وفد من التقدمي عزى أمل باستشهاد عناصرها
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
قدم وفدٌ من الحزب "التقدمي الاشتراكي" باسم الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط وكتلة "اللقاء الديمقراطي"، التعازي الى قيادة "حركة أمل" في حسينية البرجاوي، باستشهاد عناصرها في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وضم الوفد النائب هادي أبو الحسن، نائب رئيس "التقدمي" زاهر رعد، أمين السر العام ظافر ناصر، إضافة إلى عضوي مجلس القيادة محمد بصبوص ونشأت الحسنية ووفد من الأمانة العامة لمنظمة الشباب التقدمي ضم الأمين العام عجاج أبي رافع وأعضاء من الأمانة العامة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
فيلق أدونيس التقدمي
فيلق أدونيس يضم في قيادة الأركان الشيخ حكمت الهجري، وماهر الأسد، وعبد الفتاح السيسي، وخليفة حفتر، وقائمة تطول فنجد فيها المرشد خامنئي وبنيامين نتنياهو وبن غفير. ما الذي يوحد هذا الجيش العرمرم؟ لا شيء في الظاهر، لكن كل مكوناته تحظى بمحبة الغرب العارمة، والغرب يمنحهم ألقاب مجد عظيم؛ فهم عناوين التقدمية وهم منجزو الديمقراطية، وهناك رابط آخر هو قاعدة المحبة الغربية؛ هؤلاء جميعهم ضد حكم أحمد الشرع وجيشه في سوريا. أيها القارئ لا ترهق نفسك بالبحث عن رابط منطقي بين كل هذه التقاطعات الغريبة، فما زال الغرب الاستعماري هو من يحدد من يحكم بلاد العرب، وما زال يجد من بين أهل البلاد من يرحب فيعرض خدماته فيفوز بلقب التقدمي ليكمل المهمة ضد الرجعية.
ممنوع حكم الإسلاميين في سوريا
اتضح مسار بناء سوريا الجديدة؛ الإسلاميون (فرق متعددة ولكن متوافقة حتى الآن) يقودون معركة بناء سوريا الجديدة. الصورة تتضح بالتدريج على قاعدة من حرر يقرر، فشرعية السلاح مقدمة على بقية الشرعيات، ويضاف إليها علامات كثيرة تلاقي قبولا لدى السكان ويعبر عنها أفراد من خارج فيلق أدونيس. صبر هنا، تريث هناك، اجتناب غطرسة المنتصرين على عادة الثوار الذين عرفنا في الكتب.. في المجمل علامات نجاح قابلة للمراكمة والرسوخ، بما يعني النجاة من اضطرابات ما بعد النصر والدخول فعليا في القيادة الدائمة بوسائلها.
له وجه يخرج به على السوريين الذين دمرهم نظام البعث ليملي عليهم آراءه في السياسة والحكم من قلب باريس، حيث يقيم ويكتب مطولات في إعادة تنظيم الكون. إنه ليس شخصا، إنه موقع وتوجه يجلس فيه كل معاد للتيار الإسلامي دون أن نعرف الأسباب الفعلية لهذا العداء سوى أنه عداء يتوافق توافقا تاما مع حرب الغرب على الإسلاميين
هذا يزعج الغرب، فهناك احتمال كبير أن تصير سوريا بلدا عربيا مسلما يحكمه فريق إسلام كفاحي (سياسي). هذا الإسلام مزعج، لقد أوشك أن يستولي على الجزائر (ونفطها وغازها وموقعها في الجوار القريب) بالانتخابات لو لم يتول العسكر التقدمي كسر الصندوق الانتخابي الخطير.
هذا الإسلام شارك في الربيع العربي، وكان الظن أنه ربيع ياسمين فإذا هو بداية ديمقراطية حقيقية وأوشك الشطر الثاني من البحر المتوسط أن يكون تحت حكم إسلاميين لا يحبون الغرب. يتذكر الغرب العثمانيين ويتذكر قبلهم اندحار الصليبيين وقبل ذلك سقوط إمبراطورية الشرق المسيحي، هؤلاء الإسلاميون يشربون من معين ذلك التاريخ.
لقد أرخي الحبل في المائة يوم الأولى لجماعة أحمد الشرع فانكشفوا أنهم نفس الفكرة/ المشروع ونفس التيار وإن دخل من أبواب متفرقة، لنبدأ إذن عملية قطع الطريق بواسطة فيلق أدونيس. لقد نجح الأمر في جزائر التسعينات ونجح في صد الربيع العربي وكسر الصندوق الانتخابي (الملعون)، بل تضاعف النجاح، لقد قام فيلق أدونيس بأكثر مما طُلب منه، لقد جوّع غزة وأعطشها أكثر من نتنياهو. يجب إفشال حكم الإسلاميين في سوريا ولو بنهر من الدم، ويا للغرابة ضم فيلق أدونيس بن غفير وخامنئي من أجل نفس المهمة.
أدونيس اسم للخيانة
لا معصم له ليمسك سلاحا، لكن له وجه يخرج به على السوريين الذين دمرهم نظام البعث ليملي عليهم آراءه في السياسة والحكم من قلب باريس، حيث يقيم ويكتب مطولات في إعادة تنظيم الكون. إنه ليس شخصا، إنه موقع وتوجه يجلس فيه كل معاد للتيار الإسلامي دون أن نعرف الأسباب الفعلية لهذا العداء سوى أنه عداء يتوافق توافقا تاما مع حرب الغرب على الإسلاميين.
