أذربيجان: إلهام علييف يريد استثمار انتصاره في قره باغ لإعادة انتخابه رئيسا للمرة الخامسة على التوالي
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد
انتخابات رئاسية مبكرة تشهدها الأربعاء أذربيجان، الدولة الغنية بالنفط، لاختيار رئيس جديد للبلاد لغاية 2031. ويعد الرئيس الحالي إلهام علييف الأكثر حظا للبقاء في منصبه بعد أن خلف والده حيدر علييف. ويشارك في هذه الانتخابات ستة مرشحين آخرين لكن حظوظهم في الفوز تعد ضئيلة جدا بسبب سيطرة عائلة علييف وحلفائه في الداخل والخارج على زمام السلطة وصرامة النظام القمعي الذي فرضه على البلاد منذ توليه منصب الرئيس عام 2003.
سبعة مرشحين، من بينهم الرئيس الحالي إلهام علييف، يشاركون في الانتخابات الرئاسية المبكرة اليوم. وهم زاهد أروج، النائب السابق لحزب "عين على الوطن" ونائب رئيس البرلمان الأذربيجاني. الشاد مصطفى، رئيس حزب "أذربيجان العظيمة". هذا السياسي حاول المشاركة في انتخابات 2003 لكنه لم يتمكن من جمع 40 ألف توقيع تسمح له بذلك.
اقرأ أيضامباحثات سلام بين أذربيجان والانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ.. ويريفان تتهم باكو بتطهير عرقي
فؤاد علييف، رئيس جمعية "دعم وحماية حقوق المواطنين". يترشح للمرة الثانية بعدما شارك في انتخابات 2018 كمرشح مستقل. فاضل مصطفى، نائب في البرلمان منذ 2005 عن حزب "الأمة العظيم". سبق وأن شارك في انتخابات 2008 الرئاسية بدون أن يفلح فيها.
مظفر أوغلو غسانغولييف، مرشح باسم حزب "الجبهة الشعبية لأذربيجان الموحدة". وهو عضو في البرلمان منذ 2003 شارك في الانتخابات الرئاسة في 2008 و2013.
رازي نورولاييف عضو في البرلمان، إضافة إلى إلهام علييف نفسه. الرئيس الحالي يشارك للمرة الخامسة على التوالي. ترشح للمرة الأولى في 2003 لخلافة والده الذي توفي بعد معاناة مع المرض وفاز بالانتخابات. جدد علييف فوزه في 2008 و2013. وفي 2016، أدخلت تعديلات على الدستور الأذربيجاني وتم بموجبها تمديد مدة الولاية الرئاسية من خمس إلى سبع سنوات كاملة. ما سمح لإلهام علييف بالبقاء في السلطة لغاية اليوم.
لماذا دعى الرئيس علييف إلى انتخابات رئاسية مبكرة؟لو نظمت الانتخابات الرئاسية في أذربيجان في زمنها الطبيعي والمحدد من قبل دستور البلاد لكانت في 2025، أي بعد 14 شهرا من اليوم. لكن الرئيس الحالي إلهام علييف أراد تعجيلها لعدة أسباب.
السبب الأول: هو أنه يريد استغلال الانتصار الذي حققه في حرب قره باغ خلال خريف 2020 والسيطرة الكاملة التي فرضها على الإقليم في أيلول/ سبتمبر الماضي لكسب أصوات الناخبين. لكن هذا الانتصار أدى إلى فرار جميع سكانه باتجاه أرمينيا المجاورة تاركين أراضيهم ومنازلهم في حوزة الأذربيجانيين.
من خلال تنظيم انتخابات مبكرة، أراد الرئيس إلهام علييف استغلال "نشوة النصر" الكبير الذي جعلت شعبيته ترتفع في أوساط الشعب وكل الذين أرادوا الانتقام من أرمينيا التي احتلت وفقهم أراضيهم إثر الحرب التي وقعت في التسعينيات من القرن الماضي عندما كان والد إلهام علييف رئيسا لأذربيجان. هذا الانتصار العسكري وظفه علييف لتقديم موعد الانتخابات لكي يفوز بها كونه لا يملك منازعين حقيقيين.
السبب الثاني: فهو أراد أن يستبق ظهور المشاكل الاجتماعية التي قد يعاني منها الشعب الأذربيجاني بسبب الأزمة الاقتصادية التي طرأت على البلاد جراء الحرب في أوكرانيا وانكماش الاقتصاد العالمي وتراجع مبيعات الغاز والنفط في الأسواق العالمية. كما أراد أيضا توظيف قرابته وعلاقاته الطيبة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان ليظهر أمام الشعب بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب وأنه لا يوجد شخص آخر في البلاد قادرا على مواجهة التحديات التي تواجه أذربيجان والتغلب عليها ووضع هذا البلد على طريق النمو الاقتصادي.
