المُقْعَدُون صامتُون يتفرَّجُون
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
فبراير 7, 2024آخر تحديث: فبراير 7, 2024
مصطفى مُنِيغْ – المغرب
في قرارة أنفسهم سِراً يؤيدون ، وعند افتراض حتمية المشاركة علانية يتهربون ، إسرائيل مدركة بالأمر لذا لا تعبأ بما يكنُّون ، ما دامت متروكة لتفعل بأبناء جلدتهم ما يكرهون ، هم عن مساعدة إخوانهم مُقعدون ، وهم قادرون على عكس ذلك إن ابتعدوا عما يهابون ، لا أحد يحيا أكثر من عمره أو يموت قبل أوانٍ محدَّد برمشة عين وهم بذلك عالمون ، المقاومة صمدت وستستمر بهم أو بدونهم لو يتنبَّهون ، ذاك قدرها لكن تبقى ما يوحِّد أبطالها بكل هؤلاء مَن بقوا يتفرجون ، اللغة والدين والمصير والانتساب والعادات وهم بذلك يعترفون ، وإن أخفوا في محيطهم الحسرة عن مثل الروابط يتلاشى مفعولها لحد رؤية الأغلبية منها لسماحتها يفقدون ، كيف تُذبح غزة عشرات المرات كل يوم وهم خارجها لا يتدخلون ، فأي شعور قد يُؤخذ معيار ارتباط ٍعقائديٍّ متينٍ حينما يبصر المسلم أخاه المسلم يُقتل ظلماً وهو والملايين مثله لا ينهضون ، كأمة مسحت بنور الحق والهدَى ظلام الدنيا أليس فيها أقوام يتذكرون ؟؟؟، أم هو انقلاب على الطبيعي المتحضِّر المؤمن لإعلاء الباطل مَن أصبح البعض يعتنقون ، متناسين حتى النطق بلغة الضاد المعبرة عن لسانهم وكأنهم أيتام تمدّنٍ في خانة توابع التوابع لوجودهم يضعون ، وهم الذين تمسكوا بما ميزهم على امتداد القرون ، نصرة المظلوم والحكم بالعدل وعدم الخشية إلا من ربِّ العالمين ، وعن هذا المبدأ الأقوم أقسموا ما مكثوا في الفانية يعمِّرون .
… غزة في مجملها لم تعد صالحة للحياة العادية بعدما هدَّمت وحطَّمت إسرائيل أغلب مربعاتها السكنية على رؤوس الآلاف ِ فيها يقيمون ، بل جرفت لإتلاف البنى التحتية بالكامل عسى ما بقي من أهلها عنها يرحلون ، لتبدو المساحة الأرضية أكواما أصبحت تُغطّي أشلاء الشهداء ضحايا مجزرة أصحابها من أي عقاب لا يخافون ، مهما سببّت وحسية غارات طائراتهم الحربية الإسرائيلية من أضرار لها بالتكرار يضاعفون ، مجسدين عربدتهم المُنكرة في سماء قطاع غزة على مدار الساعة ما يقارب الخمسة شهور وكأنهم بلا ضمائر للتسلية يمرحون ، للتمادي في تكسير المُكسَّر ودّكَّ خليط البشر بالحجر في عملية انتقام لم يشهد التاريخ مثيلاً لها وهم بمثل النكبة يفرحون.
طبعاً حُكَّام الولايات المتحدة الأمريكية لهم من المسؤولية فيما حصل بنسبة قد تفوق المُّتفَق عليه بكثير لم يعلمون ، فهم بالمُطلق للمعتدية إسرائيل مؤيدون و الأهم لها بالسلاح على اختلاف أنواعه الفتاك مزوّدون ، وأصحاب الفيتو كلما أحسوا أن إسرائيل ستصبح مدانة في العالم بواسطة قرارات مجلس الأمن وهم بذلك للنار المشتعلة في غزة يؤججون ، وبموجب هذه المواقف غير العادية لحكام البيت الأبيض وهم مجتمعون.
