نحو حلول عملية وسريعة لأزمة الغلاء
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
لا يغيب عن المرء مدى المعاناة التى تواجهها كافة الأسر المصرية بمختلف فئاتها الاجتماعية نتيجة أزمة الغلاء، ربما الأعنف منذ سنوات الحرب، وهو ما يدفعنا دفعا إلى حشد كافة الطاقات وتركيز كل الإمكانات الممكنة، وتخصيص المناقشات فى سبيل إيجاد حلول عملية وسريعة للأزمة.
وقد كتبت قبل عام محذراً أن التضخم يجب أن يكون هو الشغل الشاغل للحكومة المصرية، والهم الأول لكل المسئولين، وأنه ينبغى أن تعمل كافة الوزارات بسياسات واضحة تصب فى صالح كبح جماحه.
من هذا المنطلق فإننى أدرك أن كل بيت مصرى مشغول بهم توفير الحد الأدنى من الدخل لتلبية احتياجاته الأساسية، لذا فلا حديث فى أى مكان بعيد عن الأزمة وآثارها وكيفية مواجهتها.
وكما علمتنى الحياة، فإن الحوار ضرورة للوصول إلى الطرق الأفضل، ومن اللازم خلق هذا الحوار بين الحكومة من جهة، ومنظمات الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص، والمجتمع المدنى، وقادة الفكر والرأى من جهة أخرى لإيجاد حلول عملية للحد من الغلاء. فى الوقت ذاته، فإنه لا يجب التعامل مع تقييمات وتقارير المؤسسات الأجنبية عن الوضع الاقتصادى بتشكك وريبة، ولا بد من الاستفادة من أى نقد بناء يوجه للسياسات الاقتصادية دون حساسية.
ورغم كل الأوجاع والشكاوى والقلق الشائع لدى فئات كثيرة، فإننى لم أفقد بعد تفاؤلى وإيمانى بأن مصر قادرة على تجاوز المحنة واستعادة مسار التنمية مرة أخرى فى أقرب وقت.
وحسناً تتجه الحكومة لاتخاذ بعض السياسات المستهدفة للتضخم أتصورها، مثل خفض عدد من الرسوم والضرائب المفروضة على بعض السلع والخدمات، وإلغاء الازدواج الضريبى، وبعض الرسوم الزائدة التى تخضع لها كثير من السلع، مع تقديم حوافز حقيقية وفعالة للاستثمار والإنتاج والصناعة والتصدير وتقليل الفجوة فى الإنتاج الزراعى على وجه السرعة.
كذلك، فإننى أرى أهمية النظر فى الحد من تصدير بعض السلع المحلية التى تعد أساسية لفترات معينة بهدف زيادة المعروض منها فى الأسواق مع التعويض العادل لمصدرى هذه السلع. إلى جانب العمل على تيسير إجراءات استيراد السلع الأساسية، وخفض فترات الإفراج الجمركى عنها وهو ما يساهم فى خفض تكلفتها، وهو ما يجب انعكاسه على الأسعار.
وأتصور أيضاً أن عملية الرقابة الحقيقية على الأسواق ضرورية لمحاسبة ومراقبة الممارسات غير المشروعة لتحقيق أرباح طائلة على حساب المستهلك، لكن الأكثر أهمية هو تفعيل آليات العرض والطلب لزيادة المعروض من السلع بما يقطع الطريق على كل مستغل أو محتكر.
وعلى المديين المتوسط والطويل فنحن فى حاجة ماسة للعمل بكل جهد على زيادة الاستثمار من خلال مراجعة المنظومة التشريعية المتعلقة بالاستثمار وتفعيل أطروحات الإصلاح المؤسسى فيها والتوسع فى الخدمات الإلكترونية. فضلا عن ضرورة تشجيع القطاع الخاص للعودة للاستثمار فى مجال الصناعة والخدمات والمشاركة بقوة فى العملية التصديرية.
وسلام على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين المعاناة أزمة الغلاء سنوات الحرب كافة الطاقات للحكومة المصرية
إقرأ أيضاً:
صراع إعلامي أم حقيقة؟.. تحليل لأزمة راغب علامة والهجوم على مدرسته
الفنان اللبناني راغب علامة (وكالات)
في تطورات مثيرة للجدل، تعرضت مدرسة "سان جورج" المملوكة للفنان اللبناني راغب علامة لهجوم وتخريب من قبل مجهولين، وذلك على خلفية تسريب مكالمة هاتفية مزعومة نسبت للفنان تصريحات مسيئة لشخصية سياسية بارزة. هذا الحادث يسلط الضوء على خطورة انتشار الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها المباشر على حياة الأفراد والمؤسسات.
اقرأ أيضاً الفنان مكسيم خليل يعود إلى وطنه: حلم تحقق بعد 12 عاماً (فيديو) 19 ديسمبر، 2024 سفر محظور.. فجر السعيد تفضح "سر" سفر نهى نبيل إلى السعودية 18 ديسمبر، 2024
ـ تفاصيل الحادث:
شهدت مدرسة "سان جورج" في الليلة الماضية أعمال تخريب واسعة، حيث قام المهاجمون بكتابة شعارات مسيئة على جدران المدرسة، الأمر الذي أثار حالة من الاستياء والاستنكار في الأوساط الفنية والاجتماعية. ويُعتقد أن دافع هذه الاعتداءات يعود إلى انتشار مقطع فيديو يزعم أنه يوثق مكالمة هاتفية بين راغب علامة وفنان آخر، تتضمن تصريحات مسيئة لشخصية سياسية لبنانية.
ـ نفي قاطع من راغب علامة:
سارع الفنان راغب علامة إلى نفي هذه الاتهامات بشكل قاطع، مؤكداً أن المكالمة المسربة مفبركة وأن صوته قد تم تقليده باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما قدم مكتبه الإعلامي بياناً توضيحياً أكد فيه أن هذه الشائعات تهدف إلى تشويه سمعة الفنان وإلحاق الضرر به.
ـ تحليل الأزمة:
يثير هذا الحادث العديد من التساؤلات حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات والأخبار الزائفة، وتأثيرها على حياة الأفراد والمجتمعات. كما يسلط الضوء على أهمية التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، وتجنب المشاركة في نشر الشائعات التي قد تؤدي إلى أضرار جسيمة.
ـ آراء الخبراء:
يرى خبراء الإعلام أن هذا الحادث هو مثال واضح على كيفية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية والفتنة، وأن مثل هذه الحوادث تتطلب تضافر الجهود لمكافحة الشائعات والأخبار الزائفة. كما يشدد الخبراء على أهمية دور القضاء في محاسبة مرتكبي مثل هذه الجرائم، وحماية حقوق الأفراد في سمعتهم وكرامتهم.
ـ الخلاصة:
إن الهجوم على مدرسة راغب علامة هو حادثة مؤسفة تسلط الضوء على الجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من أن الفنان قد نفى هذه الاتهامات بشكل قاطع، إلا أن هذا الحادث يترك أثراً سلبياً على سمعته وعلى قطاع التعليم في لبنان.