حذرت تقارير دولية من أن مخاطر استهداف جماعة الحوثي لكابلات الأنترنت في البحر الأحمر، في إطار التصعيد والتورات، وردا على الغارات الأمريكية البريطانية المشتركة التي تستهدف مواقعا عسكرية للحوثيين في اليمن.

 

وقالت صحيفة "ديلي ميل" في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" من الممكن أن يحاول المسلحون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن تخريب كابلات الإنترنت في البحر الأحمر التي تنقل ما يقرب من خمس حركة المرور على شبكة الإنترنت في العالم، وفقًا لسلسلة من التحذيرات الجديدة.

 

وفي وقت سابق حذرت الحكومة اليمنية (المعترف بها دوليا) من أن البحر الأحمر هو "واحد من أهم ثلاث نقاط التقاء للكابلات" في العالم وأن الحوثيين يشكلون "تهديدًا خطيرًا لواحدة من أهم البنى التحتية الرقمية في العالم".

 

وبحسب الصحيفة فإن ذلك جاء بعد أن نشرت إحدى قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للحوثيين خريطة توضح مسارات الكابلات المختلفة عبر البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب.

 

وقالت إن الخريطة كلنت مصحوبة بالرسالة المشؤومة: "يبدو أن اليمن في موقع استراتيجي، حيث تمر بالقرب منه خطوط الإنترنت التي تربط قارات بأكملها - وليس الدول فقط".

 

وذكرت أن الحوثيين بدأوا مهاجمة السفن الدولية في البحر الأحمر في 19 نوفمبر/تشرين الثاني دعما لحماس في حربها مع إسرائيل في غزة. ومنذ ذلك الحين، تسببت عشرات السفن في اضطرابات كبيرة في التجارة العالمية، يمر حوالي 12% منها عبر البحر الأحمر. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شنت حملة جوية واسعة النطاق ضدهم.

 

وقالت الصحيفة "هناك مخاوف من أن الحوثيين قد يردون باستهداف الإنترنت ونقل البيانات المالية، وتشير التقديرات إلى أن 17 بالمائة من حركة الإنترنت العالمية تنتقل عبر كابلات الألياف الضوئية تحت الماء في البحر الأحمر.

 

 

وأضافت "يبلغ متوسط عمق البحر الأحمر 450 متراً، لكن بعضها يصل إلى أعماق أقل من 100 متر. لافتة إلى أن هناك 16 كابلًا تمر عبرها، بما في ذلك كابل مترامي الأطراف يبلغ طوله 15000 ميل يسمى Asia Africa Europe-1 (AAE-1) والذي يوفر النطاق العريض لآسيا وأوروبا.

 

وتابعت "فهو يربط بين مجموعة من البلدان بما في ذلك فرنسا وإيطاليا واليونان ومصر والمملكة العربية السعودية والصين وفيتنام وكمبوديا وماليزيا والهند وباكستان".

 

وفي وقت سابق قال معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، إن الحوثيين يشكلون الآن "تهديدات خطيرة لقطاع الاتصالات والاقتصاد العالمي".

 

وأضاف: "إننا أمام جماعة جامحة، إرهابها ليس له سقف ولا حدود، وإجرامها يفوق كل التوقعات".

 

وقالت الشركة العامة للاتصالات اليمنية إنها حثت في السنوات الأخيرة مزودي خدمة الإنترنت العالميين على عدم القيام بأي شيء من شأنه تمكين الحوثيين من الوصول إلى الكابلات أو كيفية عملها.

 

وانتقدت في بيان لها، الاثنين، تهديدات الحوثيين باستهداف الكابلات البحرية الدولية.

 

وقالت إميلي ميليكين، كبيرة المحللين في مؤسسة عسكري للدفاع والاستخبارات بالقرب من واشنطن العاصمة، في منتدى أمن الخليج، إن جماعة الحوثي "قد تعدل استراتيجيتها لمعالجة هدف جديد - وربما أكثر أهمية -: شبكة كابلات الاتصالات تحت البحر التي تربط البحر الأبيض المتوسط". مضيق باب المندب."

