لجريدة عمان:
2024-07-04@01:47:25 GMT

هوامش ومتون :صخرة المعراج

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

في السنوات الأخيرة من حياته، نهل الشاعر بدر شاكر السيّاب (1926م البصرة -1964م الكويت) من الموروث الديني، ليؤثّث نصوصه بالروحانيّات التي غمرته في رحلة المرض والألم، فاستحضر شخصية النبي (أيوب) (عليه السلام) ليسقط عليه معاناته، مقتديا بصبره على المرض، في قصيدته (سفر أيّوب) المنشورة في ديوانه (منزل الأقنان) ويعود تاريخ كتابته لها إلى السادس والعشرين من ديسمبر 1962 أي قبل وفاته بعامين، ولو دقّقنا في النص لوجدنا الشاعر يبتهل به في المقطع الأول إلى الخالق بروح مطمئنة:

لكَ الحمدُ مهما استطال البلاء

ومهما استبدَّ الألم

لكَ الحمدُ إن الرزايا عطاء

وإن المَصيبات بعض الكرَم

وكلّما توغّلنا في النص نرى فيضًا من روحانيّات أعطت للنص بعدًا فنّيًّا، يقول الشاعر خزعل الماجدي «يصبح الشاعر عظيمًا كلما اقترب من المعنى الروحي الذي يغذّي الدين والشعر والفن»، وقد اقترب السيّاب كثيرًا من هذا المعنى، خصوصًا أنه نشأ في بيئة لم تكسر نخيلها رياح الأفكار الوافدة من الغرب في توجهاته اليسارية، آنذاك، وأعني أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ورغم الشهور الطوال التي ظلّ السيّاب يعاني خلالها من المرض، لم يجزع ولم يتذمّر، بل عدّ تلك الآلام هدايا الرب التي ينبغي على الإنسان أن يتقبّلها منتصرًا على الألم:

ولكنّ أيّوب إن صاح صاح

لك الحمد، إن الرزايا ندى

وإنّ الجراح هدايا الحبيب

أضم إلى الصدر باقتها

هداياكَ في خافقي لاتَغيب

هاتها .

. هداياكَ مقبولةُ

أشد جراحي وأهتف

بالعائدين

ألا فانظروا واحسدوني

فهذى هدايا حبيبي

هذا الحسّ الإيماني ليس بالغريب على السيّاب، الذي كتب قصيدة في المديح النبوي، ألقاها في أحد مساجد بغداد عام 1961 حملت عنوان (مولد المختار) في مرحلة شهد بها تحوّلًا فكريًا، فانتقل من التوجّهات اليسارية إلى التوجهات القوميّة، جاء في مطلعها:

دموع اليتامى في دجى الليل تقطر

ونوح الثكالى عاصف فيه يصفر

نبيّ الهدى يا نفحة الله للورى

ويا خير ما جاد الزمان المقتّرُ

وهي قصيدة من حوالي أربعين بيتا، عاد فيها للكتابة وفق نظام الشطرين، بما يتناسب مع المناسبة، ولم يكتفِ بالروحانيّات والمديح النبوي، بل تطرّق إلى قضايا عربية كثيرة كانت تشغل الشارع العربي والعراقي، ومن بينها القضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى:

فيا صخرة المعراج قد سدّ بالدجى

وبالإثم منا فيك شقّ ومعبر

فما عاد بين الله والناس منذ

كأنْ حلّ بالأرض العذاب المسعّر

وعاث ببيت الله فدمٌ مشرّدٌ

كأن فلسطين المدمّاة خيبر

كأن لم يسر طه إليها ولا دحا

أبو حسن من بابها فهي تصفر

ومازال في وهران والأرض حولها

علوج أباحوا واستباحوا ودمّروا

وفي المقطع الأخير، يطلب السيّاب فيها من نبي الرحمة الشفاعة، ويتكلّم بلغة من يشعر بعظم الذنوب، كما قال أبو نوّاس:

يا ربِّ إنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً

فلقد عَلِمْتُ بِأَنَّ عفوك أَعْظَمُ

بل أن السيّاب يقرّ بأنه «تمرّس بالآثام» وها هو يطلب الشفاعة من سيّد الأنام في يوم مولده الأغرّ:

نبيَّ الهدى، كنْ لي لدى الله شافعا

فإني، ككلِّ الناس، عانٍ محيرُ

تمرَّسْتُ بالآثامِ حتى تهدَّمتْ

ضلوعي، وحتى جنَّتي ليس تثمرُ

ولكنّ من ينجدْه طه فقد نجا

ومن يهدِه -والله- هيهات يخسرُ

ولو دقّقنا في شعر السيّاب، في تلك الفترة، لوجدناه غزيرًا بالمعاني الروحية، مع علمنا أن المرض يجعل الإنسان لا يجد ملاذا يحتمي به سوى الإيمان بالله، فقصيدته (مولد المختار) كتبها قبل دخوله في دوّامة المرض، فقد عاد فيها لفطرته الإنسانيّة وقد عزّز التحوّل الفكري الذي مرّ به، ذلك، فتجلّت حروفه وهو يرتقي صخرة المعراج.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حذر منه ملياردير شهير.. سؤال وجواب عن الوباء الفتاك الذي يهدد العالم ويقتل الملايين خلال أشهر

