أكد عدد من الخبراء أن سوق السيارات المصرية تمر حاليا بحالة من الارتباك الشديد، بعد صدمة هبوط  سعر الدولار فى السوق الموازية لأكثر من 25% خلال الأيام الماضية، مما أوقف المبيعات، وأصاب السوق بالشلل التام، وأصبح معها الموزع والتاجر والزبون فى حالة ترقّب، فالمستهلك أو المقبل على شراء سيارة جديدة ينتظر مزيداً من هبوط ونزول الأسعار بعد انخفاض سعر العملة الصعبة، وعلى الجانب الآخر ينتظر تجار وموزعون ثبات واستقرار العملة لاستئناف المبيعات وتجنّب الخسائر وتحديد الأسعار من جديد حسب سعر العملة فى السوق.

وقال اللواء مهندس حسين مصطفى، أحد خبراء قطاع السيارات فى مصر، إن سوق السيارات تمر بأسوأ فتراتها منذ زمن بعيد، وإن عملية البيع والشراء غير مستقرة، خاصة بعد الارتفاع الرهيب فى الأسعار، الذى جعل الكثير من الراغبين فى شراء سيارة جديدة يعزفون عن الشراء، خاصة راغبى فئة السيارات المتوسطة، التى أصبحت أسعارها غير حقيقية، سواء المستوردة أو المجمّعة محلياً، وأصبحت خارج حدود المنطق التجارى.

ولفت إلى أن جشع التجار والرغبة فى تحقيق أرباح كبيرة السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار، وأن الدولار ليس السبب الوحيد، بدليل أنه مع الهبوط لم تنخفض الأسعار، والمستهلك يُعد شريكاً فى هذه الزيادة فى حال قبوله بالأسعار المعروضة، فضلاً عن تشجيع التجار على استمرار الزيادات.

وينصح «مصطفى» من لديه سيارة بالحفاظ عليها وتأجيل الشراء، أما فى حالة الاحتياج الشديد إلى شراء سيارة فإن الشراء اليوم أفضل من باكر. وأشار إلى أن حملات المقاطعة منذ سنوات ساعدت على قلة المستورد، وأدت إلى بدء مرحلة زيادة الأسعار، وبالنسبة لتوقّع البعض هبوط الأسعار مع كل هبوط لسعر الدولار فى السوق الموازية فهذا غير واقعى، حيث يحتاج الأمر إلى استقرار سعر الدولار لعدة أسابيع حتى يستطيع الوكلاء والتجار حساب فاتورة التكلفة واتجاه منحنى الأسعار إلى الهبوط. وأشار «مصطفى» إلى أن الانخفاض فى إجمالى المبيعات فى عام 2023 وصل إلى 51%، مقارنة بعام 2022.

وعلى الجانب الآخر، أكد محمد ريان، أحد أكبر موزعى السيارات، أن السوق تشهد حالة من الركود التام، وأن الهبوط السريع للدولار أربك حسابات الوكلاء والموزعين والتجار، خاصة أن هناك بعض الموديلات والطرازات المعروضة حالياً تمّ حساب تكلفتها على أعلى سعر للدولار واليورو خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن زيادة الأسعار تعود لأسباب كثيرة أهمها بالطبع ارتفاع سعر العملة الصعبة مع قلة الاستيراد والمعروض من السيارات، بجانب ارتفاع تكلفة البنود الثابتة لدى الشركات والمعارض، ولفت إلى أن مبيعات السيارات عام 2023 انخفضت بنسبة تخطت 50%، وهو ما كان له تأثير كبير على انخفاض الإيرادات وتحجيم السوق.

من ناحيته، قال ناصر العمدة، مدير عام إحدى شركات بيع وتوزيع السيارات، إن الأسعار الحالية «مؤقتة» وليست دائمة وستنتهى بانتهاء الأسباب، وأهمها انخفاض سعر العملة وتوافر المعروض من الموديلات، وفتح الاعتمادات والتحويلات البنكية للاستيراد، وهى أسباب لو تحقّقت تعود بالسوق إلى حالتها الطبيعية.

