أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «النوف للمحامل الشراعية» ينطلق السبت في أبوظبي تعاون بين «الداخلية» و«التعليم والمعرفة» في الابتكار

أعلن معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة MEFCC، أكبر مهرجان للثقافة الشعبية في المنطقة والذي يتم تنظيمه بالشراكة مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن انضمام الممثل والمنتج الحائز جائزة غولدن غلوب، أوسكار إيزاك، إلى قائمة النجوم المشاركين في نسخة عام 2024 من المعرض الذي يقام من 9 إلى 11 فبراير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وعُرف إيزاك بأدائه عدداً من الأدوار التي لقيت إعجاب محبيه وبخوضه مسيرة غير اعتيادية بدأت من ملحمة Star Wars وصولاً إلى عالم Marvel السينمائي وعالم X - Men، إلا أن أداءه دور بو دامرون، طيار جناح x المقاتل في ثلاثية Star Wars ،2015 - 2019 هو ما جعل منه نجماً عالمياً محبوباً وإسماً معروفاً في المجال. كما أسهم أداؤه دور مغنٍ شعبي مكافح في الدراما الموسيقية Inside Llewyn Davis (2013) في ترشيحه لجائزة غولدن غلوب، وقد حصل فعلياً على هذه الجائزة عن دوره في مسلسل HBO القصير Show Me a Hero ورشِّح لنيل جائزة إيمي عن دوره في مسلسلScenes from a Marriage  على قناة HBO.
وشكّل Moon Knight دخول إيزاك إلى عالم Marvel السينمائي، حيث أدى دور البطولة في هذه السلسلة المكونة من 6 حلقات والتي تدور أحداثها حول رجل قانون مستقل على صلة بكائن قمر مصري من عالم آخر. وتبعت مشاركته هذه أدوار أكثر شهرة، حيث أعار صوته لشخصية ميغيل أوهارا وSpider - Man 2099  في Spider-Man: Into the Spider - Verse وSpider - Man: Across the Spider-Verse، ولديوك ليتو أتريدس في الفيلم الهوليوودي الشهير  Dune.
وسيسرّ حضور إيزاك إلى أبوظبي هواة معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة ورواده، حيث سيشارك الممثل الذي استوحى دوره من شخصية ستانلي كوبريك في فعالية لقاء النجوم التي تتيح للزوار مقابلة أبرز المشاهير والتقاط الصور معهم لترافقهم هذه الذكرى مدى العمر.
كما سينضم فنان المانغا الأسطوري ومبتكر شخصية الكابتن تسوباسا، يويتشي تاكاهاشي، إلى معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة في أبوظبي حيث سيسرّ محبوه بلقائه. فقد ألهمت مانغا تاكاهاشي المعروف بالكابتن ماجد في منطقة الشرق الأوسط، مختلف الأجيال على مر السنين، وليس فقط محبي الرسوم المتحركة والمانغا، ولاعبي كرة القدم المحترفين بمن فيهم ميسي وزيدان وإنييستا وسواهم الكثير. ويظهر تأثيره في المنطقة واضحاً حيث نشأ الكثير من المعجبين على هذه السلسلة التي تُعتبر من أبرز الأعمال التي ساهمت في رواج الأنيمي في الشرق الأوسط.
وستنضم إلى مجموعة النجوم صوفيا دي مارتينو التي أدت دور سيلفي في مسلسل Loki التلفزيوني من عالم Marvel السينمائي. وحصلت دي مارتينو على جائزة "الأداء المتميز" وجائزة أفضل فريق إلى جانب توم هيدلستون وأوين ويلسون في حفل توزيع جوائز MTV Movie & TV لعام 2022. وقد جعلها أداؤها المتميز وحضورها الجذاب نجمة محببة لدى الجماهير، حيث يطالب المشاهدون بمنحها دوراً أوسع في أعمال عالم Marvel السينمائي المستقبلية.
أما تورو فورويا، فهو أسطورة في عالم التمثيل الصوتي في اليابان، حيث ظهر لأول مرة في سن العاشرة وأدى عدداً من الشخصيات الشهيرة خلال مسيرته المهنية التي بدأت منذ 50 عاماً. اشتهر فورويا بإعارته صوته لشخصية تاكسيدو ماسك في Sailor Moon، وأمورو راي في Mobile Suit Gundam، يامشا في Dragon Ball، سابو في One Piece، بيغاسوس سيا في Saint Seiya، وراي فورويا في Detective Conan. كما أعار فورويا صوته لأكثر من 100 شخصية في عالم الأنيمي.
ويستضيف معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة عام 2024 مجموعة متميزة من مؤدّي الصوت ومن بينهم الممثل ومؤدي الصوت والمغني الياباني شو هايامي، فرانك ويلكر الفنان الذي أعار صوته لشخصية ميغاترون في فيلم Transformers، غارفيلد وسكوبي دو، بيتر كولين مؤدي صوت شخصية أوبتيموس برايم، بطل Transformers ومؤدي الصوت والموسيقي تروي بايكر.
وتستضيف أبوظبي الأسبوع المقبل مبتكر القصص المصورة الشهير سيمون دي ميو. وبصفته فناناً حصرياً لدى DC Comics، يُعتبر دي ميو حالياً سلسلة جديدة لباتمان وروبن وسيُمتع الجمهور بالتحدث عن مسيرته العريقة كفنان في هذا المجال.
وسينضم دي ميو إلى مجموعة النجوم الكبيرة المشاركة في دورة هذا العام من المعرض إلى جانب مبتكر القصص المصورة البرازيلي الأسطوري إيفان ريس، مارك بروكس، كارلو باغولايان، ستيفن سيغوفيا، ستيف ماكنيفن، وكودي عبدو المعروف باسم BossLogic.
وتضم مجموعة المشاهير الضيوف المشاركين في المعرض هذا العام الممثل تاز سكايلر المرشح لجائزة أوليفييه وزميله نجم سلسلة One Piece إيناكي غودوي. وتشهد نسخة هذا العام مشاركة جايمس وأوليفر فيلبس اللذين أديا دور التوأمين المشاكسين ويزلي في سلسلة Harry Potter، وممثل Star Wars  الشهير تيمويرا موريسون.
يضم المعرض إرثاً غنياً يمتد على مدى 12 عاماً من الاحتفاء بالأفلام والانتاج التلفزيوني والخيال العلمي والأنيمي والمانجا والألعاب والقصص المصورة والمقتنيات، ويُقام في شراكة استراتيجية مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. ويهدف المعرض إلى توفير تجربة خلابة للمعجبين في العاصمة الإماراتية ليستمتعوا بأنشطة جذابة لا تُحصى بدءاً من لقاء النجوم، حيث يمكن للزوار مقابلة المشاهير وصنع ذكريات ترافقهم مدى الحياة، ونادي مبدعي القصص المصورة، حيث يمكن لعشاق هذا النوع من الفن توجيه طلبات لأعمال فنية خاصة بهم، إضافة إلى ممشى الفنانين الذي يضم فنانين محليين وإقليميين ناشئين ومعروفين يعرضون ويبيعون أحدث أعمالهم، وساحة الألعاب حيث يمكن للمعجبين تعزيز أدائهم والتنافس في مختلف البطولات والتحديات.
ويشهد المسرح الرئيس Main Stage  استضافة حلقات نقاش مع المشاهير ومقابلات وجلسات مجتمعية، وعروضاً أوّلية للمعجبين والضيوف، بينما يمكن للزوار الاستمتاع في ساحة المهرجان Festival Plaza بعروض ترفيهية حية وأنشطة موسيقية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أبوظبي دائرة الثقافة والسياحة

