رسالتى قد تصل إليك يومًا ما، فلا تظنيها أبدًا لنعيك، وإنما لنعى «الغياب» الذى يترك آثاره يومًا بعد يوم على ملامح هذا الوطن.
أو ربما لنعى «لحظة» شكلت ملامح أمة، فأبدعتها ثم غابت وتوارت هناك، فى مكانٍ ما فى ذاكرتنا، مختلفة عن قبح المنظر وبهتة اللون وانتحار المعنى.
سيدتى الجميلة، يؤلمنى -أكثر من رحيلك- أن أسمع نعيك على ألسنة أنصاف الموهوبين وأن أرى أعمالك على شاشة صندوق أصم، يجبرنا على سماع أنكر الأصوات ومشاهدة أقبح الصور.
سيدتى لم تسعفنى زيارتك القصيرة لهذا العالم أن أنتهى من تأمل كثير من التفاصيل، فما زلت أقف عند الصورة والكلمة والنص والمشهد، كمن يقف أحدهم فى حرم لوحة بديعة تجبره على التراجع خطوات للخلف حتى يدرك مشهدها البديع، مكتملًا.
سيدتى، علمونى فى بلادى أننى قد أدخل الجنة بفضيلة الصدق، أو الرحمة أو الأمانة، ولم يخبرونى شيئًا عن «فضيلة الخيال» إلى أن وجدت بنفسى سبيلى إليها، فتعلمت أن: «أسمع فى صوت الكروان دعاءه» وأن «أفسح فى قلبى مجرى لنهر من الحب» وأن كل امرأة، ستكون يومًا ما «سيدة القصر» وأن حب الحبيب وحب الوطن وجهان لعملة واحدة.
وأن الطفل «مقاوم»، يقف على أعتاب حارتنا لعدونا بالمرصاد، يغنى لينبه:
« يا وابور يا مولع حط الفحم.. وبقولك ولع، حط الفحم.. إوعى البعبع مستنيك.. رح يتغدا ويفطر بيك.. اوعى تخش العشه يا ديك.. خدها نصيحة من الكتكوت.. حطه يا بطه يا دقن القطة.. يا وابور شوفلك غير دى محطة.. أبو وش أحمر زى الشطة.. هنا قاعد لك بالنبوت.. اوعى تقرب، اوعى تفوت.. وارجع تانى احسن هتموت.. يا وابور يا مولع ولع نار...فى بينا وبينهم دم وتار» (من فيلم « لا وقت للحب» ).
هذه الرسالة من القارئة والابنة مشيرة كامل والتى شاركت بها فى يوم ذكرى ميلاد سيدة الشاشة وسيدة القصر فاتن حمامة والذى يوافق 17 يناير من كل عام.. فضيلة الخيال التى صورتها الكاتبة الشابة نقلتنى إلى غزة التى قتل الإسرائيليون والأمريكيون والبريطانيون والألمان وغيرهم بها آلاف الأطفال فى أقل من مائة يوم. هؤلاء القتلة ربما ينتمون لحضارة لها وجه للعلم ولفضيلة الفن والخيال، وجه أبطاله علماء ومبدعون، ووجه آخر لحكام وساسة سفلة ومجرمين سيحتقرهم التاريخ يومًا ما، عندما تأتى لحظة فى عمق الزمن القادم تكون فيها «فضيلة الخيال» أقوى وأعظم من قبح السياسة ورجالها الأقزام. شكرًا للقارئة والكاتبة العزيزة مشيرة كامل التى تشترك مع سيدة الشاشة فى جذور البدايات الأولى التى تعود للمنصورة، وتحديدًا مدينة السنبلاوين، وتشاركها الوفاء لفضيلة الخيال والسباحة فى نهر الحب. وكل التقدير إلى حد الركوع احترامًا لأطفال غزة الذين لم يتعلم منهم نتنياهو وبايدن وبلينكن فضيلة الخيال، وفضلوا عليها قتلهم بسفالة ووقاحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح الغياب
إقرأ أيضاً:
كيف يواصل الحوثيون تعزيز ترسانتهم؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى ظل الجهود المستمرة لمكافحة عمليات التهريب التى تهدد الأمن الوطنى والإقليمي، وفى سياق تصعيد الرقابة على المنافذ الحدودية لمواجهة عمليات التهريب التى تستهدف تعزيز قدرات الجماعات المسلحة، أعلنت السلطات اليمنية، الإثنين، عن ضبط شحنة كبيرة من مكونات الطائرات المسيّرة أثناء محاولة تهريبها عبر الحدود الشرقية للبلاد.
حيث تمكنت السلطات من ضبط ٨٠٠ مروحة طيران مسيّر خلال محاولة تهريبها من سلطنة عمان عبر المنفذ البرى بمحافظة المهرة، شرقى اليمن.
ووفقًا لوكالة "سبأ" للأنباء، تمكن موظفو الجمارك بالتعاون مع الجهات الأمنية فى جمرك منفذ صرفيت من إحباط محاولة تهريب الشحنة التى تتكون من مراوح طيران مسيّر صينية الصنع تابعة لشركة (GEFMAN).