 

وكتبت ميليكين: "حتى الآن، ظلت الكابلات آمنة بسبب التخلف التكنولوجي النسبي للحوثيين وليس بسبب الافتقار إلى الحافز". "إنهم يفتقرون إلى الغواصات اللازمة للوصول إلى الكابلات.

 

وأضافت: "مع توفر الوقت والفرصة الكافية، قد يتمكن الحوثيون من تكييف بعض تكتيكاتهم البحرية لاستهداف البنية التحتية الحيوية للاتصالات".

 

وتابعت أن المياه الضحلة "تقلل من الحاجة إلى غواصات عالية التقنية لإنجاز المهمة".

 

تتابع الصحيفة البريطانية بالقول "الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لواشنطن وحلفائها في المنطقة هو أن قطع الكابلات يمكن أن "يقطع الاتصالات العسكرية أو الحكومية".

 

وأوضحت أن الحوثيين استخدموا مجموعة من الأسلحة المتطورة بما في ذلك الصواريخ الباليستية وطائرات الكاميكازي بدون طيار في هجماتهم على الشحن الدولي في البحر الأحمر.

 

وقال ويلسون جونز، محلل الدفاع في GlobalData، لموقع Airforce Technology: "اليمن قريب من عدد غير متناسب من كابلات الإنترنت الدولية تحت البحر، خاصة على طول ساحلها الغربي حيث يتمتع الحوثيون بأكبر قدر من الدعم".

 

وأضاف "سيكون من الصعب جدًا إيقاف الحوثيين إذا بذلوا جهدًا حازمًا لاستهداف هذه الكابلات. يؤدي قطع الكابل في أي مكان إلى تعطيل تدفق البيانات في كل مكان. وبما أن هذه الكابلات ضرورية للإنترنت الحديث والمعاملات المالية الرقمية، فقد يكون التعطيل هائلاً".

 

وأردف جونز: "من المؤكد أن الحوثيين ليس لديهم غواصات، لكن يمكنهم استخدام نوع من الشحنات العميقة أو الألغام المتفجرة أو الألغام تحت الماء التي يتم التحكم فيها عن بعد، أو إرسال شخص يرتدي معدات الغوص مع قاطعات للأسلاك".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر كابلات الأنترنت الحوثي أمريكا فی البحر الأحمر أن الحوثیین

إقرأ أيضاً:

احتفاء عربي بتحطيم مقاتلة أميركية أثناء تفاديها صواريخ الحوثيين

في حادثة حظيت بتفاعل واسع على المنصات العربية، سقطت طائرة أميركية من طراز "F-18" أثناء تواجدها على متن حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" في البحر الأحمر، وذلك خلال عمليات بحرية أجرتها القوات الأميركية أمس الاثنين.

ووصف نشطاء ومتابعون عرب الحادثة بأنها إنجاز رمزي للمقاومة اليمنية ونقطة تحول في ميزان الردع في المنطقة، خصوصًا مع تعرّض مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين لغارات شبه يومية منذ أن أعلنت واشنطن في 15 مارس/آذار عن بدء عملية عسكرية تهدف إلى وقف هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان بثته قناة المسيرة الفضائية، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، يحيى سريع، أمس الاثنين أن قواتهم ردّت على "مجازر العدوان الأميركي" من خلال استهداف حاملة الطائرات ترومان وقطعها الحربية في البحر الأحمر.

وأكد سريع أن العملية تمّت باستخدام صواريخ مجنحة وباليستية وطائرات مسيّرة، موضحًا أن الاشتباك استمر "طوال الساعات الماضية" بين القوات البحرية اليمنية وقوات الحاملة الأميركية.

ورأى عدد من المغردين أن اليمن بات يشكل إحراجًا كبيرًا للولايات المتحدة، معتبرين أن إسقاط طائرة F-18 يُعد "ضربة قاسية" للجيش الأميركي، ووصف البعض المشهد بأنه تحوّل من التهديد إلى التنفيذ.

