أفادت  منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن السلطات الأردنية، اعتقلت المئات من الأشخاص الذين شاركوا في التظاهرات المؤيدة لفلسطين، بينهم نشطاء بارزون، فيما حكمت على بعضهم بالسجن ودفع غرامة إلى جانب التعهد بعدم الاحتجاج. 

وشارك آلاف الأردنيين في عدد من المظاهرات السلمية التي شهدها مختلف أنحاء الأردن، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر/، تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.



وأفاد محامون أردنيون، الذين يمثلون المحتجين، لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، بأن "السلطات اعتقلت على الأرجح المئات، بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات أو التعبير عبر الإنترنت".

أكدت المنظمة أن السلطات استخدمت قانون الجرائم الإلكترونية الجديد، الذي صدر بسرعة في آب/ أغسطس، ضد أربعة نشطاء بارزين، بما في ذلك الناشط أنس الجمل وأيمن صندوقة، وهو الأمين العام لحزب سياسي.


وقالت مديرة الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، لما فقيه، إن "السلطات الأردنية تتجاوز التأكيدات الحكومية بأن القانون الجديد لن يُستخدم لانتهاك حقوق الإنسان، واستخدمته بدلاً من ذلك لقمع النشاط وتقييد حرية التعبير".

وأقر البرلمان الأردني قانون الجرائم الإلكترونية الجديد دون التشاور مع الخبراء أو المجتمع المدني؛ فيما يقوم بحسب عدد من المختصين بـ"تقويض حرية التعبير ، ويهدد بالرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "الأردن شهد تقلصا مطولا في الحيز المدني خلال السنوات الأخيرة، حيث زادت الاضطهادات ضد المشاركين في التنظيم السلمي والمعارضة السياسية باستخدام قوانين غامضة تجرم التعبير وتنظيم الجمعيات وحق التجمع".

إلى ذلك، أجرت "هيومن رايتس ووتش" مقابلات مع أشخاص اعتُقلوا أو تعرضوا للمضايقة أو الاستدعاء من قبل السلطات، بالإضافة إلى أقارب معتقلين ومحامين يعملون على القضايا المتعلقة بالاحتجاجات. فيما رصدت الصور والفيديوهات من الاحتجاجات ووثائق المحكمة المتعلقة ببعض القضايا.

من بين النشطاء المستهدفين كان الناشط أنس الجمل، الذي اعتقل في إربد في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث تم اتهامه بموجب قانون الجرائم الإلكترونية بسبب تغريداته حول الاحتجاجات في وادي الأردن.


أدين الجمل بسرعة في محكمة، حيث منعته السلطات من تقديم دفاع مناسب، وحكمت عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر ودفع غرامة. بينما تم إطلاق سراحه بعد دفع التمويل الجماعي للغرامة، لكنه لا يزال ممنوعا من السفر.

أما الناشط أيمن صندوقة، فقد اعتقل في 18 كانون الأول/ ديسمبر بسبب منشورات على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واحتجزته النيابة العامة لمدة شهر قبل الإفراج عنه. تم استدعاؤه بعد ذلك بتهمة "التحريض على مناهضة نظام الحكم"؛ كما أدين بالاستهزاء بالسلطات وحكمت عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر ودفع غرامة، بحسب المنظمة.

وقالت ناشطة تبلغ من العمر 38 عاما إنها تم اعتقالها من قبل الشرطة في أواخر شرين الأول/ أكتوبر، بعد يومين من مشاركتها في احتجاج قرب مسجد الكالوتي، حيث نشرت فيديو على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) يُظهر تفريق الشرطة للمظاهرة بالقوة.


وأفادت الناشطة بأنها تمت استدعاؤها إلى "إدارة البحث الجنائي" حيث استجوبها عن منشورها وطلب منها حذفه، وأجريت لها مقابلة، وتم احتجازها لمدة ثمانية أيام، حيث رفضت السلطات السماح لأسرتها بتوفير أدويتها خلال فترة الاحتجاز.

بعد جلسة استماع عبر الإنترنت، أمر القاضي بالإفراج عنها على ذمة المحاكمة بموجب قانون الجرائم الإلكترونية. ومع ذلك، بقيت محتجزة بناءً على استدعاء من محافظ عمان، الذي تسائلت الناشطة عن تصريحاته المسيئة بشكل متكرر، حيث قال لها: "هل تستحق غزة كل هذا؟" وأبدى استياءه من نشاطها، رغم أنها تعبير سلمي عن التضامن مع غزة.


