الحديدة ..مهرجان مهيب بذكرى الشهيد القائد وعروض عسكرية وشبابية لأبناء المديريات الشمالية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
شهدت مديرية القناوص بمحافظة الحديدة، اليوم مهرجانا مهيبا احياء لذكرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وعروض شبابية وعسكرية لخريجي الدفعة الأولى من دورات ” الفتح الموعود والجهاد المقدس”، نظمته شعبة التعبئة العامة لمديريات المربع الشمالي بالمحافظة،
وخلال العرض الذي حضره محافظ المحافظة محمد عياش قحيم ووكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكيلا المحافظة علي قشر وغالب حمزة، قدم المشاركون من وحدات الحشد والتعبئة العامة، عروضا عسكرية متنوعة، عكست التفاعل الشعبي ومدى جاهزية واستعداد أبناء مديريات المربع الشمالي بالحديدة، لخوض معركة مواجهة أعداء اليمن.
وجسد العرض بمستوى الزخم الكبير الذي شهده بحضور قائد المحور الشمالي اللواء فاضل الضياني وقيادات عسكرية وأمنية ومدراء المديريات وشخصيات اجتماعية، لوحة جهادية لحشد غير استثنائي يهتف بجاهزية التصدي للعدو الأمريكي، وتأكيد الانخراط في الدورات العسكرية التي تأتي في إطار الحشد والتعبئة العامة لمواجهة أعداء اليمن ونصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية.
تميز العرض الذي تدفق اليه مواكب غفيرة من أبناء المديريات للمشاركة في مهرجان احياء ذكرى سنوية الشهيد القائد، بفقرات حملت العديد من الدلالات، تعبيرا عن الفخر والاعتزاز بما يقوم أبناء الشعب اليمني من مواقف تتوج من قيم العقيدة والانتماء للدين والعروبة بالانتصار للقضية الفلسطينية التي تتعرض لتآمر دولي وعربي.
وألقى محافظ الحديدة ، كلمة أثنى فيها على المواقف الوطنية والدينية المشرفة لأبناء المديريات الشمالية بالمحافظة، مؤكدا أن حضورهم في هذا العرض ليس جديدا على أدوارهم المشهودة في التصدي لمخططات العدوان والمرتزقة.
وأوضح أن اليمنيين اليوم يتوجون موقف النخوة لنصرة الاشقاء الفلسطينيين بالتوجه نحو مسار التدريب للجهاد والاستعداد لمواجهة التهديدات الامريكية الإسرائيلية من خلال اتخاذ خطوات عملية لترسيخ الوعي الجماهيري تجاه العدو الحقيقي للأمة والدعوة لتحرك أحرار الشعوب لنصرة فلسطين المحتلة بالمال والسلاح والمقاتلين.
واعتبر قحيم، أن معركة اليمن مع العدو الأمريكي البريطاني، ستشكل درسا جديدا لكل من تسول له نفسه المساس بالسيادة اليمنية، لافتا الى أن التضامن الشعبي والرسمي وما يجري من زخم وتفاعل جماهيري في الحديدة ومختلف المحافظات، يعد صورة جلية للهوية الإيمانية تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني.
وذكر بما حمله الشهيد حسين من مشروع وما واجهه من مخاطر حتى ارتقى شهيدا في سبيل تنبيه الأمة بالمسئوليات التي تقع على عاتقها للتحرك واتخاذ مواقف جادة تجاه ما يفعله الأعداء وما يرتكبونه من جرائم بحقها، باعتبار أن المصلحة الحقيقية للأمة والتوجه الصحيح تجاه خطر شامل يستهدفها في كل المجالات بشكل عدائي في التصدي وفقاً للفطرة ولما أمر به القرآن الكريم.
من جانبه نوه الوكيل البشري، الى أن هذا العرض الشبابي والعسكري يجسد المواقف العملية للشعب اليمني والقيادة والقوات المسلحة تجاه نصرة المقاومة الفلسطينية، مقابل تنصل حكام الدول العربية عن القضية الفلسطينية ومواقف التطبيع.
وأكد موقف اليمنيين في مسار الجهاد المقدس للانتصار لقضية الأمة المركزية، يحتم عليهم تعزيز النفير المواكب لعمليات القوات المسلحة في البحرين الأحمر والعربي والمضي باتجاه دعم كل خيارات مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي الغربي
ووجه البشري، رسالة لتحالف حماية السفن الإسرائيلية، بأن جيش اليمن هو شعبه الصامد الذي استطاع بقيادته الحكيمة أن يحول سنوات العدوان والحصار الى عزة ومجد وبأس وصلابة في طريق الجهاد وافشال مخططات ورهانات قوى الاستكبار العالمي.
