بوابة الوفد:
2024-11-27@07:54:45 GMT

الأهم من وقف النار!

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

فى غمرة  المأساة الإنسانية فى غزة وفى ظل وضع غير مواتٍ لإسرائيل جراء طول أمد الحرب وتعقيدها، تتواصل الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار «مؤقت أو دائم» للحرب المتواصلة منذ أربعة شهور. ويعزز الأمل بالتوصل إلى تلك الخطوة رد حماس الأخير بشأن ما يسمى بالاتفاق الإطارى، بمعنى آخر فإن كل الظروف أو أوضاع كافة الأطراف أصبحت تفرض التوصل إلى تلك الخطوة، فى ضوء التأثيرات الداخلية والإقليمية بل والدولية لما يجرى على كافة أطراف الأزمة.

ورغم اختلاف مواقف الأطراف ما بين هدنة مؤقتة تريدها إسرائيل للخروج من ضغط الداخل على خلفية الأسرى لدى حماس، تستأنف بعدها عملياتها للقضاء على المقاومة، وما بين وقف دائم لإطلاق النار تراه حماس مطلوبًا لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطينى، فإن مسار الأمور يشير إلى أن اتفاقًا بدأ يلوح فى الأفق ولعله على خلفية ذلك التطور تأتى زيارة بلينكن وزير الخارجية الأمريكية للمنطقة ومباحثاته مع زعماء المنطقة لوضع لمسات الاتفاق فى شكلها الأخير، رغم المعارضة الأمريكية المبدئية لوقف النار، ما يمكن معه اعتبار ذلك الموقف يأتى بحكم الضرورة، وهو تعثر إسرائيل فى القضاء على حماس.

أيا كان، فإن لدى إسرائيل وحماس من الأوراق التفاوضية ما يمكنه جر الطرف الأول للاقتراب من مطالبه، ويبقى أن تحديد المسار النهائى للعملية التفاوضية إنما يرتبط بقوة الدعم الذى يناله كل طرف من مناصريه.. وإذا كانت الولايات المتحدة، وهى طرف رئيسى فى تلك العملية لا تخفى دعمها لتل أبيب، فإن الدول العربية الرئيسية المنخرطة فى العملية بشكل أو بآخر وهى مصر وقطر والسعودية والأردن، يجب أن تقدم دعما موازيا للقضية الفلسطينية ككل ومستقبلها وليس لحماس، باعتبار أن هناك تحفظات لدى بعض تلك الدول على الحركة ذاتها.

من المتصور أن المسألة لا يجب أن تقتصر على حل قصير النظر ينهى السبب المباشر للحرب الجارية وهو ما حدث فى 7 أكتوبر، وإنما حل يركز على جوهر الأزمة وهو الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وعرقلة قيام دولة مستقلة، ربما تكون عملية طوفان الأقصى أظهرت أن عدم تحققه سيظل سببا رئيسيا لغياب الاستقرار فى المنطقة. ولعله ما يؤكد ذلك الطرح ويظهر ضرورة وأهمية السعى إليه وبلورته إشارة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضى إلى سعى بلاده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل، وكذا تأكيد وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون أن بلاده يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب فى غزة دون انتظار ما ستسفر عنه المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.

قد يرى البعض، ولديه كثير من الحق، أن ذلك ربما يكون مناورة، غير أن الأمر لا يخلو من اعتراف بأمر واقع فرضته الأحداث، وهو تطور لن يسير فى مجراه الطبيعى سوى بتبنٍ عربى له وسعى لتطويره ليعبر عن الطموح المتصور بشأن شكل تلك الدولة.

وفى هذا الصدد، بعيدا عن الاختلاف أو الاتفاق بشأن التطبيع مع الدولة العبرية، ربما يكون جيدا أن تعلن السعودية عن أنه لا علاقات مع إسرائيل قبل الاعتراف بدولة فلسطين، وإن كنا نحلم بأن يكون الأمر أنه لا مجال لمثل تلك العلاقات قبل قيام تلك الدولة بالفعل، حتى لا ندخل متاهة على غرار ما حدث مع مبادرة الأمير عبدالله تنتهى إلى تقديم تنازل دون الحصول على مقابل، بهذا الفهم ربما يجب التعامل مع تطورات ما بعد 7 أكتوبر على الأقل حتى لا يضيع كفاح ونضال الشعب الفلسطينى فى الهواء!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات المأساة الإنسانية مؤقت أو دائم طول أمد الحرب الأطراف هدنة مؤقتة حماس الشعب الفلسطينى

إقرأ أيضاً:

كيف قاد نتانياهو إسرائيل إلى "الفشل الأكبر" في تاريخها؟

ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كشف عن عمق الفشل الأمني وانهيار سياسية التردد التي ينتهجها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتي تنص على "الهدوء مقابل الهدوء"، وعلى الرغم من التحذيرات الاستخباراتية الواضحة وخطط العمل المعدة، تم اختيار سياسة الاحتواء مراراً وتكراراً بدلاً من حسم الأمور، موضحاً أن النتيجة كانت الأكثر إيلاماً في تاريخ إسرائيل.