عاجل | مسؤول أمريكي للجزيرة: مقاتلة إف 18 سقطت من على متن حاملة الطائرات ترومان أثناء مناورتها لتفادي نيران #الحوثيين
-يقصد ????الامريكي #هروب_تكتيكي ..
-تفاديا لصدمة للشعب الامريكي والحلفاء العرب الاعترافات الامريكية تدريجياً..
-الخوف الامريكي من انهيار ثقة الحلفاء من السلاح ال???????? pic.twitter.com/wDDTK7ulfQ

— مروان علي الأحمدي (@mroanalialahmde) April 28, 2025

إعلان

وأشار آخرون إلى أن الحادثة تؤكد جدية تصريحات رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، الذي كان قد لوّح سابقا بأن الرد سيكون "قاسيا ومزعجا"، معتبرين أن المشهد يعكس قدرة وتطورًا يمنيا متسارعا يقابله تراجع وانسحاب أمريكي واضح.

كما تحدث البعض عن تغييرات متكررة في الحاملات الأميركية واستقدام حاملة تلو الأخرى، حتى وصل العدد إلى خمس حاملات طائرات، في ظل ما وصفوه بـ"خسائر اقتصادية ومعنوية وهيبة تتعرض لها واشنطن يوميًا".

وكتب أحد المغردين قائلًا: "تم إسقاط طائرة أمريكية من نوع F-18 فوق البحر الأحمر. سيعترف الأميركيون بذلك، ولكن بطريقة كاذبة".

في المقابل، جاءت الرواية الأميركية مختلفة، فقد نقلت شبكة CNN عن مسؤول أميركي أن سقوط المقاتلة F-18 كان نتيجة انعطاف كبير قامت به حاملة الطائرات "ترومان" لتفادي صواريخ أُطلقت من قبل الحوثيين أثناء تعرض القطع البحرية الأميركية لهجوم في البحر الأحمر.

وعلّق مدونون على الرواية قائلين: "رواية جيدة نوعًا ما، لكنها ليست الحقيقة!".

وتساءل النشطاء بسخرية: "كيف وفي عام 2025، ومع هذا التقدم التكنولوجي الهائل وأجهزة التحسس المتطورة، تسقط طائرة متقدمة مثل F-18 من على حاملة طائرات متطورة؟ لا بد أن الأمر عدائي!".

لم نسمع ولم نقرأ في التأريخ العسكري سقوط طائره حربيه من حاملة طائرات في البحر.رغم كان التطور العسكري والتقدم التكنلوجي كان متواضعا.
كيف اليوم وفي عام ٢٠٢٥ وهذا التقدم التنكلوجي الهائل وأجهزت التحسس المتقدمه تسقط طائره متطوره أف ١٨ من حاملة طائرات متقدمه في البحر!قد يكون عدائيا. pic.twitter.com/GhDSyEWu4a

— نجيب حسن العبيدي (@Dhvz4NGNb32u9PQ) April 29, 2025

وأضافوا :"لم نقرأ في التاريخ العسكري عن سقوط طائرة حربية من حاملة طائرات في البحر، حتى عندما كان التطور العسكري والتكنولوجي متواضعًا".

إعلان

ومنذ بدء الضربات الأميركية في مارس/آذار الماضي، أعلن الحوثيون مرارا استهداف حاملتي الطائرات الأميركيتين ترومان وفينسون، بيد أن مسؤولين أميركيين قالوا إن أيا من السفن الأميركية في البحر الأحمر لم تُصب.

مقالات مشابهة

  • السيسي يفاجئ واشنطن: لا تعاون ضد الحوثيين إلا بهذا الشرط
  • صحيفة بريطانية: ترامب وعد بالسلام لكن “المدنيين” يقتلون في غزة واليمن
  • الحوثي تعلن استهداف حاملة طائرات أمريكية وأهداف حيوية في دولة الاحتلال
  • بريطانيا: ضربنا الحوثيين لحماية الملاحة في البحر الأحمر
  • بعد حلول الظلام وبقنابل دقيقة.. الدفاع البريطانية تكشف تفاصيل استهداف الحوثي الثلاثاء
  • عقوبات أميركية جديدة تضرب شبكة تمويل الحوثيين النفطية
  • جماعة الحوثي ترجح وقوع "إصابة مباشرة" بحاملة طائرات أمريكية
  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن
  • تقرير أمريكي: الحوثيون يقاومون الحملة الأمريكية بعناد رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم (ترجمة خاصة)
  • احتفاء عربي بتحطيم مقاتلة أميركية أثناء تفاديها صواريخ الحوثيين