مجلة فورين أفيرز الأمريكية تفضح سياسة بايدن في التعامل مع الحوثيين
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
قلَّل تقرير لمجلة "فورين أفيرز" من فاعلية الهجمات التي يشنها التحالف الغربي على ميليشيا الحوثيين في اليمن؛ بسبب التهديدات في البحر الأحمر، وقال إن الولايات المتحدة وشركاءها علّموا الميليشيا أنها تستطيع "تحدي" واشنطن ومواصلة الاعتداءات على طرق التجارة العالمية.
وذكرت المجلة أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يواجهون الآن واقعا كانوا يرغبون بتجنبه، وهو حدوث صراع مع الحوثيين"، لافتة إلى أن "التحالف انتظر كثيرا ووجه عدة تحذيرات للميليشيات.
وأكدت المجلة "أنه كان ينبغي على واشنطن تنفيذ رد فوري وقوي على ميليشيا الحوثيين؛ لردعهم عن القيام بالاعتداءات، وإضعاف قدراتهم.. إضافة لتقليل الخسائر على التجارة العالمية، وطمأنة الشركاء في المنطقة وخارجها"، واستدركت: "لكن الآن يتعين على العالم الانتظار لفترة أطول بكثير حتى تعود الحياة الطبيعية إلى البحر الأحمر".
وكيل الفوضى
ويؤكد التقرير أن "ميليشيا الحوثيين لم يستهدفوا في الغالب السفن المرتبطة بإسرائيل، إذ هاجموا نحو 30 سفينة كانت مرتبطة بعدة دول، منها مصر ولبنان".
وأفادت "فورين أفيرز" بأن "ما يقرب من 12% من التجارة الدولية يمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وفقًا لمجلس الملاحة البحرية لدول البلطيق، ما يشكل أكثر من تريليون دولار من البضائع كل عام، و30 بالمئة من إجمالي حركة الحاويات العالمية.
ودفعت هذه الهجمات، بحسب التقرير، إلى "ارتفاع أسعار النقل البحري، إذ تقدر التحليلات زيادة تكاليف الشحن من شرق آسيا إلى أوروبا بأكثر من 200 بالمئة خلال أول 52 يومًا من هجمات الحوثيين، مع إجبار السفن على التوجه نحو الساحل الإفريقي".
ثمن الصبر
ويرى التقرير أن "واشنطن كانت أمام خيارين عند بدء الهجمات في البحر الأحمر، الأول صد غارات الميليشيا، والثاني ضرب البنية التحتية العسكرية للحوثيين بشكل سريع".
ويقول: "كان بإمكان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن تسمح للسفن العسكرية الأمريكية الموجودة بالفعل في البحر الأحمر باستهداف مستودعات الذخيرة التابعة للحوثيين، ومخزونات الأسلحة، ومرافق التدريب، ومواقع إطلاق الصواريخ، وربما حتى مراكز القيادة والسيطرة التابعة لهم، وهو ما دعا إليه العديد من المحللين".
لكن المجلة رأت أن الولايات المتحدة والتحالف اختارا "الخيار السلبي"، وهو حشد تحالف دولي، ودعوة المليشيات إلى التوقف عن الهجمات، رغبةً بالحفاظ على وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب في اليمن، ومنع الصراع في غزة من الانتشار عبر المنطقة.
وقال التقرير إن "واشنطن فشلت في تطبيق مزيج من ضبط النفس وإرسال الرسائل للحوثيين.. ولم تنجح في منع الميليشيا من شن هجمات على البحر الأحمر".
ومنذ بدء الحملة الأمريكية، استهدفت ميليشيا الحوثي ما لا يقل عن عشر سفن مرتبطة بأمريكا وبريطانيا، في الفترة ما بين 12 و31 يناير/كانون الثاني.
وفي وقت تهدد فيه الميليشيا باستمرار الهجمات، يشدد التقرير على أنه يتعين على إدارة بايدن مواصلة ضرب البنية التحتية العسكرية للحوثيين؛ حتى تفقد القدرة أو الإرادة لمواصلة تهديداتها
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
مجلة دولية تفند الأنباء المتضاربة بشأن اسقاط المقاتلة الأمريكية "إف18".. هل أسقطها الحوثيون؟ (ترجمة خاصة)
فندت مجلة دولية مختصة بمراقبة القوات المسلحة المزاعم المتضاربة بشأن سقوط المقاتلة الأمريكية الجوية من طراز (إف-18 إف) فوق البحر الأحمر، التي قالت القيادة المركزية الأمريكية أنها سقطت بنيران صديقة، في الوقت الذي تبنت جماعة الحوثي عملية استهدافها.
وقالت مجلة " military watchmagazine" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه في إطار سلسلة من الاشتباكات المكثفة بين جماعة الحوثي وقوات أميركية وبريطانية وإسرائيلية، أفادت الأنباء بإسقاط مقاتلة أميركية من طراز إف-18 إف سوبر هورنت.
وأعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن إسقاط المقاتلة، وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع: "تم استهداف حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان والعديد من المدمرات المرافقة لها عندما بدأ الهجوم العدواني على اليمن الليلة الماضية".
وأضاف "قد نُفذت هذه العملية "باستخدام ثمانية صواريخ كروز و17 طائرة بدون طيار، مما أسفر عن إسقاط طائرة مقاتلة من طراز إف-18 بينما حاولت المدمرتان اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية".
وعلى النقيض من ذلك، أكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الطراد يو إس إس جيتيسبيرج أسقط طائرة إف-18 عن طريق الخطأ أثناء إقلاعها من على سطح حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان.
وذكرت أن جماعة الحوثي تخوض أعمال عدائية مستمرة مع القوات المسلحة الأمريكية والعديد من حلفائها الغربيين منذ أكثر من عام، حيث أعرب المسؤولون الأمريكيون عن دهشتهم الكبيرة من قدراته العسكرية في الماضي.
وحسب المجلة فقد أثارت المزاعم المتضاربة بين الجانبين المتعارضين تكهنات كبيرة بشأن ظروف إسقاط الطائرة إف-18.
وقالت "فمن غير المعتاد تاريخياً أن تعزو الولايات المتحدة وغيرها من البلدان التي تمتلك صناعات طيران قتالية كبيرة الخسائر القتالية التي تتكبدها طائراتها إلى نيران صديقة أو أعطال لأسباب تتعلق بالسمعة".
وتابعت "إذا كانت المزاعم اليمنية بشأن إسقاط الطائرة صحيحة، فمن غير المتوقع أن تسعى البحرية الأميركية إلى التقليل من شأن نجاح خصمها، والحد من التداعيات المترتبة على العلاقات العامة، من خلال الادعاء بأن ذلك كان نتيجة لنيران صديقة".
وأردفت المجلة "الحقيقة أن تحالف الحوثي لديه أسطول مقاتلات ضئيل، ومن غير المرجح إلى حد كبير أن ينشر مقاتلاته على مقربة شديدة من حاملة طائرات أميركية".
واستدركت "يثير تساؤلات بشأن احتمال أن تكون الطائرة إف-18 قد أخطأت في الاعتقاد بأنها طائرة معادية".
وقالت إن "حقيقة أن تحالف الحوثي أظهر قدرات متقدمة مضادة للطائرات في الماضي، بما في ذلك إسقاط أكثر من عشر طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper أثناء الأعمال العدائية مع القوات الأمريكية، تشير إلى أن ادعاءهم بإسقاط طائرة F-18 قد يكون ذا مصداقية.
وذكرت أن الحوثي قد حقق إسقاطات مؤكدة لمقاتلات متقدمة مماثلة في الماضي، بما في ذلك طائرات F-15SA التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية.
وتوقعت المجلة أن تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الكتلة الغربية الأخرى على تكثيف عملياتها العسكرية في اليمن، حيث ظلت البلاد بعد هزيمة الحكومة السورية في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط العربي خارج نطاق النفوذ الغربي.