سلطان عُمان وأمير الكويت يدشنان مشروع مصفاة الدقم الأكبر خليجياً
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
شارك أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد، اليوم الأربعاء، إلى جانب سلطان عُمان هيثم بن طارق، بافتتاح مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، الذي يعد أكبر مشروع استثماري بين البلدين.
وأزاح سلطان عُمان وضيفه أمير الكويت الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بافتتاح المصفاة، قبل أن يتوجها برفقة رئيس مجلس إدارة مجموعة "أوكيو" العُمانية النفطية ونائب رئيس جهاز الاستثمار العماني ملهم بن بشير الجرف، إلى غرفة التحكم الرئيسية بالمصفاة حيث تم الاستماع إلى شرح تفصيلي عن عمليات المصفاة المشتركة.
وخلال الافتتاح عرض فيلم حول المشروع الاستثماري الذي يعد الأكبر في قطاع المصافي والبتروكيماويات خليجياً، حيث سلط الضوء على الدور الحيوي للشراكة الكويتية العمانية في رحلة المصفاة نحو الرخاء.
وقال رئيس جهاز الاستثمار العماني عبد السلام المرشدي: إنه "لسعادة غامرة أن تحتفي فيها سلطنة عمان بجانب دولة الكويت بهذا المشروع المشترك بينهما والذي يأتي تجسيداً للعلاقات المتجذرة بين البلدين منذ القدم".
وأضاف: "منذ أن مخرت السفن العمانية عباب البحار كانت بوصلتها تشير إلى شقيقتها الكويت فأشرعت تستبق الخُطا إلى موانئها وهناك تجسدت معاني التعاون والتآلف بين الإنسان العماني والكويتي وغدت أنموذجاً يحتذى به بين دول العالم المختلفة".
وأوضح قائلاً: "وتتويجاً لهذا الإرث المشترك وتعزيزاً لأواصر الصداقة المتجذرة؛ فقد تكاتفت جهود الجانبين للعمل على مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية وهو أكبر مشروعٍ استثماريٍ بين دولتين خليجيتين في قطاع المصافي والبتروكيماويات بتكلفة جاوزت ثلاثة ونصف مليار ريال عماني (أي ما يعادل تسعة مليارات دولار أمريكي)".
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الصباح، سعادة بلاده أن تشارك في مصفاة الدقم، وتشهد التشغيل التجاري لأضخم مشروع خليجي مشترك.
وقال: "يدل هذا الإنجاز على الإخاء التاريخي بين سلطنة عمان الشقيقة وبلادي دولة الكويت"، متابعاً: "ستقوم المصفاة بتصريف النفط الكويتي الخام والنفط العماني وتكريره محققة الأهداف الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية والتي تنص على الدخول في فرص استثمارية مع شركاء عالميين لتنمية قدرتنا التكريرية في الأسواق الواعدة".
وتعد المصفاة أول مصفاة خليجية تعتمد على النفط الخام المستورد في عملياتها، ويتوقع أن تسهم في رفع إجمالي الطاقة التكريرية لسلطنة عمان إلى 500 ألف برميل يومياً بزيادة تبلغ 230 ألف برميل يومياً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصفاة الدقم
إقرأ أيضاً:
جامع السلطان قابوس الأكبر .. مركز إشعاع ديني وحضاري بارز
يعد جامع السلطان قابوس الأكبر من أبرز المعالم الدينية والمعمارية في سلطنة عُمان، حيث يُصنف كأكبر الجوامع التي أمر المغفور له السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - بتشييدها، وبدأ العمل على بناء الجامع في عام 1995م، واستغرق أكثر من ست سنوات من الجهود المستمرة، ليتم افتتاحه رسميًا في الرابع من مايو 2001م.
وتصل الطاقة الاستيعابية للجامع إلى نحو عشرين ألف مصلٍ، وقد جرى تصميمه على يد المعماري محمد صالح مكية بالتعاون مع شركة كواد ديزاين، وتبلغ المساحة الكلية للأرض 933,000 متر مربع، بينما تغطي المساحة المطورة 416,000 متر مربع، في حين تمتد المساحة المركزية للمجمع على نحو 40,000 متر مربع، مما يجعله صرحًا إسلاميًا بارزًا يجمع بين الأصالة العُمانية والفن المعماري الحديث.