كشف الملياردير الأمريكي ورجل الأعمال العالمي ومؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس، في حديث مع رئيس لجنة الصحة المختارة جيريمي هانت، خلال مقابلة مع Policy Exchange، ونقلتها صحيفة الديلي ميل البريطانية، أن مرضًا فتاكًا أصبح قريبا من الانتشار في جميع أنحاء العالم ويقضي على ملايين البشر خلال أشهر قليلة.

 

ويرصد موقع "الفجر"، في صيغة سؤال وجواب معلومات عن الوباء الفتاك الذي حذر منه رجل الأعمال الأمريكي بيل جيتس، وقال إنه سيهدد العالم ويقتل الملايين خلال أشهر.

 

ما هو المرض الذي سيقتل ملايين البشر؟

أشار مؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل جيتس، إلى أن المرض هو الإنفلونزا أو جدري القرود.

 

ماذا قال بيل غيتس عن المرض الفتاك؟

قال رجل الملياردير الأمريكي الشهير، إن بعض القراصنة يعملون على تطوير بعض الفيروسات والتي ستصبح وباء فتاك ينتشر في جميع أنحاء العالم.

 

ما مدى خطورة الوباء الفتاك؟

 قال رجل الأعمال العالمي ومؤسس شركة "مايكروسوفت"، إن الوباء سيقضي على ملايين البشر خلال أشهر قليلة.

 

ما الدليل على أن الوباء قادر على قتل الملايين؟ 

قال غيتس، إن لديه بيانات تؤكد أن الفيروس سيكون قادر على قتل أكثر من 30 مليون إنسان خلال 6 أشهر فقط، خاصة وأن معظم الحكومات لم تتحرك لمنع وقوع مثل تلك الكارثة.

 

كيف سيقتل الوباء الفتاك الملايين من البشر؟

أوضح غيتس، أنه يمكن استخدامه كسلاح فريد، فكلاهما قادر على الانتشار بشكل سريع، وتحورهما يمكن أن تقتل ملايين البشر خلال أشهر قليلة.

 

من وراء إنتاج هذا الوباء الفتاك؟        

قال مؤسس شركة "مايكروسوفت"، إن الوباء الجديد هو من إنتاج وتطوير عدد من المختصين في القرصنة.

 

كيف سينتشر المرض عبر العالم؟

قال غيتس، إن المرض القادم سينتشر عن طريق السفر، ولن يمر وقت طويل قبل أن يتوغل هذا المرض الفتاك في جميع دول العالم.

 

هل العالم سيكون مستعد لمجابهة هذا الوباء الفتاك؟

قال رجل الأعمال العالمي ومؤسس شركة "مايكروسوفت"، إن العالم قد لا يكون مستعد له رغم دروس جائحة كورونا. 

 

هل يمكن علاج الوباء الفتاك بسهولة؟

قال جيتس، على الرغم من الإجراءات التي تتبعها السلطات الطبية والعلمية في كثير من دول العالم المتقدمة للوقاية من الأوبئة الجديدة، إلا أنه لا يلقون بالا لهذا المرض، لاعتقادهم أنه يمكن علاجه بسهولة.

 

كيف نواجه الوباء الفتاك؟

طالب جيتس، الهيئات الطبية والعلمية والمسئولة بضرورة التأهب للسيطرة على تلك الأوبئة كما لو أنها تستعد للحرب، ودعا إلى تشكيل فريق عمل جديد لمكافحة الأوبئة تابع لمنظمة الصحة العالمية بتكلفة مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • حذر منه ملياردير شهير.. سؤال وجواب عن الوباء الفتاك الذي يهدد العالم ويقتل الملايين خلال أشهر
  • رايات الشمس البنفسجية
  • ثلاثة شعراء يتغنون بالحب والطبيعة بـ«بيت الشعر» بالشارقة
  • هوامش مهمة على الديانة الإبراهيمية.. قاموس المقاومة (32)
  • راقبته قوى الأمن لحوالي شهر.. توقيف مطلوب وهذا ما اعترف به
  • النطاقات المعرفية والإحالات المرجعية في شعر الأوقيانوس أنس الدغيم
  • هيئة قصور الثقافة تنعي الشاعر محمد خميس
  • هيئة قصور الثقافة تنعى الشاعر محمد خميس
  • تحرك جديد من الأهلي لحسم صفقة صخرة الدوري الروسي
  • ليلى عبداللطيف عن شيرين عبدالوهاب: "لا أحد يستطيع أن يوقفها"