«البحر الأحمر الدولية» تمنح «ناقل إكسبرس» عقداً لتقديم خدمات لوجستية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
-منحت "البحر الأحمر الدولية"، المطوّرة لأكثر المشاريع المتجددة طموحًا في العالم – وجهتي "البحر الأحمر" و"أمالا", عقدًا لشركة "ناقل إكسبرس" بهدف تقديم الخدمات المتعلقة بالأيدي العاملة والخدمات اللوجستية.
تعمل شركة "ناقل اكسبرس" - شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة البريد السعودي (SPL) - على توفير خدمات النقل محليًا وعلى مستوى المسافات البعيدة، لوجهة "البحر الأحمر".
من جهته قال جون باغانو، الرئيس التنفيذي لـ "البحر الأحمر الدولية": "في الوقت الذي نستقبل فيه الزوار بمنتجعات الوجهة، فإن جُل اهتمامنا وتركيزنا ينصب على ترك انطباع إيجابي لديهم والترحيب بهم بشكلٍ يصنع لحظة مميزة. كما أننا نعي أيضاً أهمية توفير أنظمة ذات كفاءة وفعالية عالية لتقديم الخدمات اللازمة للزوار. فمن خلال توحيد الجهود مع "ناقل إكسبرس" كشركة خبيرة في هذا المجال، وبالتزامها التام تجاه مفهوم الاستدامة والحفاظ على أعلى معايير الجودة، فإننا على يقين من أن عملياتنا اللوجستية ستسير بفعالية وسلاسة وبما يتماشى مع مبادئنا في حماية البيئة".
وكجزء من هذه الشراكة، سوف تستخدم "ناقل إكسبرس" المركبات التي تعمل بالكامل بالوقود الحيوي والمركبات الكهربائية لضمان المواءمة مع الاستراتيجية التي تتبناها "البحر الأحمر الدولية" في إطار التنقل الذكي والمستدام، والتي بناءً عليها يتم استخدام المركبات التي تعمل بالكهرباء والهيدروجين، بالإضافة لاستخدام الوقود الحيوي في جميع أنحاء الوجهة بقدر الإمكان.
وقال الدكتور فادي البحيران، الرئيس التنفيذي المكلف لشركة "ناقل إكسبرس": "سنتمكن من خلال هذا التعاون من تقديم الدعم اللازم لتحقيق طموح الوجهات السياحية المتجددة التابعة لـ"البحر الأحمر الدولية"، وذلك بفضل مجموعتنا الواسعة من الخدمات اللوجستية التي نقدمها. كما نؤكد التزامنا في "ناقل إكسبرس" بتحقيق الاستدامة وتقديم الجودة العالية، لذا فنحنُ فخورون للغاية بمواءمتنا مع أهداف "البحر الأحمر الدولية"، كما أننا نتطلع إلى تحقيق شراكة ناجحة وواعدة في المستقبل."
وسعيًا منا لتحقيق الأهداف ذات النطاق الأوسع، فسوف تكون وجهة "البحر الأحمر" الوجهة الأولى من نوعها في العالم التي تعتمد على الطاقة المتجددة في تشغيلها بشكلٍ كامل، وقد تم بالفعل بناء 5 محطات للطاقة الشمسية تضم 760,000 من الألواح الكهربائية، ستزوّد المرحلة الأولى من الوجهة بالطاقة، بما في ذلك أسطول المركبات الكهربائية وشبكة نقاط الشحن.
ومن المقرر أن توفر هذه الشراكة المبرمة، أكثر من 500 فرصة وظيفية في قطاع الخدمات اللوجستية في السعودية خلال الأربع سنوات القادمة، ما يعكس مدى التزامنا بتمكين المجتمعات المحلية.
وقد بدأت وجهة "البحر الأحمر" في عام 2023 باستقبال طلائع زوّارها، وبدأت الحجوزات في اثنين من فنادقها، واستقبل "مطار البحر الأحمر الدولي" جدول رحلات منتظم منذ شهر سبتمبر. ستتألف وجهة البحر الأحمر عند اكتمالها بحلول عام 2030 من 50 منتجعًا، توفر ما يصل مجموعه إلى 8,000 غرفة فندقية، إضافةً إلى أكثر من 1,000 وحدة سكنية موزعة على 22 جزيرة وستة مواقع داخلية، بالإضافة إلى مراسٍ فاخرة، وملاعب غولف، ومطاعم ومقاهي، ومرافق للترفيه والاستجمام.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: البحر الأحمر الدولیة
إقرأ أيضاً:
«المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيأخذنا كتاب «حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر: تاريخ ثقافي للاستكشاف المحمول بحراً في العالم الإسلامي» في رحلة عبر الزمن، مستعرضاً الدور الحيوي الذي لعبته المراكب الشراعية في تشكيل هوية المجتمعات الساحلية على ضفاف البحر الأحمر. يتناول المؤلف والباحث ديونيسيوس آجيوس، المتخصص في الدراسات الإثنوغرافية واللغوية، هذا الموضوع من منظور ثقافي شامل، حيث يسجل بصوت سكان البحر الأحمر أنفسهم تاريخاً شفهياً غنياً، مدعوماً بالمصادر التاريخية والمقابلات الميدانية.
