الشهيد القائد… الرجل الذي كان سباقا في نصرة فلسطين
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
فضل أبو طالب
منذ أكثر من عشرين عاما تحرك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لنصرة فلسطين في الوقت الذي كان الناس يعيشون وضعية سيئة يسودها الخوف ويطبق عليها الصمت نتيجة هيمنة السفارة الأمريكية على القرار في صنعاء.
فقد دشن الشهيد القائد انطلاقة مشروعه الثقافي بمحاضرته الشهيرة (يوم القدس العالمي) والتي وضع فيها القضية الفلسطينية على رأس قائمة أولوياته باعتبارها القضية المركزية للأمة وهي البوصلة التي ينبغي للأمة التوجه نحوها.
ليس هذا بحسب فقد حجزت القضية الفلسطينية مساحة واسعة من محاضرات الشهيد القائد شرح فيها حقيقة العدو الإسرائيلي والأمريكي وما يقومون به من جرائم بحق الأمة والشعب الفلسطيني بشكل خاص.
ولعل من أهم ما قدمه الشهيد القائد بشكل عام هو تشخيصه الدقيق لواقع الأمة ولطبيعة الصراع مع الأعداء وكيفية مواجهتهم والانتصار عليهم.
لقد صنعت الثقافة القرآنية التي قدمها الشهيد القائد في محاضراته وعيا ثوريا تحرريا ضد الإسرائيلي والأمريكي حيث اشتملت محاضراته على الأسس الثقافية والعملية التي تكفل للأمة النهوض لكي تكون بمستوى مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وذلك بالاعتماد على القرآن الكريم باعتباره الوثيقة الإلهية الكاملة الصحيحة والتي قدمت الحلول والمعالجات لإصلاح واقع الأمة وتخليصها من شرور أعدائها.
وإضافة إلى ما سبق… قدم الشهيد القائد مجموعة من الخطوات العملية في الانتصار لفلسطين فأعلن صرخته المدوية (الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام) والتي أصبحت شعارا للشعب اليمني وللأحرار في هذه الأمة، كما دعا إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية باعتبارها سلاحا فعالا ضد الأعداء وقد توجه فعلا في واقعه إلى تطبيق سلاح المقاطعة الاقتصادية كخطوة عملية في الانتصار لفلسطين والأمة بشكل عام.
لقد شكل هذا التحرك مصدر قلق كبير للسفارة الأمريكية في صنعاء ومن خلفها واشنطن الأمر الذي جعلهم يدفعون السلطة في صنعاء لشن حرب ظالمة على الشهيد القائد في 2004 انتهت باستشهاده مع أكثر من 200 من أتباعه السابقين دفاعا عن القدس وفلسطين والأمة.
لم تتوقف نصرة الشهيد القائد لفلسطين عند استشهاده فقد ترك خلفه مشروعا قرآنيا ثوريا تحرريا ضد الإسرائيلي والأمريكي ما لبث أن انتشر كالضوء في القرى والأرياف والمدن اليمنية، وتشكلت على إثر ذلك أمة قرآنية واعية تتحرك في نفس الخط والتوجه الذي تحرك فيه الشهيد القائد، ومع مرور الأيام تزداد هذه الأمة حضورا وانتشارا وقوة وصلابة في مواجهة التحديات حتى وصلت إلى المستوى التي هي عليه اليوم في مشاركتها في عملية طوفان الأقصى وأصبح الشعب اليمني المتشبع بثقافة القرآن التي انطلق بها الشهيد القائد في مران ينفذ اليوم عمليات عسكرية في عمق المناطق الفلسطينية المحتلة وفي باب المندب والبحرين الأحمر والعربي نصرة لغزة وفلسطين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشهید القائد
إقرأ أيضاً:
منير مراد.. من هو شهيد فلسطين الذي دعا لمصر قبل وفاته؟
رحل الشاب الفلسطيني "منير مراد" مؤخرًا تاركًا خلفه حزنًا عميقًا بين أصدقائه ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي.
كان قد كتب منشورًا مؤثرًا قبيل استشهاده دعا فيه الله أن يحفظ شعب مصر، معبراً عن حبه العميق لهذا البلد، فقال: "اللهم إن شعب مصر بلد يحبنا ونحبه فلا ترينا فيهم بأسًا يبكيهم فيبكينا."
ومع انتشار خبر استشهاده، عمّ الحزن قلوب الكثيرين ممن عرفوه شخصيًا أو تابعوه على فيس بوك، حيث عبّر أصدقاؤه عن مدى تأثرهم بفقدانه بكلمات مؤثرة تجسد محبته الصادقة وأخلاقه النبيلة.
وترك رحيل منير أثراً كبيراً في نفوس كل من عرفه، وعبّر الكثيرون عن حزنهم العميق وتضامنهم مع عائلته، راجين أن يكون في مقام الشهداء، وأن يظل ذكره طيبًا بين الناس، فهو كان مثالاً للشاب الطيب، ذو الأخلاق العالية والمبادئ السامية.
وكتب أحد أصدقائه المقربين: "الله يرحمك يا أخي، إن شاء الله نلتقي في الجنة. صديقي الوحيد من فلسطين الحبيبة، ما رأيت منك إلا الخير والأخلاق." بينما كتب آخر: "يا حبيبي يا منير، ربنا يتقبلك يا جاري."
وكتب أحدهم: يشهد الله أننا نحبكم ونقاسمكم الألم والقهر ولكن الفرق بيننا وبينكم عظيم لأنكم اصطفاكم الله للجهاد وإتخذ منكم شهداء ونحن نموت حسرات ونتجرع الخذلان لطف الله بكم وهون عليكم مصابكم وإن النصر لآت وإن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسراً.
وكتب أحد المصريين :الله يرحمك ويغفر لك يا أخي سبحان من اجري علي لسانك هذه الكلمات الصادقة لتكون وكأنها رسالة وداع ويتناقلها الكثيرون من بعدك ونشهد الله إننا نحبكم وأنكم اخوتنا وأن قلوبنا تنفطر حزنا وألما
مسيرة منير
كان منير يدرس تخصص صيانة الحاسوب في كلية مجتمع غزة ويقيم في القدس، وقد تمت خطبته مؤخرًا في شهر أغسطس الماضي، مما زاد من ألم الفراق لدى أحبته.
وظهر منير كشاب شغوف بالعلم والعمل، مهتم بمستقبله، ومحبًا للسلام والأخلاق، وكان من المعروف عنه بين أصدقائه حبه العميق للصلاة وحرصه على العبادة.
وفي سيرته الذاتية، كان يحتفظ بذكرى خاصة لمصر ويعبر عن إعجابه بها، إذ كان يرى أنها من أقرب البلدان إلى قلبه، ويتمنى زيارتها دائمًا.
تعتبر هذه الروح المحبة لمصر والاهتمام العميق بأوضاعها وصمود شعبها انعكاسًا للعلاقة الأخوية التي تربط بين الشعبين المصري والفلسطيني.