«الوطني» يدعو إلى استراتيجية موحدة لاستقطاب الكوادر الطبية المواطنة
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
تبنى المجلس الوطني الاتحادي، في جلسته الخامسة من دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثامن عشر التي عقدها برئاسة معالي صقر غباش رئيس المجلس، أمس، في قاعة زايد بمقر المجلس بأبوظبي، عدداً من التوصيات، خلال مناقشة موضوع سياسة الحكومة بشأن تعزيز مشاركة المواطنين في القطاع الصحي، أكد فيها أهمية وضع استراتيجية اتحادية موحدة لاستقطاب الكوادر الطبية المواطنة المتخصصة على مستوى الدولة، على أن تتضمن هذه الاستراتيجية الحوافز اللازمة والبرامج المعنية لتشجيع الالتحاق بالتخصصات الطبية.
وطالبت توصيات المجلس بوضع وتحديد مستهدفات واضحة لاستقطاب الكوادر الطبية والصحية المساندة والتمريضية المواطنة المتخصصة، وتطوير البرامج والمبادرات الوطنية للتدريب، وفق الخبرات والأسس العلمية المقارنة، وربطها بمتطلبات القطاع الصحي في الدولة، وإيجاد شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، وإنشاء مراكز بحوث متطورة، وإعداد برامج شراكة استراتيجية مع بعض المراكز العلمية الرائدة، وربط هذه المراكز بالجامعات والمستشفيات الوطنية.
وناقش المجلس هذا الموضوع، بحضور معالي عبدالرحمن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين.
وقرر المجلس إعادة التوصيات إلى لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية، لإعادة صياغتها وفق مناقشات، أمس، وإعادتها للمجلس لرفعها للحكومة، حيث ناقش المجلس الموضوع ضمن محاور: سياسة استقطاب الكوادر الطبية المواطنة المتخصصة، وتأهيل وتدريب الكوادر الطبية المواطنة، ورفع كفاءتها في القطاع الطبي، وتحديات الكوادر الطبية المواطنة التي على رأس عملها.
وقال معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالمنان العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، في عرض قدمه قبل البدء في مناقشة الموضوع العام، يحظى القطاع الصحي باهتمام وألوية الدولة، وتكمن أهميته من حيث تقديم الخدمات بصورة تتناسب وترتقي إلى تطلعات المجتمع والمتعاملين، والقطاع يمثل استدامة للنموذج الناجح لدولة الإمارات في توفير الرفاه والحفاظ على التنافسية والمؤشرات العالمية، مضيفاً لقد أقرت الحكومة حزمة من السياسات والقرارات ذات العلاقة بتعزيز مشاركة المواطنين في سوق العمل والتي ساهمت بدفع عجلة التوطين، وزيادة أعداد المواطنين العاملين في القطاع الخاص، من أبرزها قرارات مجلس الوزراء الصادرة بشأن مبادرات وبرامج «نافس»، ووضع مستهدفات توظيف المواطنين في القطاع الخاص، تطبق على المنشآت التي يكون عدد العمالة فيها (50) خمسين عاملاً فأكثر، وتلتزم هذه المنشآت بالتالي: رفع نسب التوطين الحالية بمعدل نمو (2) سنوياً في الوظائف المهارية بدءاً من عام 2022، رفع نسب التوطين بمعدل إجمالي لا يقل عن (10%) حتى عام 2026، ولغايات تسريع وتيرة التوطين صدر قرار مجلس الوزراء بتحقيق نمو 1% من الوظائف المهارية كل ستة أشهر على أن تصل إلى نمو 2 % مع نهاية العام، وتلتزم المنشآت بسداد مساهمة شهرية لا تقل عن (6000) درهم عن كل عامل مواطن لم يتم تعيينه بدءا من شهر يناير لعام 2023، وتزيد المساهمة الشهرية تصاعديا بمعدل (1000) درهم في كل عام حتى تبلغ 10 آلاف درهم شهرياً في سنة 2026م.، وبدءاً من عام 2024، تم تطبيق قرار مجلس الوزراء بشأن توسيع الشركات المشمولة بمستهدفات التوطين والتي يعمل لديها 20 - 49 عاملاً والبالغ عددها أكثر من 12 ألف شركة خاصة تعمل في 14 نشاطاً اقتصادياً رئيساً محدداً، وذلك من خلال تعيين مواطن واحد على الأقل في 2024، ومواطن آخر خلال العام 2025 م، وانعكست تلك القرارات على أداء القطاع الخاص بانخراط أكثر من 92 ألف مواطن في القطاع الخاص حتى نهاية 2023م، وانعكس إيجاباً في معدلات نمو غير مسبوقة في القطاع الصحي، حيث كانت نسبة الزيادة في عدد المواطنين في القطاع الصحي في القطاع الخاص 1% منذ إطلاق «نافس» في سبتمبر 2021 وحتى 2023م.