إن موقف معاداة الإسلاميين لا يعبر عن معارضة سياسية ضمن مشهد ديمقراطي تعددي حل فيه الإسلاميون عبر مسار ديمقراطي محل "فيلق أدونيس" وحكموا فأساؤا الحكم فحُقت معارضتهم طبقا لقواعد الديمقراطية. لو كان هذا العداء على هذه القاعدة لسميناه خلافا لا عداء، لكنه عداء يذهب إلى حد الاستباحة التامة والقتل المنهجي.
نعم، الغرب حارب الإسلاميين منذ ظهورهم بشكل منظم في البلدان العربية، ووجد دوما حكاما عربا يقومون بالمهمة على الوجه الأكمل. لم يتفرد حاكم عربي واحد بإدارة حوار سياسي مع مكون إسلامي يعارضه سلميا منذ أول انقلاب عسكري عربي، لقد تخصصت الانقلابات العسكرية في قتل الإسلاميين وكان ذلك أقوى سبب للبقاء في الحكم والحصول على الدعم المالي والسياسي الغربي. وقد وجد الغرب دوما "أدونيسات" كثر ليبرروا ذلك ويسوقوه كعمل تقدمي تحتاجه الشعوب العربية الرجعية.
سوريا حالة تتكرر
في سوريا يظهر علينا من جديد نفس المشهد السياسي الذي تعرى بعد الربيع العربي (وكنا نعرفه قبل ذلك وأملنا زواله بالربيع)؛ توجد نخبة عربية تعادي الديمقراطية وتتفق في ذلك مع الغرب الاستعماري، ولأنها تتحرك في مربع إفشال الديمقراطية فإنها تحظى بالدعم الإعلامي والمادي والعسكري عند الاقتضاء لتكملة المعركة
في سوريا يظهر علينا من جديد نفس المشهد السياسي الذي تعرى بعد الربيع العربي (وكنا نعرفه قبل ذلك وأملنا زواله بالربيع)؛ توجد نخبة عربية تعادي الديمقراطية وتتفق في ذلك مع الغرب الاستعماري، ولأنها تتحرك في مربع إفشال الديمقراطية فإنها تحظى بالدعم الإعلامي والمادي والعسكري عند الاقتضاء لتكملة المعركة.
لا يجب أن يقوم حكم ديمقراطي في البلدان العربية تسمح بوصول إسلاميين إلى سدة الحكم ولو بأقلية عددية، وكل انقلاب عسكري أو أمني (أو تزييف انتخابات) مرحب به ما دام يؤدي هذه المهمة. لا نجد هذا مكتوبا في كراس منشور، لكننا نقرأه في كل ما فعلت الدول الغربية منذ الخمسينات.
ونقرأ أيضا الاستعدادات للتعاون التي تبديها النخب السياسية والعسكرية والنخب الثقافية والإعلامية. هكذا كان الأمر من المغرب إلى العراق؛ غرب يطلب وأنظمة عسكرية تستجيب وتبالغ ونخب مثقفة تبرر، والنتيجة بلدان عربية متخلفة وشعوب مضطهدة مقهورة تتلمس بقية خلاص عند الإسلاميين. الغرب لا يسأل لماذا كلما حدث حراك سياسي في منطقة عربية مال الشعب إلى الإسلاميين، لأنه يعرف الإجابة، إنما النخب الوطنية "الأدونيسات" لا يريدون طرح السؤال أصلا؛ لأنه السؤال الذي يحتمل إجابة واحدة: الشعب لا يصدق تقدمية "الأدونيسات". ربما يكون الشعب أميا ولا يستعمل كلمات كبيرة في الحديث مثل حقوق الإنسان، لكنه يحدس الصدق ويتبعه ويمنح نفسه حق التجربة، ولم ير الإسلاميون يحكمون فيقيس صواب حكمهم إلى ما يريد منهم، إنهم مطاردون دوما لذلك يتعاطف معهم. وفي الحالة السورية يتذكر كل سوري مقهور من حرره أي من دفع ثمن لحظة الحرية التي يعيشها الآن في قلب دمشق لا في قلب باريس، وهو ليس أدونيس طبعا.
وإذ نعاود تعرية هذه الحقيقة لقارئ محتمل تتقاذفه الأخبار نذكره بأن وجود الإسلاميين في الموقع الأخلاقي والنضالي السليم في لحظة سوريا الآن لا ينتج عنه بالضرورة فلاح في الحكم، فالحصار الغربي فعال ومدمر وهو يستهدف التجربة ويعمل على إفقاد الفرد السوري المرابط في بلده الأمل في ثورته وفي من يحكم باسمها، تماما كما فعل بتونس ومصر وغيرهما؛ قتل الأمل وإحياء (الأدونيسات) وتسويقهم ليحلوا محل الإسلاميين الذين حملوا البندقية في سوريا. فيلق أدونيس مستعد دوما للخيانة.
والأفق؟ لا ديمقراطية مع الأدونيسات.