____________

وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ

لعل هذه الأبيات المقتطفة من حديقة حكم الإمام الشافعى الغناء تحاكى آيات القرآن الكريم في كونها صالحة لكل زمان ومكان طالما انها تخاطب البشر.


اي كانت مشاربهم _ اي البشر _ ففي الأخير يجتمعون في خصال واحدة بدرجات متفاوتة مفطورين وبعضهم مجبولين.

بيد ان هذه الخصلة ( التلون)_ طبعا وفقا للأهداف والأطماع_ هي أس بلاء ليس على صاحبها فقط بل على المجتمع ككل لأنها موغلة في الأنا.

وحيث انها خصلة تتمتع بها البشرية منذ الأذل وتتضرر منها الشعوب والأفراد وكل المجتمعات فالسودان ليس باستثناء.
لكن تعالوا لنرى الى أي مدى كان معول النفاق والتلون هداما.
فنحن شعب ورغم ما نتميز به من كريم خصال اصبحت مثار العالم لكنا في ذات الوقت نبتلى بهذه الآفة وما أكثرها.

فالندع وقعها على بقية الصعد ونكتفى بالسياسة أو فالنقل ان الأخيرة هي من تحرض البقية كونهم يقعون تحت تأثيرها. كيف لا وتداعيات السياسة تنعكس مباشرة على الأمور الحياتية الأخرى.

ولعل تأريخنا يحتفظ بأمثال لمتلونون كثر سواء اكانوا افراد أو ٱجسام. لكن ما شهدته الفترة الأخيرة هو الأبشع كونه يجسد الانتهازية الرخيصة في ابهى صورها. وليس هناك ما اقعد بلادنا سواها. وتعودنا ان نتفرج على هكذا مواقف على مستوى الداخل.
ورغم الحرج والفضائح الاخلاقية جراء النفاق الإجتماعى إلا ان مرتكبوه لا يلوون على شيء ولا يلفتفتون خلفهم.. ولا غرو في ذلك طالما ان ليس بوجوههم مزعة لحمة.

اما الخارج والذي لم تتكشف نواياه واخلاقه إلا خلال المحنة الأخيرة التي يمر بها السودان وتبارى البعض منهم في ايذائه بالاشتراك يرومون منه صيدا ثمينا بعد ان رمى لهم كبير الصيادين بالطعم. لا ادري كيف سيعود هؤلاء ادراجهم لحظيرة التعامل معنا بعد ان فشل دأبهم وتبددت مطامعهم ولم تعد تجدى نفعا اي محاولة أو جولة بعد الخسائر السابقة، وبعد ان اوشكنا على الخلاص ولاحت تباشير وإشراقات النصر الذي ما يئسنا يوما منه… كيف يا ترى؟!

المحنة التى مر بها السودان وهي الأعظم على مر تأريخه كشفت الكثير. اسقطت النقاب وخلفت رؤوس حاسرة. عندما وقف البعض في المنتصف يتفرج ولسان حاله (يشجع اللعبة الحلوة) أو فالنقل يميل حيث تميل الريح، وهؤلاء اخف وطأة في التلون من اولئك الذين جاهروا بالوقوف في صف العدو مرجحين كفته. هؤلاء تحديدا طريق عودتهم وانعطافهم مع المشهد الجديد محرج ( اها كيف وكيف)؟!.. هذا الى جانب مجاهرين عاصين مع سبق الاصرار والترصد

شكرا لهذه الحرب التي كشفت العميل من الوطنى، الانتهازى والمتملق من المستمسك بموقفه، الطامع من الحادب على المصلحة العامة.

شكرا كثيرا بلا حدود لكل الدول الصديقة التي تكشفت نيتها واخلاقها ودعمت لو بالكلمة الطيبة، وبالمقابل تبا لتلك المعروفة والتى اصبحت طرف ثان في الحرب ويجب على الدولة بعد انجلاء الحرب
ان تعيد شكل التعامل معها على المستوى الرسمى سيما رعاياها وان يكون بمستوى اخلاقهم لا اخلاقنا.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال : هذه غدرة فلان ” .

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الوقت بينما يمضى بعد ان

إقرأ أيضاً:

تحذير من المصريين القدماء للمشتغلين بهذه المهنة.. تسبب التهاب المفاصل

رسالة من عمق التاريخ تحملها جثة شخص من المجتمع المصري القديم عاش في الألفية الثالثة قبل الميلاد، لتنقل لنا أبعادا من حياته وما تعرض له من مشكلات صحية بسبب مهنته التي لاقت احترام الجميع في ذلك الوقت، ولا تزال تحظى بمكانة مرموقة في وقتنا الحالي.

