صدمة فى سوق الأعلاف

«الكبار» يجبرون الشركات على التعامل بالدولار ويوقفون صفقات الجنيه

كشف مسئولون بالقطاع الداجنى أن كبرى شركات الأعلاف فى مصر اتجهت إلى بيع الذرة وفول الصويا للتجار والموزعين بالدولار، وسط الارتفاع المتتالى بأسعار الأعلاف فى السوق المحلية وتوفير نفقات الشحن الدولى، وذلك بناءً على نتائج اجتماع تم عقده منتصف الأسبوع الماضى بين عدد من الشركات المنتجة والمستوردة للأعلاف مع التجار لمناقشة إمكانية بيع الأعلاف لهم بالعملة الصعبة كالدولار واليورو خصوصا الذرة الصفراء.

وأضافت المصادر أن بعض الشركات اتفقت على شراء الذرة الصفراء المحلية بالعملة الصعبة بتسهيلات سداد لمدة شهر، وانتهى الاجتماع بالموافقة على تلبية طلباتهم بالتسهيلات المطلوبة. فى حين أصرّت بعض الشركات على الشراء بالجنيه ولم تتم الموافقة على طلبها، موضحة أن الكميات التى كانت معروضة للبيع بالعملة الصعبة خلال الاجتماع بين المنتجين والتجار تصل إلى 120 ألف طن ذرة مزروعة فى مناطق توشكى وشرق العوينات والفرافرة.

يأتى ذلك فى وقت تشهد فيه أسعار الأعلاف ارتفاعًا قياسيًا نتيجة زيادة الطلب وقلة المعروض، إذ قفزت أسعار الذرة بنحو 48% خلال شهر يناير الماضى إلى 20 ألف جنيه مقابل 13.5 ألف للطن فى ديسمبر 2023. 

«الوفد» التقت الدكتور ثروت الزينى نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن الذى أكد رفضه لهذه العروض جملة وتفصيلا استنادا لقرار البنك المركزى المصرى تمنع التعامل بالعملات الصعبة داخل مصر سواء كان بيعا أو شراء أو اتجارا، وان المنتجين فى ازمة كبيرة تهدد وجود صناعة الدواجن بسبب ما وصلنا اليه من ازمات فى فتح اعتمادات مالية لاستيراد مكونات الاعلاف التى أصبحت معظمها تأتى من الخارج.

وشدد على أن الحكومة لم تلتزم بتوفير نسبة الـ50% من النقد الأجنبى التى اتفقت على توفيرها للمستوردين مقابل بيع الدواجن وبيض المائدة بأسعاره معقولة وتركتهم فريسة لتجار العملة.

أضاف: «ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، ولكن الغريب أن البنك المركزى يطالب المستوردين بتوفير كامل ثمن الشحنات، مضافا اليه نسبة 20% يحصل عليها البنك بالسعر الرسمى مقابل فتح الاعتماد والموافقة على الاستيراد، مما يزيد من أعبائهم وبالتالى من أعباء الصناعة والتى بدورها تتسبب فى رفع أسعار الأعلاف لمستويات لم تشهدها مصر من قبل، وتنعكس هذه الارتفاعات غير المبررة على ارتفاعات جنونية لاسعار اللحوم والدواجن.

وقد أكد بعض المنتجين أن سعر طن علف الدواجن تخطى 30 ألف جنيه، وسعر الكتكوت التسمين عمر يوم 40 جنيها، وهذا الارتفاع سيعرضهم لخسائر فادحه بسبب ارتفاع التكلفه من ناحيه وبسبب الامراض الفيروسية التى تصيب الدواجن فى فصل الشتاء وتتسبب فى نفوق اعداد كبيره منها مما ادى إلى ارتفاع اسعارها إلى 91 جنيها جملة وحوالى 100 جنيه فى التجزئة.

الأمر ‏نفسه يشهده سوق اللحوم بعد ارتفاع أسعار أعلاف الماشية إلى حوالى 20 الف جنيه للطن، وتوقف البعض عن التربية بسبب عدم استطاعتهم المنافسة فى هذا الجو الصعب وارتفاع أسعار التكلفة من كافة الاتجاهات سواء فى التكلفة والتصنيع والنقل وعلاج الأمراض التى لا تتوقف خلال فترات التربية علاوة على تراجع نسب الشراء بعد لجوء بعض محلات الجزارة إلى رفع الأسعار إلى 400 جنيه للكيلو الواحد.

‏والأمر الخطير يتمثل فى توقف عدد كبير من المربين، مما سيكون له دلالات سيئة مستقبلا تتمثل فى التناقص الحاد فى السلالات البلدية أمام السلالات المستوردة بأسعار خيالية بسبب ارتفاع الدولار أمام الجنيه المصرى وعدم توافره وبالتالى ستكون هناك مزيد من الارتفاعات اذا لم تتضاعف الكميات المزروعة محليا من محصول الذرة الصفراء وكسب فول الصويا لسد هذه الفجوة الغذائية الصعبة. 

المصدر: بوابة الوفد