إعلام إسرائيلي: نتنياهو أبلغ بلينكن أن إسرائيل لا تستطيع إنهاء الحرب قبل القضاء على قوة حماس
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء من إسرائيل -التي حط فيها الرحال ضمن جولته الخامسة للمنطقة منذ بدء العدوان على غزة– إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لإيصال المساعدات إلى القطاع الذي مزقته الحرب.

وقال بلينكن -عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين بارزين في تل أبيب- "علينا جميعا الالتزام ببذل كل ما في وسعنا لإيصال المساعدات الضرورية إلى أولئك الذي هم في أمس الحاجة إليها، والخطوات التي يجري اتخاذها والخطوات الإضافية التي يتعين اتخاذها هي محور اجتماعاتي هنا".

وتابع بلينكن "زرت السعودية وقطر ومصر، وأعتقد أن هناك مستقبلا إيجابيا للغاية تندمج فيه إسرائيل في المنطقة ويعالج مخاوفها الأمنية ويحقق طموح الشعب الفلسطيني".

وعبر بلينكن عن أمله في التوصل إلى اتفاق لتحرير الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وباقي الفصائل الفلسطينية.

رد حماس

وكانت حماس أعلنت في وقت سابق أنها سلمت ردها على اتفاق الإطار الذي صيغ في الاجتماع الرباعي بباريس لكل من قطر ومصر بعد تشاور القيادات في الحركة وفصائل المقاومة، مشيرة إلى أنها تعاملت مع المقترح بـ"روح إيجابية" لضمان وقف إطلاق نار شامل وإنهاء العدوان.

وقال بلينكن "هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا نركز بشدة على القيام بذلك، ونأمل أن نتمكن من استئناف إطلاق سراح الرهائن الذي توقف".

وأضاف -خلال لقاء آخر مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ– "ننظر عن كثب في رد حماس بشأن مقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وما زال يتعين القيام بالكثير من العمل".

وقال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في وقت سابق إن "ما نحاول القيام به في الصفقة التي يجري العمل عليها هو التوصل إلى فترة توقف طويلة".

وعلى صعيد آخر، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إن بلينكن أبلغ نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بقلق الإدارة الأميركية "البالغ" بشأن توسيع العمليات العسكرية في رفح جنوبي القطاع.

بلينكن وعباس

وبعد لقاء نتنياهو وعقد اجتماع موسع بمشاركة مسؤولين أمنيين وعسكريين إسرائيليين توجه بلينكن إلى الضفة الغربية حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

وذكرت وكالة الأناضول -نقلا عن مصدر مطلع في مكتب عباس لم تسمه- أن بلينكن "عقد فور وصوله مقر الرئاسة اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني"، فيما لم يصدر على الفور أي تعليق فلسطيني بشأن الاجتماع.

يشار إلى أن الضفة الغربية هي المحطة الخامسة في جولة بلينكن الخامسة للمنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشملت جولته أيضا السعودية وقطر ومصر وإسرائيل، على أن تختتم غدا الخميس.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟

رأى محللون سياسيون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحده من يمتلك القدرة على حسم ملف صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل ضعف الرئيس الأميركي جو بايدن حاليا.

ووفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فإن الشغف الإسرائيلي الحالي نابع من 3 عوامل، الأول شغف المؤسسة الأمنية والعسكرية لوقف الحرب، والثاني شغف سياسي في ظل رغبة نتنياهو بإبقاء الوضع الحالي، إضافة إلى مرونة حماس بشأن صياغات الانتقال من المرحلة الأولى للثانية في المقترح الأميركي الإسرائيلي.

ويوضح مصطفى أن نتنياهو يتبع إستراتيجية كسب الوقت، وهي مبنية على "التفاوض من أجل التفاوض"، وإطلاق تصريحات من طرفه بأنه لن يوقف الحرب حتى تحقيق أهدافها، فضلا عن اتهام حماس بالتعطيل بمساعدة أميركية.

ويعتقد أن نتنياهو حاليا في وضع قوي ومريح لرفض الصفقة، لأن الضغط الأميركي ليس كالسابق في ظل ضعف بايدن، إلى جانب أن الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل لم تتحول إلى ثورة شعبية كبيرة.

