سودانايل:
2025-05-01@14:15:26 GMT

قائد الجيش البرهان، والسقوط في مخالب الاخوان!

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

أحمد الملك
جاء الى ميدان الاعتصام يستجدي الشرعية من شباب الثورة، فبعد ساعات من صدور بيان التحفظ على البشير، بعد ساعات من الانتظار وإعلان  وزير دفاعه ابن عوف خلفا له، تغير شعار الثورة من (تسقط بس) الى (تسقط تاني!) فهرع البرهان الى ميدان الاعتصام، فرحا بقرب تحقق نبوءة والده: ستذهب إلى القصر رئيسا!
والحقيقة انّ (ستذهب إلى القصر رئيسا!) لا تحتاج في السودان ولا حتى ليحلم بها شيخ وقور، أخلد للنوم بعد صلاة العشاء، فالابن كان بالفعل في الكلية الحربية، لم يكن محتاجا لنبوءة، بل لانقلاب.


 صندوق الذخيرة كان دائما أصدق انباء من صندوق الانتخابات. الجنرال برهان، كان يريد تحقيق نبوءة والده ليصبح رئيسا، وهو لا يؤمن بديمقراطية الأحزاب وصناديق الانتخابات، خياراته لم تكن كثيرة، فلم يتبق له سوى الانقلاب.
 هرع الى ميدان الاعتصام وفي المساء اصبح رئيسا للمجلس العسكري. وتقاعد ابن عوف بعد ان دخل موسوعة جينيس كأسرع رئيس عسكري يغادر السلطة في السودان، تفوّق حتى على سوار الدهب الذي تنازل عنها طواعية، وكان يتعجل الانتخابات من أجل تسليم الأمانة التي أرّقت نومه.
جاء البرهان، الى ميدان الاعتصام طمعا في مباركة لم يمنحها له أحد، كان يعرف أنه غير مرغوب فيه في المكان، فمجرد بقائه في الجيش حتى قيام الثورة، كان يرجح أنه جزء من العصابة الإنقاذية (الأمر الذي سيتأكد لاحقا)  لكن مجرد ظهوره هناك كان مهما له في مؤامرته لوراثة كرسي البشير.
 بجانب ظهوره الرمزي في الميدان، كان يحمل في جيبه تفويضا سريا آخر، كان في نظره اكثر أهمية وقوة من الشرعية الخادعة التي اكتسبها حين زار ميدان الاعتصام، والتقط الصور مع أحد قيادات الأحزاب ( برهن البرهان عن عدم وفاء سريع، سيقوم بعد أسابيع بفض الاعتصام الذي زاره بحثا عن شرعية (ثورية)، وبعد انقلابه الثاني بعد حوالي العامين قام بسجن القيادي الحزبي الذي التقط الصور معه في ميدان الاعتصام)!
كان يحمل تفويضا من الاخوان! باعتبار اللجنة الأمنية التي ورثت البشير لم تكن سوى الخطة (ب) للحركة الإسلامية، للانحناء امام عاصفة الثورة ثم محاولة وراثتها، وثانيا وكان ذلك أيضا لا يقل أهمية عن ضرورة الانحناء للثورة: التخلص من البشير! فالرجل أصبح مجرد كارت محترق، وبسبب أمر القبض الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية اصبح رمز الدولة عبئا عليها، عبئا على التنظيم في الحقيقة، التنظيم الذي امتلك الدولة حسب تصريح البشير نفسه، كما أنّ البشير شعر أنّ التنظيم غير راغب في استمراره في السلطة، فحاول عمل عدة انقلابات استغنى بموجبها عن نائبه القيادي الاخواني علي عثمان طه، كان ذلك بمباركة ضمنية من التنظيم الذي عاني من الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة وعدة جهات أخرى، حتى اعلن احد قياداتهم بعد ان ضاق ذرعا بالعقوبات البنكية: انهم محرومون من استخدام (الكريدت كارد) بسبب عقوبات الامريكان!
