النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية المبكرة في أذربيجان: فوز الرئيس إلهام علييف بنسبة 92%
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية المبكرة التي أجريت في أذربيجان، فوز الرئيس الحالي إلهام علييف بنسبة كبيرة بلغت نحو 92% من أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم.
وقال رئيس لجنة الانتخابات المركزية في أذربيجان مظاهر بناهوف في مؤتمر صحفي عقده الليلة إن النتائج الأولية لعمليات فرز أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أجريت اليوم، جاءت من واقع ما تلقته اللجنة، حتى الآن، من أعمال فرز وحصر وجمع الأصوات الصادرة عن حوالي 54% من المراكز الانتخابية.
وأوضح أن اللجنة تلقت بشكل رسمي أعمال الحصر العددي لفرز أصوات الناخبين في 3561 مركزا انتخابيا من إجمالي 6537 مركزا، حيث بلغ عدد الأصوات وفقا لما تم حصره حتى الآن 2 مليون و711 ألفا و804 أصوات، حصل منها المرشح إلهام علييف على 2 مليون و497 ألفا و542 صوتا بنسبة 1ر92% .
وأشار إلى أن النتائج الأولية أظهرت توزع بقية أصوات الناخبين على المرشحين الستة الآخرين على النحو التالي: المرشح زاهد أوروج 59719 صوتا بنسبة 2ر2%، والمرشح فاضل مصطفى 53986 صوتا بنسبة 99ر1% ، والمرشح جودرات حسني قولييف 48315 صوتا بنسبة 78ر1%، والمرشح راضي نور لاييف 21406 أصوات بنسبة 79ر0%، والمرشح إيلشاد موساييف 17855 صوتا بنسبة 66ر0%، وفؤاد علييف 12981 صوتا بنسبة 48ر0 % .
وينتظر أن تُعلن النتيجة النهائية الرسمية للانتخابات في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية في أذربيجان قد أعلنت في وقت سابق اليوم أنها رصدت إقبالا كبيرا من الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة، مشيرة إلى أن نسب المشاركة في العملية الانتخابية تخطت 76% من إجمالي الناخبين المسجلين في الكشوف الانتخابية والبالغ عددهم 6 ملايين و478 ألف ناخب.
وأجريت الانتخابات الرئاسية المبكرة في أذربيجان في ظل متابعة محلية ودولية لسير العملية الانتخابية وإجراءاتها، حيث يبلغ تعداد المراقبين المحليين 89 ألفا و 366 مراقبا، إلى جانب 790 مراقبا دوليا معتمدا لدى 72 منظمة دولية من 89 دولة حول العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أذربيجان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الانتخابات الرئاسية الرئاسیة المبکرة النتائج الأولیة أصوات الناخبین فی أذربیجان صوتا بنسبة
إقرأ أيضاً:
السودان: المراحل المبكرة لإطلاق الاسم ودلالاته (4/4)
د. أحمد الياس حسين
دلالة ومفهوم اسم "السودان" بين مواطني الممالك السودانية قبل العصر التركي
لا بد في البداية من مدخل بسيط يساعد على توضيح وفهم ما نحن بصدده وهو الحديث عن المواطنين. فارتباط المواطن ببلدة وحقوق المواطنة في العصر الحديث تحدده الحدود السياسية. فمثلاً سكان دولة الكويت وسكان المملكة العربية السعودية ينتسبون إلى سلالة واحدة ويتحدثون نفس اللغة ويدينون بنفس الدين والمذهب وويتمتعون بتراث وتاريخ مشترك وكل هذا لا دخل له في الانتماء وحقوق المواطنة. فالكويتي لا ينتمي إلى المملكة ولا يتمتع بحقوق المواطن السعودي في المملكة لأنه ينتمي إلى دولة أخرى بحدودها السياسية المعروفة والعكس صحيح.
فالحدود السياسية في العصر الحديث هي التي تحدد الانتماء وحقوق المواطنة لاالسلالة والدين واللغة والتراث المشترك. فالمواطن السوداني كان يتمتع بالانتماء وكل حقوق المواطنة في جنوب السودان قبل أن ينفصل الجنوب ويكون دولة قومية ذات حدود سياسية وكذلك مواطن جنوب السودان أما بعد الانفصال وقيام الدولة القومية في جنوب السودان فأصبح مواطن الجنوب أجنبياً في السودان.
هذا الوضع المتعلق بالمواطنة وارتباطها بالحدود السياسية مفهوم حديث تطور في أوربا في القرن التاسع عشر، ولم يكن الحال كذلك من قبل. كان الوضع في أوربا يختلف وكذلك في العالم الاسلامي. وقد تناولنا ذلك بشيء من التفصيل في الفصل الأول من الجزء الثاني من كتابنا السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية. ونكتفي هنا بالتقرير أن نظام المواطنة وحقوقها في المفهوم الإىسلامي لا دخل له بالحدود السياسية.
