جيش الاحتلال يختبئ خلف 72 حورية لتضليل الإسرائيليين
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
القدس المحتلة- شنّ جيش الاحتلال حربا نفسية على الإسرائيليين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك عبر بث مضامين مزوّرة ومحتوى كاذب ومضلل من ميدان المعارك في الجنوب وبقطاع غزة، سعيا منه للتقليل من هول الصدمة التي أصابت مجتمعه.
وأطلق هذا الجيش قناة "تليغرام" في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد يومين من بدء معركة "طوفان الأقصى" تحت اسم "المنتقمون" ثم غيّر اسمها "إلى الجحيم" ثم إلى "72 حورية-دون رقابة".
وأتت هذه الحرب النفسية ذات المضامين الموجهة خصيصا للإسرائيليين عبر قناة "72 حورية-دون رقابة" مع تكشّف حجم الفشل الاستخباراتي في منع الهجوم المفاجئ لحركة حماس على مستوطنات "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية بالجنوب.
اعتراف بعد تكتم
واعترف الجيش الإسرائيلي بأن القناة المذكورة كانت تعمل ضمن قسم التأثير في جناح العمليات، وهي حلقة الوصل بين الجيش والقناة التي عرضت صورا وفيديوهات غير خاضعة للرقابة لأنشطة الجيش في قطاع غزة كجزء من حملته العسكرية.
وكشفت صحيفة "هآرتس" -في ديسمبر/كانون الأول 2023- النقاب عن تأسيس هذه القناة وتفعيلها من قبل "قسم التأثير" الذي وجه مضمونا ومحتوى إلى الجمهور الإسرائيلي، إلا أن الجيش الذي تكتم على الموضوع، اعترف رسميا بتشغيل القناة وعُلّق نشاطها بعد كشف الصحيفة.
صحيفة هآرتس: غرفة العمليات بالجيش الإسرائيلي تشرف على شن "الحرب النفسية" (الجزيرة) حرب نفسيةويأتي تدشين القناة وبث محتوياتها ومضامينها إلى الجمهور الإسرائيلي، كما يقول مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" يانيف كوبويتش "خلافا لما هو متبع في الحرب النفسية التي تدار في غرفة العمليات العسكرية ضد العدو" وبشكل يتعارض مع وظائف ومهام "قسم التأثير" الذي تتلخص صلاحيات ومهامه في إنتاج مضامين ومحتوى موجهة للجمهور الأجنبي.
وأوضح مراسل الشؤون العسكرية أن الجيش الإسرائيلي لديه منذ سنوات وحدات متخصصة في شن عمليات الحرب النفسية والتأثير ضد من وصفهم "أعداء إسرائيل" وذلك في محاولة لتشويه الرواية المضادة للرواية الإسرائيلية، وحتى السعي للتأثير في السكان سواء في قطاع غزة أو إيران ولبنان.
وذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُكشف فيها حرب نفسية للجيش تستهدف الجمهور الإسرائيلي، فخلال عملية "حارس الأسوار" (معركة سيف القدس) في مايو/أيار 2021، أشرف المتحدث باسم الجيش على حملة للتأثير في وعي الإسرائيليين لدرجة التضليل.
ولفت المراسل إلى أن الحرب النفسية تلك تهدف إلى تحقيق إنجازات عملياتية للجيش، وتتم بشكل سري عبر حسابات وهمية، دون ترك بصمات تشير إلى أنها من صناعة إسرائيل، مشيرا إلى أنه حسب القانون يُحظر على الجيش استخدام مثل هذه الوسائل وشن حرب نفسية تجاه الإسرائيليين.
وسائل إعلام عبرية تنشر مشاهد تظهر اضطرار جنود إسرائيليين للتراجع بعد أن حوصروا برصاص المقاتلين الفلسطينيين في خان يونس، فيما قال الإعلام العبري إن الجندي جدعون إيلاني من اللواء 55 مظليين قُتل خلال خلال هذه المعركة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/zDC3siwFiB
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 1, 2024
وجّهت هذه القناة، التي تفاخرت بـ"مواد حصرية من غزة"، مضامينها إلى الجمهور الإسرائيلي، حيث عمدت إلى نشر صور جثث ادعت أنها لمقاتلي القسام، بينما تمادت ببث لغة التهديد والوعيد لحماس بـ"تحطيم أوهام الإرهابيين" على حد تعبير القائمين على القناة.
