التصريحات التى أدلى بها جون كيربى المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى خلال الساعات الماضية حول المناقشات الخاصة بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لم تمر مرور الكرام.. والبيان العاجل الذى أصدرته الخارجية السعودية تعقيبا على تلك التصريحات يؤكد أهمية الحدث والحديث الدائر حول تلك القضية.
قال كيربى للصحفيين إن إدارة الرئيس بايدن تلقت ردًا إيجابيًا يفيد باستعداد السعودية وإسرائيل لمواصلة المناقشات الخاصة بتطبيع العلاقات بينهما.
الغريب أن كيربى ألقى بهذا التصريح الذى لا يتعدى بضع كلمات ولم يتطرق إلى أى شرح أو توضيح أو الدخول فى تفاصيل وهو ما تسبب فى غياب المضمون وجوهر القضية.. وهو ما أثار العديد من التساؤلات فى أعقاب الإدلاء بهذه التصريحات.
وحسنا فعلت الخارجية السعودية.. فقد أصدرت المملكة بيانًا عاجلًا صدر فى ساعة متأخرة ليضع النقاط فوق الحروف ويؤكد الثوابت التى تحكم سياسة المملكة فى هذا الخصوص.. وإن جاز لى أن أكتب عنوانًا لهذا البيان فيكون المواقف الثابتة للملكة.. فقد صدر البيان ليؤكد الثوابت ويشرح التفاصيل ويشير إلى جوهر القضية ويتطرق إلى المحددات الرئيسية.. حمل البيان ردًا فوريًا على الأسئلة التى ترددت فى أذهان الجميع.
بيان الخارجية السعودية تطرق صراحة إلى تصريحات كيربى حيث أشار فى سطوره الأولى إلى أن البيان يأتى بخصوص المناقشات الجارية بين السعودية والولايات المتحدة حول مسار السلام العربى الإسرائيلى وفى ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى بهذا الشأن.. أى أن البيان معنى بما قاله كيربى وبما ردده حول هذا الموضوع.
كانت البداية حول الموقف الثابت للملكة من القضية حيث أكد البيان أن موقف السعودية كان–ولا يزال–ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية ولا يزال هنا تؤكد أن الموقف ثابت من الماضى إلى الحاضر لا يتبدل ولا يتغير، وحدد البيان الثوابت بضرورة حصول الشعب الفلسطينى الشقيق على حقوقه المشروعة، وتطرق البيان إلى تفاصيل المناقشات الجارية، حيث أشار إلى قيام المملكة بإبلاغ موقفها الثابت من القضية إلى الإدارة الأمريكية وهو أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وإيقاف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وانسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلى من القطاع.
لقد جاء البيان متسقًا مع المبادرة السعودية التى أشاد بها العالم من قبل وصدر بعبارات قوية واضحة تحمل دلالات إشارات عميقة، وتطرق إلى تفاصيل ومناقشات دبلوماسية رفيعة المستوى.
البيان أكد قوة المملكة وتمسكها بالثوابت سواء كان ذلك فى الغرف المغلقة أو فى التصريحات العلنية.
إن حل القضية الفلسطينية لن يكون إلا بوحدة الصف العربى وفى مقدمة ذلك قوة وصلابة محور القاهرة الرياض والحديث عن غير ذلك لن يفيد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسالة حب التصريحات جون كيربي الساعات الماضية تلك القضية الخارجية السعودية
إقرأ أيضاً:
الأردن يؤكد رفضه محاولات تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين
جدد الأردن، الأربعاء، رفضه لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين.
جاء ذلك في رسالة بعض بها الملك الأردني عبد الله الثاني إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، شيخ نيانغ، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يصادف 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "بترا".
وأكّد الملك الأردني في رسالته ضرورة توحيد الجهود الدولية لتعزيز الاستجابة الإنسانية للأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، مشددا على استمرار الأردن بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية برا وجوا للأهل بالقطاع.
وجدد الأردن في الرسالة التأكيد على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، داعيا المجتمع الدولي لإطلاق جهد فاعل لاستعادة الاستقرار، الذي لن يتحقق بقتل المدنيين الأبرياء وترويعهم وتهجيرهم، بل بإيجاد أفق سياسي يؤدي إلى نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.
ولفتت الرسالة إلى أن العدوان الإسرائيلي البشع منذ أكثر من عام، تسبب باستشهاد ما يزيد عن 43 ألف فلسطيني، وإصابة ما يتجاوز المئة ألف، ونزوح نحو 9ر1 مليون شخص، وتسبب بحجم دمار غير مسبوق أتى على نحو 87% من المباني، ودمر البنى التحتية، والمدارس، والمستشفيات، ودور العبادة، والمباني الحيوية بشكل شبه كامل.
وأشار العاهل الأردني إلى الإجراءات الإسرائيلية التي استهدفت عمال الإغاثة الإنسانية، وقصفت مقرات منظمات دولية لجأ إليها آلاف النازحين، أبرزها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مبينا أن الأونروا تقوم بدور محوري لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، ما يتطلب تحركا عاجلا لتقديم كل أشكال الدعم لها.
وأعاد التأكيد على رفض الأردن القاطع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، ولأي طرح من شأنه أن يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما حذر الأردن من خطورة الهجمات الممنهجة للمستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التي تحدث تحت أنظار وصمت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
وشدد على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، وبذل أقصى الجهود لحمايتها ورعايتها، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
وأكد أن الفلسطينيين متمسكون بحق تقرير المصير وقيام دولتهم المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت عام 1977 للاحتفال في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي عام 2015، تم رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك علم دولة فلسطين.
وتشكل المناسبة فرصة أمام الفلسطينيين للفت انتباه المجتمع الدولي وتثقيف الجمهور على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة ولم تحل على الرغم من مرور عشرات السنين وصدور العديد من القرارات الدولية ذات الصلة، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، وحشد الإرادة السياسية والموارد العالمية للوصول إلى حق تقرير المصير أسوة ببقية شعوب الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أبعدوا عنها.