لجريدة عمان:
2025-04-07@01:09:30 GMT

عن التواطؤ مرة أخرى

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

أورثنا جنون الشرق الأوسط مهارة مهمة: عدم الثقة بالسلطة، أو بأي ممثل لها. يصل حد انعدام الثقة إلى التشكيك في أي شخص يُثبت شطارته في اللعبة، إذ نأخذ هذا كدلالة على انعدام النزاهة، أو يضعهم محل شك على الأقل.

نعلم أن هذا غير منصف بحق الكثيرين، وبحق أنفسنا، لكننا نعلم أيضا أن ثمة حدا: كُن تِرسا (يُمكن التسامح مع التروس)، لكن لا تكن بوقًا.

فرغم خلل النظام إلا أننا مضطرون للتعاطي معه، ونحن وإن كُنا غير مُهيئين للتفاوض، نفعله مع كل ما يُحيط بالعملية من تشويش وإرباك وإحباط.

والحال ذاتها مع الإعلام الرسمي الممول والمُدار من قِبل السلطة الحاكمة، وحتى غير الرسمي. فنحن نعي أن وسائل الإعلام المستقلة يُضيق عليها إلى أن ينتهي بها الأمر للإغلاق، وما يتبقى منها نعرف أنه مُداهن بحيث لا يعود بعد مصدرا موثوقا. تخرج عن القاعدة بعض مؤسسات الإعلام البديل، التي وجدت مصدرا آخر للتمويل (مؤسسات ثقافية أوروبية)، والتي تُدار في الغالب من خارج المنطقة، بأيدي أبناء المنطقة.

هذه إذا هي الخطوط العريضة للمشهد الإعلامي العربي. في المقابل لدينا المشهد الأوروبي (الألماني تحديدا)، الذي يُفاخر باستقلاليته. ولا تبدأ في التشكيك بذلك إلا في وقت الأزمات. اختبرت منها اثنتين حتى الآن. كانت الأولى مع الجائحة، والثانية هذه الأيام بالتزامن مع الحرب على غزة. ففي الأولى كان ملفتا أن نرى تماهي أصوات تيارات الإعلام الرئيسية. دون تفكّر حقيقي في مواقف المناهضين للسياسات الصحية الطارئة وقتها. رغم ما طرحوه من أسئلة مشروعة. من السهل الاستخفاف بما كان يحصل، وغض الطرف عنه بعد وضعه في سياق سياسة ما بعد الحقيقة، ورده إلى إيمان غير منطقي في نظريات المؤامرة. إلا أن بعض الأطروحات التي ولّدها اليمين تقع في قلب اهتمام اليسار، خصوصا ما يتعلق بحرية المرء في التصرف بجسده، والذي يُعد الإجبار على تلقي اللقاح انتهاكا له، سواءً بالطرق المباشرة أو غير المباشرة، مثل قصر حق ارتياد الأماكن العامة على الملقحين. خصوصا وأن تطوير اللقاح تم في وقت قياسي، دون النظر في الآثار طويلة المدى للقاح.

الأمر ذاته يحصل اليوم. إذ يتم التسفيه بمواقف المناصرين للقضية الفلسطينية وصرف النظر عن مطالبهم المشروعة (وعلى رأسها وقف الدعم العسكري والسياسي للجيش الإسرائيلي)، والادعاء أن باعثها الأساسي كره دفين لليهود.

الانتقائية في التغطية والانحياز الإسرائيلي لا يحتاج إلى عين نبيهة ليُدرك. وكل هذا يُقدم في قالب يبدو موضوعيا، وحياديا. فيما أصبح اليمين واليسار أقرب للعقيدة منه للمنهجية. أي أنه يتم التصديق بمجموعة من المقولات في كسل ذهني، عوضا عن مقاربة كل قضية وإعمال الأدوات عليها لفحص ما إن كانت تستحق المناصرة أو المناهضة.

نفترض أن الحرب على غزة، بما فيها من أهوال غير مسبوقة، ستأتي بمثابة المنبه، ليصحو العالم ويعرف أن الصمت، عدم الانشغال، وترك الأمور لمن بأيديهم القوة، صار ينتمي لزمن آخر. ونعجز عن فهم لماذا لا يحدث هذا. ثمة ثقة عمياء بالسلطة، ثمة ثقة لا تُهز بالإعلام، وثمة ثقة -فوق ذلك- أن ألمانيا تعلمت درسها، وهذا الفخر بأنها تعلمت الدرس، ونهضت لتكون مِثالا للأخلاقية، يكاد يعلو على الذنب. فكما يفخر الأمريكي بأنه أمريكي، يفخر الألماني بعدم فخره بأنه ألماني. ورغم أن الثانية أفضل من الأولى بمراحل، إلا أنها تشترك مع الأولى في استعلائها. فألمانيا هي المثال الأُممي لارتكاب الأخطاء، الاعتذار عنها، والالتزام بعدم ارتكابها مرة أخرى. لكن الدروس لا تُوظف في ملاحظة ارتكابها لأخطاء جديدة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أمازون تختبر تقنية جديدة لشراء المنتجات من مواقع أخرى