كما عرضت أكثر من 700 منشور وصور وفيديوهات عن قتل من وصفتهم بـ"الإرهابيين" وكذلك عن الدمار في القطاع، حتى إن القناة شجعت الـ 5300 متابع على مشاركة واسعة لمحتوى قناة "72 حورية-دون رقابة" من أجل أن "يرى الجميع بأننا نقضي عليهم".
وفي البداية، نفى الجيش الإسرائيلي أنه يدير القناة، لكن مسؤولا عسكريا كبيرا أكد لـ"هآرتس" أن أعضاء "قسم التأثير" مسؤولون عن تشغيلها. وقال أيضا "لا يوجد سبب يدعو الجيش إلى إجراء عمليات تأثير وشن حرب نفسية على المواطنين الإسرائيليين".
وأوضح هذا المسؤول العسكري أن الرسائل التي كانت تبث على قناة "72 حورية-دون رقابة" إشكالية "لا تبدو كأنها حرب نفسية لجيش كالجيش الإسرائيلي، بل كأنها عملية صهر وعي يقوم بها الجيش للإسرائيليين". وقال إن "حقيقة أن الجنود يجلسون ويديرون مثل هذه الصفحة الإشكالية أمر خطير للغاية".
قناة "72 حورية-دون رقابة" نشرت صورا لجثث ادعت أنها لمقاتلي القسام (أسوشيتد برس) دعاية مضللةبعد يومين من افتتاح القناة، جاء في أحد المنشورات "نحرق أمهات أمهاتهم.. يا له من مقطع فيديو، أنتم لا تفهمون.. يمكنك سماع السحق في عظامهم. سنقوم بتحميله على الفور، استعدوا".
وفي محاولة للتأثير على الجمهور الإسرائيلي والتقليل من هول الصدمة، وحجم الفشل الاستخباراتي في منع الهجوم المفاجئ لحماس، بثت القناة منشورات تضمنت صور جثث لمسلحين وأسرى زعمت أنهم من كتائب القسام، مصحوبة بتعليق "نبيد الصراصير، نبيد فئران حماس، شاركوا هذا الجمال".
ولم تتوقف ماكينة الدعاية المضللة والحرب النفسية والرسائل المزيفة التي وجهت للإسرائيليين عند ذلك، حيث تم بث فيلم لجندي بالجيش "يغمس" كما زعم "رصاص رشاشه بدهن الخنزير".
وكُتب تعليق آخر "ما هذا الأخ البطل، إنه يدهن الرصاص بدهن الخنزير، لن تحصلوا على حورياتكم". وكتب أيضا "عصارة القمامة، ها هو إرهابي آخر يموت، يجب سماع هذا مع الصوت، ستموتون من الضحك".
وفي مضامين تعكس روح الانتقام عند جيش الاحتلال، بثت القناة -في 14 أكتوبر/تشرين الأول- فيديو لمركبة إسرائيلية تدهس ذهابا وإيابا جثة شخص وصف بـ"الإرهابي". وكُتب بالمنشور المرافق "غرشون هذا جيد جدا، قم بدهسه قم بدهسه، نحن نقضي على أبناء الزنا هؤلاء، نقوم بسحقهم".
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى للحرب، بثت القناة وفي كل ليلة ملخصا يوميا لإجمالي التحديثات، وحالات كثيرة قيل إنها نشاطات وعمليات عسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة، مع وعود بنشر فيديوهات وصور حصرية من ميدان المعركة.
وكتبت في منشور "مثلما هو الحال دائما نحن الأوائل الذين نحضر لكم المعلومات من الميدان، يوجد لدينا توثيق جنوني لمخربين، ماذا نقول؟ إنهم يسبحون مع الأسماك، فقط لدينا توجد التوثيقات التي لا توجد لدى أي أحد آخر.. نعدكم بالمزيد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجمهور الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی الحرب النفسیة حرب نفسیة
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.
وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.
وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.
تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.
وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.
وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».
ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.
22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.
ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.
كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.
وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.
وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.
يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.