إقرأ أيضاً:

قرية الغجر: كيف أشعل خط على الخريطة نيران الصراع في الشرق الأوسط؟

نشرت مجلة "نيو لاينز" تقريرًا يسلط الضوء على قضية قرية الغجر، التي تقع عند الحدود بين سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة، والتي أصبحت ضحية لخطأ خرائطي استعماري أدى إلى تقسيمها، موضحًا أن جذور المشكلة تعود إلى خط الحدود المعروف بـ"الخط الأزرق"، الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 لتحديد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"،  إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أدى  إلى حالة من الهدوء الهش على الحدود بين لبنان و"إسرائيل".

ووفقًا لمذكرة تفاهم نشرتها الولايات المتحدة وفرنسا، ستقوم الولايات المتحدة، بالشراكة مع الأمم المتحدة، بتسهيل المحادثات غير المباشرة بين البلدين لحل النقاط المتنازع عليها على طول ما يسمى بالخط الأزرق، وهو خط رسمه رسامو الخرائط التابعون للأمم المتحدة في أيار/ مايو 2000، إيذانًا بانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان.



وقد تجاوز عمر هذا الخط الأزرق، الذي زُعم أنه مؤقت، عمر الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بسبع سنوات الآن، ولا يزال يشكل مصدر توتر سياسي بين "إسرائيل" ولبنان ومصدر قلق هائل لسكان المنطقة الحدودية المتنازع عليها.

