اللوبي الاسرائيلي والسياسة الأمريكية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تناقلت الصحف العالمية اخبار الحملة الصهيونية لشراء ذمم أعضاء الكونجرس وضمان دعمهم لإسرائيل بما يزيد على 100 ألف دولار في المتوسط لكل عضو. تم صرفها من جيوب المانحين المؤيدين لإسرائيل، وقد ظهرت نتائج الهبات المالية السخية في نبرة الأصوات المطالبة بالدعم العسكري الأمريكي، والمؤيدة للرد الإسرائيلي العنيف، وظلت اصواتهم تصدح بتلك المطالب على الرغم من ارتفاع عدد الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين داخل قطاع غزة، وهذا يفسر أسباب ودوافع دعم الكونجرس الساحق لإسرائيل.
حول هذه الهبات والمدفوعات المالية صرح جون ميرشايمر John Mearsheimer، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، ومؤلف كتاب: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية (The Israel Lobby and US Foreign Policy) الصادر عام 2006، فقال: (إن النتائج المنظورة كانت لها الآثار العميقة على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. اما إذا لم يكن هناك لوبي يتولى الدفع لأعضاء الكونجرس في اتجاه معين وبطريقة فاعلة ومؤثرة، فإن موقف الكونجرس الأمريكي بشأن الحرب في غزة سيكون مختلفاً تماماً عما نراه اليوم). .
ولكي نقف على حقيقة الاتجاهات المؤثرة للكونجرس، نذكر ان المراكز الاستقصائية اهتمت برصد ردود الأفعال المتباينة، وتتبعت التصريحات الإعلامية للمسؤولين في لقاءاتهم المتلفزة، وعلى حساباتهم في منصة X ، ورسائلهم الموجهة إلى جو بايدن بعد السابع من اكتوبر. فجاءت النتائج بالصورة التالية: 93٪ كانوا يطالبون بدعم عسكري أو مالي أمريكي لإسرائيل. . 81٪ منهم يؤيدون الهجمات الإسرائيلية على غزة. . 17٪ انتقدوا إسرائيل وطالبوا بوقف إطلاق النار. . 17٪ أثاروا قضايا التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان. .
لكن تلك المواقف تغيرت كثيراً مع تفاقم الأزمة الإنسانية، ومع ارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين، وبخاصة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي المميت على مخيم جباليا للاجئين، لكن المؤسف له ان بعض أعضاء الكونجرس كانوا أكثر تعاطفا مع الضحايا الإسرائيليين من الفلسطينيين. وهنالك نقطة في غاية الأهمية وهي ان التظاهرات الجماهيرية التي جابت المدن الأمريكية كان لها الأثر الكبير في الضغط على الكونجرس، وفي تغيير مواقف الحكومات المحلية لصالح الشعب الفلسطيني المنكوب في معظم الولايات . .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات أعضاء الکونجرس
إقرأ أيضاً:
مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو مجلس الأمن الدولي لسرعة وقف العدوان الاسرائيلي
دعا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، مجلس الأمن الدولي الى التحرك السريع لحماية الشعب الفلسطيني ومحاسبة إسرائيل ووقف جرائمها على الشعب الفلسطيني ، بما في ذلك الوقف الفوري لعدوانها على الضفة الغربية، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المدن والبلدات والقرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينية.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعث بها رياض منصور إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الصين)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن قيام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بشن عدوان عسكري واسع النطاق في بقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، بعد حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة على مدار 470 يوما.
ونوه منصور ، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية ، إلى تكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلي من غاراتها الجوية ، إلى جانب تزايد هجمات المستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وعلى وجه الخصوص في شمال الضفة.
وفي هذا السياق، أشار منصور إلى أنه، ومنذ بداية العام، استشهد 70 فلسطينيا، من بينهم 10 أطفال، في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب تهجير مئات العائلات الفلسطينية خلال الأسبوعين الماضيين، منوها إلى تأثر ما يقدر بنحو 15 ألف مواطن بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة ، والدمار الواسع النطاق الذي أحدثته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كما أشار منصور إلى تهديدات السياسيين الإسرائيليين وقادة المستوطنين المتطرفين بتكرار الحرب المدمرة والابادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة في الضفة الغربية، متفاخرين بمخططاتهم الاستعمارية غير القانونية لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، منوها بالإجراءات العقابية والتمييزية ضد المواطنين الفلسطينيين، بما في ذلك تركيب بوابات حديدية (حواجز) على مداخل العديد من القرى والبلدات، ما يعزلها عن بعضها البعض، إلى جانب إجبار مئات المدنيين الفلسطينيين على إخلاء منازلهم، وهدم المنازل والاستيلاء على المزيد من الممتلكات والأراضي الفلسطينية، مع استمرار الإعلان عن خطط التوسع الاستعماري.
وأشار منصور أيضا إلى أن اغلاق إسرائيل مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في القدس الشرقية المحتلة، في 30 يناير الماضي، يشكل مظهرا آخر من مظاهر هذا العدوان المتزايد ومخططاتها المستمرة للاستيلاء على الأرض الفلسطينية المحتلة وضمها، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة وأحكام محكمة العدل الدولية.
ونوه بأن حصيلة الضحايا في غزة بلغت 61709 شهداء وأكثر من 111588 جريحا، العديد منهم يعاني من إصابات تهدد حياتهم، وفي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، تجاوز عدد الضحايا 905 شهداء وأكثر من 7400 جريح، مناشدا المجتمع الدولي مرة أخرى إلى التحرك الفوري لدعم القانون الدولي ووقف إرتكاب هذه الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.