تجرَّأت لتجرِّب إسرائيل ما تفنَّنت في تطبيقه مباشرة على أرض الواقع بنية استئصال جذور الفلسطينيين من أرضهم للاستيلاء الأبدي عليها بكيفية للغاية مزرية عنها لا يُحسدون ، في تعنت محرّم كونيا َ أدانته كل الشرائع السماوية قبل القوانين الوضعية المعتمدة لدى جميع دول منضوية تحت لواء منظمة الأمم المتحدة باستثناء إسرائيل ، التي لم تعر أي اهتمام حتى لمنطوق ما فاهت به محكمة العدل الدولية بالعاصمة الهولندية كإجراء للتنفيذ الفوري ، على إثر الدعوى القضائية المرفوعة ضد إسرائيل من لدن دولة جنوب إفريقيا التي مثلت بحق رغبة الشعوب مهما كان جنسها أو انتماؤها ، المعاينة بتتبع قانوني ما ارتكبته إسرائيل من جرائم حرب مؤكَّدة بالدلائل القاطعة والبراهين الساطعة في حق مواطني عزة المدنيين عامة بما فيهم الأطفال والشيوخ والنساء ، الذين أصبحوا مشردين جائعين مرضى لا حول لهم ولا قوة .
أكثر وأزيد من ذلك سُمِح لها بإطلاق ما يمكنها من العبث مهما صادفته على تلك الأرض الفلسطينية بشراً كان أو جماداً ، دون احترام في الهدم لا مسجد ولا كنيسة ، بل تعمَّدت بصورة أوضح إلى الشروع في إبادة شعب وحرمانه من حق الحياة ضاربة عرض الحائط بكل القوانين مهما كان مصدرها غير مكترثة بعقيدة أو دين أو ملّة ،كأنها من كوكب آخر مهمتها القضاء النهائي على كل متحرك في قطاع غزة ، كبداية وليست نهاية إذ مشروعها يشمل أجزاء أخرى من العالم العربي تأسِّس على أطلالها دولة عبرية هدفها حكم العالم بالقوة ولا شيء غير القوة .
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
«المصريين الأحرار»: المخطط الأمريكي الإسرائيلي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني
أكد النائب الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار وعضو مجلس الشيوخ، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين تُعدّ واحدة من أكثر التصريحات الصادمة التي تتعدى على حقوق الإنسان وتنتهك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأشار «خليل»، في بيان صحفي صادر اليوم الأربعاء، إلى أن هذه التصريحات تصل إلى حد محاولة فرض سيطرة أمريكية على الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى «منتجع ترفيهي»، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وشرعية الحقوق الفلسطينية.
تصريحات ترامب الاستفزازيةوأضاف «خليل»، في إطار متابعته لتصريحات ترامب الاستفزازية، نجد أن موقف مصر يظل صلبًا ولا يتزعزع تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد أن مصر نجحت في خلق رأي عام عربي ودولي موحد يدعم هذا الموقف، حيث وقف الملوك والرؤساء جنبًا إلى جنب مع مصر في الدفاع عن حق فلسطين؛ مشيداً بدعم الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية ودول الشرق الأقصى، بما في ذلك الصين وروسيا، والتي تؤكد جميعها على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
دفاع مصر عن الحقوق العربيةوأشار «خليل»، أن ما يصرح به ترامب يتناقض تمامًا مع مبادئ حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مشيرًا إلى أن «مصر دولة قوية وقادرة على قول لا لأي كان، مهما كانت قوته، طالما أن الأمر يتعلق بثوابتها الوطنية أو قضاياها المصيرية، وعلى رأسها الدفاع عن حدودها ودعم القضية الفلسطينية».
واختتم رئيس حزب المصريين الأحرار قائلا إن الإدارة المصرية والعربية ستظل دائمًا صامدة في مواقفها، ولن تتردد في قول كلمتها دفاعًا عن الحقوق العربية والإنسانية، مهما كانت الضغوط أو التحديات.