من يسعى لإطالة أمد صراع الشرق الأوسط .. ومن يملك الكلمة الفصل في إنهائه؟
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
القاهرة "د. ب. أ": مع توالي الجولات المكوكية لدبلوماسيين أمريكيين وغربيين والحديث ليل نهار عن الرغبة في عدم اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، تزداد الأمور على الأرض تعقيدا وسط تحذيرات يومية من تفجر الوضع في المنطقة برمتها مع دخول الحرب الإسرائيلية ضد حركة حماس في قطاع غزة شهرها الخامس، إلا أن اللافت هو أن الأطراف ذات الصلة لا تكف عن تصريحات تؤكد فيها الرغبة في وضع حد للأعمال العدائية وإنهاء هذه الدوامة، وإن كانت الممارسات الفعلية تظهر عكس ذلك.
وهنا يتبادر للأذهان تساؤل منطقي، وهو من يملك زمام حسم الأمور وطي هذه الصفحة في تاريخ الصراع في الشرق الأوسط، ومن ذا الذي يقتصر حديثه على حيز الاستهلاك الإعلامي في ظل معطيات تشير إلى رغبته في إبقاء الوضع على ما هو عليه.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقال رأي يتحدث عن ضرورة إرغام الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل على إنهاء الحرب. ويرى كاتب المقال محمد بازي، مدير مركز هاجوب كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، أنه "طالما ظل بايدن غير راغب في كبح جماح هجمات إسرائيل على غزة، سيتفاقم صراع الولايات المتحدة مع جماعة انصار الله ".
وأشار إلى أن الجيش الأمريكي شن منذ يوم الجمعة الماضي عشرات الغارات على أهداف في العراق وسوريا واليمن، وأن إدارة بايدن صورت موجة الهجمات هذه على أنها رد على الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في الأردن في 28 يناير الماضي وأسفر عن مقتل ثلاثة من العسكريين الأمريكيين، وكذلك للرد على الهجمات التي يشنها مقاتلو جماعة انصار الله على السفن التجارية في البحر الأحمر.
واستشهد الكاتب بما قاله بايدن: "إذا آذيت أمريكيا، سوف نرد"، وبحديثه عن المزيد من الرد.
وقال بازي إن بايدن،الرئيس الذي سحب ما تبقى من القوات الأمريكية من أفغانستان وأنهى حربا عمرها 20 عاما، "ربما يصبح الآن نفس الزعيم الذي يبدأ حربا إقليمية جديدة في الشرق الأوسط ويورط الولايات المتحدة في صراع مع إيران ".
وتطرق إلى "تناقض" مواقف الرئيس الأمريكي، بعقد مقارنة بين إصراره كمرشح رئاسي وفي أول عام له رئيسا للولايات المتحدة على إنهاء "الحروب اللانهائية" التي أطلقت واشنطن لها العنان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وموقفه الآن حيث "يأمل مجددا في الخروج من أزمة في الشرق الأوسط عن طريق القوة العسكرية"، قائلا إن أولويته القصوى هو وكبار مساعديه هي الحيلولة دون اتساع نطاق الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة وتحولها إلى صراع إقليمي أوسع.
وربما تراهن الولايات المتحدة على قوتها العسكرية المتعاظمة وأنها ستكون بمثابة رادع يوقف الجماعات المتحالفة مع إيران من شن هجمات جديدة تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة، بحسب مراقبين.
وبالتوازي مع ضربات الولايات المتحدة العسكرية وحديثها في الوقت نفسه عن عدم الرغبة في التصعيد أو الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران،ووسط مساع لتأمين الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس وشروط هنا وإملاءات هناك لإبرام صفقة تتضمن وقفا لإطلاق النار، يبرز الدور الأمريكي في مساعدة إسرائيل على الاستمرار في حربها.
ويقول بازي: "دون جسر جوي ضخم للأسلحة الأمريكية منذ أكتوبر، لنفد ما لدى إسرائيل من قنابل لتسقطها على غزة".
ويرى الكاتب أن "بايدن يتحاشى أقصر الطرق لتجنب التصعيد الذي يخشاه، ألا وهو حجب المساعدة العسكرية الأمريكية التي يقدمها لتل أبيب"، حتى تقبل حكومة بنيامين نتنياهو بوقف إطلاق النار وتنهي حربها على غزة. واعتبر أن ذلك هو أكثرالطرق تأثيرا لنزع فتيل التوتر على الجبهات كافة.