ولفت إلى أن منظومة قطاع السيارات حالياً تمر بحالة ضبابية، وزيادة الأسعار بدون دراسة ليست فى صالح أى طرف فى المنظومة، سواء «المصنع، والمستورد، والبائع» من ناحية، أو المشترى من ناحية أخرى، فالبائع يتمنى نزول التكلفة والأسعار لكى يبيع أكثر، وبالتالى يربح أكثر، مشيراً إلى أن الموزعين والتجار يعانون حالياً من نقص شديد فى توريد السيارات وارتفاع تكلفتها، وتوقّع «العمدة» اتخاذ الحكومة بعض الإجراءات الاقتصادية لضبط وثبات سعر العملة فى الأسواق وتوافرها خلال الفترة القادمة، مما سيعود نسبياً بالسوق إلى حالتها الطبيعية.

وكانت سوق السيارات العالمية والمحلية عانت خلال السنوات الماضية، لأسباب كثيرة، على رأسها أزمة كورونا، التى أثرت على حجم الإنتاج، خاصة تصنيع الميكروشيبس «الشرائح الإلكترونية»، التى أوقفت الكثير من إنتاج مصانع السيارات فى العالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوق السيارات السوق الموازية الدولار الجنيه المصري سوق السیارات سعر الدولار سعر العملة إلى أن

إقرأ أيضاً:

آثار رفع الرسوم الجمركية على الدولار والنفط

كتب / د. بلال الخليفة

اصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم امس تعريفة كمركية على العديد من الدول ومنها العراق وتراوحت نسبة هذه الرسوم بين 10% و49%، حيث كانت التعريفة على العراق هو 39% وسماه يوم التحرير، حيث اكد الرئيس الأمريكي ترامب مرارًا أن الهدف من هذه الرسوم هو:- 

1)    تحقيق توازن تجاري لصالح الولايات المتحدة 

2)    وحماية الصناعات الأميركية من المنافسة الخارجية

3)    محاسبة الدول التي تعامل الولايات المتحدة بطريقة غير منصفة

4)    زيادة الإيرادات العامة لأمريكا

5)    وسيله للضغط على الكثير من الدول وجرها الى التفاوض بغية تنازل الدول الأخرى امام مطالب أمريكية.

6)    إعادة رسم الخارطة الاقتصادية للعالم وفق النظرة الترامبية بوضع أسس جديدة للتعامل التجاري


في البداية لنعرف الرسوم الكمركية التي هي ضرائب إضافية تُفرض على السلع المستوردة من دول أخرى وعادةً ما تكون التعريفة الجمركية نسبة مئوية من قيمة المنتج مثلا لو كانت الرسوم الكمركية على مادة معينة هي 39% وان سعر المادة التي تم استيرادها هو 120 دولار فان الرسم الكركي عليها سيكون 46.8 دولار. 

أولا: تأثير الزيادة على الدولار الأمريكي

ان عجز الميزان التجاري بنسبة 34% على أساس شهري في يناير ليصل إلى 131.4 مليار دولار، وارتفعت الصادرات الأمريكية بنسبة 1.2%، بما يعادل 3.3 مليار دولار، لتصل إلى 269.8 مليار دولار، بينما زادت الواردات بنسبة 10% أو ما يعادل 36.6 مليار دولار، لتبلغ 401.2 مليار دولار.

