بوابة الوفد:
2024-06-30@02:25:18 GMT

تلك قضية.. كاريوكي!

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

ينقذ سلاحف بحرية.. ويقتل حيوانات بشرية!.. هذا التناقض الذى يعيشه الإنسان الذى يدعى أنه متحضر أكثر منا.. اصطاده الشاعر مصطفى إبراهيم ونجح فى تعرية هذا الملاك «الأبيض» الذى يمتلك نصف ضمير ليقتل أخاه فى البشرية.. الأحمر والأصفر والأسود على التوالى وينتهى به الحال إلى الدرك الأسفل فى سلم الإنسانية عندما يسلح ويوافق ويصمت على قتل أطفال فلسطين!

أغنية أمير عيد «تلك قضية» هى صرخة ميت أصر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على فضح هذا الإنسان الذى يعتبر نفسه الحى الوحيد على كوكب الأرض وكلنا مجموعة من الموتى!

وملثما تعجبنا كثيرًا وتساءلنا عن هذه الازدواجية التى يعيشها الإنسان فى الغرب عندما يحاول بشتى الطرق لإنقاذ قطة لا تعرف كيف تنزل من أعلى شجرة، هو نفسه الذى يصمت ويقبل ويوافق على قتل مئات الأطفال فى فلسطين، وعلى إذلال أعناق الرجال وهتك عرض النساء وهدم البيوت، وفوق كل ذلك يؤمن بحق الكيان الصهيونى المحتل فى الدفاع عن نفسه!

تراك أغنية كاريوكى «تلك قضية» أعتقد من أفضل الأغانى الناضجة والحقيقية التى أبدعتها فرقة كاريوكى ولحنها وغناها أمير عيد، المغنى الرئيسى للفرقة.

. ولا أبالغ إذا قلت إنها أفضل أغنية على الإطلاق فى عام ٢٠٢٣، فهى أكثر من مجرد أغنية وليست مثل غيرها من الأغانى التى تغنت بالمأساة الفلسطينية فهى أغنية حقيقية خارجة من الروح كلمات ولحنًا وأداء!

وأمير عيد ملحن داهية.. يبدو عادة أنه ملحن سهل والتلحين أسهل، وأن أغانيه سهلة، ولكنه يفاجئنا مع تصاعد اللحن أن الموضوع معقد وليس بالسهولة التى نتصورها، حيث يتمكن من القبض على قلب المستمع ويعتصره ألمًا من شدة الصدق فى الأداء وقدرة اللحن على الوصول إلى المناطق الخفية داخل روحك ويوقظها لترى وتسمع وتحكم وتأخذ توقف!

رغم أن الأغنية معظمها أسئلة قد تبدو بدون إجابات ولكنها فى الحقيقة من الأسئلة التى تتضمن الإجابات أو لا تحتاج إلى إجابات لأنها استنكارات أكثر منها أسئلة، وأكبر من الشجب والإدانة، هى ببساطة مثلما تفك خيوط ملابس إنسان أحدث موديل ومن أعظم بيوت الأزياء، فتسقط من على جسده ولا تعريه فقط، بل تفضحه من الداخل وتكشف ألاعيبه ومحاولاته التخفى بين الفقراء مدعيًا أنه يدافع عن الضحية.. وهو يساوى بين القاتل والمقتول بنزاهة وحيادية وشفافية!

وواحدة من جماليات أغنية «تلك قضية» هذا الجرافيك الذى صاحب نشرها وهو عبارة عن تمثال الحرية له وجه خلفى أحمر بلون الدم وعلى شكل شيطان!

فرقة كايروكى من الفرق المعروفة بالأندرجراوند التى تقدم أغنية مختلفة من حيث الكلمة واللحن والأداء والمشاعر الاعتيادية والمعتادة، وهى لا تسعى للاختلاف لمجرد الاختلاف، ولكن لتقديم رؤية أخرى، وتؤكد أن النفس الإنسانية أعمق بكثير ورحبة وواسعة والبليد هو الذى يخنقها ويحاصرها فى معان وأحاسيس ضعيفة وفقدت قوتها وتأثيرها بإعادة إنتاجها آلاف المرات بنفس الكلمات والألحان والأداء!.. كاريوكى فرقة مصرية الروح، والحقيقة لا تحتاج إلى الانتشار والنجاح ولكن تحتاج إلى الاستماع!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تلك قضية كاريوكي سلاحف بحرية التناقض الإنسان البشرية سلم الإنسانية أنفاسه الأخيرة تلک قضیة

إقرأ أيضاً:

تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات

30 يونيو 2013، ليست كأى ثورة ولا يعادلها سوى ثورة 1919، والعامل المشترك بين الاثنتين هو أن الثورتين تبنيتا مشروعاً وطنياً مشتركاً فى ثورة 1919، تم التأسيس لحياة جديدة سياسية واقتصادية، والإعلان الصريح عن استقلال مصر من الاحتلال البريطانى، وفى ثورة 30 يونيو تخلصت البلاد من حكم الجماعة الإرهابية التى اعتلت عرش البلاد فى غفلة من الزمن، وتحولت مصر إلى خرابة كبيرة وتم تقويض كل مؤسسات الدولة بلا استثناء، وأعلن المصريون الحرب على الإرهاب حتى تخلصت منه البلاد إلى غير رجعة.