ترجم الكتاب د. أحمد إيبش، الباحث والمؤرخ المتخصّص في التاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث، وصدر الكتاب عن مشروع «كلمة»، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، ويتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي الذي لا يقتصر على البعد التاريخي للمراكب الشراعية، بل يدمج بين الجغرافيا، والثقافة، والتجارة، والمعتقدات التقليدية، ليرسم صورة متكاملة عن هذا العالم البحري. كما أنه يُعدُّ أول دراسة من نوعها تُسلِّط الضوء على المركب الشراعي كوسيلة للتبادل الثقافي، وليس مجرد أداة للنقل أو التجارة.
رحلة بحرية
يركز المؤلف في كتابه على أن البحر الأحمر لم يكن مجرد ممر مائي، بل كان مسرحاً لحركة دائمة من التجار، والصيادين، والحجاج، والبحارة الذين لعبوا دوراً أساسياً في بناء الهوية الثقافية للمنطقة. ومن خلال 18 فصلاً، يستعرض الكتاب تطور المراكب الشراعية، وأشكالها المختلفة، وأساليب بنائها، إضافة إلى الطقوس والعادات المرتبطة بالملاحة البحرية.
يبدأ الكتاب باستعراض الذكريات الثقافية للمراكب الشراعية، حيث يجمع شهادات حيَّة من سكان السواحل حول دور البحر في حياتهم اليومية. ويوضح المؤلف أن المراكب الشراعية لم تكن وسيلةَ نقلٍ فحسب، بل كانت جزءاً من نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث شكَّلت وسيلة لنقل البضائع، وتيسير رحلات الحج، وممارسة الصيد واللؤلؤ.
في هذا الإطار، يخصِّص الكاتب فصولاً لدراسة السياق الجغرافي والمناخي للبحر الأحمر، ويقدم وصفاً دقيقاً لطبيعته البحرية، والتيارات، والرياح الموسمية التي حدَّدَت مواسم الإبحار عبر العصور، كما يتطرق إلى العلاقة بين البحر والتجارة، خاصة خلال الفترة العثمانية والاستعمارية، حين أصبحت موانئ مثل جدة، وعدن، والمخا مراكز رئيسة لتجارة البن والسلع الشرقية.
أنواع المراكب
من الفصول المهمة في الكتاب، ذلك الذي يتناول أنواع المراكب الشراعية في البحر الأحمر، مثل السَّنبوك، والزاروك، والفلوكة، والدَّاو، حيث يسجل المؤلف أوصافها، وتصاميمها، والتغيرات التي طرأت عليها عبر الزمن، ليُظهر الكتاب كيف أن بناء السفن كان يعتمد على الخبرة المتوارثة دون الحاجة إلى مخططات مكتوبة، مما جعل لكل مجتمع ساحلي بصمته الخاصة في صناعة السفن. كما يتناول الكتاب حياة البحارة على متن هذه المراكب، وأغاني البحر التي كانت تُنشَد أثناء الإبحار، مما يعكس التقاليد البحرية العريقة التي كادت تندثر.
تحولات وتحديات
لا يغفل الكتاب التحولات التي طرأت على البحر الأحمر مع دخول السفن البخارية، وافتتاح قناة السويس عام 1869، حيث أدَّى ذلك إلى تراجع دور المراكب الشراعية لصالح النقل البحري الحديث، كما يتطرق إلى التحديات التي تواجه المجتمعات البحرية اليوم، مثل التغيرات البيئية، واندثار الحرف التقليدية، وتأثير العولمة على هوية البحر الأحمر.
وثيقة تاريخية
يُعد هذا الكتاب وثيقة ثقافية وتاريخية فريدة، حيث يجمع بين البحث الأكاديمي والعمل الميداني، ليقدم رؤية شاملة حول الدور الذي لعبته المراكب الشراعية في تاريخ البحر الأحمر، فمن خلال هذا السرد العميق، يدعونا ديونيسيوس آجيوس إلى إعادة اكتشاف تراث بحري مهدد بالاندثار، والتأمل في العلاقة بين الإنسان والبحر كقوة دافعة للتاريخ والتفاعل الثقافي.
«حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر» ليس مجرد كتاب تاريخي، بل هو شهادة حيَّة على تراث بحري غني، ونافذة تطلُّ على عالم كان فيه البحر أكثر من مجرد طريق، بل حياة بحدِّ ذاتها.