المقررة الأممية لحقوق الإنسان تطالب بمقاطعة إسرائيل تجاريا للضغط عليها
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
صرحت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، اليوم الأربعاء، أن المدنيين يقتلون يومياً في غزة وهذا مصدر قلق لنا.
وقالت ألبانيز في حوار خاص لقناة «الجزيرة»، إن إسرائيل تجاهلت أمر محكمة العدل الدولية بوقف قتل المدنيين، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني لم تطبق قرار محكمة العدل بشأن غزة، ويجب اتخاذ كل الإجراءات لمنع الإبادة داخل القطاع.
وأضافت المقررة الأممية: «الصادم أن دولا أعضاء بالمحكمة هاجموا وكالة الأونروا، على الرغم من وجود إمكانية قوية للمجتمع الدولي، لوقف المذابح الجارية في قطاع غزة»، لافتة أنه يمكن للدول التي تتعامل مع إسرائيل تجاريا وقف هذا التعامل للضغط عليها.
وتابعت المقررة ألبانيز: «أن إسرائيل لم تحترم أبدا القانون الدولي وسمح لها أن تنتهك القانون منذ عام 1967، ولا تزال تمارس أعمال تطهير عرقي في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية»، معتقدة أن الكارثة قد حلت بالفعل في غزة والشهود الوحيدون هناك هم الموظفون الدوليون.
واختتمت المقررة الأممية حديثها: «المجاعة التي يعانيها سكان قطاع غزة لا نظير لها في العالم كله، وكلما تأخرت المساعدات وتأخر وقف إطلاق النار ازداد عدد القتلى في قطاع غزة».
اقرأ أيضاًبلينكن عقب اجتماعه بـ نتنياهو: علينا الالتزام ببذل الجهود لإيصال المساعدات إلى غزة
صحة غزة: 123 شهيدًا خلال 24 ساعة.. وهيئة حقوقية تُحذر من «مجاعة مُحققة»
السفيرة هيفاء أبو غزالة: من لا يموت في غزة تحت القصف يموت من الجوع والعطش
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم أخبار لبنان أخبار لبنان اليوم إصابات جيش الاحتلال احداث فلسطين اخبار فلسطين ارتفاع عدد شهداء غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان ارتفاع عدد ضحايا غزة اسرائيل اسرائيل ولبنان اصابات جيش الاحتلال اصابات في الاحتلال الإسرائيلي اعداد ضحايا العدوان اعداد ضحايا العدوان في غزة الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان الضفة الغربية القدس الشرقية القدس الشرقية المحتلة القدس المحتلة اللاجئين الفلسطينيين النازحين الفلسطينيين تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان ضحايا العدوان في غزة طوفان الاقصى عاصمة فلسطين عدد شهداء غزة عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مجازر الاحتلال مجازر العدوان محكمة العدل محكمة العدل الدولية مستشفيات غزة المقررة الأممیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خيارات الإنسان: ما بين السعادة والشقآء
فيصل بسمة
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
و الأصل و الفطرة الإنسانية في فعل الخيرات ، و الأمر بالمعروف ، و في النهي/الإبتعاد عن المنكر ، و ذلك هو ما يدعو إليه الخالق سبحانه و تعالى ، و الذي أخبرنا أن في ذلك فلاح المجتمعات و الأمم و صلاحها:
{ وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةࣱ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَیۡرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٠٤]
{ یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡخَیۡرَ ٰتِۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١١٤]
و أساس إستقرار المجتمعات و صحتها و سلامتها في: أدآء الأمانات و الإحسان و إيتآء ذي القربى ، و في أن يكون العدل هو أساس الحكم ، و في النهي/الإبتعاد عن ممارسة الفحشآء و المنكر و البغي ، و ذلك ما أمر الله به:
{ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلۡأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰۤ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُوا۟ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُكُم بِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَۢا بَصِیرࣰا }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٥٨]
{ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَـٰنِ وَإِیتَاۤىِٕ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَیَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡیِۚ یَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ }
[سُورَةُ النَّحۡلِ: ٩٠]
و قد جآء في معنى الأمانة أنها الحق اللازم/الواجب الأدآء ، و أنها العفاف و الصدق و الإستقامة في السلوك ، و هذه الصفات من نبيل القيم و مكارم الأخلاق ، كما وصفت بأنها تصرف الإنسان ، الأمين ، تجاه ما يستودع لديه من مال و نحوه و ما يوثق به عليه من الأعراض ، و هذه من خصال الفطرة السليمة و السلوك القويم ، و قد عُرِّفَت الأمانة فقهياً على أنها الفرآئض من صلاة و زكاة و صيام ، و كذلك أدآء الدَّين و صون الودآئع و كتم الأسرار...