ولفت الى أن موقف الشعب اليمني ينطلق من مشروع الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في الجهاد وتصحيح مسار وضع الأمة ومواجهة الأنظمة العميلة التي تتبنى نفس الموقف الإسرائيلي المعادي للمجاهدين في فلسطين ولبنان والأمة.
ونبه وكيل المحافظة، الى أن هذه الأنشطة والمواقف التضامنية، تكمن أهميتها في ترسيخ الانتماء للإسلام والتصدي لمؤامرات الأعداء والتوجه الصادق الذي ينسجم مع الانتماء الإسلامي ومصلحة الأمة ويحقق لها عزتها وقلاحها واستقلالها ويحصنها من أعدائها واختراقاتهم ويبنيها لتكون بمستوى الموقف القوي.
ووجه أبناء المديريات الشمالية بالحديدة، المشاركون في المهرجان والعرض، العديد من الرسائل، عن ثقة الشعب اليمني بنصر الله، والاستمرار في مواجهة تداعيات المشروع الأمريكي الصهيوني، مهيبين بأبناء الأمة التحرر من الارتهان والعمالة وإفشال المخططات التآمرية على الأمة وتوحيد كلمتها وتوجيه الكراهية صوب أعدائها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أبناء المدیریات الشهید القائد الى أن
إقرأ أيضاً:
في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن
يمانيون../
يحتل حزب الله وأمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله مكانة عظيمة في قلوب اليمنيين، لا تدانيها مكانة، وهي مكانة ضاربة في التاريخ، لا تستوعبها الأقلام، ولا الدفاتر، بل تكاد لا تدركها العقول، ولا تسعها القلوب، هي مكانة الوفاء من الصدق، والتضحية من الفداء، لا تستطيع التفرقة بينها، لم تنشأ فجأة، ولم تأت من فراغ، كما أنها لم تولد من غير والد، أو تنْمُ من غير رعاية.
عين اليمنيين وسمعهم وبصرهم، كما كل شعوب أمتنا، كانت ترقب وتنتظر، وتبحث وتتلهف، إلى من ترى فيه أملها لتحقيق تطلعها، وانعكاس رجائها، فجاءت اللحظة التاريخية لتشير بإصبعها باتجاه هذا السيد الشاب وهو يتلقف قيادة حزب الله، ويسير بالمقاومة في طريق النصر.
الظرف التاريخي الحساس، والمفعم بالمخاضات، والهزات، والمثقل بالنكسات والنكبات، كان مناسبا وعلى درجة عالية من الملاءمة، لظهور قائد بحجم السيد حسن نصر الله وثقله وهيبته وصدقه وإيمانه.
لذلك لم تخطئه العيون، ولم تسد لخطابه الآذان، وانفتحت له القلوب بكل أبوابها، فملأ العيون قيادة، وأشبع الآذان ثقة وإيمانا، وشحن القلوب حبا ووفاء وأملا بالنصر القريب.
لم يكن الشعب اليمني استثناءً بين شعوب أمتنا، الذي تابع بكل فخر واعتزاز انتصارات حزب الله بقيادة السيد نصرالله، ورأى فيه القيادة المنتظرة للأمة، فقد كانت كل شعوب أمتنا بلا استثناء تراه كذلك، ولا عبرة بالمنافقين هنا، الذين قد يشوش الإشارة إليهم طبيعة الموقف العظيم في تلاقي الأمة عند صدق القائد وفخرها بخطاباته وحضوره الذي كان عنوانا لعز الأمة القادم.
من هناك من بنت جبيل، سمع اليمنيون وكل الأمة، ذلك القائد وهو يتحدث عن النصر، نصر لم يسمع به العرب طوال عقود مضت، على عدو كان قد تسرب إلى نفوس الكثيرين أنه لن يهزم، ولن يهتز، ودفع البعض للاستسلام، لا سيما بعد تطبيع أقرب دولتين وأكثرها مواجهة مباشرة معه، مصر والأردن، والأهم للأسف الشديد السلطة الفلسطينية نفسها، لتنكسر كل تلك الخيبات، بإعلان نصر أول على هذا العدو إجباره على الانسحاب من كل جنوب لبنان عام 2000، دون قيد أو شرط، وفي ذلك الخطاب وصف السيد نصر الله كيان العدو الإسرائيلي بأنه أوهى من بيت العنكبوت.