فالحدود السياسية للدول الاسلامية قبل العصر الحديث كانت مثل الحدود الادارية بين الولايات أو المديريات في الدول الحديثة. فالمواطن من ولاية الخرطوم يمكنه الانتقال إلى ولاية الجزيرة دون الحاجة إلى تأشيرة دخول، ويمكنه الإقامة والتمتع بكل حقوق مواطن ولاية الجزيرة.
فالحدود بين ولاية الخرطوم والجزيرة حدود إدارية لا دخل لها بالانتماء والمواطنة وحقوقها، وهكذا كانت الحدود بين الدول الاسلامية عبر العصور التاريخية وحتى قيام الدول القومية الحديثة. فالمواطن مثلاً كان يمكنه التحرك من العراق التابع للدولة العباسية السنية والدخول في القاهرة التابعة للدولة الفاطمية الشيعية دون الحاجة إلى إذن دخول، ويمكنه الإقامة والعمل والتمتع بكل حقوق المواطن في الدولة الفاطمية. وهذه المقدمة ضرورية لأننا سنتحدث عن المواطن في بلدنا هذه قبل العصر التركي وقيام الدولة القومية ذات الحدود العازلة.
فكيف كانت الأوضاع السياسية في حدودنا الجغرافية الحالية قبل العصر التركي وقيام الدولة القومية؟ كانت هنالك مملكتان كبيرتان تسيطران على الحياة السياسية هما مملكتا الفونج ودارفور، إلي جانب بعض الممالك الصغيرة والزعامات القبلية مثل مملكة المسبعات ومملكة تقلي. ولم تكن الحدود السياسية بين هذه الممالك عازلة بل كان مواطنو دارفور - على سبيل المثال - يدخلون مملكة سنار ويتمتعون بكامل حقوق المواطنة من إقامة وعمل وغيرهما. وكذلك تمتع باقي مواطني الممالك الأخرى بكامل حقوق مواطني المملكة التي يذهبون إليها.
وخير مثال على ذلك ما ورد في طبقات ود ضيف الله من تجول واستقرار الفقهاء والمتصوفة والدارسين والتجار والمواطنين في تلك الممالك. فالشيخ القدال بن ابراهيم من النيل الأبيض كان عنده نحو "ألف طالب علم من غرب دارفور". وكانت والدة الشيخ المشهور اسمعيل صاحب الربابة في منطقة النيل الأبيض في القرن السابع عشر من جبال النوبة. وابوزبد بن الشيخ عبد القادر حفيد الشيخ ادريس ود الارباب بسنار انتقل إلى دارفور ثم إلى دار برقو ورجع إلى دارفور.
والشيخ أرباب بن علي المشهور بأرباب العقائد في سنار "بلغ عدد طلبته ألف طالب ونيف من دار الفونج إلى دار برنو" والشيخ دفع الله بن مِقبِل "قدم من دار الغرب ... ونزل جرف الجميعاب [منطقة ام درمان] وتزوج هدية بنت عاطف بأرض الجميعاب فولد منها أولاده الخمسة العدول" والشيخ عبد الله ولد موسى المِشَمِّر بجاوي من شرق السودان ولد واشتهر في رفاعة بالجزير. والشيخ محمد بن فايد من شرق السودان درس وتفقه في الجزيرة و الشيخ علي بن دياب القُريشابي من منطقة الجعليين قرأ عليه "من الأعيان الفقيه جميل الله العمرابي بدارفور" (ود ضيف الله، الطبقات صفحات: 0 و91 و100 و106 و205 و242 و287 و323.)
وقد ورد ذكر غرب السودان وجوارها غرباً بصورة مباشرة وصورة غير مباشرة في كتاب الطبقات في أكثر من مائة موضع، وشرق السودان وجواره شرقاً في ثمانية وثلاثين موضعاً، ووجبال النوية في سبعة مواضع، وجنوب السودان في ثمانية مواضع. والمتصفح لكتاب الطبقات يحس بوضوح بالتواصل والعلاقات بين مختلف سكان تلك الممالك مما يدل على وجود الشعور بالانتماء للمواطن أينما حل في كل أنحاء تلك الممالك.
وهكذا كان التواصل قائماً بين سكان السودان في حدوده الحالية، وتمتع المواطنون في كل تلك الممالك بكامل الحقوق والواجبات. فالمواطن من مملكة دارفور عندما يذهب إلى مملكة سنار أو تقلي لا ينتابه الاحساس بالغربة، ولا يُنظر إلية باعتباره غريباً أو أجنبياً لا ينتمي للمكان الذي يذهب إليه. فالاحساس بالانتماء والمواطنة لم يكن مرتبطاً بالحدود السياسية لتلك الممالك. فحدود تلك الممالك لم حدوداً فاصلة، وحدوداً تحدد الانتماء والمواطنة كما هو الحال في الدولة القومية الحديثة.
ونعود إلى سؤالنا هل كان لاسم السودان دلالة ومفهوم وانتماء بين مواطني تلك الممالك في ذلك الوقت؟ وهل يمكن النظر إلى السودان كعلم عام للسكان منذ قيام الممالك الاسلامية منذ القرن السادس عشر؟ لعل ما ورد في بعض التراث الشعبي المدون في المخطوطات المحلية منذ مطلع القرن السادس عشر يلقي بعض الضوء على ذلك.
