بوابة الوفد:
2024-09-19@09:47:51 GMT

الأهم من وقف النار!

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

فى غمرة  المأساة الإنسانية فى غزة وفى ظل وضع غير مواتٍ لإسرائيل جراء طول أمد الحرب وتعقيدها، تتواصل الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار «مؤقت أو دائم» للحرب المتواصلة منذ أربعة شهور. ويعزز الأمل بالتوصل إلى تلك الخطوة رد حماس الأخير بشأن ما يسمى بالاتفاق الإطارى، بمعنى آخر فإن كل الظروف أو أوضاع كافة الأطراف أصبحت تفرض التوصل إلى تلك الخطوة، فى ضوء التأثيرات الداخلية والإقليمية بل والدولية لما يجرى على كافة أطراف الأزمة.

ورغم اختلاف مواقف الأطراف ما بين هدنة مؤقتة تريدها إسرائيل للخروج من ضغط الداخل على خلفية الأسرى لدى حماس، تستأنف بعدها عملياتها للقضاء على المقاومة، وما بين وقف دائم لإطلاق النار تراه حماس مطلوبًا لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطينى، فإن مسار الأمور يشير إلى أن اتفاقًا بدأ يلوح فى الأفق ولعله على خلفية ذلك التطور تأتى زيارة بلينكن وزير الخارجية الأمريكية للمنطقة ومباحثاته مع زعماء المنطقة لوضع لمسات الاتفاق فى شكلها الأخير، رغم المعارضة الأمريكية المبدئية لوقف النار، ما يمكن معه اعتبار ذلك الموقف يأتى بحكم الضرورة، وهو تعثر إسرائيل فى القضاء على حماس.

أيا كان، فإن لدى إسرائيل وحماس من الأوراق التفاوضية ما يمكنه جر الطرف الأول للاقتراب من مطالبه، ويبقى أن تحديد المسار النهائى للعملية التفاوضية إنما يرتبط بقوة الدعم الذى يناله كل طرف من مناصريه.. وإذا كانت الولايات المتحدة، وهى طرف رئيسى فى تلك العملية لا تخفى دعمها لتل أبيب، فإن الدول العربية الرئيسية المنخرطة فى العملية بشكل أو بآخر وهى مصر وقطر والسعودية والأردن، يجب أن تقدم دعما موازيا للقضية الفلسطينية ككل ومستقبلها وليس لحماس، باعتبار أن هناك تحفظات لدى بعض تلك الدول على الحركة ذاتها.

من المتصور أن المسألة لا يجب أن تقتصر على حل قصير النظر ينهى السبب المباشر للحرب الجارية وهو ما حدث فى 7 أكتوبر، وإنما حل يركز على جوهر الأزمة وهو الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وعرقلة قيام دولة مستقلة، ربما تكون عملية طوفان الأقصى أظهرت أن عدم تحققه سيظل سببا رئيسيا لغياب الاستقرار فى المنطقة. ولعله ما يؤكد ذلك الطرح ويظهر ضرورة وأهمية السعى إليه وبلورته إشارة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضى إلى سعى بلاده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل، وكذا تأكيد وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون أن بلاده يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب فى غزة دون انتظار ما ستسفر عنه المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.

قد يرى البعض، ولديه كثير من الحق، أن ذلك ربما يكون مناورة، غير أن الأمر لا يخلو من اعتراف بأمر واقع فرضته الأحداث، وهو تطور لن يسير فى مجراه الطبيعى سوى بتبنٍ عربى له وسعى لتطويره ليعبر عن الطموح المتصور بشأن شكل تلك الدولة.

وفى هذا الصدد، بعيدا عن الاختلاف أو الاتفاق بشأن التطبيع مع الدولة العبرية، ربما يكون جيدا أن تعلن السعودية عن أنه لا علاقات مع إسرائيل قبل الاعتراف بدولة فلسطين، وإن كنا نحلم بأن يكون الأمر أنه لا مجال لمثل تلك العلاقات قبل قيام تلك الدولة بالفعل، حتى لا ندخل متاهة على غرار ما حدث مع مبادرة الأمير عبدالله تنتهى إلى تقديم تنازل دون الحصول على مقابل، بهذا الفهم ربما يجب التعامل مع تطورات ما بعد 7 أكتوبر على الأقل حتى لا يضيع كفاح ونضال الشعب الفلسطينى فى الهواء!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات المأساة الإنسانية مؤقت أو دائم طول أمد الحرب الأطراف هدنة مؤقتة حماس الشعب الفلسطينى

إقرأ أيضاً:

وما أدراك ما أيلول!

معظم الأحداث التاريخية، أثبتت بعد مراجعات موضوعية ـ فكرية وعقلية ـ أن التاريخ يكتبه دائمًا المنتصرون والمتغلبون، الذين يفرضون روايتهم، ويحذفون كل ما لا يناسبهم، ورغم ذلك هناك من ينجح في كشف الأكاذيب الكبرى.

