حققت الهيئة العامة لقصور الثقافة، أرقاما غير مسبوقة، ضمن مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 55، التي أقيمت في الفترة من 24 يناير إلى 6 فبراير الحالي، ضمن برنامج وزارة الثقافة المنفذ برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة. وبلغ إجمالي مبيعات الهيئة مع اليوم الأخير لفعاليات المعرض نحو 130 ألف نسخة كتاب من إصداراتها، وبإجمالي إيرادات أعلى من أي مشاركة سابقة في المعرض.

وأعرب عمرو البسيوني رئيس هيئة قصور الثقافة عن سعادته بنتائج المشاركة في معرض الكتاب والأرقام التي حققتها الهيئة هذا العام، وما شهده جناحها من إقبال كثيف طوال فترة المعرض مما عكس النجاح الكبير للهيئة في تأدية رسالتها نحو القارئ المصري.

وأشاد "البسيوني" بالجهود المبذولة لتقديم صورة مشرفة لهيئات وقطاعات وزارة الثقافة وبالنجاح الكبير لمعرض الكتاب، مقدما شكره للدكتورة نيفين الكيلاني لتوجيهاتها ودعمها الدائم لخطط وبرامج هيئة قصور الثقافة، كما وجه الشكر للجنة النشر بالهيئة وحرصها على أن تقدم هذا العام مشاركة مميزة عبر العناوين المختارة بعناية في جميع السلاسل وعدد الإصدارات التي تم طرحها في المعرض، وقدم شكره لهيئات تحرير السلاسل والفنانين مصممي الأغلفة.

كما توجه بالشكر لجميع إدارات الهيئة وجهودها المبذولة في المعرض والترويج والدعاية له سواء على مستوى جناح الهيئة في البيع أو العرض، وكذا البرنامج الفني المقدم بمسرحي بلازا 1 وبلازا 2، والأنشطة المقدمة للطفل وزيارات المشروع الثقافي بالإسكان البديل وأبناء المحافظات الحدودية "أهل مصر"، متمنيا للجميع دوام التوفيق في القادم.

كان جناح الهيئة بالمعرض المنفذ بإشراف الإدارة العامة للتسويق والمبيعات برئاسة تغريد كامل، قد شهد تزاحمًا وإقبالا كبيرًا من الجمهور والرواد الذين أقبلوا على اقتناء عناوين إصداراتها المميزة نظرًا لتنوعها وقيمتها وأسعارها المخفضة التي في متناول الجميع، حيث أصدرت الهيئة خلال فعاليات المعرض 120 عنوانًا جديدًا نفد أغلبها في الأيام الأولى.


الكتب الأعلى مبيعا في جناح قصور الثقافة

جاء في صدارة عناوين الكتب الأعلى مبيعا في جناح قصور الثقافة رواية "مائة عام من العزلة" لماركيز، و"الأحمر والأسود" لستندال، "مدام بوفاري" لجوستاف فلوبير، كتاب "البخلاء" للجاحظ، "موسوعة المستشرقين" لنجيب العقيقي، ومجموعة كتب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وكتاب "العقلانية القلقة في فكر طه حسين" للدكتور محمد دوير، و"أصل الأنواع" لداروين، و"مختارات قصصية حول العالم" ترجمة شباب المترجمين، الأعمال الكاملة لعبد الفتاح الجمل، وكتب النشر الإقليمي (الكتاب بجنيه واحد)، ونفدت كتب ومجلات قطر الندى للأطفال.

تنوع كبير في سلاسل إصدارات الهيئة

حرصت هيئة قصور الثقافة هذا العام على اختيار عناوين الكتب المطروحة بعناية، من قِبل لجنة النشر برئاسة الكاتب الصحفي طارق الطاهر رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة، وعضوية كل من الباحث والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، أحمد درويش رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، والكاتب الحسيني عمران مدير عام النشر الثقافي.

وجاءت مختلف سلاسل الهيئة هذا العام لتكون بمثابة مشاريع ثقافية وليست إصدارات منفردة، فمن خلال سلاسل "أصوات" و"إبداعات" و"نصوص مسرحية"، قدمت الهيئة 33 مبدعًا من مختلف الأجيال والاتجاهات الفنية، وكذلك من شتى أنحاء مصر، مراعية فى هذا الأمر "العدالة الثقافية".