ما هي أبرز التحديات التي تفرضها الانتخابات الرئاسية في أذربيجان؟بعد نشوة الانتصار في قره باغ واسترجاع الأراضي، يخشى الرئيس إلهام علييف أن تعود المشاكل الاجتماعية وانعدام الحريات إلى الواجهة السياسية. لهذا السبب أراد استباقها وذلك عبر تعزيز قبضته على مؤسسات الدولة. كما يواجه أيضا تحديات اقتصادية كبيرة يخشى أن تهز عرشه الرئاسي في السنوات القليلة المقبلة. من بينها تراجع أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية، الأمر الذي قد يفقد الخزينة الأذربيجانية مليارات الدولارات ويؤدي إلى نشوب احتجاجات اجتماعية وتنامي معدل البطالة.
وفي السياق نفسه، أعلنت وكالة الدولة للإحصاء أن الناتج المحلي للبلاد لم ينمُ سوى بنحو 1,1 بالمئة في 2023 مقارنة بنسبة 4,3 بالمئة في 2022. وهذا قد يؤدي إلى ظهور مشاكل اجتماعية واقتصادية جديدة قد تصعب من حكم الرئيس إلهام علييف.
ولتعويض هذا النقص في النمو، قرر علييف رفع مستوى الضريبة التي يدفعها المستثمرون الصغار إلى 20 بالمئة بعدما كانوا يدفعون 5 بالمئة فقط. هذا الارتفاع الضريبي قد يزيد من قلق أصحاب المشاريع الصغيرة ومن غضبهم إزاء الدولة.
هذا، ومع رغبة الرئيس علييف إعادة اعمار قره باغ ودمجها مع أذربيجان، يتوقع متتبعون للسياسة الأذربيجانية أن يرفع ذلك من نسبة الإنفاق على هذا المشروع. بعض المصادر المحلية تحدثت عن تخصيص 7 مليارات من الدولارات من الموازنة لهذا الغرض. لكن على حساب مناطق أخرى، لا سيما في الريف الذي يعاني من نقص حاد في الخدمات وحيث تنتشر البطالة فيه بشكل كبير.
ما هي حظوظ فوز المعارضة في الانتخابات؟يمكن القول بأنها شبه منعدمة. المعارضة رفضت المشاركة في الانتخابات الرئاسية إيمانا منها بأنها محسومة مسبقا. كما رفضت أيضا، بسبب عدم توفر الوقت الكافي، للقيام بحملة انتخابية لتشرح فيها برامجها.
وجدير بالذكر أن الرئيس إلهام علييف أعلن عن تنظيم انتخابات مبكرة في شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي. وهذه المدة ليست كافية في نظر المعارضة لجمع التوقيعات اللازمة (أكثر من 40 ألف توقيع) والتحضير لحملة انتخابية جيدة. المشاركون في انتخابات اليوم هو مرشحون غير معروفين في الساحة السياسية وغالبيتهم أعضاء في البرلمان الحالي أو السابق. خمسة من المرشحين سبق وأن شاركوا في انتخابات رئاسية سابقة وخسروها، لكنهم لم يطعنوا فيها. بل بالعكس باركوا فوز إلهام علييف وأعلنوا ولاءهم له فيما بعد. وإضافة إلى غياب المعارضة الحقيقية، تم فرض إغلاق كامل على وسائل الإعلام، لا سيما الخاصة منها. فيما تم توقيف بعض الصحافيين. ما أدى إلى غياب بيئة انتخابية حقيقية ومشجعة من أجل أن يعبّر الناخب عن رأيه في شتى المواضيع.
هل ستغير الانتخابات الرئاسية صورة أذربيجان في المستقبل؟جميع المتتبعين لسياسة أذربيجان الداخلية اتفقوا على أنه مهما كانت نتيجة الانتخابات، فلن تغير المسار السياسي والديمقراطي في أذربيجان. المراد منها حسبهم هو فقط تمديد مدة علييف الرئاسية لغاية 2031 ومواصلة التمسك بزمام الأمور داخليا. وذلك عبر فرض نظام قاس يتجاهل الديمقراطية والمعارضة السياسية ويقمع الحريات. كما أن ولاء أذربيجان لروسيا إلى حد كبير ولتركيا بشكل أقل سيجعل الرئيس الجديد القديم إلهام علييف يصغي أكثر لبوتين وأردوغان على حساب زعماء دول أوروبا الغربية. كما يسعى علييف إلى تهيئة الأوضاع لكي تبقى عائلته هي المسيطرة على الدولة في المستقبل البعيد. ولعل تعيين ميهربان علييف، زوجته كنائبة للرئيس في 2017 ما هي إلا بداية لتحقيق هذا المخطط السياسي العائلي.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج انتخابات رئاسية أذربيجان أذربيجان انتخابات رئاسية معارضة ناغورني قره باغ للمزيد كأس الأمم الأفريقية 2024 كرة القدم رياضة الأردن الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الانتخابات الرئاسیة الرئیس إلهام علییف انتخابات الرئاسیة الرئیس الحالی فی الانتخابات فی انتخابات فی البرلمان قره باغ
إقرأ أيضاً:
بمشاركة حكومة دمشق لأول مرة.. المؤتمر الأوروبي لدعم سوريا.. ماذا يريد الطرفان؟
البلاد – جدة
يعقد الاتحاد الأوروبي النسخة التاسعة من مؤتمر بروكسل حول سوريا، غدا (الاثنين)، تحت عنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية الاحتياجات من أجل انتقال ناجح”، في العاصمة البلجيكية، وتثير هذه المناسبة تساؤلات حول ما يريده الاتحاد الأوروبي من سوريا، وماذا يتوقع السوريون من الاتحاد الأوروبي، وحجم الدعم المتوقع خلال المرحلة المقبلة.
