قلَّل تقرير لمجلة "فورين أفيرز" من فاعلية الهجمات التي يشنها التحالف الغربي على ميليشيا الحوثيين في اليمن؛ بسبب التهديدات في البحر الأحمر، وقال إن الولايات المتحدة وشركاءها علّموا الميليشيا أنها تستطيع "تحدي" واشنطن ومواصلة الاعتداءات على طرق التجارة العالمية.

وذكرت المجلة أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يواجهون الآن واقعا كانوا يرغبون بتجنبه، وهو حدوث صراع مع الحوثيين"، لافتة إلى أن "التحالف انتظر كثيرا ووجه عدة تحذيرات للميليشيات.

. ومنحها وقتا للاستعداد للضربات، وهو أمر جعل الحوثيين يواصلون الهجمات".

وأكدت المجلة "أنه كان ينبغي على واشنطن تنفيذ رد فوري وقوي على ميليشيا الحوثيين؛ لردعهم عن القيام بالاعتداءات، وإضعاف قدراتهم.. إضافة لتقليل الخسائر على التجارة العالمية، وطمأنة الشركاء في المنطقة وخارجها"، واستدركت: "لكن الآن يتعين على العالم الانتظار لفترة أطول بكثير حتى تعود الحياة الطبيعية إلى البحر الأحمر".

وكيل الفوضى

ويؤكد التقرير أن "ميليشيا الحوثيين لم يستهدفوا في الغالب السفن المرتبطة بإسرائيل، إذ هاجموا نحو 30 سفينة كانت مرتبطة بعدة دول، منها مصر ولبنان".

وأفادت "فورين أفيرز" بأن "ما يقرب من 12% من التجارة الدولية يمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وفقًا لمجلس الملاحة البحرية لدول البلطيق، ما يشكل أكثر من تريليون دولار من البضائع كل عام، و30 بالمئة من إجمالي حركة الحاويات العالمية.

ودفعت هذه الهجمات، بحسب التقرير، إلى "ارتفاع أسعار النقل البحري، إذ تقدر التحليلات زيادة تكاليف الشحن من شرق آسيا إلى أوروبا بأكثر من 200 بالمئة خلال أول 52 يومًا من هجمات الحوثيين، مع إجبار السفن على التوجه نحو الساحل الإفريقي".

ثمن الصبر

ويرى التقرير أن "واشنطن كانت أمام خيارين عند بدء الهجمات في البحر الأحمر، الأول صد غارات الميليشيا، والثاني ضرب البنية التحتية العسكرية للحوثيين بشكل سريع".

ويقول: "كان بإمكان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن تسمح للسفن العسكرية الأمريكية الموجودة بالفعل في البحر الأحمر باستهداف مستودعات الذخيرة التابعة للحوثيين، ومخزونات الأسلحة، ومرافق التدريب، ومواقع إطلاق الصواريخ، وربما حتى مراكز القيادة والسيطرة التابعة لهم، وهو ما دعا إليه العديد من المحللين".

 

لكن المجلة رأت أن الولايات المتحدة والتحالف اختارا "الخيار السلبي"، وهو حشد تحالف دولي، ودعوة المليشيات إلى التوقف عن الهجمات، رغبةً بالحفاظ على وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب في اليمن، ومنع الصراع في غزة من الانتشار عبر المنطقة.

وقال التقرير إن "واشنطن فشلت في تطبيق مزيج من ضبط النفس وإرسال الرسائل للحوثيين.. ولم تنجح في منع الميليشيا من شن هجمات على البحر الأحمر".

ومنذ بدء الحملة الأمريكية، استهدفت ميليشيا الحوثي ما لا يقل عن عشر سفن مرتبطة بأمريكا وبريطانيا، في الفترة ما بين 12 و31 يناير/كانون الثاني.

وفي وقت تهدد فيه الميليشيا باستمرار الهجمات، يشدد التقرير على أنه يتعين على إدارة بايدن مواصلة ضرب البنية التحتية العسكرية للحوثيين؛ حتى تفقد القدرة أو الإرادة لمواصلة تهديداتها

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تعرّف على العقل المدبر لأكثر الهجمات تعقيدا ضد القوات الأمريكية خلال حرب العراق

كشفت عدد من الصحف الأمريكية، عبر تقارير لها، أن "غارة جوية إسرائيلية على سوريا، مؤخرا، قد أسفرت عن مقتل علي موسى دقدوق"، وهو الذي يعرف بكونه قائدا كبيرا في حزب الله اللبناني، وساعد في هجمات ضد القوات الأمريكية خلال حرب العراق.