واستمرارا لفلسفة هيئة قصور الثقافة، في الكشف عن المواهب، والتعاون مع مختلف المؤسسات داخل وخارج وزارة الثقافة، نشرت سلسلة آفاق عالمية كتاب مختارات قصصية مترجمة من حول العالم لمجموعة من المؤلفين، ترجمة شباب المترجمين من مختلف الجامعات المصرية، الذي يندرج تحت مشروع كشاف المترجمين الذى يتبناه المركز القومي للترجمة. كما نشرت السلسلة لمجموعة بارزة من المترجمين، وصلت هذا العام لأكثر من 11 كتابا مترجما من مختلف اللغات.

وفي سلسلة "ذاكرة الكتابة" طالعنا مجموعة من المؤلفات المهمة، وعلى رأسها الهدية الكبيرة التى قدمت لرواد المعرض وهى موسوعة المستشرقون في ثلاثة أجزاء لنجيب العقيقى، تقديم تقديم د. حسان عبد الظاهر. 

كما نشرت سلسلة "حكاية مصر" مجموعة متنوعة من العناوين منها "الحرية والحقيقة تحديات الثقافة والمثقف المصري" نبيل عبد الفتاح، "مصلحة الجمارك المصرية" د. عاطف أحمد، "بطرس باشا غالي ودوره في السياسة المصرية" د. شيماء إسماعيل النكلاوي.

واستحدثت الهيئة سلسلة جديدة بعنوان الطبعة الثانية وهي تعنى بإعادة نشر الكتب التى صدرت طبعتها الأولى بالهيئة في شتى السلاسل وقد نفد توزيعها، وجاءت أربعة عناوين باكورة هذه السلسلة، وهي: "مذكرات مجنون" للوشون ترجمة ميرا أحمد، "مسرح الطفل المعاصر" د. محمد عبد العاطي، "خمسون عاما من الثقافة الجماهيرية" محمد سعيد، و"السويس" وهو لمجموعة من الباحثين.

ونشرت سلسلة الذخائر مجموعة متكاملة من كتب التراث المرتبطة بالوجدان الإبداعي مثل "البخلاء" للجاحظ، و"طوق الحمامة" لابن حزم، "البخلاء" للجاحظ، "الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الاسلام" للمقريزي تحقيق د. عطا أبو رية ود. عبد المعطي سمسم، و"الألفاظ الكتابية" للهمذاني.

كما استمرت الهيئة في إتاحة كتب عميد الأدب العربي د. طه حسين بأسعار زهيدة، مشاركة منها فى الاحتفال بخمسين عامًا على رحيله، حيث أصدرت هذا العام 36 كتابا للعميد، بعد أن نشرت فى العام الماضى 20 عنوانا احتفاء به، ليصل بذلك عدد الكتب التى نشرتها الهيئة للعميد إلى (56) كتابا، ولم تكتف الهيئة هذا العام بنشر مؤلفات العميد، بل وجد رواد المعرض مجموعة من الكتب التي تتناول فكر ومسيرة وحياة د. طه حسين، وهي "العقلانية القلقة في فكر طه حسين" د. محمد دوير، "ما بعد الأيام" د. محمد حسن الزيات، "وثائق ملف الطالب طه حسين بكلية الآداب 1910-1914" د. چيهان أحمد عمران، و"سلطة الكلمة.. مسالك لدراسة أدب طه حسين وفكره" إعداد كل من منجي الشملي، عمر مقداد الجمني، ورشيد الفرقوري وتقديم سامي سليمان أحمد.

ومن خلال إصدارات سلسلة "الدراسات الشعبية" صدرت عناوين: "الأزياء الشعبية في صعيد مصر" حارص عمار النقيب، "طقوس وأغاني العديد والحجيج ورحلة الحج المقدسة إلى أبيدوس" أحمد الليثي، كما شرفت السلسلة بنشر واحد من أهم الكتب فى مجال التراث الشعبى، للفائز مؤخرا بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وهو العالم المصري الكبير د. سعيد المصري، حيث أصدرت السلسلة الطبعة الثانية -بعد عشر سنوات من الطبعة الأولى- كتاب "إعادة إنتاج التراث الشعبي" في جزئين.

كما وجد زوار جناح الهيئة -أحدث مؤلفات الناقدة الكبيرة سيزا قاسم، كتاب "شذور الذهب فى التفسير والتاريخ والفن والأدب"، وإصدارات لأسماء بارزة فى مجال النقد من مختلف الأجيال: أحمد عبد المعطي حجازي، د. أحمد مجاهد، حلمي سالم، محمد صلاح غازي، علاء الديب، صبرى حافظ، د. فريال غزول، د. محمد دوير، د.رامى هلال، د. شوقي ضيف، فرج مجاهد عبد الوهاب، د. محمد مندور، د. شكرى عياد.

