صديق الزيلعي
قولني عبد الله على إبراهيم ما لم أقله. كتب في مقاله المنشور بالأمس في سودانايل تعليقا على موضوع تلقي تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) تمويلا خارجيا، ناقدا ما طرحته رشا عوض، ثم أقحم اسمي، بلا دليل، مدعيا أنني وصفت الحزب الشيوعي السوداني بالعمالة للاتحاد السوفيتي السابق. سأجتهد في هذا المقال أن أوضح موقفي من قضية التمويل، ثم أرد على ادعاء عبد الله على ابراهيم، وأختم بتبيان موقفي من، جوهر، علاقتنا بالتجربة السوفيتية.


قضية التمويل الأجنبي، تعتبر من القضايا السياسية التي تتميز بحساسية عاتية، لدى الشعوب. هي مسألة ترتبط بقضايا العزة الوطنية، واستقلالية الوطن، والعداء للعمالة للأجنبي، ورفض تدخل الآخرين في قضايانا الداخلية. كل هذه العوامل، مجتمعة، جعلتها محور نقاشات واسعة وحادة، خلال الأيام الماضية.
الصراع السياسي في بلدنا، الذي أدى لانقسامات حادة، أثر سلبا على أي حوار عقلاني حول المسألة. صعدت الآلة الإعلامية للاسلامويين موضوع التمويل لاتهام الآخرين بالعمالة. متناسين انهم، خلال عهد مايو تدربوا في معسكرات في اثيوبيا، في ظل حكم مانغستو، ثم انتقلوا مع الجبهة الوطنية الي معسكرات في ليبيا، وصرف عليها القذافي بسخاء.
المهم، خلاصة المسألة، لا يمكن دمغ كل المنظمات العالمية بالتآمر والمخابرات والبحث عن عملاء، ومخالب قط في بلادها. من يطلع على التاريخ الرديء للمخابرات الامريكية، يعرف ان من أهم أسس عملهم السرية، والا تنكشف عملياتهم، اثناء تنفيذها. لذلك ليس جميع المنظمات بهذا السوء، الذي يصفهم به البعض. الأهم ان أي أموال بغرض فرض اجندة خارجية لن تمر على وعي الجماهير، واحزابها، وصحافتها، ونقاباتها. ومعركتنا من اجل استقلالية القرار السابق، لم تبدأ مع تقدم، ولن تنتهي الا بعد ازمان وقيام نظام مدني حقيقي وبرلمان منتخب له القدرة على محاسبة الحكومة، بل واسقاطها.
البروف عبد الله على إبراهيم مؤرخ معروف، له اهتمام معلوم بتاريخ الحزب الشيوعي السوداني. هذه الصفة تجعل لكل ما يكتبه عن الحزب الشيوعي مصداقية هائلة. وفي ظل صراعات مجموعات الواتساب، والتدهور الكبير الذي تم في منهج واسلوب الحوارات، وسرعة إطلاق احكام التخوين، يصبح إيضاح المسألة قضية هامة. كتب عبد الله على إبراهيم في نقدة لرشا عوض وحديثه عن التمويل، وقام بلا سبب في اقحام اسمي وتقولي ما لم اقله:
" في الرد على صديق الزيلعي الذي طاف به طائف يوماً اتهم الحزب فيه بالعمالة للسوفيات. وجئت في ردي عليه بأن جوهر استقلالنا عن السوفيات كان في حرصنا أن نستقل بموارد نشاطنا. ومن فوق هذا الاستقلال ناجزنا الرفاق الروس مثني وثلاث ورباع."

النقطة الأساسية هي لم يذكر عبد الله على إبراهيم اين كتبت هذا الكلام. والأمانة العلمية تقتضي الإشارة للمقال أو الكتاب الذي ورد فيه ذلك الاتهام. عند طرح ذلك يصبح الحوار موضوعيا، ويفيد القراء بعرض رؤى مختلفة امامهم، وبمنهج سليم وأمين. مقالاتي موجودة في أرشيف سودانايل، والكتب التي تعرضت فيها للحزب الشيوعي السوداني ، في علاقته بالحركة الشيوعية العالمية او الاتحاد السوفيتي هي ثلاث كطتب: هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟ ، وثائق تحكي تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، اليسار السوداني والثورة الروسية.