وتعد قرية الغجر، وهي قرية يسكنها علويون، وتسيطر عليها "إسرائيل" وتطالب بها كل من لبنان وسوريا، أخطر نقاط الخلاف؛ فقد قسم الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة قرية الغجر إلى قسمين. جزء يقع تحت السيطرة اللبنانية والآخر تحت السيطرة الإسرائيلية، مع كل القيود المفروضة على الحركة التي يمكن للمرء أن يتخيلها في منطقة حدودية بين بلدين في حالة حرب، لقد قسم خط مرسوم على الخريطة العائلات وعطّل حياة القرويين الذين عاشوا كمجتمع متماسك لقرون.

وتجمع القصة الكامنة وراء تقسيم قرية الغجر بين الإرث الاستعماري للشرق الأوسط الحديث، وترسيم الحدود الأخرق، والأخطاء والتلاعبات في رسم الخرائط، والصراعات العربية الداخلية، والصراعات الغربية الإسرائيلية حول الوصول إلى المياه في سياق الجغرافيا السياسية الأوسع في الشرق الأوسط.

وأوضحت المجلة أن قرية الغجر، التي يبلغ عدد سكانها 2,806 نسمة وفقًا لإحصاء سنة 2022، تقع على الضفة الشرقية لنهر الحاصباني، بين سوريا ولبنان و"إسرائيل"، وهي قريبة من المنحدرات الغربية لجبل الشيخ ومنبع نهر الأردن، وقد احتلت "إسرائيل" القرية وبقية هضبة الجولان خلال حرب حزيران/ يونيو 1967.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 1981، أقرّ الكنيست قانون مرتفعات الجولان، الذي طبّق القانون الإسرائيلي على المنطقة ومنح الجنسية الإسرائيلية لسكان الغجر؛ حيث يعرّفون أنفسهم بأنهم علويون سوريون ولكنهم مندمجون تمامًا في الحياة السياسية والاقتصادية في "إسرائيل".

ولعدة قرون، كانت الغجر قرية فقيرة ونائية في ولاية دمشق التابعة للإمبراطورية العثمانية، ثم أصبحت قرية سورية خلال فترة الانتداب الفرنسي عندما منحت عصبة الأمم فرنسا حق الوصاية المؤقتة على سوريا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.

وقسمت فرنسا المنطقة المعروفة باسم سوريا الكبرى إلى لبنان وسوريا، وفرضت الحكم الفرنسي على البلدين، وكان إنشاء الدولتين تعبيرًا عن منهجية "فرّق تسد" الاستعمارية.

وفي 31 آب/ أغسطس 1920، أصدر هنري غورو، أول مفوض سامٍ فرنسي في سوريا ولبنان، المرسوم 318، معلنًا إنشاء لبنان الكبير منفصلًا عن سوريا. ورغم أن الفرنسيين لم يرسموا حدود هذه الدولة الجديدة بدقة، إلا أنهم استخدموا خريطة فرنسية تعود لسنة 1862، "خريطة لبنان"، لتوضيح نواياهم فيما يتعلق بخطوطها.

على الرغم من أن "خريطة لبنان" كانت خريطة مرسومة بشكل جميل، إلا أنها كانت غير دقيقة وكان مقياس رسمها صغيرًا جدًا بحيث لا يمكن استخدامها لأغراض ترسيم الحدود بشكل احترافي.

ووفقًا لهذه الخريطة، فإن خط الحدود في المنطقة التي تهمنا يتبع مجرى نهر الحاصباني وينحني شرقًا باتجاه جبل الشيخ شمال الغجر، مما يضع القرية داخل سوريا مباشرة، ونظرًا لأن سوريا ولبنان لم يوقعا حتى هذا التاريخ معاهدة رسمية لترسيم الحدود، فإن الخريطة الفرنسية غير الدقيقة المرسومة عام 1862 هي الوثيقة الرسمية الوحيدة التي تُظهر الخطوط العريضة لحدود لبنان كما رسمتها فرنسا.



في سنة 1936؛ أنتج الفرنسيون أخيرًا خريطة أحدث للمنطقة. واستنادًا إلى الخرائط العثمانية لسوريا ولبنان، والتي كانت لا تزال غير مهنية نسبيًا، وُضعت قرية الغجر داخل سوريا بينما تم تحديد نهر الحاصباني كنهر حدودي بين سوريا ولبنان، وفقاً للنوايا الأصلية للفرنسيين في سنة 1920.