وقال معاليه: ولرفع الكفاءة التنافسية للكوادر الإماراتية وتمكينها من شغل الوظائف في مؤسسات القطاع الخاص في الدولة، تم توسيع نطاق مزايا برنامج «نافس» في أكتوبر 2022م، ويضم برنامج «نافس» 10 مبادرات ضمن 3 توجهات استراتيجية هي: قطاع خاص أكثر جاذبية للمواطن، ومواطن كفؤ وأكثر جاذبية للقطاع الخاص، ومعالجة الثقافة المجتمعية، وتعمل على: «نافس» برنامج دعم رواتب المواطنين، ودعم حكومي لرواتب المواطنين الراغبين في العمل في القطاع الخاص، و«نافس» برنامج اشتراك، وتتحمل الحكومة اشتراكات صندوق التقاعد، و«نافس» برنامج علاوات لأبناء العاملين، وتخصيص علاوة حكومية لأبناء المواطنين العاملين في القطاع الخاص، و«نافس» برنامج كفاءات، و«نافس» برنامج خبرة.
وبعد الموافقة على ملخص تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية، شرع المجلس في مناقشة الموضوع العام، حيث أكد عبدالرحمن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن الحكومة حريصة ومتابعة للعنصر المواطن، وتفعيل دوره في جميع القطاعات، وخاصة الطبي، والوزارة الآن خرجت خارج منظومة تقديم الخدمة، ولكن موضوع الموارد البشرية والوظائف وما يتخصص بالموازنة تحدٍّ كبير من حيث الشاغر والمتاح والمطلوب، وقد تكون الوظائف المطلوبة غير متوافقة مع المتاح.
وقال، إن «الوزارة» ليس لديها إشكالية أن تتنقل الكفاءات المواطنة في إطار القطاع الصحي داخل الدولة، وهذا فيه تجربة وإضافة للقطاع الصحي، مشيراً إلى أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية لن يكون لديها أي نقص، بل لديها زيادة وصلت إلى قرابة 26 بالمائة.
وتابع معالي وزير الصحة ووقاية المجتمع قائلاً: استطاعت الإمارات أن تتميز في «كوفيد» بسبب وجود قرابة 200 جنسية وهذا تقدير للجميع دون استثناء والجميع يقدم الخدمة، ونحن نبحث عن الكفاءة المميزة ونحرص على أن نقدم خدمة مميزة، والمواطن اثبت كفاءته بامتياز سواء عمل في القطاع الخاص أو العام، وهناك آلية حسابية مخصصة لكل مركز مختلفة عن الآخر وتتضمن نوعاً من المحفزات، والحكومة حريصة على تقديم الفرص للمواطن، ولا بد لهذا القطاع أن يكون صارماً في ما يتعلق بموضوع الكفاءة، وجميع العاملين هم متميزون في تخصصاتهم.
من جهته، قال عبدالرحمن العور: إن هناك برامج فعالة لتوجيه الكفاءات الإماراتية، وهي مؤشرات نجاح دولة الإمارات، والحكومة لديها مجلس معني بالتنسيق بين مؤسسات التعليم العام والعالي، ويحظى بعضوية ممثلي الحكومة، ومن الشركاء على المستوى المحلي، ويهدف لتوفير هذا التوجه الاستراتيجي الذي يدعم التخطيط السليم لمنظومة التعليم، وتعزيز تنافسية الكفاءات الوطنية في سوق العمل، وأيضاً هناك لجنة معنية بالقطاع الصحي من ضمن أعمالها مبادرات مرتبطة بتعزيز جاذبية هذا القطاع للكفاءات الإماراتية، وهناك لجنة مشتركة تضم وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التربية والتعليم، بهدف تنسيق الجهود في مجال المعلومات وسوق العمل، وربطها بالبرامج التعليمية.
وأضاف: وهناك برامج يقدمها برنامج «نافس» تتمثل في الإرشاد المهني للكفاءات الوطنية، وتم إرشاد أكثر من 20 ألف مواطن ومواطنة، وهناك برامج نوعية تستهدف استقطاب المواطنين لهذه البرامج، وتم إرشادهم لاختيار التخصصات بنجاح، وكان الطلب أكثر من العدد المطروح، وتم إدماج قرابة 2300 مواطن ومواطنة في 17 تخصصاً في القطاع الصحي، وكلها تصب في وضع برامج ومبادرات تدعم جميع التوجهات. وقال إن برنامج «نافس» سخي ويقدم دعماً كبيراً للمواطنين متمثل في توفير دعم للأجور والاشتراكات في المعاشات وفرص التدريب والشهادات المهنية وعلاوات الأبناء وفي حال فقدان الوظيفة، وجميع هذه البرامج والمبادرات أثبتت فاعلية نجاحها، وهي مقرونة بالمستهدفات ومتابعة التوطين، وهناك برنامج خاص للقطاع الصحي تمت إضافته بعد الاستثمار في التعليم، وتوظيفهم في القطاع يتم دعمهم مالياً وهم على مقاعد الدراسة؛ بهدف استقطابهم لهذه المهن، ويتم دراسة حوافز إضافية للمنشآت وشركات القطاع الصحي..
وتابع معالي العور قائلاً، إنه فيما يتعلق بالقطاع الصحي، إن هناك برنامجاً ومبادرة تديرها وزارة الموارد البشرية والتوطين بالتعاون مع عدد من الأشخاص في الوزارة ومجموعة من المؤسسات تتعلق بالشراكة بين القطاع الخاصة ومؤسسات التعليم، من خلال ربطهم في برامج التدريب المهني غير التقليدي، وتم إطلاق البرنامج في سبتمبر 2023 وانخرط فيه أكثر من 3500 طالب وطالبة، من ضمنهم المجال الصحي، وهي عينة تجريبية لاختبار المنظومة متكاملة، وبالتالي تم الإطلاق بنجاح ومستمرون في مراجعة نتائجه في منتصف العام الجاري وكل من يدخل كليات التقنية مجبور على التدريب المهني مع شريك في القطاع الخاص، وهناك أكثر من 1800 طالب بدؤوا خاصة في كلية العلوم الصحية.
وقال الدكتور يوسف السركال المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: المؤسسة مهتمة بالمبادرات والأنشطة لاستقطاب الكوادر المواطنة لمختلف التخصصات، وفي ظل الموارد والموازنات المتاحة يوجد زيادة في أعداد رأس المال البشري من الكوادر التمريضية والطبية والصحية وهي بنسبة 26 بالمائة العام الماضي مقارنة بعام 2021م.
وأضاف: نسبة الاستقالات في المؤسسة منسجمة مع نظيراتها عالميا، ويوجد زيادة عالمية في الاستقالات التمريضية والطبية، وتسعى المؤسسة لتقليص نسبة الاستقالات من خلال اعتماد مبادرة الكادر الصحي المتخصص وهي تسعى لاعتمادها التي تم العمل عليها ووفق أفضل الممارسات العالمية، وتهدف لاستقطاب وبقاء الكادر في المؤسسة وزيادة نسبة التوطين وتشجيع المواطنين والاحتفاظ بالكفاءة والتخصصات الطبية والطبية المساندة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المجلس الوطني الاتحادي الإمارات الكوادر الوطنية الكوادر الطبية الكوادر المواطنة الموارد البشریة والتوطین الکوادر الطبیة المواطنة لاستقطاب الکوادر فی القطاع الصحی فی القطاع الخاص المواطنین فی أکثر من
إقرأ أيضاً:
اختتام الملتقى الوطني للعمل الإنساني الطبي
اختتمت فعاليات الملتقى الوطني للعمل الإنساني الطبي، الذي امتد طيلة شهر رمضان المبارك، وتم تنظيمه في جميع إمارات الدولة، بمشاركة خط الدفاع الأول من العاملين في القطاع الصحي بالمستشفيات الحكومية والخاصة، بهدف تعزيز ثقافة العمل الإنساني والعطاء المجتمعي وتأهيل جيل من القادة بمجال العمل الإنساني الطبي؛ وفقاً لأفضل المعايير الدولية وبرنامج الإمارات.