أطلقت إمبراطورية التجارة الإلكترونية الأميركية أمازون دوت كوم  خاصية ذكاء اصطناعي جديدة تسمى "تسوق لي" للاستخدام التجريبي لمجموعة محدودة من المستخدمين.
وأشار موقع تك كرانش المتخصص في موضوعات التكنولوجيا  إلى أنه إذا لم تكن منصة أمازون تبيع السلعة التي يبحث عنها المستخدم، ستعرض خاصية "تسوق لي" للمستخدم  المنصات والمواقع الأخرى التي تعرض السلعة المطلوبة.
وبعد ذلك يمكن للمستخدم  اختيارها وطلب شرائها دون الحاجة إلى الخروج من تطبيق أمازون شوبنج والدخول إلى المنصة الأخرى الموجودة فيها السلعة.
وأصبحت أمازون أحدث شركة تكنولوجيا تكشف عن طرح وكيل تسوق بالذكاء الاصطناعي، لتنضم بذلك إلى شركات مثل أوبن أيه.آي وجوجل بيربليكستي، التي عرضت جميعها وكلاء ذكاء اصطناعي مماثلين يمكنهم زيارة مواقع التسوق ومساعدة المستخدمين على إتمام عمليات الشراء.
ورغم أن أمازون هي المنصة المفضلة لدى معظم الناس لشراء أي شيء يرغبون فيه عبر الإنترنت، فإن خدمة "تسوق لي" قد تتيح لها استقطاب المزيد من أعمال التجارة الإلكترونية مقارنة بما تحققه اليوم.
 وأشارت أمازون إلى أن  وكيل التسوق بالذكاء الاصطناعي سيزور مواقع الويب الخارجية، واختيار المنتج الذي طلبه المستخدم، وملء اسم المستخدم وعنوان الشحن وتفاصيل الدفع من أجل شرائه، دون أي تدخل من المستخدم سوى الموافقة على إتمام الصفقة.
تقول أمازون إن خاصية وكيل التسوق الجديدة مدعومة بنماذج الذكاء الاصطناعي نوفا التي تطورها الشركة  ونماذج كلود من شركة أنثروبيك.
قد يكون أحد هذه النماذج هو النموذج نوفا آكت، وهو وكيل ذكاء اصطناعي كشفت عنه أمازون في الأسبوع الماضي ويستطيع  استخدام مواقع الويب بشكل مستقل لتنفيذ طلب المستخدم أو الرد على استفساره.
وأكدت شركة التجارة الإلكترونية الأميركية على توافر عوامل الأمان والخصوصية في الخاصية الجديدة "تسوق لي" حيث  تستخدم التشفير لإدراج معلومات الفوترة الخاصة بالمستخدم "بأمان" على مواقع الجهات الخارجية، بحيث لا تتمكن أمازون من رؤية ما تطلبه من خارج منصتها.
ويعد هذا نهجا فريداً مقارنة بوكلاء شركتي أوبن أيه.آي وجوجل التي تطلب من المستخدمين إضافة معلومات بطاقة الائتمان بأنفسهم، بالإضافة إلى وكيل الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة بيربلكسيتي الذي يستخدم بطاقة خصم مسبقة الدفع لإجراء عمليات الشراء.

أخبار ذات صلة قمة "الآلات يمكنها أن ترى" في دبي تناقش مستقبل الرؤية الحاسوبية "ميتا" تكشف عن "إل لاما 4" وتنافس عمالقة الذكاء الاصطناعي المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • دبي.. نزاع قضائي كبير بين صديقين على سيارة فارهة
  • مي عمر تكشف أسباب اعتزال المخرج محمد سامي
  • والدة مدير الإعلام بأمارة المنطقة الشرقية في ذمّة الله
  • أمازون تختبر تقنية جديدة لشراء المنتجات من مواقع أخرى
  • موجة أخرى من عواصف أمريكا المميتة.. مقتل 16 شخص بولايات مختلفة
  • إختـفاء عثمان عمليات وأشياء أخرى
  • أوّل دولة تتفاءل برسوم «ترامب».. مفيدة لنا!
  • سائق متهوّر يتسبب بحادث مروّع في اربد / شاهد
  • منذ بداية الحرب..أونروا: تشريد 1.9 مليون فلسطيني في غزة
  • (سعادة الوزير الفنان)