موقفي من التجربة السوفيتية، وتأثيرها على الحركة الشيوعية العالمية، معروف ومنشور. وكنت اكرر انها تجربة كبيرة وعظيمة غيرت وجه القرن العشرين، وبنفس حجم ضخامتها فان انهيارها الكبير اثبت نقاط ضعفها وأسباب فشلها. وطرحت ان على اليساريين في كل العالم ان يتعلموا الدروس من انهيارها، والا يعيدوا تكرار نفس نموذج التجربة.
أما الحزب الشيوعي السوداني فهو جزء لا يتجزأ من الحركة الشيوعية العالمية، التي كان الاتحاد السوفيتي السابق ربانها، ونموذجها الذي يحتذي. ورغم ان الشيوعيين السودانيين قد اختلفوا مع الروس في بعض القضايا الا انهم كانوا حلفاء للحزب الشيوعي السوفيتي في معظم القضايا والمواقف العالمية.

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی عبد الله على إبراهیم

إقرأ أيضاً:

لاعب هوكي أمريكي يتحدث عن الصورة النمطية للروس في الولايات المتحدة

روسيا – أجاب الأمريكي ميتشل ميلر، مدافع فريق “أك بارز” بمدينة قازان الروسية، على سؤال حول الصور النمطية المتعلقة بروسيا في الولايات المتحدة، خلال مقابلة أجراها مع موقع championat.

ووصف المدافع الأمريكي نظرة مواطنيه تجاه الروس بالنمطية قائلا: “يعتقد الكثير منا أن الجميع في روسيا يشربون الفودكا 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، لكن هذا أمر طبيعي، هناك دائما صور نمطية”.

مضيفا: “لكن لا بأس، هناك دائما صور نمطية، ولكن ليس عليك الاهتمام بها”.

كما أشار لاعب الهوكي بأن الروس ربما لديهم العديد من الصور النمطية عن الأمريكيين.

وعبر عن إعجابه بالمدن الروسية، بقوله: “لم أكن أعرف حقا ماذا أتوقع، بعد كل شيء، لم أذهب إلى روسيا من قبل. ولكن كل شيء عظيم، قازان جميلة، وبشكل عام يوجد هنا العديد من المدن الجميلة، سوتشي، موسكو، سان بطرسبورغ، لا أعتقد أن أي شيء قد صدمني حقا هذا العام”.

وفي وقت سابق، روى ميلر كيف تم إلغاء دراسته في الولايات المتحدة بسبب تنمره على زميل أسمر البشرة في الفصل، وبحسب اللاعب، فإن ذلك حدث في المدرسة عندما كان عمره 14 عاما.

ووقع نادي “أك بارز” القازاني عقدا مدته ثلاث سنوات مع ميلر في نوفمبر 2023، قادما من السلوفاكي ليبتوفسكي ميكولاس.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • التمويل الاستهلاكي يجذب أنظار البنوك العالمية إلى الخليج
  • بين الطموح والواقع: قراءة نقدية لمبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة
  • الالتزام قبل الرئيس.. وإلا!
  • لاعب هوكي أمريكي يتحدث عن الصورة النمطية للروس في الولايات المتحدة
  • إبراهيم نجم لـ "الوفد": قريبا.. قانون حاسم لمعاقبة المتجرئين على الفتوى دون تصريح (خاص)
  • “المؤتمر السوداني” يدين استهداف المدنيين في الفاشر والكومة
  • إبراهيم نجم: علينا أن نصدِّر الإسلام الصحيح الذي هو مصدر أمن واستقرار للإنسانية
  • السوداني يترأس اجتماعاً مع وفد مؤسسة التمويل الدولية IFC لمتابعة مشروع تطوير مطار بغداد
  • الرئيس الصيني يقلل من خلافات الحزب الشيوعي الحاكم
  • حزب الله لا يحاول