وأشارت الصحيفة إلى أن أحداث الحرب العالمية الثانية أدت إلى تفاقم الارتباك في رسم الخرائط، ففي تموز/ يوليو 1941، احتلت قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا سوريا ولبنان، التي كانت تحتلها فرنسا الفيشية في ذلك الوقت، حليفة ألمانيا النازية.

وفي سنة 1942، أصدرت السلطات البريطانية خرائط عالية الجودة نسبيًا وواسعة النطاق لسوريا ولبنان، لكنها لم تقم بعمل جيد في نقل البيانات الخرائطية الأساسية من الخريطة الفرنسية لسنة 1936.

لم تحافظ الخريطة البريطانية على الحدود كما ظهرت في خريطتي 1920 و1936، التي تركت الغجر داخل سوريا والحاصباني كخط حدودي، ونتيجة لذلك، تظهر قرية الغجر على خريطة 1942 داخل لبنان بالكامل، بينما وُضع نهر الحاصباني جنوب القرية في سوريا، لأن خط الحدود لم يُرسم داخل مجرى النهر بل غربه. ومع ذلك لم يؤثر الخطأ على أهالي الغجر: فقد ظلت القرية سورية تدار من قبل سوريا كجزء من مرتفعات الجولان، بينما استمر وصول لبنان إلى نهر الحاصباني دون عوائق كما كان قبل وصول القوات البريطانية.

وذكرت المجلة أن الهيمنة البريطانية في إنتاج الخرائط خلال الفترة الاستعمارية، وميل رسامي الخرائط في جميع أنحاء العالم إلى نسخ الحدود من المصادر الموجودة لتوفير تكاليف البحث وتجنب المسؤولية، أديا إلى قيام رسامي الخرائط من جميع أنحاء العالم بنسخ الحدود الخاطئة في خرائطهم.

وتُعرف أوائل الستينيات بأنها سنوات "حروب المياه" بين "إسرائيل" وجيرانها العرب؛ فقد أقامت "إسرائيل" ناقل المياه الوطني لنقل المياه من بحر الجليل إلى صحراء النقب، بينما كانت الدول العربية تبذل جهودًا لتحويل منابع نهر الأردن الموجودة في سوريا ولبنان ومنعها من التدفق إلى بحر الجليل في "إسرائيل"، وكان أحد هذه المنابع هو نهر الحاصباني، ولا سيما رافد الوزاني الموجود غرب الجزء الشمالي من قرية الغجر.

غير أن الأمر الأقل شهرة عن "حروب المياه" هو أنه حتى عندما كانت "إسرائيل" وجيرانها العرب يتصارعون على السيطرة على موارد المياه الإقليمية، كان لبنان وسوريا يحاولان تحديد حقوق استخدام الأنهار الثلاثة التي يتشاركانها: العاصي والكبير والحاصباني.

في هذا السياق، بدأ رسامو الخرائط اللبنانيون سنة 1963 في إعداد سلسلة من الخرائط لأول مرة منذ حصول البلاد على الاستقلال، الأمر الذي كانت له تداعيات مترتبة على قرية الغجر.

وأوضحت المجلة أن رسامي الخرائط اللبنانيين كانوا يعلمون أن القرية كانت تدار من قبل سوريا، لكنهم اختاروا رسم الحدود بما يتوافق مع مصالح لبنان، خاصة فيما يتعلق بالموارد المائية.

ففي الجنوب الغربي من الغجر، أعادوا خط الحدود إلى مجرى نهر الحاصباني كما في الخريطة الفرنسية لسنة 1920، مما جعل نهر الحاصباني نهرًا حدوديًا يمكن الوصول إليه من قبل سوريا ولبنان، ولكن للتأكد من بقاء منابع الوزاني، في لبنان بالكامل، انحرفوا عن الخريطة الفرنسية السابقة.

وبدلاً من الالتفاف حول قرية الغجر شمال القرية وتركها بالكامل في سوريا، رسموا خطًا باتجاه الشمال الشرقي، إلى الجنوب من الينابيع، قاطعين القرية وتاركين النصف الشمالي في لبنان والجنوبي في سوريا، ولأنهم أدركوا أن تقسيم القرية على الخريطة سيؤدي إلى حالة شاذة قد تلفت الانتباه، أطلقوا على النصف الشمالي من القرية اسم "الوزاني"، مما خلق انطباعًا خاطئًا بأنها قرية مختلفة.

ولكن لأن قرية الغجر لم تكن مقسمة فعليًا، استمر سكان القرية في العيش كما كانوا يعيشون دائمًا، ولم يخبرهم أحد أن الخريطة الجديدة أظهرت قريتهم مقسمة إلى نصفين.