 

خطر يهدد العظام

دائما ما تكشف لنا آثار الحضارة المصرية القديمة عن أسرار وحقائق مثيرة تخص العلوم والتاريخ، لكن هذه المرة الأمر يتعلق بصحتنا بشكل مباشر؛ إذ قام فريق بحثي من قسم الأنثروبولوجيا بالمتحف الوطني في «براغ» بالتشيك، بفحص رفات 69 رجلا بالغا دُفنوا في مقبرة أبو صير التابعة لمركز البدرشين في محافظة الجيزة، وذلك خلال الفترة ما بين 2700 و2180 قبل الميلاد.

وبحسب دراسة نشرتها مجلة «nature»، فإن 30 جثة منها كانت لأشخاص يعملون في مجال الكتابة، لتخرج بقائمة من التغيرات التنكسية التي حدثت في هياكلهم العظمية، بسبب أوضاع الكتابة والقراءة التي فرضتها عليهم المهنة.

 

آثار مهنة الكتابة على المصريين القدماء

ظهرت التغيرات الجسدية على الكتبة القدماء في كل من المفاصل التي تربط الفك السفلي بالجمجمة، وعظمة الترقوة اليمنى، أعلى عظم الكتف الأيمن حيث اليد التي يستخدمونها، وعظم المشط الأول في الإبهام الأيمن، وأسفل الفخذ، إضافةً إلى جميع أنحاء العمود الفقري، بالأخص في الجزء العلوي منه.

كما حدد الباحثون بقيادة «بيترا بروكنر» تغيرات العظام التي يمكن أن تشير إلى الإجهاد البدني الناتج عن الاستخدام المتكرر لعظم العضد وعظم الفخذ الأيسر، والتي كانت أكثر شيوعا بين الكتبة، مقارنةً بالرجال الذين يعملون في مهن أخرى.

 

لماذا العاملون في مجال الكتابة بالأخص؟

الجلوس بوضعيات خاطئة لفترات طويلة يسبب مزيدا من الضغط على مفاصل الرقبة وغضاريف العمود الفقري والركبتين، وهو ما يتحول مع الوقت إلى التهابات تفرض شكلا معينا على العظام لا يستطيع الشخص تعديلها، فينحني الظهر أو يتقدم الكتف إلى الأمام، أو تصبح الرقبة مائلة إلى الأسفل، وغيرها من الإصابات التي قد يتعرض لها الكُتاب، وغيرهم من الموظفين الجالسين لفترات طويلة على مكاتبهم دون تغيير أوضاع جلوسهم، وفقا لما ذكره الدكتور محمد متولي استشاري جراحة العظام خلال حديثه لـ«الوطن».

وفي العصور القديمة لم تكن هناك المكاتب والطاولات بشكلها الحالي، فكان من الشائع في ذلك الوقت الجلوس على الأرض وانحناء الرأس كي تتمكن من الكتابة مستندا على الركبة، أو ضاغطا على الفخذين نتيجة الجلوس في وضع القرفصاء لفترات طويلة، وهو ما ينتج عنه التهابات المفاصل، التي لا تزول خطورتها إلا بتبديل وضعيات الجلوس بشكل مستمر، والحرص على إبقاء الظهر مستقيما، وجعل ما تكتبه أو تقرأه في مستوى النظر لتجنب إنحناء الرقبة، ذكر «متولي».

 

تفسير التغيرات على جثث الكتبة القدماء

الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة فسّر التغيرات في الركبتين والفخذين والكاحلين باعتبار أن الكتبة كانوا يفضلون الجلوس مع جعل الساق اليسرى في وضع الركوع أو وضع القرفصاء، وثني الساق اليمنى مع توجيه الركبة للأعلى، مثلما تظهر صورهم على جدران المقابر والمعابد القديمة، بحسب استشاري جراحة العظام.

ويمكن أن يكون تنكس مفاصل الفك ناتجا عن مضغ الكتبة لنهايات سيقان البوص لتشكيل رؤوس تشبه الفرشاة يمكنهم الكتابة بها، في حين يمكن أن ينجم تنكس الإبهام الأيمن عن الضغط المتكرر على أقلامهم، بكؤ «متولي».

مقالات مشابهة

  • قراءة في كتاب: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حريّة – محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة)، تأليف عبد الله الفكي البشير، (4- 15)
  • إخلاء الركاب عبر زلاقات النجاة.. حريق بطائرة سعودية في مطار «بيشاور» الباكستاني |صور
  • إنجلترا تتخطى هولندا وتبلغ نهائي “يورو 2024”
  • جانتس: ندفع ثمنًا باهظًا بسبب نتنياهو.. وحان الوقت لتشكيل حكومة جديدة
  • دليلك الشامل لاختيار التخصص الجامعي.. خطوات ونصائح عملية
  • تحذير من المصريين القدماء للمشتغلين بهذه المهنة.. تسبب التهاب المفاصل
  • هل نكافئ الذين رقصوا فوق جثثنا ؟
  • بايدن: الإله وحده القادر على ثنيي.. كاتب أميركي: أيها الإله تحرك!
  • طريقة سهلة لتنظيم الوقت والتخلص من التوتر.. ما علاقتها بالطماطم؟
  • البرازيل تودع كوبا أمريكا