وتتميز هذه المراوح بقوة تصل إلى ١٠٥٠ وات، وهى ثلاثية الشفرات ومصنوعة من ألياف زجاجية وكربونية، مما يجعلها ذات كفاءة عالية للاستخدام فى الطائرات المسيّرة.
وكانت الشحنة المهربة مخفية داخل سيارة من نوع توسان، حيث تم توزيعها داخل المقصورة الأمامية والخلفية للسيارة فى محاولة لإخفائها عن أعين الرقابة، وفقًا لمصادر أمنية.
وأكد مدير عام جمرك صرفيت، أحمد باكريت، أهمية هذه العملية فى الحد من عمليات التهريب التى تهدد الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة تأتى تنفيذًا لقانون الجمارك والتشريعات ذات الصلة، وانسجامًا مع توجهات الحكومة واللجنة العليا لمكافحة التهريب.
وأضاف باكريت أن موظفى الجمارك بالتعاون مع الجهات الأمنية يعملون على تكثيف الجهود لمكافحة تهريب السلع الممنوعة؛ مؤكدًا التزامهم بمسؤولياتهم الوطنية فى التصدى لأى محاولات تهدد الأمن الوطنى والإقليمى والدولي.
كما أشاد بالدور الكبير الذى تلعبه قيادتا وزارة المالية ومصلحة الجمارك فى دعم عمليات التفتيش والمراقبة، وتوفير التدريب والتأهيل اللازم لكوادر الجمارك، مما ساهم فى تحقيق العديد من النجاحات فى مجال مكافحة التهريب.
على صعيد متصل؛ صرّح وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بأن تمكن الأجهزة المختصة فى جمرك منفذ صرفيت من ضبط ٨٠٠ مروحة طيران مسيّر، كانت فى طريقها إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثى الإرهابية التابعة لإيران، يمثل تطورًا خطيرًا يؤكد مضى المليشيا فى تعزيز قدراتها العسكرية وتطوير ترسانتها من الطائرات المسيّرة، التى استخدمتها بشكل متكرر فى زعزعة استقرار المنطقة واستهداف الملاحة الدولية.
وأشار الإريانى إلى أن ضبط هذه الشحنة الكبيرة يأتى فى وقت حرج، حيث تواصل المليشيا تصعيد هجماتها العدائية التى تهدد أمن البحر الأحمر والممرات البحرية الدولية، بدعم مباشر من إيران التى تزودها بالأسلحة والخبراء فى انتهاك صارخ للقرارات الأممية.
وأكد أن استمرار هذا الدعم يعزز قدرة الحوثيين على تطوير أسلحة متقدمة وتدريب المقاتلين، ما يضاعف من خطر هجماتهم الإرهابية التى تهدد الاقتصاد العالمي.
وأضاف الإريانى أن نجاح هذه العملية يبعث برسالة قوية حول عزم الدولة على التصدى لكل ما يهدد أمنها القومى والإقليمي، ويعزز مكانة اليمن كشريك موثوق فى الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة التهديدات الأمنية المتزايدة، خاصة فى ظل التوترات المتزايدة بسبب نشاطات المليشيات المدعومة من طهران.
وشدد الإريانى على أن استمرار تدفق هذه التقنيات يعزز قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات إرهابية ضد السفن التجارية وناقلات النفط والمنشآت الحيوية فى المنطقة، والتى تمثل شريان حياة للاقتصاد العالمي.
ودعا إلى ضرورة تعزيز الرقابة البحرية والبرية على المنافذ الحيوية التى يمكن أن تُستخدم فى عمليات التهريب، لضمان الحد من تدفق المعدات المتطورة المستخدمة فى تكنولوجيا الطائرات المسيّرة.
وأكد الوزير أن ضبط هذه الكمية الكبيرة من المكونات العسكرية يستدعى تحركًا دوليًا أكثر حزمًا لوقف عمليات تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي، والضغط على إيران للالتزام بالقرارات الأممية ووقف توريد الأسلحة والذخائر للمليشيا الحوثية، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على الجهات التى تدعم تهريب الأسلحة.
واختتم الإريانى تصريحاته بالتأكيد على ضرورة تكثيف المجتمع الدولى دعمه للحكومة اليمنية فى محاربة شبكات التهريب التى تغذّى مليشيا الحوثى بالسلاح والمعدات العسكرية، وإقرار رقابة صارمة على المنافذ البحرية والبرية التى تُستخدم فى تهريب الأسلحة والذخائر، وتوفير آليات تنسيق دولية فعالة لمكافحة هذه العمليات.
وشدد على أهمية تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته الكاملة فى مكافحة الإرهاب والتصدى للتهديدات الحوثية التى لا تؤثر فقط على أمن اليمن، بل تمس أمن وسلامة المنطقة والعالم بأسره.