وقد قام رسامو الخرائط في جميع أنحاء العالم، استمرارًا لممارسة توفير المال المذكورة أعلاه، بنسخ الخرائط اللبنانية؛ ونسخوا الخط الخاطئ الذي وضعه رسامو الخرائط اللبنانيون في منطقة الغجر، بما في ذلك قرية الوزاني الوهمية، وقد ظهر هذا الخط حتى في الخرائط السورية والإسرائيلية، وفي نهاية المطاف، وجد طريقه إلى خرائط الأمم المتحدة.

لكن سكان القرية بقوا كما كانوا من قبل، في قرية الغجر غير المقسمة، غافلين تمامًا عن حقيقة أن جميع الخرائط، بما في ذلك خرائط "إسرائيل" بعد 1967، التي أظهرت قريتهم الواحدة كقريتين منفصلتين - الغجر والوزاني - مقسمة بالحدود السورية اللبنانية، ولم يتغير واقعهم المعاش إلا في أيار/ مايو 2000، عندما اتخذت "إسرائيل" القرار الأحادي الجانب بإنهاء وجودها العسكري في جنوب لبنان، ورسمت الأمم المتحدة خط الانسحاب.

وذكرت المجلة أن المواد التي قدمها الإسرائيليون إلى رسامي الخرائط التابعين للأمم المتحدة أوضحت أن قرية الغجر كانت جزءًا لا يتجزأ من مرتفعات الجولان السورية حتى حرب حزيران/ يونيو 1967، والتي انتهت بسيطرة "إسرائيل" على المنطقة، لكن فريق الأمم المتحدة قرر الاعتماد بشكل أساسي على خريطته الخاصة التي نسخت الحدود المرسومة من الخريطة اللبنانية لسنة 1963-1964، والتي أظهرت الغجر مقسمة بين سوريا ولبنان.

رفض سكان القرية، الذين صدموا عندما علموا أن مصير قريتهم كان موضع تساؤل، السماح لفريق الأمم المتحدة بدخول قرية الغجر، ولم يتمكن فريق الأمم المتحدة من أن يدرك أن قرية الغجر كانت مجتمعًا واحدًا غير مقسم، وهكذا رسموا الخط عبر الغجر، مما خلق الأزمة الإنسانية والأمنية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

تُظهر خرائط "غوغل" حاليًا الخط الأزرق الذي يمر عبر القرية، وتكرّس هذا التقسيم الزائف الذي يقسم القرية إلى مجتمعين منفصلين، مجتمع الوزاني الوهمي في الشمال والغجر في الجنوب.

وقال فريق رسم الخرائط التابع للأمم المتحدة إنهم رسموا الخط الأزرق لأغراض عملية، على أن يتم تحديد القرار النهائي بشأن الحدود الدولية باتفاق بين الدول المعنية.



وبعد أن بدأ الاشتباك العسكري بين "إسرائيل" وحزب الله في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية إمكانية استخدام اتفاق وقف إطلاق النار لحل النقاط المتبقية المتنازع عليها على طول الخط الأزرق، وربما يؤدي ذلك إلى إبرام معاهدة رسمية للحدود بين لبنان و"إسرائيل".

ختمت المجلة بأن الوقت قد حان لتحرير سكان الغجر من الصدمة المفروضة عليهم وما يترتب عليها من عواقب، ويبقى أن نرى ما إذا كانت الأمم المتحدة التي كرّست أخطاء الآخرين دون أن تدري ستصحح خطأها، ولعلّ إزالة هذه النقطة الخلافية غير الضرورية على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية يحقق بعض العدالة لسكان القرية، ويخفف من مخاوفهم الوجودية ويساعد في تخفيف التوتر الجيوسياسي.

مقالات مشابهة

  • النفط يرتفع في ظل توتر وضع الشرق الأوسط
  • النفط يرتفع بدعم من مخاطر الشرق الأوسط
  • "باي سكاي" ضمن قائمة فوربس لأقوى 50 شركة تكنولوجيا مالية في الشرق الأوسط
  • خبير فرنسي: نظام عالمي جديد ينطلق من الشرق الأوسط ويقصي أوروبا
  • وزير الشرق الأوسط البريطاني: 10% من أهالي غزة فقط يحصلون على مياه شرب آمنة
  • قرية الغجر: كيف أشعل خط على الخريطة نيران الصراع في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل تكشف خططها بـ«الشرق الأوسط».. من أعداءها الجدد؟
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • ترامب يخول القادة العسكريين في الشرق الأوسط بتوجيه الضربات بلا إذن منه
  • الجامعة العربية: روسيا داعمة لحل الأزمة الليبية