حديقة الجامع
تم تصميم حديقة جامع السلطان قابوس الأكبر بدقة متناهية، حيث تعكس هندسة البستنة فيها مزيجًا من الجمال والتناغم المستوحى من الحدائق الإسلامية التقليدية، وقد تم اختيار نباتات الزينة بعناية لتضفي ألوانًا زاهية وبعدًا جماليًا مميزًا على المشهد العام.
وتتموضع الحديقة في الناحية الشرقية من الجامع، مع امتداد التشجير نحو الجنوب، في تصميم يبرز انسجام المساحات الخضراء مع العمارة الإسلامية، ويمر جدول مائي مستوحى من نظام الأفلاج العُمانية عبر الحديقة، حيث يبدأ تدفقه من نافورة مقصورة الحديقة ثم يتفرع باتجاهي الشمال والجنوب، مما يعزز من التكامل البصري بين الحديقة ومبنى الجامع، ويضفي إحساسًا بالراحة والسكينة على الزوار، كما تتميز مقصورة الحديقة بتصميم معماري يجمع بين الانفتاح والانغلاق، بما يوجد أجواءً مميزة من التفاعل البصري والروحاني.
المصلى الرئيس
يعد المصلى الرئيس في جامع السلطان قابوس الأكبر نموذجًا متقنًا للعمارة الإسلامية، حيث تم تصميم سقوفه وأبوابه باستخدام خشب الساج المستورد من بورما، والذي نُقشت عليه زخارف إسلامية غنية وآيات قرآنية مكتوبة بخط الثلث، مما يضفي عليه طابعًا روحانيًا بديعًا.
ويتسع المصلى الرئيس لما يقارب 6500 مصلٍ، ويتميز بوجود 35 ثريا تتدلى من سقفه، من بينها الثريا المركزية، التي تعد واحدة من أكبر الثريات في العالم والمسجلة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
ويبلغ ارتفاع الثريا المركزية 14 مترًا، وتزن 8 أطنان، وتضم 1122 مصباحًا، مما يمنحها إضاءة مبهرة تعكس روعة تصميمها، وتم تصنيع هذه الثريات في ألمانيا باستخدام كريستال سواروفسكي المستورد من النمسا، بينما تم طلاء المعادن المستخدمة في صناعتها بالذهب، مما يجعلها من أبرز معالم الجامع وأكثرها إبهارًا.
سجادة الجامع
تُعد سجادة المصلى الرئيس في جامع السلطان قابوس الأكبر واحدة من أكبر السجاد في العالم، حيث تم نسجها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقطعة واحدة تغطي أرضية المصلى بالكامل، وتمتد السجادة على مساحة تزيد عن 60 × 70 مترًا، وتزن 21 طنًا، وتتألف من 1.7 مليار عقدة تم حياكتها بدقة عالية على مدار أربع سنوات في مدينة نيشابور الإيرانية.
وعمل على حياكة السجادة 600 امرأة محترفة بإشراف خبراء متخصصين في صناعة السجاد الفاخر، مستخدمين 28 لونًا بدرجات متفاوتة، معظمها مستخلص من الأصباغ النباتية الطبيعية، مما يضفي على السجادة ألوانًا زاهية تدوم لفترات طويلة، وتم نسجها من 58 قطعة منفصلة، تم جمعها بدقة لتشكل سجادة واحدة متكاملة تزين أرضية المصلى الرئيس، وتعكس إتقان الحرفية الإسلامية في أبهى صورها.
منبر الجامع
يُعد منبر جامع السلطان قابوس الأكبر من أبرز العناصر المعمارية داخل المصلى الرئيس، حيث تم تصنيعه من الرخام الأبيض "البيانكوبي"، ليضفي مظهرًا مهيبًا يتناغم مع الطابع الفخم للمسجد.