فعلاً هناك تشابه كبير بين الثورتين فى العديد من المشروعات الوطنية لدرجة لا نكون مخطئين إذا قلنا إن ثورة 30 يونيو هى الوجه الآخر لثورة 1919، فى ظل تبنى مشروع وطنى، الأول، كان بهدف طرد الاحتلال وتأسيس جديد للبلاد، والثاني فى طرد الإخوان والتأسيس لبناء الجمهورية الجديدة ورغم أن الحرب على الإرهاب لم تكن سهلة وخاضت مصر فى سبيلها الكثير من المعارك القتالية والفكرية، إلا أن النجاح كان حليف المصريين، والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أو تغافلها هى أنه بعد ثورة 30 يونيو خاضت البلاد حربين فى آن واحد، الأولى للتخلص من الإرهاب وآثار الدولة الثيوقراطية والثانية من أجل البناء والتنمية وإعادة بناء مؤسسات الدولة التى تم تخريبها، وباتت مصر شبه دولة بالمعنى السياسى المفهوم للجميع.

ثورة 30 يونيو أسست لمشروع وطنى عملاق فى كافة المناحى والأصعدة، وفتحت مصر ملفات كثيرة كان مسكوتاً عنها، وتحققت إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية لم يكن أحد يحلم بتحقيقها على الأرض فى كل المجالات بدون استثناء وما زالت مصر تواصل تنفيذ المشروع الوطنى من خلال التنمية المستدامة على كافة المستويات والأصعدة، ولم يكن هذا يتحقق أبداً إلا بفضل عزيمة هذا الشعب البطل، والتفافه حول قيادته السياسية، ولا أحد ينكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حمل روحه على يديه لتنفيذ حلم المصريين فى التخلص من جماعات الإرهاب والتطرف، وفقدت مصر الكثير من رجالها الأبرار الذين استشهدوا سواء من الجيش أو الشرطة أو المواطنين، من أجل نجاح مهمة القضاء على الإرهاب الذى حاربته مصر نيابة عن العالم.

الأمن والاستقرار الذى نحياه حالياً فى ظل التربص الشديد بالبلاد من كل حدب وصوب لم يأت من فراغ وإنما جاء بفضل ثورة 30 يونيو، التى أعادت الاستقرار إلى البلاد ويجب على جموع المصريين ألا ينسوا أبداً ما كان مخططاً من مصير مشئوم للوطن والمواطن وفى ظل تحديات واسعة وكثيرة ما زالت تواجهها البلاد من أجل إسقاط مصر..ويكفى أننا الآن نعيش وسط بؤرة ملتهبة، وكل الدول العربية المجاورة سقطت فى براثن الفوضى والاضطراب، ورغم ذلك ليسوا هم المقصودين إنما العين على مصر فهى الهدف، هى الصيد الثمين الذى يحلم به الأعداء الذين يتربصون بالبلاد بشكل مخيف.

فى ذكرى ثورة 30 يونيو، يجب ألا ينسينا الأمن والأمان الذى نحياه، أن نغفل عن المتربصين بالبلاد الذين يريدون النيل من الأمن القومى المصرى والعربى، والصبر على أية معاناة اقتصادية يهون تماماً أمام نعمة الأمن، فكل شىء سهل إلا فقط الأمن والاستقرار، ورغم المعاناة التى يتعرض لها المواطن، إلا أن ما تحقق على مدار السنوات الماضية من إنجازات على الأرض وتنفيذ مشروع وطن مصرى خالص كفيل بأن يطمئن المرء على المستقبل الأفضل.

فى ذكرى ثورة 30 يونيو، لا بد من تقديم شهادة عرفان إلى كل شهيد ومصاب قدم روحه من أجل المصريين، وتحية واجبة من القلب إلى هذا الشعب العظيم قاهر المستحيل ومحقق الإنجازات.

مقالات مشابهة

  • الطريق إلى «30 يونيو».. أسرار «على حافة الأزمة» في مصر من 2011 إلى 2013
  • تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • أبعد من مسألة «تتلظى»
  • صراحة رئيس الوزراء
  • رسالة مفتوحة الى مرتضى الغالى، رشا عوض وفائز سلك ومن لف لفهم
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)
  • مركز شباب المراشدة
  • الذكاء الاصطناعى الخطر القادم لتدمير «البشرية»