور الجماهيري للبطولة حتى الآن؟
– لقد شهدت كأس آسيا 2023 انطلاقة مثالية للغاية فيما يتعلق بالحضور الجماهيري. فمنذ يومها الأول سجلت البطولة رقماً جماهيري قياسياً على مستوى مباراتها الافتتاحية فاقت جميع مباريات الافتتاح السابقة التي شهدها كأس آسيا عبر التاريخ، حيث تخطى العدد 82 ألف متفرج في استاد لوسيل،
كما حطمت البطولة الرقم القياسي الخاص بإجمالي عدد الجماهيري لجميع المباريات والمسجل منذ عقدين لحساب كأس آسيا 2004 في الصين، حيث تخطت هذه النسخة حاجز المليون مشجع قبل اكتمال دور المجموعات، وفي ختام البطولة ستصبح هذه النسخة صاحبة الرقم القياسي لأكبر حضور جماهيري.
• ما هو رأيكم في الجمهور السعودي؟
– الجمهور السعودي معروف بشغفه الكبير بكرة القدم وبالزحف خلف الأخضر في كل مكان، ولذلك يصنع الفارق دائماً في كل بطولة يحضرها من خلال الحيوية والنشاط، سواء في المدرجات أو في أماكن الفعاليات. وأتذكر كيف كان حضورهم مميزاً في كأس العالم 2022. ومثلما كان “البيت السعودي” وجهة مميزة للجماهير في كأس العالم كان أيضاً “بيت الصقر” في كأس آسيا مقراً مميزاً لتجمع الجماهير السعودية، وقد شهد إقبالاً كبيراً وفعاليات استثنائية. وأكثر ما يعجبني في الجمهور السعودي؛ أهازيجه الرائعة التي يشعل بها المدرجات.
وأحب أن أوجه الشكر أيضاً لجميع الجماهير العربية التي حضرت هذه البطولة سواء من خارج قطر أو من الجاليات العربية التي تحتضنها الدوحة. لقد أسعدني شخصياً هذا الحضور العربي الكبير والطابع الجميل الذي أضفته على البطولة. وأستطيع القول إنها جميعها ومعها جمهور العنابي قد ساهمت كثيراً في النجاح الجماهيري الذي حققته البطولة حتى الآن. ونتمنى أن تظل الدوحة وجهة مفضلة لجماهير كرة القدم في جميع أنحاء عالمنا العربي.
السؤال العاشر/ أخيراً ما مدى رضاكم بعملكم كمدير لإدارة الإعلام حتى الآن؟
نقوم بعمل جماعي تحت مظلة اللجنة المحلية المنظمة التي تضم فريقاً رائعاً من أفضل الكوادر الرياضية في قطر. ونضع هدفاً واحداً نصب أعيننا وهو تقديم صورة مشرفة لبلادنا وتذليل أي صعوبات تعترض الزملاء الإعلاميين والصحفيين في مهنة البحث عن المتاعب، وأعني تماماً ما تحمله الكلمة من معنى، فهي فعلاً مهنة المتاعب. ولا يدخر أيٌ من أعضاء الفريق في اللجنة وسعاً في سبيل إنجاح المنظومة والوصول بالبطولة إلى مستوى النجاح المنشود.
وفي النهاية، أود أن أشكر صحيفة “البلاد” وموفدها للبطولة الصحفي الزميل “بدر النهدي المتألق وجميع وسائل الإعلام السعودي الراقي وموفديها بالدوحة على التغطية المهنية لجميع أحداث وفعاليات البطولة منذ انطلاقها
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: كأس آسيا المرکز الإعلامی الجمهور السعودی فی کأس العالم کأس آسیا 2023 هذه النسخة لکأس آسیا على مستوى حتى الآن من خلال
إقرأ أيضاً:
الرجل الذي اشترى كل شيء.. بن سلمان وانتهاكات الصندوق السيادي السعودي
نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش، تقريرا مطولا عن صندوق الاستثمارات العامة السعودية، وكيف استخدمه ولي العهد محمد بن سلمان لتعزيز سطوته على الدولة بالإضافة للانتهاكات العديدة لحقوق الإنسان التي رافقت إنشاءه.