وافق ذلك الوصف رغبة في نفوس الأمة، ودق على وتر الانتصارات التي عزفت في قلوبها، وأعادت إليها أمل تحرير فلسطين، والقضاء على هذا الكيان، لم تكن عبارة بيت العنكبوت، مجرد حروف وكلمات، بل كانت سلاحا فتاكا، أذاق العدو ويلات الانكسار، التي ظلت ترافقه طوال مراحلها اللاحقة، كما كانت جرعة كبيرة من الإيمان، والوعي الذي ارتفع حتى عانق السحاب.
أخيرا.. بعد عقود، هاهو قائد يتحدث بكل ثقة، ليعيد مجد الأمة المفقود، وأملها المنكسر، وهيبتها المهدرة، لقد كان هو السيد الشاب القائد الكبير حسن نصر الله، فارتفعت حينها راية حزب الله في كل مدينة وقرية وعلقت صور هذا القائد في كل بيت، فزمن الهزائم قد ولى.
حرب تموز
جاءت حرب تموز، لتؤكد مجددا أن هذا هو زمن الانتصارات، وعلى يد هذا القائد وإخوانه المجاهدين، وأولئك الشباب الصادقين في حزب الله، لن ترى الأمة إلا النصر، وجاءت عبارة: (كما وعدتكم بالنصر دائما، أعدكم بالنصر مجددا)، وما هي إلا أيام، حتى انقشع غبار تموز، عن النصر المؤكد فعلا، ومرة أخرى تظهر “إسرائيل” و”جيشها” الذي يعد خلاصة جيوش الغرب وخبراته، ومعداته وسلاحه، أوهن من بيت العنكبوت، لتلاحق تلك العبارة قادة العدو وتمرغ أنوفهم بالتراب.
خرج حزب الله منتصرا، وظهر القائد بخطاب النصر مجددا، فهز الدنيا، زلزالا تحت أقدام العدو، وفرحا في قلوب المحبين المؤمنين بخيار المقاومة والجهاد، ومهما نسي العالم فلن ينسى تلك اللحظات على الهواء مباشرة، وفاتح زمن الانتصارات يتحدث بهدوء، قائلا : انظروا إليها تحترق، كان يتحدث عن السفينة الإسرائيلية ساعر، التي أصابها صاروخ حزب الله على مرأى ومسمع العالم.
هكذا إذاً بدأنا نشعر بطعم النصر، في اليمن والأمة الإسلامية والعربية، وكان ذلك بيد السيد المجاهد حسن نصرالله، الذي أطعمنا النصر بملاعق الجهاد والتضحية الذهبية، تذوقت الأمة نصرا، أشهى من العسل، وأوضح من عين الشمس، وأبهى من نور القمر في ليلة صافية.
إذا كان نصر 2000 إنعاشا لقلب الأمة المنكسر، فقد كان نصر 2006 إكسير حياة للعزة والكرامة تلقته صدور الشباب في الأمة، فانطلقت بكل شموخ وعزة وكرامة، وعادت لها الثقة بذاتها، ونفضت الغبار عن خط سيرها الذي ارتضاه الله لها، واضح الجادة، جلي الطريق، في صراط مستقيم غير ذي عوج.
حزب الله والسيد نصر الله عند الشهيد القائد
بين النصرين، أراد الله لليمن أن تنهض على يد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، فعمل على أن يكون السيد نصرالله نموذجه المشرق في الجهاد والصدق والثبات، ودليلا على وعد الله تعالى للامة بالنصر، وقد حملت محاضراته الكثير من المواضع في هذا الصدد، لعل أبرزها حين جعل هذا القائد مصداقا لقول الله تعالى: (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون)، ويقول رضوان الله عليه: “ولهذا، الأشخاص الذين يثقون بالله يتكلمون بملئ أفواههم بكل تحدي لإسرائيل عند رأسها، حسن نصر الله، وأمثاله، بكل صراحة، وبكل قوة، من منطلق ثقته بصدق القرآن، أن هؤلاء أجبن من أن يقفوا في ميدان القتال صامدين، وجربوهم فعلاً، جربوهم في جنوب لبنان، كيف كانوا جبناء، يهربون، جندي واحد يرد قافلة، ورتلا من الدبابات، الشاحنات العسكرية. أرعبوهم حتى أصبح اليهود متى ما خرج اليهودي من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين يبكي من الفرح، ويقبِّل أسرته، خرج من بين غمار الموت”.