ويتميز المصلى الرئيس أيضًا بوجود خانات مؤطرة تحتوي على فتحات تهوية مصممة لتنقية الهواء وتلطيف الأجواء داخل المصلى، إلى جانب دورها في تطييب المكان برائحة اللبان العُماني، مما يعزز من الأجواء الروحانية داخل الجامع، كما تحتوي هذه الخانات على مجموعة من المصاحف المتميزة باللونين الأحمر والأسود، حيث تم تخصيص اللون الأحمر للمصاحف المجزأة، بينما تم تمييز المصحف الكامل باللون الأسود، مما يسهل على المصلين اختيار المصحف المناسب لاحتياجاتهم أثناء التلاوة.
الأروقة وأماكن الوضوء
تشكل الأروقة الشمالية والجنوبية في جامع السلطان قابوس الأكبر أماكن الوضوء، حيث يمتد كل منها على مسافة داخلية بطول 221 مترًا، مما يضمن استيعاب أعداد كبيرة من المصلين بكل راحة.
في الرواق الجنوبي، تنتشر أربع ميضات مربعة الشكل، ترتبط بأفنية مستقلة ذات طابع معماري جمالي، وتحتل النافورات مركز كل ميضأة، حيث تتدفق المياه تحت قباب مثمنة مطعمة بألواح خشبية، تسمح بمرور الضوء الطبيعي بأسلوب هندسي جذاب.
أما جدران أماكن الوضوء، فقد زُودت بصنابير مياه تعمل بآلية استشعار ذكية، مما يحقق كفاءة في استهلاك المياه، وتستوعب هذه الصنابير 365 شخصًا في وقت واحد، كما تم تصميم مساطب مرمرية لتوفير الراحة أثناء الوضوء، وتسقف فضاءات الأروقة سلسلة من القباب الهندسية المستوحاة من قباب مسجد بلاد بني بوعلي التاريخي، مما يضيف لمسة معمارية عُمانية أصيلة تتناغم مع الطابع الإسلامي للجامع.
مكتبة الجامع
تُعد مكتبة جامع السلطان قابوس الأكبر من أهم المرافق الثقافية داخل الجامع، حيث توفر بيئة علمية غنية تجمع بين المعارف الإسلامية والعلوم الإنسانية، مما يجعلها مرجعًا مهمًا للطلبة والباحثين داخل سلطنة عُمان وخارجها.
وتوفر المكتبة خدمات متعددة تشمل الخدمة المرجعية لمساعدة الباحثين في العثور على المعلومات المطلوبة، وخدمة الإحاطة الجارية لمتابعة أحدث الإصدارات والدراسات، وخدمة الفهرسة العلمية لتسهيل الوصول إلى الكتب والمراجع، والإنترنت المجاني لخدمة الباحثين والدارسين، وخدمة التصوير لتوفير نسخ من المواد البحثية.
وتضم المكتبة 20222 كتابًا تغطي مختلف المجالات العلمية والثقافية، إضافة إلى غرف مطالعة مهيأة للقراءة والبحث، وتمتد على مساحة 897 مترًا مربعًا، كما توفر المكتبة أجهزة سمعية وبصرية وأجهزة حاسوب حديثة، مما يسهم في توفير بيئة دراسية متكاملة للرواد.
مركز المعلومات الإسلامية
يعد مركز المعلومات الإسلامية أحد أهم المرافق التعليمية في جامع السلطان قابوس الأكبر، حيث يضطلع بدور رئيسي في تقديم التوجيه الديني والرد على الاستفسارات المتعلقة بتعاليم الإسلام بأسلوب علمي ومنهجي.
كما يولي المركز اهتمامًا خاصًا بتدريب المسلمين الجدد وتعريفهم بأحكام الدين الإسلامي، من خلال برامج تعليمية وتوعوية تهدف إلى تسهيل اندماجهم في المجتمع الإسلامي وتعزيز فهمهم للعقيدة والشريعة.
ويأتي إنشاء المركز، إلى جانب المكتبة وقاعة المحاضرات، تأكيدًا على مكانة العلم في الإسلام ودوره في نشر المعرفة وتعزيز الوعي الديني والثقافي، مما يجعل الجامع ليس فقط مكانًا للعبادة، بل أيضًا مركزًا للعلم والفكر والتواصل الحضاري.