و قد ذُكِرَ الإستوآء/التسوية و الإستقامة ضمن معاني العدل و كذلك تجنب الظلم و الجور و إعطآء كل ذي حقٍ حقه ، و هذه القيم هي عين ما تتطلبه المجتمعات حتى يتحقق فيها الأمن و الإستقرار الذي يأتي من بعدهما الإنتاج و الوفرة و الكفاية فالرفاه ، و قيل أيضاً أن العدل هو إستعمال الأمور في مواضعها و أوقاتها و وجوهها و مقاديرها من غير سرف و لا تقصير و لا تقديم و لا تأخير ، و تلك من علامات الإتزان و حسن إدارة الأمور و التي من خلالها تنضبط/تنتظم المجتمعات ، و هي بعض من المعايير التي يقاس بها تقدم/تمدن المجتمعات و رقي الأمم ، و قد قيل عن العدل أنه الإنصاف في المعاملة التي تلزم مقابلة الخير بمثله و الشر بما يوازيه ، و تلكم هي الموازين القِسط التي هي من صميم قوانين المجتمعات القوية و المتمدنة...
و قد جآء في معنى الإحسان أنه إتقان العمل مع بذل الجهد في إجادته ، و هذا حتماً يفضي إلى الزيادة في الإنتاج و الوفرة و الكفاية و من ثم الرضا النفسي و المجتمعي ، أما فيما يخص عبادة الله فإن الإحسان يعني الإخلاص كما جآء في الحديث:
(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
و الإخلاص في العبادة يجلب الراحة النفسية للعبد و كذلك رضا الرب ، و هذا الرضا الإلهي هو قمة ما يهفو و يرنو إليه الإنسان المؤمن...
و قد جآء في معنى الإيتآء أنه الإعطآء و النقل و السوق ، و هذا يقارب معاني العطآء و البذل و توزيع الصدقات و نقل المنفعة و سوق الخير إلى الأفراد و المجتمعات ، و فقهياً فإن إيتآء ذي القربى يعني صلة الأرحام ، و ذلك يعزز من تقوية الصلات الإنسانية و نشر الإلفة و المودة و المحبة بين الأفراد في المجتمعات ، و في ذلك درء للفتن و منع للخصام و نفي لأسباب الشقاق ، أما إيتآء الزكاة فهو دفعها لمستحقيها ، و ذلك هو العدل في إعادة توزيع و تدوير الأموال بين الأفراد في المجتمعات مما يمنع/يقلل من العوز و الفقر و توابعهما من الخلاف و الشقاق و الشقآء ، و مما يقود إلى الطمأنينة و الإستقرار و إعمار المجتمعات و رفاهيتها و من ثم أمنها و أمانها...
و قد جآء في معنى الفحش في معجم المعاني أنه هو ما تنفر عنه الطباع السليمة و لا تقره العقول المستقيمة ، و قد عُرِّفَت الفحشآء على أنها كلُ فعلٍ تكرهه الأنفس و لا يقبله الشرع كالزنا و فعل قوم لوط و نحوهما ، و هذه النوعية من الممارسات الجنسية المحرمة دون شك تضعف/تهدد مفهوم الأسرة و قد تقود إلى الفوضى الجنسية و خلط الأنساب...
و المنكر هو ما أنكره و كَرَّهَه و حَرَّمَه الشرع الإلهي و نهى عنه من قبيح القول و الفعل ، و هو ما يتناسق مع نهج العقول السليمة/الصحيحة التي لا تستحسن/تستسيغ المنكر و تحكم بقبحه ، و هذا مما يتوافق مع الفطرة و الشريعة الإلهية...