ويقول بازي إن بايدن يتمتع بنفوذ كبير على نتنياهو، "الذي يحاول إطالة أمد الصراع وتوسيع نطاقه لتجنب التحقيق فيما إذا كان بإمكان حكومته منع هجمات حماس وسلسلة من تهم الفساد الشخصي التي امتدت عبر المحاكم الإسرائيلية لسنوات".
ويشير كاتب المقال إلى أن الأمر لا يقتصر على إدارة بادين، وأن الإدارات الديمقراطية والجمهورية المتعاقبة في الولايات المتحدة "زودت إسرائيل بأكثر من 130 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية عام 1948".
وأضاف: "بعد هجمات أكتوبر، سارع بايدن إلى مطالبة الكونجرس بالموافقة على أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة 14.3 مليار دولار. وفي حين أن هذه الحزمة لم تتم الموافقة عليها بعد من قبل المشرعين الأمريكيين، تجاوزت إدارة بايدن مراجعة الكونجرس لتجديد المخزونات الإسرائيلية بسرعة. وفي ديسمبر، لجأت الولايات المتحدة مرتين إلى تفعيل أحكام الطوارئ لشحن عشرات الآلاف من قذائف المدفعية وغيرها من الذخائر إلى إسرائيل".
واستشهد بازي بتقارير نشرت في الصحافة الإسرائيلية مؤخرا بشأن "نقص عالمي في الذخائر" كشفت عنه حرب أوكرانيا، وأن إسرائيل لم تكن لتستطيع مواصلة قصفها لغزة بدون الإمدادات الأمريكية. ونقل عن مصادر إسرائيلية، لم يسمها، أن واشنطن زودت تل أبيب بأكثر من 25 ألف طن من الأسلحة على متن 40 سفينة و280 طائرة منذ أكتوبر.
وعقد بازي مقارنة بين موقف بايدن من تزويد إسرائيل علانية بهذا الكم من الأسلحة، واتهاماته لإيران بالمسؤولية عن الهجوم الذي أودى بحياة العسكريين الأمريكيين الثلاثة من خلال تزويدها لمنفذي الهجوم بالأسلحة. وتساءل عن دور واشنطن في ابادة نحو 28 ألف فلسطيني إذا كان التزويد بالأسلحة هو دليل الإدانة.
وإذا كانت واشنطن ترى أن وقف إطلاق النار الشامل في الوقت الحالي "ليس هو النهج الأفضل"، يرجح محللون أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار على الرغم من محاولات أمريكية غربية لصرف الأنظار عن فاتورة باهظة لتلك الحرب غير المسبوقة بحديث عن حل الدولتين وليس وقف الحرب، لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتزايد الضغوط داخليا على حكومة نتنياهو في ظل عدم تحقيق تقدم ملموس في ملف القضاء على حماس أو الإفراج عن الرهائن أو حتى وقف إطلاق الصواريخ من القطاع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
أسنتيوم تستحوذ على شركة فرتوزون بهدف التوسع في منطقة الشرق الأوسط
أعلنت شركة فرتوزون، مقدم الخدمات الرائد والحائز على جوائز في دولة الإمارات العربية المتحدة لحلول تأسيس الشركات وخدمات الشركات والاستشارات الضريبية، عن الاستحواذ عليها من قبل أسنتيوم ، وهي منصة عالمية لخدمات الأعمال مقرها سنغافورة تدعم أكثر من 20,000 عميل نشط في 25 مدينة وتسعة أسواق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (APAC).
ويعزز هذا الاستحواذ الاستراتيجي – الذي يشمل الشركات الشقيقة لـفرتوزون ونيكست جنيريشن إكويتي ومكتبي- ريادة فيرتوزون في مجال الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة ويمكّن أسينتيوم من تأسيس حضور قوي في الدولة والاستفادة من الأسواق الناشئة في منطقة مجلس التعاون الخليجي.
ومع وصول تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 30.6 مليار دولارًا أمريكيًا في عام 2023، واستمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي في الشرق الأوسط ليصل إلى 3.9% في عام 2025، فإن عملية الاستحواذ تتماشى مع الرؤية الموحدة لكل من فرتوزون وأسنتيوم للاستفادة من هذه الفرصة وتعزيز وجودهما في الأسواق سريعة النمو في المنطقة وخارجها.