ونظم الملتقى بالتعاون بين "أطباء الإمارات" و"البرنامج الوطني للجاهزية والاستجابة الطبية "جاهزية" و"الوطنية للتدريب (تدريب)"، بإشراف الفرق الإماراتية الطبية التطوعية وباعتماد من "أكاديمية الإمارات للتطوع".
وشهد الملتقى مجموعة من الأنشطة العلمية والعملية، تضمنت محاضرات علمية ودورات تدريبية وورش عمل وتمرينات عملية في الأحياء السكنية والمجمعات العمالية في خطوة مبتكرة وغير مسبوقة لتدريب خط الدفاع الأول في طب المجتمع الإنساني، كما شهد تخريج دفعة جديدة من القيادات الإنسانية الشابة الذين اجتازوا البرامج التدريبية المعتمدة دولياً والتمارين العملية المجتمعية المحلية والدولية.
برامج تدريبيةويأتي الملتقى تحت شعار "لأجلك يا وطن.. على خطى زايد الخير" إيماناً بقيم العطاء والإنسانية التي غرسها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والتي ما زال أبناء الوطن يواصلون نشرها محلياً ودولياً.
وأكد الدكتور عادل الشامري العجمي، الرئيس التنفيذي لمبادرة "زايد العطاء" ورئيس "أطباء الإمارات"، أن الملتقى يهدف إلى تأهيل القيادات الطبية الشابة ورفع جاهزيتهم للاستجابة للطوارئ المجتمعية.
وأوضح أن الملتقى تتضمن برامج تدريبية متخصصة مثل "دورة المستجيب الأول المجتمعي" و"دورة القيادة الطبية الإنسانية"، إضافة إلى محاكاة استجابة ميدانية لحالات طوارئ صحية في بيئات سكنية حقيقية مما يساعد في تجهيز جيل جديد من القيادات الطبية القادرة على العمل في مختلف الحالات الطارئة.
وأشار إلى أن الملتقى سعى إلى غرس روح المبادرة والعطاء في نفوس الشباب من خلال إشراكهم في مشاريع ميدانية تعكس التلاحم المجتمعي وتعزز مفاهيم "رد الجميل للوطن".
وتم تدريب المشاركين في إدارة وتنظيم الحملات الصحية للكشف المبكر عن الأمراض القلبية والمزمنة وتشغيل العيادات المتنقلة والمستشفيات المتحركة وهي مبادرة مبتكرة من "أطباء الإمارات" التي حققت نجاحاً كبيراً على مدار 25 عاماً.
وأكدت الدكتورة نورة الكندي من القيادات الإنسانية الشابة، أن الملتقى ساهم في تأهيل أكثر من 200 قائد شاب في القطاع الطبي من مختلف الجنسيات، وبناء شبكة وطنية من المتطوعين الشباب القادرين على التدخل السريع في الأزمات الصحية؛ ضمن رؤية وطنية تركز على الوقاية والاستجابة الفاعلة في المجتمعات المحلية.
وأشارت إلى أن "برنامج الإمارات للجاهزية والاستجابة الطبية" نجح في بناء قدرات أكثر من 20 ألف من العاملين في القطاع الصحي من خلال برامج تدريبية متخصصة في الطوارئ والعناية المركزة والجراحة، مما أسهم في تطوير القطاع الطبي في الدولة وتقديم أفضل الخدمات الطبية للمجتمع.