إن تعريف الأطفال بقصة الإسراء والمعراج بطريقة تناسب أفهامهم من المسؤول؛ سواء كان أبا أو أما أو معلما أمرٌ مهمٌ جدًا، فذلك يغرس في قلوبهم محبة رسول الله والتعرف عليه وعلى سيرته، وبالتالي سيحرصون على الاقتداء به. والإسراء والمعراج معجزة حقيقية حصلت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة العاشرة للبعثة بعد وفاة زوجته خديجة -رضي الله عنها- وعمّه، وبعد حزنه ومعاناته -صلى الله عليه وسلم- وتعرضه للأذى من المشركين في مكة والطائف، فأكرم الله -عز وجل- نبيه -صلى الله عليه وسلم- بهذه الرحلة الربانية المباركة.

[١] وبيّن ذلك قوله -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)،[١] وسأذكر بعض التعريفات المهمة للقصة فيما يأتي

القصة كاملة للإسراء والمعراج


الإسراء: هو انتقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وسُمي الأقصى بذلك: لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام. المعراج: هو الصعود به -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلا. البُراق: هي الدابة التي رَكِب عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رحلته، ففي الحديث: (ثُمَّ أُتِيتُ بدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ، وفَوْقَ الحِمَارِ أبْيَضَ).[٢] لقاء النبي محمد بالأنبياء بالإسراء والمعراج في هذه الليلة المباركة أُسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكبًا على البُراق بصحبة جبريل -عليه السلام-، وعند وصولهم إلى بيت المقدس ربط البُراق بحلقة باب المسجد.[٣] والتقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالأنبياء -عليهم السلام- في المسجد الأقصى وصلّى بهم إمامًا، ثم عُرِج به -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات العُلا، وفي كل سماء يطلب جبريل -عليه السلام- الإذن بالدخول، فيؤذن له وترحّب الملائكة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترحيبًا شديدًا، وقابل النبي محمد الأنبياء في السماوات:

قصة الإسراء والمعراج

في السماء الدنيا قابل أبا البشر آدم -عليه السلام-، وألقى التحية، ورحّب به، وأقر بنبوته. في السماء الثانية رأى يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم -عليهما السلام-، وألقى التحية، ورحبا به، وأقرا بنبوته. في السماء الثالثة رأى يوسف -عليه السلام-، وألقى التحية، ورحب به، وأقر بنبوته. في السماء الرابعة رأى إدريس -عليه السلام-، وألقى التحية، ورحب به، وأقر بنبوته. في السماء الخامسة رأى هارون بن عمران -عليه السلام-، وألقى التحية، ورحب به، وأقر بنبوته. في السماء السادسة رأى كليم الله موسى -عليه السلام-، وألقى التحية، ورحب به، وأقر بنبوته. وفي السماء السابعة لقي فيها خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام-، وألقى التحية، ورحب به، وأقر بنبوته.

قصة المعراج الأعمال والأدعية المستحبة.. دليل ليلة الإسراء والمعراج 2024 النقشبندي في ليلة الإسراء والمعراج بمسرح الجمهورية فضل الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج وأبرز الأدعية المستجابة

الإسراء والمعراج ثم عُرج به -صلى الله عليه وسلم- إلى سدرة المنتهى؛ وهي شجرةٌ عظيمة الحجم والقدر، ومن تحتها تجري الأنهار، ثم خُيِّر -صلى الله عليه وسلم- بين اللبن والخمر، ففي الحديث: (ثُمَّ أُتِيتُ بإنَاءٍ مِن خَمْرٍ، وإنَاءٍ مِن لَبَنٍ، وإنَاءٍ مِن عَسَلٍ، فأخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ: هي الفِطْرَةُ الَّتي أنْتَ عَلَيْهَا وأُمَّتُكَ)[٢] ثم عُرج به إلى الجبار جل جلاله، فأوحى الله -عز وجل- إلى عبده محمد -صلى الله عليه وسلم- ما أوحى.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج سور القرآن سورة البقرة الكتف الاسراء دعاء ادعية الاسراء والمعراج دعاء ليلة الاسراء والمعراج ليلة الاسراء والمعراج فضل ليلة الإسراء والمعراج سبب الاسراء والمعراج قصة الإسراء والمعراج معجزات الإسراء والمعراج شهر شعبان موعد شعبان متى شعبان موعد شهر شعبان معنى رفع الاعمال دعاء شهر شعبان دعاء شعبان فضل شهر شعبان موعد رمضان هلال شعبان دار الافتاء الاعمال الصيام صيام صلى الله علیه وسلم الإسراء والمعراج المسجد الأقصى علیه السلام رسول الله فی السماء

إقرأ أيضاً:

معايير اختيار الصديق الصالح على الطريقة النبوية

تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.

علمنا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، معايير اختيار الصديق الصالح، وفهمنا الفرق بمثالين وهما حامل المسك ونافخ الكير.

ففي الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً".

دعاء أول يوم من ذي القعدة.. يفرج كربك ويشرح صدركدعاء شهر ذي القعدة.. ردده تغفر ذنوبك وتوفق للخير

وحامل المسك هتشم منه رائحة طيبة، ولو لم تشترى منه، أما نافخ الكير لن تشم ريحا طيبا ويمكن أن تحرق بناره، وهذا هو الفرق بين الصاحب الطيب والغير طيب. 

فالصاحب الصالح، هو اللى بيأخد بيدك وبيعرفك الله، وبيعلمك الخير، وبيسحبك إلى الخير، لكن الاحب الغير صالح، ممكن يضرك ويأخد بيدك إلى الشر والمعاصي".

كيف أرشد الإسلام إلى أهمية اختيار الصديق؟

سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

وقال مركز الأزهر إن الإنسانُ اجتماعيٌّ بطبعه، فقد فُطِر الإنسان على حب الاستئناس ببني جنسه، وتكوينِ صداقات مع بعضهم؛ ولذا نجد من الشرع الشريف إرشادًا إلى أسس اختيار الأصحاب وتكوين الصداقات.

وأضاف مركز الأزهر: ولمَّا كان الصّديقُ يتشبّه بصديقه ويتشرَّب من صفاته؛ شدَّد الشرع على ضرورة الفحص والنظر قبل مصاحبته وطول مجالسته؛ فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ». [أخرجه الترمذي].

وأوضح مركز الأزهر أن الشرعُ الشريف حثنا على مجالسة أهل العلم والخير ومكارم الأخلاق؛ لِما يعود من نفعٍ بمجالستهم، ونهَى عن مجالسة أهل الشرّ ومساوئ الأخلاق؛ لِما يعود من ضررٍ بمجالستهم.

واستشهد مركز الأزهر بقول رسول الله ﷺ: « إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً».[أخرجه مسلم].

وأشار مركز الأزهر إلى أن الله قد حذَّر من اجتماع الأصدقاء على الشرور والآثام والإفساد في الدنيا، وجعل عاقبةَ ذلك انقلابَ صداقتهم عداوةً يوم القيامة، فلا تدومُ إلا صداقةُ الخير والعمل الصالح؛ قال تعالى: {الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}. [الزخرف: 67].

ونوه الى أن الصداقة الحقيقية هي التي يكون أساسَها المحبةَ الخالصةَ لوجه الله تعالى، وعظَّم أجرها، وجعل جزاءها محبةَ الله والاستظلال بظلّه يوم القيامة؛ فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»، وذكر منهم: «وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ». [أخرجه البخاري]، وقال ﷺ أيضا:«قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ». [ أخرجه مالك في الموطأ]. وقد أرشدنا سيدنا رسول الله ﷺ كان رجلٌ عند سيدنا رسول الله ﷺ فمرّ به رجلٌ فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «أَأَعْلَمْتَهُ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «أَعْلِمْهُ» قَالَ: فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ. [أخرجه أبو داود]، وقال ﷺ:« إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ». [أخرجه أبو داود]. والصداقةُ المخلصة هي التي يٌبَصِّر فيها كلُّ صاحبٍ صاحبَه بعيوبه وأخطائه التي يقع فيها؛ ليتخلَّص منها؛ حتى يأخذ الصاحبُ بيد صاحبه إلى الجنة؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: « الْمُؤْمِنُ مرْآةُ أَخِيهِ، إِذَا رَأَى فِيهَا عَيْبًا أَصْلَحَهُ». [أخرجه البخاري في الأدب المفرد].

طباعة شارك كيف أرشد الإسلام إلى أهمية اختيار الصديق كيفية اختيار الأصدقاء على الطريقة النبوية الصاحب الصالح

مقالات مشابهة

  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • سنن ليلة الجمعة الثابتة .. 8 أمور أوصى بها النبي
  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول الله
  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم الرسول
  • دعاء لمن تعسر عليه الرزق .. احرص عليه يرزقك الله من حيث لا تحتسب
  • ترامب بين الكرسي الباباوي ونوبل.. منافسة على رسول القنابل الرحيم!
  • لماذا نذكر سيدنا إبراهيم بالتشهد الأخير دون غيره من الأنبياء؟.. الإفتاء توضح
  • دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل
  • معايير اختيار الصديق الصالح على الطريقة النبوية
  • تسجيل صوتي مسيء لمقام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يُفجّر اشتباكات مسلحة بـ”جرمانا” السورية