واليوم الخميس، أبلغ نتنياهو هاتفيا الرئيس الأميركي بقراره إرسال وفد لمواصلة المفاوضات من أجل إطلاق سراح المحتجزين، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) ديفيد برنيع سيرأس الوفد الإسرائيلي في محادثات الدوحة.

وفي السياق ذاته، شدد مصطفى على أن الكابينت المصغر في إسرائيل لن يقبل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى معضلة بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا على طول حدود القطاع مع مصر.

ولذلك، قد يلجأ نتنياهو إلى تسوية مع اليمين المتطرف ترتكز على منح الأخير الضفة الغربية مقابل إدارته ملف غزة باستقلالية وانتهاج سياسة المماطلة والتسويف، وفق مصطفى الذي لم يستبعد إقدام الأول على حل الكنيست والذهاب إلى حكومة انتقالية تنتهي بانتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفيما يتعلق بالخلاف مع المؤسسة الأمنية والعسكرية، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي إن قوة الجيش تكمن في التأثير على المزاج الشعبي الإسرائيلي، وهو أمر ممكن أن يضغط أكثر على الحكومة.

"مرونة وليس تنازلا"

من جانبه، يعتقد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن طرح حماس أفكارا مع الوسطاء لإيقاف الحرب "لا يمكن اعتباره تنازلا وإنما براغماتية لكسر الجمود".

وأشار زياد إلى أن الحركة تتمسك بخطوطها الحمراء بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي وتبادل الأسرى وعودة النازحين وإعادة الإعمار.

ولفت إلى أن مرونة حماس تتسق مع جهود فصائل المقاومة بضرورة إنهاء الحرب وإمساك زمام المبادرة، في حين يتشبث نتنياهو برؤيته باستمرار الحرب رغم تصدع جبهته الداخلية.

ورأى أن هناك 4 بيئات تتشكل خلال الحرب الحالية، معظمها في صالح المقاومة، وهي مؤسسة الجيش الإسرائيلي التي قال إن رأيها سيكون حاسما مع الانتقال إلى المرحلة الثالثة، والبيئة الإقليمية المتشكلة، فضلا عن البيئة الميدانية بتكيف المقاومة ومرونتها، إضافة إلى العلاقة الأميركية الإسرائيلية في ظل ضعف إدارة بايدن.

موقف واشنطن

بدوره، قال مايكل مولروي نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط إن إسرائيل تريد وقفا لإطلاق النار في مصلحتها، في حين تريد الولايات المتحدة وقفا فوريا يخفض احتمالية نشوب نزاع بين حزب الله وتل أبيب.

وشدد مولروي على أن إدارة بايدن تريد وقفا لإطلاق النار في غزة لأمرين، الأول يتعلق بالسياسة العامة للولايات المتحدة، إضافة إلى السياسة الداخلية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، خاصة أن الولايات المتأرجحة -ومن بينها ميشيغان- هي من ستقرر.

لكنه أوضح أن من يتخذ قرار وقف إطلاق النار هما إسرائيل وحماس، وكلتاهما لديهما مصلحة بالتوصل إلى صفقة.

وخلص إلى أن النقاش جدي بخصوص وقف إطلاق النار، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن ستنتبه لما يقال، خاصة التصريحات التي قد تربك المشهد في ظل رغبة نتنياهو الانتظار حتى الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تؤكد دعم جهود قطر ومصر للتوصل لوقف إطلاق نار دائم بغزة
  • انفراجة في مساعي التهدئة بعد رد حماس الأخير
  • بن غفير يهدد نتنياهو ويدفعه لرفض مقترح وقف إطلاق النار.. تفاصيل
  • صفقة خلال اسبوعين..نتنياهو يوافق على ارسال الوفد المفاوض للقاهرة
  • جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟
  • بايدن ونتنياهو يبحثان جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • عضو سابق بمجلس الحرب: نتنياهو سيعرقل اتفاق غزة
  • نتنياهو يحدد موعد مناقشة "مقترحات حماس" للهدنة
  • مصدر: حكومة إسرائيل ستنظر في مقترح حماس لوقف إطلاق النار في غزة
  • هدنة غزة.. نتنياهو يحدد موعد بحث "مقترحات حماس"