ربما بسبب (الكريدت كارد)، وضع التنظيم (كارد) أحمر على ترشح البشير في انتخابات 2020! التي قطعت ثورة ديسمبر الطريق عليها! حمل ذلك البشير ليعمل بوصية الترابي لمرسي، فحين زار الترابي مصر في عهد الرئيس مرسي، وفي لقائه مع مرسي سأله عن وزير دفاعه وقائد جيشه، هل يثق فيه؟
قال مرسي: نعم أثق فيه!
هل هو من الاخوان؟ تساءل الترابي؟
رد مرسي: لا، لكنه متدين وقريب من الاخوان!
قال الترابي الذي ذاق سُم خيانة الرفاق: لا تثق فيه حتى إن كان إخوانيا! قم بتعيين احد أقاربك ممن تثق فيهم في هذا المنصب، والا فأنت لا تجازف بمنصبك بل بحياتك نفسها!
لم يستمع مرسي للنصيحة، لكن البشير استهدى بها، حين شعر أنّ التنظيم الاخواني يستعد لبيعه في سوق المساومات الدولية، قام بتعيين أحد اقربائه رئيسا للوزراء، وعزل نائبه ورئيس وزرائه العسكري الاخواني، حين اكتشف أنّ الامريكان بدأوا مغازلته كوريث محتمل للعرش!
لكن ذلك كله لم يفده في شيء، فنار الثورة كان يشتد أوارها ويتمدد في كل صباح جديد، رغم أنه حاول أن يوحي في كل مرة يأتي فيها بحكومة جديدة أنه يقوم بانقلاب! أليس الغرض من الثورة هو التغيير؟ إليكم اذن تغيير ثوري لا يكلفكم ولا حتى نقطة دم واحدة، ولا احتاج فيه لفتوى لإهدار دم ثلث  المواطنين! لم يكن ينقص صرامة خطابات انقلاباته التغييرية، سوى المارشات العسكرية، الا أنّ كل ذلك لم يجد فتيلا.
 كان الثوار قد زهدوا في مسرحيات الاخوان الانقلابية منذ الانقلاب الأول الذي ذهب عرّابه الى السجن، وذهب البشير الى القصر رئيسا!
البرهان سعى لتنفيذ كل وصابا الاخوان في تفكيك الثورة، فوضع أمام حمدوك من العراقيل ما يكفي لإسقاط مائة حكومة مدنية، وحين لم يجد كل ذلك نفعا ومضت مسيرة الثورة، جاءه الأمر بتنفيذ انقلاب، وحين فشل الانقلاب وتبرأ منه الطرف الثاني قائد الدعم السريع، جاءت أوامر الاخوان بضرورة شن الحرب، حتى يتحول أعداء الثورة الكيزان بقدرة قادر، الى من يحاربون لإنقاذ الوطن من براثن تمرد المليشيا التي صنعوها لتقاتل الناس نيابة عنهم، ولتوطيد أركان حكمهم!
حين تيقن الجنرال برهان من فشل الانقلاب، انحنى قليلا للعاصفة ووقّع على الاتفاق الإطاري، الذي كان يؤيده صباحا وينقضه كل يوم مساء، يعلن امام المدنيين عن تأييده ويعلن امام العسكر عن رفضه، وحين لاحت نذر الحرب، تدخلت الحرية والتغيير لإنقاذ الاتفاق ولتفادي الحرب، كان الجنرال يعلن أنه يوافق على كل مقترحاتهم، ليلا، ثم يجتمع بالإخوان نهارا! فيمحو النهار كل كلام ليله، وحين حددت له الحرية والتغيير موعدا للقاء قائد الدعم السريع كفرصة أخيرة لنزع فتيل الأزمة، أغلق جهاز الهاتف النقّال، وإدعى أنه مريض!
يفعل الشيء ونقيضه في نفس اليوم، يعلن أنه لن يفض الاعتصام، ثم ينفذ خطة الاخوان في فض الاعتصام، يعلن أنّ زمن الانقلابات قد ولى، ثم يعلن انقلابه لتصحيح مسار الثورة! يعلن التصحيح للمسار وانحيازه للثورة، ويعيد النظام القديم بكامله ويعيد للإخوان أموالهم التي صادرتها لجنة تفكيك التمكين التي خرجت من رحم الثورة! يعلن موافقته على الاتفاق الإطاري وإعادة الحكم للمدنيين، ثم يشن الحرب مع اخوانه على الدعم السريع ليتنصل من الاتفاق الإطاري!
لو كان والده يعلم أنّ مجرد حلم ليلة صيف، سيقود البلاد والعباد إلى المهالك، لبقي مستيقظا طوال تلك الليلة!!


ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قائد الجيش: لا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا

تفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة لواء المشاة السابع في ثكنة فرنسوا الحاج - مرجعيون، حيث التقى الضباط والعسكريين، مؤكدًا أن جهودهم رسالة للّبنانيين في الداخل وكذلك للمجتمع الدولي، إذ يثبتون أن لبنان وطن نهائي لأبنائه من مختلف الانتماءات، وينفذون مهماتهم كاملة على مساحة الوطن حفاظًا على علم بلادهم دون أي تردد.

وتوجه إليهم بالقول: "إن دور الجيش أساسي وحيوي من أجل استمرار الوطن، ولا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا".

كما زار العماد هيكل نقطة مراقبة حدودية متقدمة تابعة للّواء في منطقة الخيام، حيث اطّلع على الانتشار العملاني للوحدات، والعمل الدؤوب والمستمر لتطبيق القرارات الدولية في ظل الخروقات والاعتداءات المتكررة للعدو الإسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية، وآخرها أمس على محيط العاصمة بيروت.

كذلك قدَّم قائد الجيش في بلدة بلاط - مرجعيون التعازي بالرقيب الأول الشهيد جودات نورا الذي استشهد بتاريخ ٢٠٢٥/٤/٢٠ نتيجة انفجار ذخائر في منطقة بريقع – النبطية، وأثنى على تفانيه في أداء الواجب حتى الشهادة. مواضيع ذات صلة سريع: نؤكد أن العدوان الأميركي لن يثنينا عن تأدية واجباتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني Lebanon 24 سريع: نؤكد أن العدوان الأميركي لن يثنينا عن تأدية واجباتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني 28/04/2025 18:49:08 28/04/2025 18:49:08 Lebanon 24 Lebanon 24 قائد الجيش يُعزّي بعكار العتيقة وحزرتا بشهيدَي الواجب الوطني Lebanon 24 قائد الجيش يُعزّي بعكار العتيقة وحزرتا بشهيدَي الواجب الوطني 28/04/2025 18:49:08 28/04/2025 18:49:08 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الدفاع الأوكراني: نحن بحاجة ماسة إلى دفاع جوي إضافي ويجب مواصلة العمل على توفير ضمانات أمنية حقيقية وفعالة لبلدنا ومواطنينا Lebanon 24 وزير الدفاع الأوكراني: نحن بحاجة ماسة إلى دفاع جوي إضافي ويجب مواصلة العمل على توفير ضمانات أمنية حقيقية وفعالة لبلدنا ومواطنينا 28/04/2025 18:49:08 28/04/2025 18:49:08 Lebanon 24 Lebanon 24 قائد الجيش عن صواريخ الجنوب: التحقيقات مكثفة وأوقفنا مشتبهاً بهم Lebanon 24 قائد الجيش عن صواريخ الجنوب: التحقيقات مكثفة وأوقفنا مشتبهاً بهم 28/04/2025 18:49:08 28/04/2025 18:49:08 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً رئيس الحكومة استقبل وفدا من "معهد الشرق الأوسط - واشنطن" Lebanon 24 رئيس الحكومة استقبل وفدا من "معهد الشرق الأوسط - واشنطن" 11:37 | 2025-04-28 28/04/2025 11:37:15 Lebanon 24 Lebanon 24 اليوم.. كلمة مُرتقبة لأمين عام "حزب الله" Lebanon 24 اليوم.. كلمة مُرتقبة لأمين عام "حزب الله" 11:32 | 2025-04-28 28/04/2025 11:32:47 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟ Lebanon 24 بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟ 11:27 | 2025-04-28 28/04/2025 11:27:00 Lebanon 24 Lebanon 24 موسى: لبنان يقوم بواجبه بخلاف إسرائيل Lebanon 24 