من بين الصحف شبكة "إن بي سي"، التي أوردت تصريحا لمسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية كشف عن الغارة الجوّية، فيما لم توضّح أي تفاصيل تخصّ الغارة، سواء فيما يتعلق بالزمان أو المكان، أو ما إذا كانت قد استهدفت دقدوق بشكل محدد. فيما لم يرد المتحدث باسم البنتاغون، على طلب الشبكة الأمريكية للتعليق. 

وفي السياق نفسه، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أبرز في حديثه لوكالة "فرانس برس" في الـ11 من الشهر الجاري، أنّ "دقدوق مسؤول ملف الجولان في حزب الله أصيب جراء غارة إسرائيلية، استهدفت منطقة السيدة زينب، جنوب دمشق، في الـ10 من نوفمبر".

وبحسب المرصد نفسه، فإن الغارة استهدفت مبنى تقطنه عائلات لبنانية، وعناصر من حزب الله، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم قيادي آخر من الحزب، من دون تحديد هويته". فيما قال مصدر أمني لبناني لـ"فرانس برس" إنّ "دقدوق أصيب، لكنه لم يقتل".

من هو دقدوق؟
انضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني، خلال عام 1983، وبعد فترة وجيزة تمّ تعيينه لقيادة وحدة العمليات الخاصة للحزب في لبنان، وذلك وفقا لمعلومات نشرها معهد دراسات الحرب، في وقت سابق.

دقدوق، سرعان ما ارتقى في الرتب بقلب حزب الله، وعمل على تنسيق العمليات في قطاعات كبيرة من لبنان، وكان أيضا مسؤولا عن تنسيق الأمن الشخصي لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي استشهد في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي، عام 2024 الجاري.

وكان الجيش الأمريكي أعلن القبض على دقدوق، خلال تموز/ يوليو من عام 2007، في جنوب العراق. فيما أكدت الولايات المتحدة أنه "يعتبر عنصرا في حزب الله، جاء إلى العراق، من أجل تدريب عناصر بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني".

الولايات المتحدة، اتّهمت دقدوق بـ"بالضلوع في هجوم حصل في كانون الثاني/ يناير 2007 في مدينة كربلاء، جنوب بغداد، وقتل فيه مسلحون جنديا أمريكيا، وخطفوا أربعة آخرين، قبل أن يقتلوا لاحقا".

آنذاك، قالت الولايات المتحدة إن "قيادة حزب الله اللبناني أرسلت دقدوق في عام 2005 إلى إيران، من أجل العمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".


العراق أطلق سراحه
وقبيل انسحابها من العراق خلال عام 2011، كانت واشنطن قد أعلنت عن تسليم دقدوق إلى السلطات العراقية، وذلك عقب حصولها على ضمانات من الحكومة العراقية، بأنه "سوف يلاحق على جرائمه". حيث كان دقدوق آخر معتقل تسلّمه الولايات المتحدة إلى بغداد، قبل أن تنسحب من البلاد.

وفيما أوضح مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه، آنذاك، لـ"فرانس برس" أن "الحكومة العراقية رفضت أي حديث عن ترحيله إلى غوانتانامو". وقرّرت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 2012 إطلاق سراح دقدوق "لعدم توفر أي دليل لإدانته، ليعود لبيروت بعدها".

مقالات مشابهة

  • فورين أفيرز: رهان إسرائيل على السعودية خاطئ.. والمملكة تعزز دورها الإقليمي
  • نيوزيلندا تصنف الحوثيين «منظمة إرهابية».. خطوة جديدة لردع الهجمات الإرهابية على خطوط الملاحة الدولية
  • قائد البحرية الأمريكية يتحدث عن طبيعة القتال ضد الحوثيين في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي
  • تعرّف على العقل المدبر لأكثر الهجمات تعقيدا ضد القوات الأمريكية خلال حرب العراق
  • قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة
  • دعم أمريكي ”غير مباشر” لتصعيد الحوثيين بالبحر الأحمر حولهم إلى تهديد عالمي.. تحليل غربي يفجر مفاجأة
  • خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف
  • مجلة أمريكية: كيف ستتعامل إدارة ترامب مع الحوثيين وهل استهداف قيادة الجماعة ضمن بنك أهدافها؟ (ترجمة خاصة)
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن