أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، أن السعودية لا تزال "مصممة" على مواصلة الجهود نحو التطبيع مع إسرائيل، مؤكدا أن ذلك سيتطلب تهدئة الأوضاع في غزة والدفع نحو حل الدولتين. 

وقال بلينكن إن "ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كرر رغبته وتصميمه على مواصلة مساعي تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

 

وأضاف أن ولي العهد السعودي "قال إن التطبيع سيتطلب الهدوء في غزة ومسارا لإقامة دولة فلسطينية". 

أتت تصريحات بلينكن تزامنا مع جولته الخامسة إلى الشرق الأوسط عقب هجمات 7 أكتوبر. 

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية.

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر. 

وقد انتقدت الرياض، فجر الأربعاء، تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض أشار فيها إلى مناقشات "إيجابية" بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل على الرّغم من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن "المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة".

وأضافت الوزارة أنه "فيما يتعلق بالمناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي - الإسرائيلي وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتا تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة".

ولفتت الوزراة في بيانها إلى أن "المملكة تؤكد دعوتها للمجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص، الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقّق السلام الشامل والعادل للجميع".

وأتى الموقف السعودي ردا على تصريح أدلى به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء.

وردا على سؤال عن فرص تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل في ظل الحرب المستعرة بين الدولة العبرية وحركة حماس، قال كيربي "كنا، قبل 7 أكتوبر، وما زلنا، نجري مناقشات مع شركائنا في المنطقة - إسرائيل والمملكة العربية السعودية، الشريكين الرئيسيين - في محاولة للمضي قدما في اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. هذه المناقشات تسير على ما يرام. لقد تلقينا ردود فعل إيجابية من الجانبين".

وكان بلينكن قال الثلاثاء إن ولي العهد السعودي أكد له أن الرياض مهتمة بإقامة علاقات مع إسرائيل لكنها تريد وضع حدّ للحرب في غزة ورسم مسار يقود إلى ولادة دولة فلسطينية.

وقال بلينكن للصحفيين في الدوحة غداة اجتماعه مع الأمير محمد بن سلمان في الرياض إنه "فيما يتعلق تحديدا بالتطبيع، كرّر ولي العهد اهتمام السعودية البالغ في السعي نحو تحقيق ذلك".

وأضاف "لكنه أوضح أيضاً ما قاله لي من قبل، وهو أنه من أجل القيام بذلك، لا بد من أمرين: إنهاء النزاع في غزة ومسار واضح وموثوق به ومحدد زمنيا لإقامة دولة فلسطينية".

ولا تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضم إلى الاتفاقات الإبراهيمية التي طبعت بموجبها البحرين والإمارات والمغرب علاقاتها مع إسرائيل.

وبذلت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، جهودا حثيثة لإقناع السعودية بتطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية.

وتضع السعودية شروطا عدة للتطبيع، من بينها حصولها على ضمانات أمنية من واشنطن ومساعدتها في تطوير برنامج نووي مدني.

لكن الزخم على هذا الصعيد تلاشى إثر شن حماس هجومها غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة مع إسرائیل ولی العهد فی غزة

إقرأ أيضاً:

فقط بعد وقف الحرب على غزة..أيرلندا: تأجيل استئناف العلاقات مع إسرائيل

وعد رئيس الوزراء الأيرلندي، سيمون هاريس، باستئناف العلاقات مع إسرائيل، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، إثر إعلان سفارة إسرائيل في دبلن، إغلاق أبوابها.

وكرر هاريس، في محادثة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإثنين، مطالبته بوقف دائم لإطلاق النار، وتدفق المساعدات الإنسانية بحرية في غزة، وإطلاق سراح كل الرهائن، حسب وكالة الأنباء البريطانية، بي إيه ميديا.
وأعلنت إسرائيل، في وقت سابق من الشهر الجاري، أنها ستغلق سفارتها في دبلن، واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي إيرلندا بـ "الخطاب المعادي للسامية" وتجاوز "كل الخطوط الحمراء في علاقاتها مع إسرائيل".
إسرائيل تغلق سفارتها في دبلن.. وأيرلندا تعلق - موقع 24قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في بيان اليوم الأحد إن إسرائيل ستغلق سفارتها في دبلن في ضوء "السياسات المتطرفة المناهضة لإسرائيل التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية". ورفض هاريس هذه المزاعم واتهم إسرائيل بـ "تشتيت الانتباه" عن مقتل الأطفال في الصراع. وقال هاريس، إنه أبلغ عباس بـ "التضامن والدعم الذي لا يتزعزع" من شعب أيرلندا لشعب فلسطين.
وأورد بيان بعد المحادثة الهاتفية، أن هاريس قال للزعيم الفلسطيني إن "الظروف المأساوية وفقدان الأرواح البريئة" في غزة هذا العام "تثقل عقول العديد من الأيرلنديين" أثناء تجمعهم مع عائلاتهم للاحتفال بعيد الميلاد.
وقالت الحكومة الأيرلندية إن عباس شكر أيرلندا على اعترافها بدولة فلسطين، وموافقة الحكومة الأيرلندية رسمياً على تعيين الدبلوماسية جيلان عبد المجيد سفيرة لفلسطين لدى دبلن.
كما تحادث الزعيمان عن مجموعة أولى من الأطفال الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة، نقلوا إلى أيرلندا للعلاج في الأسبوع الجاري.

مقالات مشابهة

  • السعودية.. ارتفاع الصادرات غير البترولية 12.7% في أكتوبر
  • رتيبة النتشة: إسرائيل ترى أنه لا وجود للدولة الفلسطينية
  • ارتفاع حاد في عدد عمليات الإعدام في المملكة العربية السعودية خلال 2024
  • تحقيق يكشف تفاصيل جديدة لفشل إسرائيل بصد هجوم 7 أكتوبر
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • التعليم العالي الفلسطينية: استشهاد 12820 طالبا وإصابة 20702 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023
  • تقرير أمريكي: الحوثيون عدو إسرائيل في اليمن من الصعب على واشنطن ردعهم (ترجمة خاصة)
  • فقط بعد وقف الحرب على غزة..أيرلندا: تأجيل استئناف العلاقات مع إسرائيل
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية
  • السعودية ومصر خطوات نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.. خبراء: الاستثمارات بين البلدين شراكة استراتيجية وتنمية مستدامة