وصرح نيل بيتش، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس المشارك لشركة فرتوزون: ” بوصفنا قادة عالميين في صناعة الخدمات المؤسسية، تجسد أسنتيوم القيم الأساسية التي حافظت عليها فرتوزون على مر السنين – تمكين الشركات وتقديم حلول تركز على العملاء، والابتكار التحويلي، والتميز في الخدمة الذي لا مثيل له. ومن خلال الجمع بين ريادة أعمالها وخبراتنا في السوق المحلية، ونثق بأن هذا التطور الواعد سيحقق قيمة كبيرة لعملائنا وشركائنا والمجتمعات التي نخدمها “.
ومن خلال هذا الاستحواذ، ستتاح الفرصة لعملاء وشركاء فرتوزون للتوسع عالميًا والوصول إلى أسواق جديدة، مثل الشرق الأقصى وأمريكا اللاتينية، مع تبسيط الامتثال لقوانين الأعمال الدولية والاستفادة من الأدوات المتطورة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لرقمنة عملياتهم وتعزيز الإنتاجية وتحسين رضا العملاء والاحتفاظ بهم.
وقال لينارد يونغ، المدير المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة أسنتيوم: “يسرنا التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الاستحواذ على فيرتوزون ونرحب بهم في مجموعة أسنتيوم. وتعزز خبراتهم والتزامهم بالتميز مؤسستنا وتدفعنا نحو تحقيق أهدافنا الاستراتيجية. كما إن حضور فيرتوزون القوي في الشرق الأوسط يكمل قدراتنا الحالية ونتطلع معاً إلى تحقيق إنجازات جديدة وتقديم قيمة استثنائية لعملائنا العالميين.”
وبدعم من شركة هيل هاوس للاستثمار، وهي شركة أسهم خاصة آسيوية تدير أصولاً بقيمة 100 مليار دولارًا أمريكيًا، سوف تضخ أسنتيوم رأس المال في فيرتوزون، مما سيمكن الشركة التي تتخذ من دبي مقراً لها من توسيع نطاق خدماتها المؤسسية وتعزيز حضورها ومواردها المحلية والعمل كنقطة انطلاق لتوسع أسنتيوم من منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط.
تأسست الشركة على يد تشانغ لي في عام 2005 برأس مال مستثمر أولي من وقف جامعة ييل، وهي شركة رائدة في مجال إدارة الأصول المتنوعة مع استراتيجيات في الأسهم والائتمان والأصول العقارية. وتدير الشركة رأس المال للمؤسسات العالمية، بما في ذلك المؤسسات غير الربحية والأوقاف والمعاشات التقاعدية ولديها سجل حافل في إتمام الصفقات الكبيرة المعقدة في أكثر من 30 دولة.
وعلق جورج حجيج، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيرتوزون: “نحن متحمسون للانضمام إلى عائلة أسنتيوم حيث ستعزز قيمنا ورؤيتنا المشتركة المضي قدماً نحو تحقيق المزيد من النجاح والريادة. كما إن هناك فرص واعدة لشركة فيرتوزون داخل أسنتيوم ، خاصةً في توسيع نطاق عملنا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كذلك ستثري شبكة أسنتيوم العالمية وخبراتها عروض خدماتنا في الأنشطة والمناطق التي نغطيها على حد سواء، وستتيح لنا تقديم حلول مصممة خصيصاً لعملائنا، مما يعزز ريادتنا في قطاع حلول الشركات.”
ولدى شركة فرتوزون سجل حافل بالنجاح في تأسيس الشركات في الإمارات العربية المتحدة، من خلال تقديم وسائل تعتمد على الذكاء الاصطناعي للشركات، بما في ذلك تاكس جي بي تي، أول مساعد ضريبي للشركات في الإمارات العربية المتحدة يعمل بالذكاء الاصطناعي؛ شات في زد، أول روبوت دردشة ذكاء اصطناعي لإعداد الأعمال في العالم ؛ وسويفت بلان، منشئ خطة عمل مدعوم من شات جي بي بي من أوبن أيه أي.
كما قدمت فرتوزون حلولاً ضريبية ومحاسبية مجانية لآلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة عند إدخال قوانين ضريبة الشركات في الدولة .