سودانايل:
2025-03-20@05:51:01 GMT

الصبار !

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

عدنان زاهر

Cactus
عندما أدخلت زهورى و ورودى الى داخل الصالة فى بداية الشتاء خوفا من الصقيع الآتى، قررت أن أضيف فى - هذه الفترة - الى المجموعة نباتات أخرى، ثم وقع اختيارى على نبات الصبار. أخبرت صديقتى الأمدرمانية بقرارى خاصة انها تمارس نفس الهواية و المعرفة الزراعية و نتبادل الثقافة النباتية. قالت لى، إن والدتها تقول ان زراعة الصبار فى المنزل يولد " الطاقة السلبية " و مضيفة انها شخصياً لا تؤمن بذلك.


رغم نفيها المغلظ ،اتخذت قراراً بتقصى الأمر يحفزنى فى ذلك دافعين، الأول ولعى بالاساطير و منابع الحكاوى المتعلقة بكثير من الممارسات الحياتيه، و الثانى حكاية مررت بها فى حياتى تتعلق أيضا بالصبار.
يخيل الى من المفيد ابتداءاً و قبل الخوض فى التفاصيل، ايراد معنى الصبر أو الصبار ، يقول ( قاموس المعانى ) صبار.. هو جمع صبره و تعنى الصُبر الشديد، كما يوجد نبات صحراوى يحمل نفس الأسم وهو من الفصيلة الزنبقية عصارته شديدة المرارة و اوارقه عريضة ثخينة دائمة الخضرة كثيرة المياه، فيها أشواك. و له أسماء عدة فى اللغة العربية مثل ألوه ، المقر ، الألوفيرا ، و التين البرى و الأخير له ثمرة لذيذة الطعم تأكل و تباع.
أما الوصف النباتى للصبار، فيقول انه ينتمى الى الفصيلية الصبارية عديمة الساق او ذات ساق قصيرة، و ينمو فى الأماكن الصحرواية فى افريقيا، أسيا و أمريكيا و له القدرة على تحمل الجفاف و تخزين المياه القليله التى تتوفر له.
الصبار له زهرة مختلفة الألون تزهر فى الصيف و لا تعيش طويلا وقد تموت بعد عدة ساعات و هى رائعة الجمال. فوائد الصبار كثيرا جدا و يدخل فى كثير من مستحضرات التجميل كما يستخدم لعلاج بعض الامراض الجلدية.
الآن أعود لحكايتى مع الصبار و كنت فى ذلك الوقت مقيما مع أختى خالده بمنزلها فى العمارات، فبعد وفاة شقيقتى فريدة قررنا زيارة قبرها، كانت هنالك علاقة حميمة و صداقة مميزة ، عميقة و متينه تربط بين خالده و فريده، و لعل مرد ذلك انهما كانتا الأكبر فى الأسرة.
عند وصولنا القبر، و بعد الأنتهاء من المراسيم الدينية قامت خالدة بزراعة شجرة صبار بجوار القبر ثم ذهبنا، تلك الحكاية ظلت راسخة فى ذهنى رغم عدم محاولتى التعمق فى تفسيرها، و الركون الى المعنى العام بانها تعنى الحزن المقيم!

عند بحثى الآنى وجدت كثيرا من الثقافات تحتفى بنبات الصبار خاصة أن له كثير من الفوائد، كما وجدت أيضا كثيرا من الممارسات غير العلمية و بعض الحكاوى والاساطير مرتبطة به.
تقول احد الاساطير المكسكية فى " الرزنامة الأزتيكية " ،ان شعب الأزتك عندما كان مهاجراً لا يعرف أين يستقر رأوا عقابا ضخما يحمل أفعى كبيره بفمه، و يقف على شجرة صبار و كان ذلك بمثابة اشارة وبشرى لهم للأستقرار فى المكان.
وتقول أيضا الأسطورة الهندية : ان ابنة زعيم هربت مع حبيبها عندما أراد والدها تزويجها بالقوة من أحد ابناء الزعماء، عندما قام أفراد القبيلة بمطاردهما فى أعالى الجبال تحولت هى و حبييها الى شجرة صبار حتى لا يتم القبض عليهما.
من خلال تلك المتابعة لاخبار الصبار توصلت الى أن الصبار يرمز الى امكانية صنع الجمال حتى فى صحراء جرداء ، ايضا وجدته يرمز الى القوة، القدرة على تحقيق الأمال المتنائية صعبة المنال كما هو يرمز الى الحظ الجيد و الاخبار الجيدة او كما ورد فى كثير من الأقوال هو جالب للطاقة الايجابية و ليس العكس.
بعد السياحة مع الصبار قررت رفد حديقتى الصغيرة بمزيد من الصبار باعتبار ليس فقط فى انتظارالقادم الاجمل، بل أيضا فى انتظار زهرته الحمراء ذات البهاء و الألق التى تشرق كل عام لساعات ثم تذبل.

عدنان زاهر
5 فبراير 2024

elsadati2008@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

امرأة تخطف زوجها.. والشرطة تنقذه

البلاد ــ جدة
ارتكبت ربة منزل مصرية واقعة غريبة في رمضان، عندما طلبت من زوجها الحضور من منزل زوجته الثانية؛ لكي يتناول معها الإفطار هي وأسرتها بمقر سكن عائلتها في مدينة السلام بالقاهرة.عندما وصل الزوج، قامت هي وأشقاؤها باحتجازه داخل الشقة، وقاموا بالتعدي عليه بالضرب وتقييده، وإكراهه على تحويل مبلغ مالي لهم. بدأت القصة عندما حرّرت الزوجة الثانية محضرًا باختفاء زوجها، قالت فيه: إنه خرج منذ يومين ولم يعدْ، وأكدت أنه أبلغها بذهابه إلى منزل الزوجة الأولى، حيث إنها طلبته ليتناول معها طعام الإفطار، ثم اختفى. وكشفت التحريات حول اختفاء الزوج، وجود خلافات عائلية بين الرجل وزوجته الأولى وعائلتها، قامت على إثرها باستدراجه إلى شقة شقيقها بدعوى الإفطار مع أسرتها. وتمكّنت الشرطة من ضبط المتهمين، وبمواجهتهم بأقوال الزوج اعترفوا أنهم فعلوا ذلك؛ انتقامًا للزوجة الأولى بعد زواجه من الثانية، وكانوا يريدون تأديبه على هذا الأمر بتحويل الأموال؛ لضمان حقوق شقيقتهم.

مقالات مشابهة

  • ريهام العادلي تكتب: في عيدها .. شكرا لكل أم.. شكرا يا أمي
  • عندما لا تبلغ الحكومة سن الرشد
  • امرأة تخطف زوجها.. والشرطة تنقذه
  • حادثة مروعة في حضانة.. رضيعة تُصاب بكسر في الجمجمة
  • تحدي النهايات!!
  • كاتب يهودي: لا ترتكبوا مذابح بحق الفلسطينيين باسمنا
  • زحلة في صدارة المشهد الانتخابي: لائحتان تنافسان في الانماء والسياسة أيضا
  • هشام يكن: عبد الحليم حافظ أصرّ على إحياء زفاف والديّ
  • فشرتوا
  • عندما تكون الامة  قرار