فقد تناولت بعض تلك المخطوطات المفهوم الذي كان سائداً في ذلك الوقت لأصول السكان ومواطنهم. ونتوقف هنا مع نماذج من بعض تلك المخطوطات بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلاديين لنرى تناولها الجغرافي لتوزيع بعض السكان مثل أسرة الفونج وقبائل جهينة وفزارة وبني سُلَيم والحداربة. وهذه المخطوطات توجد مترجمة إلى اللغة الانجليزية في الجزء الثاني من كتاب ماكمايكل A History of the Arabs in the Sudan وكذلك توجد في الترجمة العربية لهذا الكتاب والتي قام بها الاستاذ سيد على محمد ديدان ونشرها مركز عبد الكريم ميرغني عام 2012.
جاء في المخطوطة المعروفة بمخطوطة النور عنقرة والتي يرجع أصلها للقرن السادس عشر الميلادي عن أسرة الفونج "أنهم دخلوا السودان". ويقول ود عووضة في مخطوطته التي ترجع إلى القرن السابع عشر أن "قبيلة فزارة استقرت بالسودان" وأن الحداربة استقروا "على ساحل البحر المالح بالسودان" وفي مخطوطة ود دوليب الأكبر في القرن السابع عشر أن عرب بنوسليم "لهم فروع في السودان" وفي مخطوطة ابن الفكي في القرن التاسع عشر أن قبيلة جهينة "استقرت في السودان".
ومن الواضح أن السودان المذكور في هذه المخطوطات لم يقصد به الاسم العام الذي يرجع إلى افريقيا جنوب الصحراء، بل قصد به سوداننا الحالي حيث استقر الحداربة في شرقة وجهينة في غربه. وقد اتضح إطلاق اسم السودان في تلك الأوقات على قطرنا الحالي بصورة جلية في مخطوطة ود دوليب الأصغر عام 1738م والتي جاء فيها: "أصل السودان أهل الوطن النوبة والأحباش والزنج، أول الشعوب التي دخلت عليهم البربر ... وقبائل العرب."
تحدث ود دوليب الأصغر عام 1738م عن الوطن الذي ضم المجموعات السكانية التي تناولها وهي: النوبة والأحباش والزنج والبربر والعرب. ولسنا هنا بصدد الحديث عمن هم النوبة والأحباش والزنج والبربر والعرب، وقد تناولنا ذلك في مقالين نشرا في مواقع سودانيز أونلاين وسودانايل والراكوبة في شهر يونيو عام 2014. كما تمت مناقشة ذلك بشيء من التفصيل في الجزء الرابع من كتابنا السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية.
وما ن
أود التوقف معه هنا هو أن هؤلاء السكان بأقسامهم الخمسة قد أطلق عليهم ود دوليب اسم السودان ووصفهم بأهل الوطن. ولو نظرنا إلى مواطن أولئك السكان لوجدناها في حدود السودان الحالية. ورغم أنه لم يوضح صراحة اسم ذلك الوطن ولكن يفهم ضمنياً أن الوطن هو بلد هولاء القوم الذين اسمهم السودان، فوطنهم هو بلاد السودان. وكأنّ ود دوليب قد حدد الوطن الذي جمع أولئك الناس وانتموا إليه وهو السودان، ومواطنوه هم السودانيون. ويلاحظ أن المخطوطات التي تناولناها أعلاه قد نصت صراحة إلى موطن تلك القبائل الذي هو السودان.
ويبدو معقولا أن ارتباط اسم "السودان" على قطرنا الحالي قبل العصر التركي قد بدأ ينتشر بين سكان السودان مع دخول الاسلام واللغة العربية. وبدأ اسم السودان كعَلَم عام على السكان يحل محل اسمي النوبة والعنج، فانحسر اسم النوبة ليعيش فقط في كردفان والجزء الشمالي من السودان وانتهى استخدام اسم العنج وظل حياً فقط في قليل من الآثار وفي ذاكرة السكان في شمال وغرب ووسط السودان. ونمى اسم السودان للدلالة المواطنين في الممالك التي حكمت البلاد قبل الغزو التركي.
فالسودان في مفهوم أجدادنا بعد انتشار الاسلام والثقافة العربية هو بلدنا بحدوده الحالية، ولنا أن نفتخر بهذا الاسم الذي استأثرنا به من باقي إخواننا سكان افريقيا جنوب الصحراء. وقد أوشكت مالي التي كان يطلق عليها السودان الفرنسي أن تستأثر بهذا الاسم إذ كانت تود أن تطلقه على دولتها الوليدة بعد الاستقلال إلا أننا سبقناها على ذلك. فاختارت اسم مالي وهو اسم المملكة الاسلامية القديمة في المنطقة. ومثال ذلك اختيار سكان ساحل الذهب اسم غانة لدولتهم بعد الاستقلال بالرغم من أن مملكة غانة القديمة كانت في حدود دولتي السنغال ومورتانيا الحاليتين بعيدا جداً عن حدود ساحل العاج.
ahmed.elyas@gmail.com