وتم إطلاق سراحها أخيرا بعد الاجتماع، ولكنها ما زالت تواجه اتهامات بموجب قانون الجرائم الإلكترونية.

ذكرت امرأة أخرى لـ "هيومن رايتس ووتش" أن "السلطات أصدرت مذكرة توقيف بحقها ومنعتها من السفر بعد رسالة هاتفية في منتصف كانون الأول/ ديسمبر، بعد توكيل محام واجهت تأخيرات في الحصول على ملفات القضية، اكتشفت أن الجلسة الأولى في قضيتها كانت في أوائل كانون الأول/ ديسمبر".

وتابعت: "علمت لاحقا أن شخصًا ما أرسل لقطات شاشة مجهولة المصدر على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد العلاقة بين الأردن وإسرائيل إلى إدارة البحث الجنائي، مما أدى إلى توجيه الاتهامات"؛ فيما أنكرت الناشطة نشر هذه المنشورات وبرأها القاضي، بحسب المنظمة.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن "مئات الأشخاص قدموا أمام القضاة، مع إسقاط العديد من التهم في النهاية".


كذلك، أكدت المنظمة حالات، بعد إفراج النيابة العامة أو القاضي عن المحتجزين، أُعيد اعتقالهم فورًا بواسطة سلطات وزارة الداخلية باستخدام إجراءات الاحتجاز الإداري المسيئة، مما أدى إلى إجبار المحتجزين على توقيع تعهدات بعدم الاحتجاج تحت طائلة دفع غرامة قدرها 50 ألف دينار أردني.

وتم اعتقال ثلاثة شبان غادروا مظاهرة في عمان في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تم توجيه اتهامات لهم بمقاومة عناصر الشرطة والتحريض على الشغب.

أمر المدعي العام بإطلاق سراحهم بكفالة، ولكن الشرطة اعتقلتهم مرة أخرى، وأمرهم مكتب محافظ عمان بالتوقيع على تعهدات بعدم الاحتجاج ودفع كفالة.


وفي سياق متصل، أفاد ناشط على الإنترنت بأن ضابطًا في المخابرات استدعاه في تشرين الثاني/ نوفمبر وهدده بالسجن ودفع غرامة بموجب قانون الجرائم الإلكترونية. تم الإفراج عنه بعد التوقيع على تعهد بعدم التظاهر أو نشر أي محتوى يتعلق بالاحتجاج على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونقلت المنظمة عن ناشطة عمرها 27 عاما إنها استدعيت من قبل ضابط في المخابرات في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر وتم استجوابها بشكل عدواني بسبب نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركتها في التظاهرات.

ورفضت التوقف عن التظاهر، وتم احتجازها رسميا، قبل أن تتم إطلاق سراحها بعد توقيعها على تعهد بعدم الاحتجاج.


رغم وجود أدلة على اعتقالات جماعية، نفى رئيس الوزراء بشر الخصاونة، أن يكون هناك أي اعتقال بسبب ممارسة الحق في التعبير السلمي، وزعم أن الاعتقالات ترتبط بالاعتداء على رجال الشرطة أو تخريب الممتلكات.

ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، السلطات الأردنية، إلى عدم استخدام الأزمة الإقليمية كذريعة لتقييد حقوق المواطنين في التعبير بشكل سلمي، وأكدت أن السلطات استخدمت بشكل سيء الأحكام الغامضة في قانون الجرائم الإلكترونية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيين غزة الاردن فلسطين غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على وسائل التواصل الاجتماعی السلطات الأردنیة هیومن رایتس ووتش ودفع غرامة

إقرأ أيضاً:

“هيومن رايتس ووتش” تدعو العراق إلى وقف ترحيل اللاجئين السوريين قسرا لبلادهم

العراق – أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، امس الخميس، بأن السلطات العراقية في بغداد وكذلك في إقليم كردستان تقوم باعتقال وترحيل اللاجئين السوريين بشكل تعسفي إلى بلادهم.

وقالت المنظمة الحقوقية، والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها، إنها وثقت حالات قامت فيها السلطات العراقية بترحيل سوريين على الرغم من أن لديهم إقامة قانونية أو أنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتفيد تقارير بأن السوريين تم اعتقالهم خلال مداهمات على أماكن عملهم أو في الشوارع، وفي حالتين بمكاتب الإقامة أثناء محاولتهم تجديد تصاريحهم.