وقالت المنظمة، إنه في غضون سنوات قليلة، تحول "صندوق الاستثمارات السعودي من صندوق
ثروة سيادي غامض ومدار بشكل محافظ إلى أحد أكبر الصناديق وأكثرها شراسة في العالم حيث تقدر قيمته بأكثر من 925 مليار دولار.
وأضافت، أن هذا الاتفاع الصاروخي الذي حققه الصندوق يعود إلى ولي العهد، ورئيس الوزراء، ورئيس الصندوق، والحاكم الفعلي والمستبد محمد بن سلمان، حيث عزز من خلال الصندوق تفرده بالقرار إذ تكاد تنعدم لقيود على تصرفه بثروة البلاد التي من المفترض أن يستفيد منها الشعب السعودي بأكمله.
وأوضحت رايتس ووتش، أن بن سلمان أشرف على أسوأ فترة لحقوق الإنسان في تاريخ البلاد، بعد أن شن قمعا واسعا وعنيفا على المجتمع المدني، والمعارضين والمحافظين الدينيين، ومنافسي النظام، ورجال األعمال البارزين. ما منحه سلطة مطلقة على أجهزة الدولة ساعدته بإعادة هيكلة الصندوق.
وأشارت إلى أن الصندوق السيادي السعودي استفاد مباشرة من انتهاكات حقوقية مرتبطة برئيسه محمد بن سلمان، بما يشمل حملة مكافحة فساد عام 2017 تضمنت اعتقالات تعسفية وانتهاكات بحق المحتجزين وابتزاز ممتلكات النخبة السعودية.
وتحدثت المنظمة عن تسهيل الصندوق من خلال الشركات التي يملكها انتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 حيث استقل المتورطون بالعملية طائرتين تعودان لشركة "سكاي برايم للخدمات الجوية" التي يمتلكها الصندوق السيادي السعودي.
كما ارتبطت انتهاكات حقوق الإنسان ببعض المشاريع التي يديرها الصندوق وعلى رأسها مشروع مدينة "نيوم" حيث طردت السلطات السعودية عشرات الأسر من قبيلة الحويطات التي تسكن قرب المشروع.
وأردفت، أن محمد بن سلمان، مدعوما بمجموعة صغيرة من النخبة السعودية غير الخاضعة للمحاسبة، يسيطر على الدعامات الأساسية لاقتصاد البلاد موظفا المال العام لخدمة مصالحه على حساب الصالح العام بشكل تعسفي.
ولفتت المنظمة إلى أن استثمارات الصندوق تستخدم لغسيل الانتهاكات الحكومية السعودية، إذ يعمد الصندوق لجعل استثماراته في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيره قوة داعمة للسعودية تهدف لحشد دعم أجنبي غير ناقد لأجندة محمد بن سلمان، وإسكات المنتقدين لسياساته وسجل حقوق الإنسان في المملكة.
كما توفر استثمارات الصندوق في البلدان حوافز للسكون عن وصرف الاهتمام عن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية ونشر روايات مزيفة عن الإصلاح، ودعم بن سلمان رغم مسؤوليته المباشرة عن تلك الانتهاكات.
وذكر التقرير أن الصندوق يلعب لعبة مزدوجة فقد أظهرت وثائق محاكمات، أن الصندوق زعم أن استثماراته في الخارج تتعلق بالأمن القومي السعودي لكن حيث ما كان ذلك ملائما سياسيا، يزعم حينها أن استثماراته تستند إلى المنطق الاقتصادي فقط.
وتحدثت هيومن رايتس ووتش، أن بن سلمان يحاول تلميع صورته وجذب المستثمرين الأجانب عبر حفلات تستضيف كبار النجوم في العالم.
كما أشارت المنظمة إلى "الغسيل الرياضي" الذي يعمل على تلميع صورة الحكومة السعودية عبر استضافة أحداث كبرى في حين يتم صرف النظر عن الانتهاكات الحقوقية الكبيرة في السعودية.
وبحسب المنظمة فإنه على الرغم من مزاعم الرياض دعم الاستثمار في الطاقة النظيفة إلى أن الصندوق يعتمد بشكل كلي على الوقود الأحفوري.