في موضع آخر، فإن السيد حسين بدر الدين الحوثي، يقدم السيد نصرالله نموذجا، للمؤمن الذي مُلئ قلبه بالإيمان، ويقارن بينه وبين بقية الزعماء العرب: “هل أحد منكم شاهد [السيد حسن نصر الله] في التلفزيون وهو يتكلم بملء فمه، وبكل قوة وبعبارات تهز إسرائيل. ماهي عبارات مثلما يتكلم زعماء العرب الآخرين” ويستطرد بوصف تلك الكلمات: “كلمات مجاهد، كلمات شجاع، كلمات تحتها جيش من الشباب المجاهدين الأبطال، يتكلم كلمات حقيقية مؤثرة، وهو بجوارهم، وهو يعلم أن معهم قنابل ذَرِّيّة، وأن معهم صواريخ ومعهم دبابات، ومعهم كل شيء، لكن قلبه من القلوب المملوءة بتولّي الله ورسوله والذين آمنوا فأصبحوا حزب الله، وحزب الله هم الغالبون، كما سيأتي عندما نصل إلى عند هذه الآية”.
ولم يترك السيد حسين بدر الدين الحوثي الاستشهاد بكلام السيد نصرالله في تحليل موقف أمريكا من الأمة: “وما أجمل ما قال السيد حسن نصر الله – في تحليل هذه المسألة – قال: [إن أولئك عندما يتحركون ليس من أجل أموالهم ومصالحهم، فأموالهم ومصالحهم في المنطقة مأمونة وهناك قواعد تحميها، وهناك أنظمة تحميها، وليس من أجل خيرات معينة، هم من تصب خيرات الشعوب العربية في بنوكهم، إنه تحرك – قال – لضرب الإسلام”.
العدوان على اليمن
كان مؤشر العلاقة بين اليمن والسيد نصر الله قد وصل إلى أعلى درجة، فجاء العدوان على اليمن، وموقف السيد نصر الله الرافض والمدين لهذا العدوان، ليكسر شوكة المؤشر، ويدمج بين اليمنيين وهذا الرجل الصادق والقائد الشجاع، والوفي، والمؤمن، الذي لا يخاف في الله لومة لائم، لم يعد هناك فرق، لنتحدث عن علاقة، لم يعد هناك بين، لنتحدث عن مكانة، فقد أصبح السيد نصرالله يمنيا، وأصبح اليمنيون حزب الله، فقد بادر بالموقف حيث احجم البعض وانضم البعض إلى تحالف العدوان، أعلن موقفه الرافض يوم سكت الناس، بل وصل حد أن يصف ذلك الموقف بأنه أشرف موقف اتخذه في حياته الشريفة، فكانت كلماته بلسما لجراح الأطفال ونساء اليمن، وكانت عباراته دواء لقلوب منكسرة من ظلم القريب، وجفاء الصديق، ووحشية الجار اللصيق. كانت حشرجة صوته، علاج غربة شعب اليمن بين الأمة، وكان لصرخته القوية، مفعول الترياق.
هنا، أصبحت صورته وصوته، علامة على أن الأرض التي مُلِأت جورا، لا تزال تنبض بالحق والعدل، فقد أنصفنا حين ظلمنا الناس، وواسانا حين اعتدى علينا الناس، ووقف إلى جانبنا، يوم خذلنا الناس، وتحمل في سبيل ذلك الموقف كل ضغط، ورغم ذلك استمر في موقفه، وقدم كل ما يستطيع، لم يبخل على اليمن بشيء أبدا، وسيأتي اليوم الذي ينكشف فيه للناس عظيم ما قدم.
لن تكون شهادة السيد حسن نصر الله آخر المطاف في مكانته بين اليمنيين، وإنما مرحلة من المراحل التي يصنع فيها القائد القدوة، ليكون مشعل هداية في طريق الأمة عموما، واليمنيين خصوصا. ولأن الشهادة حياة كما وصفها الله تعالى، فليست فراقا، بل هي اللقاء في عالم الروح، وعالم الحقيقة، وستظل فينا روحه ومبادئه وصدقه وجهاده وتضحيته، أبرز معالم الطريق إلى الملتقى في جنات عدن مع رسول الله وآله، ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
موقع أنصار الله علي الدرواني