حفلات توقيع وإطلاق كتب الهيئة للمرة الأولى بالمعرض

وللمرة الأولى شهدت قاعة حفلات التوقيع بمعرض  الكتاب في دورته الـ55، حفل إطلاق كتاب "مختارات قصصية من حول العالم"، وهو لمجموعة مؤلفين، وترجمة مجموعة من شباب المترجمين، الذين يصل عددهم إلى 28 مترجما من شتى ربوع الوطن وبمختلف اللغات من الأردية، السواحيلية، الصينية، الفارسية، الفرنسية، الكورية، الألمانية، الإيطالية، الإنجليزية، التركية، والإسبانية.

وتضمنت الفعاليات حفل توقيع المجموعة القصصية "شطحات منسية" للكاتب د. أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم الأسبق، والصادرة من خلال سلسلة "أصوات أدبية"، بحضور عدة وزراء سابقين ونخبة من الإعلاميين وأساتذة الجامعة.

كما شهد المعرض حفل توقيع كتاب "إعادة إنتاج التراث الشعبي" للدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، الصادر ضمن سلسلة الدراسات الشعبية، وذلك بحضور قيادات الهيئة وعدد من المثقفين والإعلاميين.

كما احتفت الهيئة بمئوية الكاتب الكبير الراحل عبد الفتاح الجمل، فى احتفالية أدارها الكاتب الصحفي طارق الطاهر، عقدت بالصالون الثقافي بالمعرض،   بحضور أسرة الراحل ومشاركة نقيب الصحفيين الأسبق الكاتب الصحفي يحيى قلاش، والناقد صلاح هاشم، وابن شقيق المحتفى به عوض الجمل، والكاتبة الصحفية عائشة المراغي، التي قامت بجمع وإعداد الأعمال الكاملة للجمل، التى أصدرتها الهيئة فى جزئين حققا رواجا كبيرا.

عروض فنية وتراثية أشعلت أجواء معرض الكتاب

وفي جانب العروض الفنية وحرصا على تنمية الذائقة الفنية للجمهور قدمت الهيئة 16 عرضا فنيا لفرق "الشلاتين التلقائية، التنورة التراثية، كورال فكرة لمركز الجيزة الثقافي، كورال أطفال قصر ثقافة روض الفرج لذوي القدرات الخاصة، كورال أطفال شبرا الخيمة لذوي القدرات، فرقة أغاني الشباب، كورال السويس، وفرقتي النيل وشبين القناطر للآلات الشعبية" وذلك على مسرحي "بلازا 1" و "بلازا 2" بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وتنفيذ الإدارة العامة للمهرجانات برئاسة إيمان حمدي والإدارة العامة للفنون الشعبية برئاسة الفنان محمد حجاج.

وكانت هذه الفرق الفنية بمثابة مصدر بهجة يومية لجمهور ورواد المعرض الذين تفاعلوا معها كثيرا وحرصوا على توثيق عروضها التراثية نظرا لما تقدمه من فنون تعبر عن ثراء الإبداع المصري في المحافظات كافة.

زخم وتنوع كبير بأنشطة الأطفال وفعاليات بجناح "حياة كريمة"

وشهد نشاط الهيئة المقدم بركن الطفل حالة من الزخم الدائم والإقبال الكبير، حيث قدمت الهيئة عددا متنوعا من الورش الفنية والأدبية في ضوء التعاون مع مؤسسات الدولة، منها 42 ورشة فنية تنوعت ما بين"إعادة التدوير، طباعة بالاستنسل، حلي وإكسسوارات، رسم على الوجه، كولاج، مجسمات بالطين الأسواني، تصميم تابلوهات ولوحات بخامات من البيئة، رسم بألوان ومواد مختلفة، تصميم مجسمات بالفوم، وقدمت مجلة "قطر الندى" عددا من الورش التفاعلية لأطفال المعرض. إلى جانب 6 ورش حكي تضمنت مناقشة عدد من القصص منها "السياحة في مصر، الصحة والسلامة، كيف أكون مبدعا".

بالإضافة إلى 7 ورش ثقافية منها "اصنع كتابك، سليم حسن عاشق الآثار، كيف تكتب اسمك باللغة المصرية القديمة، مجلة الحضارة المصرية، مجلة أمثال شعبية، مجلة عن يعقوب الشاروني، ومجلة حائط بعنوان "فلسطين في القلب".

