محطات في حياة الشاعر مجدي نجيب بعد وفاته عن عمر ناهز 88 عاما
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
شاعر غنائي كبير، يُعتبر من كبار شعراء الأغنية المصريّة، تعاون مع قامات نجوم الغناء بكلماته، وكان حجر الأساس لنجوم كبار، ليضع ذاته بشكل محترف بين النجوم، إنه الشاعر مجدي نجيب الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد صراع مع المرض، ليلحق بنجله ياسر نجيب، الذي توفي في 15 مايو الماضي، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، وعاش حالة نفسية سيئة بعد رحيله، ولم يستطع التغلب عليها.
تعرض الشاعر مجدي نجيب لأزمة صحية شديدة قبل وفاته، وذلك بعد خضوعه لعملية تسليك الشرايين، بعد تعرضه لكسر في منطقة الحوض، فور سقوطه في المستشفى، واضطر الأطباء لنقله إلى غرفة العمليات مرة أخرى لتركيب مفصل بديل. وظل في المستشفى حتى التقط أنفاسه الأخيرة هناك.
تعاون مجدي نجيب مع كبار النجوم:تعاون الشاعر مجدي نجيب مع كبار النجوم، وساهم في بدايات هاني شاكر ومحمد منير، كما أنه عمل بالصحافة والرسم وكتابة الأغنية، وكان له كتابات خاصة للأطفال، ومن أبرز أعمال الراحل، أغنية كامل الأوصاف لعبد الحليم حافظ، والعيون الكواحل لفايزة أحمد، وقولوا لعين الشمس لشادية، إلى جانب شهرزاد، وهاني شاكر، وعماد عبد الحليم، ومحمد منير، وغيرهم.
ومن جانبها، نعت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين، الشاعر الكبير مجدي نجيب في بيان: «ببالغ الحزن والأسى تنعي جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين، الشاعر الكبير الأستاذ مجدي نجيب، ويتقدم مجلس الإدارة والأعضاء والعاملين بخالص التعازي لأسرته وأصدقائه ومحبيه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشاعر مجدي نجيب مجدي نجيب المستشفي أزمة صحية الشاعر مجدی نجیب
إقرأ أيضاً:
نجم رأس التنين
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم رأس التنين، وهو أحد النجوم البارزة في الكوكبة النجمية التي تسمى "التنين" وقد تخيل العرب القدماء أن هذه الكوكبة النجمية تشبه كائن التنين الأسطوري الذي يخرج من الماء وهو يطير بأجنحة عملاقة وينفث النار من فمه، ويأتي هذه النجم في رأس هذه الكوكبة ولذلك سمي برأس التنين، وهو نجم ضخم ونوعه من النجوم المتغيرة، ويتميز النجم بلونه الأبيض المائل إلى الأزرق.
ويظهر هذا النجم في السماء في الليل خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، حيث يتواجد في السماء الشمالية، وخاصة في الأماكن ذات السماء المظلمة، يمكن مشاهدته بسهولة في الليل في شهري مايو ويونيو، ومن حيث المعلومات الفلكية فهذا النجم يقع على بُعد حوالي 380 سنة ضوئية من الأرض، مما يجعله نجمًا بعيدًا نسبيًا عن كوكبنا، ويبلغ قطر نجم رأس التنين حوالي 4.6 مرة قطر الشمس، مما يجعله نجمًا ضخمًا جدًا مقارنةً بالشمس، وتبلغ درجة حرارة سطحه حوالي 7,700 درجة كيلفن، مما يجعله نجمًا ساخنًا.
وقد ذكرت كوكبة التنين في المعاجم اللغوية العربية، فنجد مرتضى الزبيدي في كتابه تاج العروس من جواهر القاموس يقول: " قالَ اللّيْثُ: التِّنِّينُ نَجْمٌ مِن نُجومِ السَّماءِ وليسَ بكَوْكَبٍ، ولكنَّه (بَياضٌ خَفِيٌّ فِي السَّماءِ يكونُ جَسَدُه فِي سِتَّةِ بُروجٍ، وذَنَبُه فِي البُرْجِ السَّابِعِ دَقيقٌ أَسْوَدُ، فِيهِ التِواءٌ وَهُوَ يَتَنَقَّلُ تَنَقُّلَ الكَواكِبِ الجَوارِي، وفارِسِيَّتُه) فِي حسابِ النجومِ (هُشْتُنْبُر) ، وَهُوَ مِن النُّحوسِ.