يهدف المؤتمر إلى توفير منصة لحشد الدعم الدولي لمستقبل سوريا، إذ سيركز على تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية، وضمان استمرارية المساعدات للسوريين داخل البلاد وفي المجتمعات المضيفة في الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق.
ويحمل استقرار سوريا أهمية إستراتيجية للاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى موقع سوريا في منطقة اشتباك لقوى إقليمية ودولية، والجوار الجغرافي جعل القارة العجوز وجهة لأكثر من مليون سوري، وتنتظر أوروبا استقرار الأوضاع لعودتهم إلى مناطق آمنة في بلادهم، كما تسعى لإنهاء الوجود الروسي في سوريا أو تقييده وتحجيمه على أقل تقدير.
لذا.. يرى الاتحاد الأوروبي في سوريا دولة شريكة يمكنها العودة إلى المسار السياسي والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بعد سنوات من النزاع، لكنه بالتوازي يعمل على دفع الإدارة السورية الجديدة نحو تبني إصلاحات سياسية، وتعزيز حقوق الإنسان، وتحسين مناخ الاستثمار والتنمية، والدخول في حوار سياسي حقيقي يضمن مشاركة كافة الأطراف في مستقبل سوريا، مما يعيد الثقة للمجتمع الدولي في دعم المشاريع التنموية التي تساهم في إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير فرص عمل للمواطنين.
على الجانب الآخر، يتوقع السوريون من الاتحاد الأوروبي أن يكون الدعم ليس فقط سياسيًا وإنما إنسانيًا واقتصاديًا ملموسًا، ويعكس هذا التوقع الرسمي والشعبي رغبة المواطن في تجاوز معاناة الحرب من خلال تلقي مساعدات عاجلة لتحسين الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية، إلى جانب دعم برامج الإعمار وإعادة التأهيل الاقتصادي، حيث يُنظر إلى الاتحاد الأوروبي كشريك يتمتع بالقدرة المالية والخبرة الفنية الضرورية لتطبيق إصلاحات جذرية تخرج البلاد من دائرة الفقر والبطالة وتدهور المرافق والخدمات العامة.
وقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية وإنسانية للسوريين خلال السنوات الماضية تجاوزت قيمتها 3.6 مليار يورو، شملت دعمًا للاجئين والرعاية الصحية والبرامج التعليمية، وهناك خططًا لدعم مبدئي خلال المؤتمر بقيمة 500 مليون يورو لدعم مشروعات إعادة الإعمار وتحفيز النمو الاقتصادي، ما يُظهر حضور المؤتمر كمنصة لتنسيق الجهود وتحديد أولويات الدعم الجديد.
ويعقد المؤتمر سنويًا منذ عام 2017، وستشهد نسخته الحالية مشاركة الحكومة السورية لأول مرة، بوفد متوقع أن يترأسه وزير الخارجية أسعد الشيباني، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والدول المجاورة لسوريا وشركاء إقليميين آخرين.
وداخل سوريا، شهدت ساحة الأمويين في دمشق وساحات رئيسية في مدن بالمحافظات، أمس السبت، احتفالات بالذكرى الـ 14 للاحتجاجات التي كُللت بإسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وولادة مرحلة جديدة في البلاد.
وفي منتصف مارس 2011، خرجت أولى الهتافات مطالبة بالحرية والكرامة، لتتحول إلى انتفاضة شعبية ثم إلى صراع طويل مع نظام الأسد، دفع فيه السوريون أثمانًا باهظة، قتلًا ودمارًا وتهجيرًا. وبعد كل تلك السنوات، يحتفل السوريون ببدء عهد جديد، ولأول مرة، داخل مدنهم وبلداتهم التي عاد إليها كثير منهم بعد تهجيرهم.