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يستضيف العراق ما لا يقل عن 260 ألف لاجئ سوري، يقيم قرابة 90% منهم في إقليم كردستان شمالي العراق. ويقيم زهاء 60% منهم في مناطق حضرية، بينما يقيم الباقون في مخيمات اللاجئين.

وتحدثت ”هيومن رايتس ووتش” إلى سبعة سوريين في أربيل وبغداد في الفترة بين 19 و26 أبريل، كان يجري ترحيلهم، بينهم أربعة في مطار أربيل في انتظار وضعهم على متن رحلة جوية.

وفي السياق، قالت سارة صنبر، الباحثة المتخصصة في شؤون العراق في ”هيومن رايتس ووتش”، إن المنظمة لم تتمكن من تحديد العدد الإجمالي للسوريين المرحلين.

وذكرت المنظمة أن عمليات الترحيل جعلت السوريين في العراق يعيشون في خوف.

واضافت سارة صنبر أنه ”من خلال إعادة طالبي اللجوء قسرا إلى سوريا، فإن العراق يعرضهم للخطر عن عمد”.

ولم يرد متحدث باسم الحكومة العراقية حتى الساعة على طلبات التعليق التي أرسلتها الأسوشيتدبرس.

كما زادت السلطات العراقية من العراقيل أمام السوريين للبقاء بشكل قانوني في البلاد.

فقامت حكومة اقليم كردستان العراق– بناء على طلب بغداد – بتعليق إصدار تأشيرات دخول للمواطنين السوريين، في اطار جهود أوسع لتنظيم العمالة الأجنبية في العراق، ما حد من قدرة السوريين على دخول إقليم كردستان للعمل أو اللجوء.

ويوظف العديد من الشركات في العراق عمالا سوريين دون تسجيلهم قانونيا، ما يجعلهم يعملون لساعات طويلة مقابل أجور منخفضة.

وتتطلب القواعد الجديدة في إقليم كردستان العراق من الشركات تسجيل العمال السوريين، وسداد اشتراكات الضمان الاجتماعي لهم. إلا أن بعض الشركات تجبر موظفيها على دفع نصف رسوم الضمان الاجتماعي من رواتبهم.

وقال عامل سوري في إقليم كردستان للأسوشيتدبرس إن رسوم الحصول على تأشيرة لمدة شهر واحد للسوريين تبلغ 150 دولارا، ويمكن تمديدها لمدة تصل إلى عام، مشترطا تكتم هويته خشية ترحيله.

وأضاف أنه يجب الآن على السوريين التسجيل برقم الضمان الاجتماعي الذي يوضح أن صاحب العمل يسددها عنهم، وإلا فلن يتمكنوا من تجديد تأشيراتهم.

وفي بغداد، تبلغ تكلفة تأشيرة العمل لمدة عام والتي تصدر بشرط وجود رقم الضمان الاجتماعي، 2000 دولار.

وتضغط الدول المضيفة التي آوت اللاجئين السوريين بشكل متزايد من أجل عودتهم إلى ديارهم، حيث توقفت الى حد كبير الحرب في بلادهم، بينما ترى الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان أن العودة الى سوريا لا تزال غير آمنة.

المصدر: أ ب

مقالات مشابهة

  • مناشدات لحماية المدنيين في حرب السودان بعد دعوة «هيومن رايتس ووتش» لنشر قوات أممية
  • "هيومن رايتس ووتش": 30 قتيلا على الأقل في التظاهرات ضد الحكومة في كينيا
  • الشرطة الدنماركية تعتقل عشرات الناشطين المؤيدين لفلسطين
  • اتهامات تطال الحوثيين بإخفاء العشرات قسرا بينهم 13 موظفا أمميا
  • “هيومن رايتس ووتش” تدعو العراق إلى وقف ترحيل اللاجئين السوريين قسرا لبلادهم
  • "هيومن رايتس ووتش" تدعو العراق إلى وقف ترحيل اللاجئين السوريين قسرا لبلادهم
  • هيومن رايتس ووتش: العراق يرحل السوريين بشكل غير قانوني
  • رايتس ووتش تتهم العراق بتنظيم حملة ترحيل لسوريين تعسفا إلى سوريا
  • احتجاز وترحيل قسري.. مصير مظلم يواجهه السوريون في العراق
  • هيومن رايتس ووتش تتهم الحوثيين باحتجاز عشرات من موظفي المجتمع المدني