لذلك تترسخ بوجداننا وأذهاننا، محطات كثيرة وفاصلة في حياتنا، تتضمن مواقف وشخصيات وأحداثًا وكلمات وذكريات، لا نستطيع نسيانها أو تجاهلها، لتظل محفورة في ذاكرتنا وقلوبنا، مهما طال الزمان، أو تبدَّلت الأحوال!

ربما لا تبرح ذاكرة الكثيرين، خصوصًا مَن تجاوز الخمسين من العمر، أشهر مقدمتين تلفزيونيين، كانتا الأكثر انتشارًا في تسعينيات القرن الماضي، تتناولان ما «حدث في مثل هذا اليوم».. الأولى «بالحب والوفاء نبدأ لقاءنا اليومي، مع برنامجكم الثقافي التاريخي» بتعليق المتميز «أحمد فؤاد معاذ»، والثانية «على عتبات الزمن، أحداث فتحت لأصحابها بوابة التاريخ» للصوت الرخيم «أحمد سالم».

ورغم مرور عقود، إلا أنهما تظلان مقدمتين رائعتين وراسختين بالوجدان، خصوصًا في شهر «سبتمبر/ أيلول» من كل عام، نظرًا لأحداثه المزلزلة، التي غيَّرت مجرى التاريخ ومعالم الجغرافيا في منطقتنا العربية المنكوبة.

إذن، لا ندري، لماذا تبقى الذاكرة حاضرة بقوة في بعض المواقف والأحداث المرتبطة بهذا الشهر، الذي يظل دائمًا ضيفًا ثقيلًا، لارتباطه بأحداث كبرى عند العرب، منذ عصر «البابليين» وحتى الآن؟!

ارتبط «سبتمبر/ أيلول» في تاريخنا، ببداية الاحتلال الانجليزي لمصر، وهزيمة أحمد عرابي في معركة التل الكبير، ثم غزو القوات الإيطالية مصر أثناء الحرب العالمية الثانية.

وفي الذاكرة العربية المعاصرة، عُرف بـ«أيلول الأسود»، عندما شهد ذروة صراعٍ دامٍ استمر عامين، بين الفلسطينيين والأردنيين في 1970، أضيف إليها مؤخرًا استشهاد البطل الأردني ماهر الجازي، منفذ عملية الكرامة.

بالطبع تظل ذاكرة «سبتمبر/ أيلول» ممتلئة بأحداث صعبة ومريرة، كان لها ارتباط مباشر بعالمنا العربي، بدءًا من مشهد وفاة «جمال عبدالناصر»، مرورًا باستشهاد الطفل محمد الدرة، ثم توقيع اتفاقية أوسلو «المشؤومة» بين ياسر عرفات وإسحاق رابين، وليس انتهاء بمقتل وزيرة خارجية السويد «آنا ليند» في 2003، مأسوفًا عليها!

ربما يكون المشهد الأبرز «مِصريًّا»، ما حدث في سبتمبر 1981، عندما أصدر الرئيس الراحل أنور السادات، قراراته الشهيرة بإغلاق جميع الصحف غير الحكومية، واعتقال رموز العمل الوطني والسياسي والديني ورجال الفكر، الذين تجاوز عددهم 1530 شخصًا!

أخيرًا.. ربما لم تستعد ذاكرة الألفية الجديدة عافيتها حتى الآن، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، إثر انهيار بُرْجَي نيويورك، لتُحدث تغييرًا جذريًّا في العالم، من خلال انتشار «فوضى الإرهاب»، وعودة «الاحتلال الغربي» مجددًا، وإن كان بطرق وأشكال مختلفة.. لكن المصادفة اللافتة لهذا التاريخ أنها ذكرى ميلاد الرئيس السوري بشار الأسد!

فصل الخطاب:

حكمة: «إذا أردتَ أن تَقْهَرَ شعبًا، ما عليك إلا أن تهز ثقته في ذاكرته وتاريخه».

[email protected]

مقالات مشابهة

  • عاجل| تصريح مهم لـ حماس بشأن إتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • مقترح إسرائيلي جديد لوقف إطلاق النار في غزة: التفاصيل والمستجدات
  • إسرائيل تعلن عن مقترح اتفاق جديدا وتدرج مصير السنوار فيه ..ومصادر تكشف التفاصيل
  • وزير الخارجية: حماس ملتزمة بالاتفاقية وما يحدث من تجاوزات سبب تعطل الاتفاق (فيديو)
  • وزير الخارجية: نتعامل مع حماس كفصيل وطني فلسطيني
  • الزيارة رقم 10.. بلينكن يصل القاهرة لبحث وقف إطلاق النار بغزة
  • خالد مشعل: حماس غير مستعجلة لوقف إطلاق النار
  • وما أدراك ما أيلول!
  • بلينكن يزور مصر الثلاثاء لبحث جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • الخارجية الأمريكية: واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء لوقف إطلاق النار في غزة