وقالت القناة في تحقيق نشرته تحت عنوان "ما عرفه نتانياهو قبل 7 أكتوبر"، أنه بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما بدأت المؤسسة الأمنية بقياس عمق الفشل، دخل نتانياهو المعركة من أجل حماية الصورة التي غرسها طوال حياته، وهي صورة "سيد الدفاع"، مشيرة إلى أن هجوم حماس سحق عقيدة نتانياهو الراسخة المُعتمدة على مبدأ التجنب والتردد، والصمت مقابل الصمت، والذي يحتوي إطلاق الصواريخ من المُسلحين عبر السياج.

حزب الله يسعى إلى إدارة "حرب محدودة" مع إسرائيلhttps://t.co/7uRsISegL7 pic.twitter.com/UM8HtddJTB

— 24.ae (@20fourMedia) November 21, 2024  تجاهل المعلومات

وقالت إن الأمر لا يقتصر على مسؤوليته الشاملة كرئيس للوزراء فحسب، بل إن السلوك نفسه على مر السنين هو الذي أدى إلى الفشل السياسي الذي حدث. 

وذكرت بأنه في فبراير (شباط) عام 2018، على خلفية مقترح شاب فلسطيني بتنظيم تظاهرات احتجاجية على السياج الحدودي، تلقى جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" معلومات تفيد بأن هدف حماس هو تنفيذ "حمام دم" في المستوطنات المحيطة بالسياج.
ونصت المعلومات على أن يتوجه الشباب كل يوم جمعة بعد الصلاة نحو السياج الأمني لاختراقه، وفي كل نقطة سيكون هناك العشرات الذين سيختطفون جنوداً، بالإضافة إلى شباب آخرين يركضون نحو المستوطنات.


استعدادات حماس

ونقلت القناة عن ناتالي فرانس، التي عملت في فرقة غزة بين عامي 2016 و2018، وصفها لما كان يحدث، وقالت إن الأمر كان واضحاً للجميع، وأن هناك عناصر من حماس يرتدون الزي العسكري ويتجولون من ناحية قطاع غزة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، فيما قال زفيكا هاوزر، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والأمن، إن إسرائيل كانت على علم بالواقع الذي يحدث في المنطقة، ولكنها لم تتصرف بشكل فعال، مؤكداً أن خطة حماس لتنفيذ هجوم على إسرائيل كانت معروفة جيداً لنتانياهو بالفعل في عام 2014، بالإضافة إلى وصف الخطة بالتفصيل، وفي مواجهة تلك الخطط، قرر نتانياهو بناء السياج واستثمر فيه ملايين الشيكلات، ومع ذلك تم اختراقه.
وأشارت القناة إن زفيكا هاوزر كان من المقربين لنتانياهو في الماضي، ويعرف جيداً شخصية رئيس الوزراء وطريقة اتخاذ القرارات، وقال عنه: "نتنياهو يكره المخاطرة ويتبع استراتيجية سلبية طويلة الأمد".

#إسرائيل تراهن على إدارة #ترامب لتخفيف ضغوط لاهايhttps://t.co/d1Hnl9CleA pic.twitter.com/ubAqYECZWo

— 24.ae (@20fourMedia) November 22, 2024  
اغتيال السنوار

وقالت القناة إن هناك سبباً آخر وراء عدم قيام نتانياهو، حتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بأي عملية تهدف إلى هزيمة حماس، حيث إن رؤساء جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" يورام كوهين ونداف أرغمان ورونين بار، ضغطوا مراراً وتكراراً من أجل اغتيال زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكري محمد الضيف، لكن نتانياهو كان دائماً تقريباً يسير مع موقف الجيش.

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس: الحركة "جاهزة" لاتفاق في غزة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
  • إسرائيل تعلن مقتل قيادي بارز في حماس
  • لماذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في لبنان؟ نتنياهو يوضح
  • سموم إسرائيل ضد المقاومة
  • لبنان.. الاتفاق مع إسرائيل ربما الليلة ويتضمن نشر 5 آلاف جندي
  • إسرائيل تقتل قياديا في حماس.. و4 أشخاص في رفح
  • إسرائيل: حماس كانت مستعدة للإفراج عن محتجزين دون ربط ذلك بشرط وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: لا تفاهمات مع إسرائيل حتى تحقيق شروطنا
  • القاهرة الإخبارية: 4 ملايين شخص دخلوا للغرف المحصنة في إسرائيل منذ الصباح
  • كيف قاد نتانياهو إسرائيل إلى "الفشل الأكبر" في تاريخها؟