 وهذا يعني ان المبلغ يمثل سلع مستوردة وبالتالي ان المبلغ سيرتفع في حال استمرت أمريكا بشراء تلك المواد بسبب ارتفاع التعرفة ام ان التاجر سيقف او سيذهب الى بدائل وفي كل الأمور ان البديل سيكون ذو سعر مرتفع وبتعبير اخر ان السلعة التي يتم شرائها مثلا بدولار سابقا سيصبح بدولار وربع لنفس السلعة أي ان قيمة الدولار قد انخفض بمقدار الزيادة (التضخم)

ثانيا: تأثير الزيادة في التعريفة الكمركية على أسعار النفط

أمريكا فرضت تعريفة كمركية جديدة وهي 34% على الصين، وان بعض الدول ومنها الصين قابلت الخطوة التي اتخذها الرئيس الأمريكي ترامب بعدة خطوات ومن أهمها: - 

1.    بزيادة التعريفة الكمركية بنسبة 34% على كل الواردات من المنتجات الأميركية،

2.    كما فرضت وزارة التجارية الصينية قيودا على تصدير 7 عناصر أرضية نادرة بما فيها الغادولينيوم والإتريوم المستخدم في صناعة المنتجات الإلكترونية، 

3.    وأدرجت بكين أيضا 11 شركة أميركية في القائمة السوداء.

حيث ان هذه الخطوات ستؤثر فعلا في حجم التبادل التجاري وانه سيؤدي الى تباطئ بالنمو وعدم موثوقية في السوق الحالي وبالتالي ان الاقبال على شراء النفط سيقل وسينخفض سعر برميل رغم ان قيمة الدولار منخفضة وان العلاقة بينهما عكسية لكن في هذه الحالة اعتقد انها ستكون طردية.

ثالثا: تاثير الزيادة في التعريفة الكمركية على الاقتصاد العراقي

ان الاقتصاد العراقي ريعي وانه معتمد على الإيرادات النفطية بنسبة تتجاوز 90 % وان النفط يخسر أكثر من 5 % بعد إعلان الصين تعرفات جمركية على المنتجات الأميركية يوم 4/4/2025 وان نفط البصرة يتراجع الى 60 دولار، بينما الموازنة العامة الاتحادية للسنوات (2023، 2024، 2025) اقرت السعر على 70 دولار وان العراق يبيع من العملة الصعبة بحدود 300 مليون دولار يوميا حتى يؤمن السيولة النقدية ويحافظ على سعر الصرف ، حيث اخر يوم لبيع العملة قبل عطلة عيد الفطر المبارك لعام 2025 في نافذة بيع العملة هو يوم ٢٧/٢/٢٠٢٥ وكان هو ٣٠٧ مليون دولار أمريكي وان الايرادات اليومية من النفط في حال اعتمدنا بسعر النفط اليوم وهو ٦٠ دولار هو ٢١٠ مليون دولار وهذا يعني ان ٩٧ مليون دولار الفرق

وبالتالي ان العراق اما سيستنفذ احتياطي العملة ببقائه بيع عملة بنفس الوتيرة السابقة او يقلل بيع العملة 

وبالتالي ارتفاع قيمة الصرف في السوق التجاري رغم انخفاض قيمته عالميا.


مقالات مشابهة

  • بحجم تعاملات 3 ملايين جنيه.. تفاصيل التحقيق مع متهم بتجارة العملة
  • تجديد حبس 3 متهمين بتجارة العملة خارج نطاق السوق المصرفية
  • ارتفاع حاد في سعر صرف الدولار بالسوق الموازية
  • الدينار يسجل انخفاضا جديدا في السوق الموازية
  • إيهاب واصف: تراجع الذهب 95 جنيها في السوق المحلي
  • شعبة الذهب: الذهب يتراجع 95 جنيها بالسوق المحلي وانخفاض الطلب في عيد الفطر
  • المعادن الثمينة: 95 جنيها تراجعا في أسعار الذهب وانخفاض الطلب في عيد الفطر
  • أسعار النفط تهبط لأدنى مستوى منذ 4 سنوات بعد صدمة أوبك ورسوم ترمب
  • آثار رفع الرسوم الجمركية على الدولار والنفط
  • د. التل يوضح الفرق بين قيمة الدولار وسعر صرفه