ونَقَلَ الأَزْهرِيُّ هَكَذَا، وقالَ غيرُهُ: التِّنِّينُ كَواكِبُ على صُورَةِ التِّنِّين، مِنْهَا العوَّاءُ والرّبع والذَّنَبان والثَّواني، هَكَذَا ذَكَرَه العُلَماءُ بصُورِ الكَوكبِ، (وقَوْلُ الجوهريِّ: موضِعٌ فِي السَّماءِ وَهَمٌ)".
وقد ذكر هذا النجم في أشعار العرب فنجد مثلا الشاعر العماني اللواح الخروصي يذكر هذا النجم في قصيدة له فيقول:
أَرى كل حر لم يعش ريثما اقتضى
لباناته إلا على اللبنات
يطول بقا التنين وهو مدارج
وتفنى حياة البدر في الدرجات
كما نجد الملاح العماني أحمد بن ماجد يذكر هذا النجم في منظومته الفلكية فيقول:
وغيرُهُمَا التنينُ وهيَ عوايذٌ
وَأضلاعُ كَبشِ البُرجِ لا تَكُ أبكَمِ
وما لاحَ بطنُ الحوتِ ثمَّ فؤادُهُ
وسابُ نَعشِ ثُمَّ فَرغُ المُقَدَّمِ
كما أن العالم الفلكي العباسي أبو الحسين الصوفي يذكر هذا النجم في منظومته الفلكية فيقول:
وبعدها كواكب التنين
يشرحها ذو منطق رصين
وانجم التنين مثل القلب
محتفة دائرة بالقطب
أولها نجم خفى النور
ليس بذي ضوء ولا كبير
في حين نجد الشاعر والفلكي الأندلسي ابن زقاعة يقول:
فبنات نعش حية ملوية
وكواكب التنين مثل الحية
والردف عاذ به من الذنب الذي
هو حولها فتراه وسط الحلقة
والحوض يشبه نصف دايرة سوى
سموه حوضاً باصطلاح أيمة
كما نرى الشاعر ابن الرومي يذكر نجم التنين مع نجم الأسد فيقول:
فاتَ أهلَ الحطْم ذاك ال
حطمُ فيها والحُطامُ
فعلى التّنِّينِ منها
وعلى اللَّيْث لجامُ
كلما راموا فساداً
عَزَّهم ذاك المرامُ
ومن الأبيات المفردة للشاعر العباسي أبو الفتح البستي ويذكر فيها التنين فيقول:
ولا غَرْوَ أنْ يُمنى أديبٌ بجاهِلٍ
فمِن ذَنَبِ التِّنِّينِ تَنكسِفُ الشَّمْسُ
وفي العصر الأندلسي نجد الشاعر ابن الحداد الوادآشي يقول في نجم رأس التنين:
كتقاطعِ الأفلاكِ إلاَّ أنَّه
مُتَبَايِنَانِ تَحَرُّكٌ وسكُوْنُ
فَلَكِيَّةٌ لَوْ أنَّها حَرَكِيَّةٌ
لاعتدَّ منها الرأسُ والتِّنِّيْنُ
تَتَعاقَبُ الأَعْصارُ فيه وَجوُّهُ
أبداً به آذارُ أو تَشرِيْنُ
وإذا رجعنا إلى العصر الحديث فنجد لهذا النجم ذكر في الأشعار، فهذا أمير الشعراء أحمد شوقي يقول يمدح أحدهم ويستخدم رأس التنين في هذا المدح:
فأهلا بالأمير وما رأينا
هلالا تستقرّ به الركاب
ولا شمسا برأس التنين حلّت
وفي الدنيا ضحاها واللعاب
تغيب عن البلاد وعن بنيها
وما لك عن قلوبهم غياب