و البغي هو طلب الشيء و السعي إليه ، و قد جآء ذكر البغي في القرءان الكريم في سياق الفساد و العدل عن القصد و الظلم و تجاوز الحد فيما يخص الأفراد و الطوآئف ، و قد قرن بعض من المفسرين البغي بالفساد و الزنا و الخروج على الإمام العادل و نكث بيعته و مخالفته و قتاله...
و قد دلت التجارب الإنسانية أن دمار الأقوام و الأمم و هلاك القرى يأتي من مخالفة أوامر الله الخالق سبحانه و تعالى الداعية و المُحِثَّة على فعل الخير ، و في الخروج عنها ، و في ممارسة الفسوق:
{ وَإِذَاۤ أَرَدۡنَاۤ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡیَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِیهَا فَفَسَقُوا۟ فِیهَا فَحَقَّ عَلَیۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَـٰهَا تَدۡمِیرࣰا }
[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ١٦]
و قد جآء في معنى الفسوق أنه الخروج عن الشيء المعتاد ، و قد يعني زوال الغطآء و بيان ما كان مخفياً تحته ، فيقال فسق الرطب إذا خرج عن قشره و غشآءه ، و يفسق المرء إذا خرج عن جادة الطريق ، و تصف المجتمعات الشخص المنحرف الذي يسلك طريقاً غير قويم بالفاسق ، أما في الفقه فإن الفسق هو الخروج عن الشرع و عن طاعة أوامر الرب و ترك الواجبات و فعل و مقاربة المحرمات ، و المترفون المذكورون في الآية أعلاه قد أُمِرُوا بإتباع الأوامر الإلهية الدالة إلى الخير لكنهم إختاروا ، بمشيئاتهم و إراداتهم ، الفسوق و الخروج/العدول عنها ، و عوضاً عن ذلك إنغمسوا في إتباع/سلوك/ممارسة/فعل كل ما هو منكر و قبيح و فاحش...
و كثيراً ما يلجأ المترفون و المبذرون و المجرمون و الظالمون إلى تبرير أفعالهم الغير سوية و ردها إلى العادات و التقاليد و إرث الأبآء و الأجداد ، بل أحيانا قد يتجرأون و يقولون أن الله ، تنزه و تقدس سبحانه و تعالى ، قد أمرهم بذلك:
{ وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ٢٨]
{ وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ٢٨]
و هم يعلمون أن الله سبحانه وتعالى لا يأمر إلا بكل ما هو فيه خير و إعمار و فلاح و صلاح للإنسانية و المجتمعات ، و رغم ذلك فقد إختار المترفون و الفئات الأخرى ، بمشيئاتهم و إراداتهم ، العصيان و عدم إتباع الأوامر الإلهية و النكوص عن الإلتزام بالأساسيات من: أدآء الأمانات و الإحسان و إيتآء ذي القربى و البذل و الصدقات و العدل ، و عوضاً عن ذلك آثروا ممارسة الظلم و الفحشآء و المنكر و البغي و أضرابهم ، و هم بعزوفهم عن فعل الخير و ممارساتهم لتلك الشرور يكونوا قد أكملوا ، طواعيةً ، جميع متطلبات القضآء فكان أن حق عليهم القول و نزول/وقوع الدمار...
و هكذا خيارات الإنسان ، أفراد و مجتمعات ، فإذا ما إهتدى بالهدي الإلهي و اتبع الأوامر نال الرضا و كان الفلاح و الصلاح و النعيم و السعادة ، و إذا ما إختار بمشيئته الفسوق و الخروج عن الصراط المستقيم كان الخسران و الدمار و الضلال في الحياة الدنيا و هي الفانية و كذلك الشقآء في الآخرة و هي خَيرٌ و أبقى...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
المراجع:
- القرءان الكريم
- الويكبيديا https://ar.m.wikipedia.org/wiki
- شبكة درر https://dorar.net/alakhlaq
- شبكة المعاني https://www.almaany.com
fbasama@gmail.com