هل ذُكر النيل والفرات في رحلة الإسراء والمعراج؟ «البحوث الإسلامية» يوضح
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
تناول كتاب عن الإسراء والمعراج قدمه مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، موضوع ذكر النيل والفرات في رحلة معجزة الإسراء والمعراج، وقد ألف الكتاب الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الجمهورية السابق، بعنوان «الكلمات الطيبات في المأثور عن الإسراء والمعراج من الروايات وفيما وقع ليلتئذ من الآيات الباهرات»، واستعرض الكتاب حديثا في صحيح البخاري عما حدث في هذه الرحلة المعجزة التي أنعم الله بها على عبده ونبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها ذكر النيل والفرات عند سدرة المنتهى.
وبخصوص معجزة الإسراء والمعراج فقد عرض مفتي الجمهورية السابق في كتابه ما جاء في المعراج من السنة، وذكر حديثا رواه البخاري بسنده عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة، وجاء في جزء من الحديث «ورُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا كَأنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ ووَرَقُهَا، كَأنَّهُ آذَانُ الفُيُولِ في أصْلِهَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: أمَّا البَاطِنَانِ: فَفِي الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ والفُرَاتُ».
وشرح الشيخ المطيعي في كتابه: وقوله «نهران باطنان» قال مقاتل: هما السلسبيل والكوثر، و«نهران ظاهران»، وجد بيانهما في الحديث بقوله النيل والفرات، قيل: يخرجان من أصلهما ثم يسيران حيث أراد الله تعالى، ثم يخرجان من الأرض ويجريان فيها، وعن ابن عباس أن جميع المياه من تحت صخرة بيت المقدس، ومن هنا يتفرق في الدنيا، وقد علمت أن الآلوسي قال في هذا: الله أعلم بصحته فتذكر.
وتابع في كتابه الذي قدمه مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف: وعلى كل حال فالذي رآه صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى إنما هو مثالهما كما مثلت له النار والجنة وسائر الأنبياء وغير ذلك.
وتابع موضحا: قوله في الحديث «أمَّا البَاطِنَانِ فَفِي الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ والفُرَاتُ»، ولم قل: إنهما في الجنة أو من الجنة كما قال في «الباطنين»، والأحاديث لا تجئ على خلاف المشاهدات الثابتة بالحس الصادق قطعا، فلا تغتر بما يقوله المتشددون المتعولمون المتصولجون الذين يريدون أن يكذب الله ورسوله.
حديث البخاري عن الإسراء والمعراجوفيما يلي نص الحديث الذي رواه البخاري بسنده عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوص رحلة الإسراء والمعراج: بيْنَا أنَا عِنْدَ البَيْتِ بيْنَ النَّائِمِ، واليَقْظَانِ - وذَكَرَ: يَعْنِي رَجُلًا بيْنَ الرَّجُلَيْنِ -، فَأُتِيتُ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ، مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا، وأُتِيتُ بدَابَّةٍ أبْيَضَ، دُونَ البَغْلِ وفَوْقَ الحِمَارِ: البُرَاقُ، فَانْطَلَقْتُ مع جِبْرِيلَ حتَّى أتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ جِبْرِيلُ: قيلَ: مَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى آدَمَ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، قيلَ مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: أُرْسِلَ إلَيْهِ، قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى عِيسَى، ويَحْيَى فَقالَا: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قيلَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى يُوسُفَ، فَسَلَّمْتُ عليه قالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قيلَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى إدْرِيسَ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الخَامِسَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْنَا علَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا علَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قيلَ: مَن هذا؟ قيلَ جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى مُوسَى، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى، فقِيلَ: ما أبْكَاكَ: قالَ: يا رَبِّ هذا الغُلَامُ الذي بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِهِ أفْضَلُ ممَّا يَدْخُلُ مِن أُمَّتِي، فأتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قيلَ مَن هذا؟ قيلَ: جِبْرِيلُ، قيلَ مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ، مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى إبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ، فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فيه كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، إذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إلَيْهِ آخِرَ ما عليهم، ورُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا كَأنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ ووَرَقُهَا، كَأنَّهُ آذَانُ الفُيُولِ في أصْلِهَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: أمَّا البَاطِنَانِ: فَفِي الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ والفُرَاتُ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فأقْبَلْتُ حتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، قالَ: أنَا أعْلَمُ بالنَّاسِ مِنْكَ، عَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، وإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ، فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فَسَلْهُ، فَرَجَعْتُ، فَسَأَلْتُهُ، فَجَعَلَهَا أرْبَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عَشْرًا، فأتَيْتُ مُوسَى، فَقالَ: مِثْلَهُ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا، فأتَيْتُ مُوسَى فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلتُ : جَعَلَهَا خَمْسًا، فَقالَ مِثْلَهُ، قُلتُ: سَلَّمْتُ بخَيْرٍ، فَنُودِيَ إنِّي قدْ أمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وخَفَّفْتُ عن عِبَادِي، وأَجْزِي الحَسَنَةَ عَشْرًا، وقالَ هَمَّامٌ، عن قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في البَيْتِ المَعْمُورِ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإسراء والمعراج معجزة الإسراء والمعراج الأزهر الشريف م ر ح ب ا به ول ن ع م الإسراء والمعراج م ر ح ب ا بک الم ج یء ج ب ر یل ن ه ر ان م ن معک الب ی ت م ن هذا فأت ی ت ى الله
إقرأ أيضاً:
مجمع البحوث الإسلامية يطلق حملة "حرر نفسك" للتوعية بأخطار الإدمان الرقمي
أكد الدكتور محمد ورداني، مدير المركز الإعلامي بمجمع البحوث الإسلامية، أن حملة "حرر نفسك" التي أطلقها الأزهر الشريف تأتي ضمن جهود المؤسسة في إصلاح السلوكيات المجتمعية ومواجهة ظاهرة الإدمان الرقمي التي باتت تمثل خطرًا متناميًا، خاصة بين فئة الشباب والأطفال.
وأوضح خلال مداخلة عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أن الهدف من الحملة ليس رفض التكنولوجيا أو التقليل من أهميتها، بل إعادة ضبط العلاقة معها، بحيث تكون أداة للبناء والإبداع لا وسيلة لاهتلاك الوقت والطاقة.
الحملة تعتمد على مجموعة من المحاور العملية،وتابع أن الحملة تعتمد على مجموعة من المحاور العملية، أبرزها التوعية بمخاطر الاستخدام السلبي للتكنولوجيا، وتعليم مهارات التحكم الذاتي الرقمي مثل تحديد أوقات محددة لاستخدام الأجهزة، وإيقاف الإشعارات غير الضرورية، وممارسة ما يشبه الصيام الرقمي اليومي أو الأسبوعي لاستعادة السيطرة على الوقت والعقل.