موسى: لبنان يقوم بواجبه بخلاف إسرائيل 11:07 | 2025-04-28 28/04/2025 11:07:57 Lebanon 24 Lebanon 24 استهداف الضاحية: تصعيدٌ بوجه عون ومعادلة الاستقرار Lebanon 24 استهداف الضاحية: تصعيدٌ بوجه عون ومعادلة الاستقرار 11:01 | 2025-04-28 28/04/2025 11:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تصرّف بطريقة غريبة.. شاهدوا ماذا فعل تيم حسن خلال تواجده مع زوجته وفاء الكيلاني (فيديو) Lebanon 24 تصرّف بطريقة غريبة.. شاهدوا ماذا فعل تيم حسن خلال تواجده مع زوجته وفاء الكيلاني (فيديو) 01:51 | 2025-04-28 28/04/2025 01:51:07 Lebanon 24 Lebanon 24 تزامناً مع قصف الضاحية.. هذا ما حصل على طريق المطار Lebanon 24 تزامناً مع قصف الضاحية.. هذا ما حصل على طريق المطار 03:15 | 2025-04-28 28/04/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قُبلة حميمة.. ممثلة لبنانية تُثير الجدل مع زوجها في أحد المهرجانات شاهدوا ماذا حصل Lebanon 24 قُبلة حميمة.. ممثلة لبنانية تُثير الجدل مع زوجها في أحد المهرجانات شاهدوا ماذا حصل 04:23 | 2025-04-28 28/04/2025 04:23:49 Lebanon 24 Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ 15:52 | 2025-04-27 27/04/2025 03:52:25 Lebanon 24 Lebanon 24 "وينو زوجها؟".. نسرين طافش بإطلالة جريئة تستمتع بوقتها برفقة شابين! (فيديو) Lebanon 24 "وينو زوجها؟".. نسرين طافش بإطلالة جريئة تستمتع بوقتها برفقة شابين! (فيديو) 02:56 | 2025-04-28 28/04/2025 02:56:02 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 11:37 | 2025-04-28 رئيس الحكومة استقبل وفدا من "معهد الشرق الأوسط - واشنطن" 11:32 | 2025-04-28 اليوم.. كلمة مُرتقبة لأمين عام "حزب الله" 11:27 | 2025-04-28 بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟ 11:07 | 2025-04-28 موسى: لبنان يقوم بواجبه بخلاف إسرائيل 11:01 | 2025-04-28 استهداف الضاحية: تصعيدٌ بوجه عون ومعادلة الاستقرار 10:53 | 2025-04-28 شحادة بحث مع أبو الحسن في المصالحات في كفرسلوان فيديو بحضور النجوم زفاف ابنة شقيق عادل إمام.. وغياب "الزعيم" يُثير قلق الجمهور بشأن صحته (فيديو) Lebanon 24 بحضور النجوم زفاف ابنة شقيق عادل إمام.. وغياب "الزعيم" يُثير قلق الجمهور بشأن صحته (فيديو) 23:30 | 2025-04-27 28/04/2025 18:49:08 Lebanon 24 Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 28/04/2025 18:49:08 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 28/04/2025 18:49:08 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • قائد الجيش استقبل وفدًا من رابطة قدماء القوى المسلّحة
  • عودة الظل القديم: خطاب البرهان وإعادة بناء السلطة على أنقاض الثورة
  • ثنائي الابادة
  • ما دلالات مصادرة الحريات وهلع البرهان من اللساتك؟
  • قائد الجيش بحث الأوضاع العامة مع زواره
  • قائد الجيش استقبل رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية
  • ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
  • البرهان: لا مجد لـ"لساتك الثورة" بعد اليوم والمجد للبندقية
  • قائد الجيش استقبل بلاسخارت وسفيرة سويسرا
  • قائد الجيش: لا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا