فى رحاب أروقة وردهات وقاعات جلس فيها رموز الثقافة والإبداع فى مصر فى صدر القرن الماضى، التقى جمع من كتاب ومثقفى ومفكرى وساسة هذا العصر، ليقاوموا بالكلمة والفكرة والقصيدة مع من يقاومون ويستشهدون كل لحظة بنيران العدو الصهيونى وتابعيه، فى أرجاء فلسطين كافة وغزة فى القلب منها. كل التحية للجنة الحريات بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، التى كانت تشع نورًا وتسطع أفكار مؤتمرها الذى دعت إليه، بعنوان «فلسطين جوهر الصراع العربى الإسرائيلي».
وبينما كانت النقابة تفتح ذراعيها للكلمة المقاومة، كانت المؤسسة الرسمية المعنية بشئون الثقافة والمثقفين تتوارى خجلًا، وتنضو عنها أى ثياب لها علاقة بالأدب المقاوم، رغم أن عشرات الألوف من رواد معرض القاهرة الدولى للكتاب كانوا يفدون عليها يوميا، لم «تبل ريقهم» كلمة واحدة عن أهلنا فى غزة ومقاومتهم الجسورة! شعراء وكتاب ومبدعون تمت دعوتهم لحضور هذه التظاهرة الثقافية، من دون أن يكون وفد فلسطين ضيف شرف! صدقوا أو لا تصدقوا كانت النرويج هى هذا الضيف! العرس الثقافى الذى كان فى أزمنة سابقة، تحول إلى تجمع باهت لالتقاط الصور التذكارية وحفلات التوقيع، من دون روح أو دفء إنسانى. صار الدم العربى ماء كما كتب فاروق شوشة ذات قصيدة. بح صوتى لإجراء تعديل سريع فى برنامج المعرض لمواكبة اللحظة، وليكون منبرا معبرا عن المثقفين والمبدعين العرب وتضامنهم مع أشقائهم فى غزة، ولكن وزارة الثقافة وأداتها هيئة الكتاب، لم تكن على نفس مستوى اللحظة الخطرة التى تشغلنا!
من هذا الموات الثقافى الذى قُبِّر فيه المعرض، لاحت صحوة دفء وتضامن كانت نقابة اتحاد الكتاب استعدت لها، بعدة فعاليات سبقت المؤتمر (عقد السبت ٣ فبراير)، برئاسة الكاتب الكبير عبدالله السناوى، وبحضور رئيس اليمن السابق على ناصر محمد، وأمين الجامعة العربية السابق عمرو موسى ووزير خارجية الأردن السابق سمير حباشنة، وغيرهم، ووثقت أعماله فى كتاب، وعقدت ثلاث جلسات مهمة ناقشت الصراع من أبعاد مختلفة، وكان من بين توصياتها تشكيل وفد ثقافى لزيارة سفارة جمهورية جنوب أفريقيا امتنانًا لموقفها، والتواصل معها من أجل تقديم أدلة جديدة ضد أعمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقى التى مارسها الكيان الصهيونى فى عدوانه على غزة، وتقرر تشكيل لجنة لمتابعة التوصيات التى ستصدر عن المؤتمر.
وإننى إذ أحيى لجنة الحريات برئاسة الشاعر مصباح المهدى ومقررها الشاعر مدحت منير ودينامو العمل الشاعرة صباح غريب، والنقابة برئاسة الشاعر د. علاء عبدالهادى، فإنني -وقد كنت مدعوًا للمشاركة فى الجلسة الختامية- لخصت رؤيتى للخروج من نفق القضية المظلم فى ١٠ نقاط تبدأ بأن يثق الأشقاء الفلسطينيون بأن وحدتهم خير من انقسامهم، وأن الديمقراطية التى حرمتنا وحدتهم تؤجل لحين قيام الدولة الفلسطينية، ففى ظني -وقد عبر السيد عمرو موسى فى كلمته عن هذه الفكرة- أن وحدة القرار الفلسطينى أهم من الديمقراطية وتطبيقاتها، والتى أدت إلى الانفصال بين أكبر منظمتين فلسطينيتين، فهذه الوحدة هى رسول هذا الشعب المناضل إلى العالم، وأن يكون صوت الرفض للتهجير إلى أى منطقة أخرى فى العالم عاليًا، ومهما كانت الإغراءات، وإلا فنحن أمام نكبة جديدة.. نكمل الأسبوع المقبل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تحية واجبة رموز الثقافة والإبداع فى مصر فلسطين الصراع العربي
إقرأ أيضاً:
صبري فواز عن زيارة ماكرون لمصر: أحلى تحية لصاحب فكرة خان الخليلي
أشاد الفنان صبري فواز، بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى منطقة خان الخليلي بالقاهرة، والتي جاءت ضمن جدول زيارته الرسمية لمصر.
ونشر صبري فواز عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقًا مقتضبًا قال فيه: “أحلى تحية لصاحب فكرة (خان الخليلي).. أصلي أصلي يعني”.
يذكر أن زيارة الرئيسي الفرنسي ماكرون لخان الخليلي حصلت على إشادات كبيرة، لما تحمله المنطقة من طابع تراثي وثقافي يعكس عمق التاريخ المصري وأصالته.
يذكر أن آخر أعمال صبري فواز كانت في رمضان 2025 حيث قدم مسلسل الشرنقة بطولة أحمد داود بينما قدم مسلسل شهادة معامله أطفال بطولة محمد هنيدي وإخراج سامح عبد العزيز.