أما عن الورش التي أقامتها الهيئة داخل الجناح الخاص بمؤسسة "حياة كريمة" بالمعرض، تم تنفيذ 10 ورش فنية منها "لعبة بازل بالفوم، حلي وإكسسوارات، رسم على الوجه، إعادة تدوير، ومجلة حائط".

كما قدمت الهيئة 4 لقاءات تثقيفية حول عدة موضوعات وهي "التغيير المناخي، تبسيط التراث، أطفالنا سفراء التنمية المستدامة، ومجلة قطر الندى".

وتمت الفعاليات بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، الإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة د. جيهان حسن والمشرف على المشروع الثقافي بالإسكان البديل، ونفذها فنانو قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي، وأتوبيس الفن الجميل، والإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة د. الشيماء الصعيدي.


زيارات وجولات المشروع الثقافي بالإسكان البديل وأبناء المحافظات الحدودية "أهل مصر"

وفي جانب الزيارات والجولات الميدانية داخل المعرض نظمت الهيئة زيارة لعدد 120 شابا من المشاركين بالملتقى الثقافي للشباب "أهل مصر" في دورته 14، هذا بالإضافة إلى 8 زيارات لأبناء الإسكان المطور بديل العشوائيات من أحياء "أهالينا، المحروسة، الأسمرات، روضة السيدة زينب، الخيالة، حدائق أكتوبر، الروضة، معا" تم خلالها تقديم ورش فنية، ورش حكي، مسابقات ثقافية، ندوات ولقاءات عن السلوكيات الإيجابية بالإضافة إلى جولات داخل أجنحة مؤسسات الدولة ومنها وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والرقابة الإدارية، وجاءت الزيارات في ضوء التوجيهات الرئاسية، بتنظيم برامج لبناء الإنسان بمشروعات الإسكان الأمن "بديل العشوائيات"، وضمن استراتيجية وزارة الثقافة وما تقوم به من دور تنويري في المجتمع للارتقاء بالوعي الثقافي للجماهير من سكان المدن الجديدة والمحافظات الحدودية والنائية، وخطط العدالة الثقافية وبناء الإنسان.

يشار إلى أن الدورة 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب أقيمت هذا العام بمشاركة عدد كبير من دور النشر المصرية والعربية وحلت عليه دولة النرويج ضيف شرف هذه الدورة، واختير عالم المصريات الشهير الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض، والكاتب الكبير يعقوب الشاروني شخصية لمعرض الطفل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قصور الثقافة معرض الكتاب الهيئة العامة لقصور الثقافة وزارة الثقافة

إقرأ أيضاً:

"قصة مدينتين" احتفال بالتآزر الثقافي بين أثينا والإسكندرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق تتواصل فعاليات المعرض الفني "قصة مدينتين" بمتحف الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية أثينا، الذي افتتح مساء أمس الأربعاء، ويقام تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة الخارجية والسفارة المصرية في اليونان، احتفالا بذكرى الاتحاد اليوناني المصري الذي حدث في أثينا، ويعيد إحياء العلاقات التاريخية والثقافية العميقة التي ربطت بين البلدين على مر القرون.ويتم تنظيم المعرض  بالتعاون مع أرشيف كافافيس، ومؤسسة ومكتبة أوناسيس برئاسة أفروديتي باناجيوتاكو، ومتحف بيناكي برئاسة الدكتور جورج مانجينيس؛ ومتحف الأكروبوليس برئاسة الدكتور نيكولاوس ستامبوليديس.ويستمر المعرض باليونان حتى 16 يوليو القادم، ثم تستضيفه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 17 وحتى 31 أكتوبر القادم.السفير المصري باليونان وعدد من المنظمين خلال الافتتاح

وأعرب السفير المصري باليونان، عمر عامر، عن سعادته بالمعرض قائلا: "نحن فخورون بأن نقول إن المصريين واليونانيين مرتبطون جينيًا، وسيستمر هذا التربط بينهم. وبينما نجتمع اليوم في متحف الأكروبوليس التاريخي بأثينا للاحتفال بفعالية "قصة مدينتين" الثقافية، نتذكر الإسهامات الخالدة لحضاراتنا في قيم الإنسانية من المعرفة والجمال والسعي للتميز. 

وأضاف: "هذه الفعالية هي شهادة على الرابط المتين بين مصر واليونان، وهما حضارتان قديمتان شكلتا العالم. اليوم، بينما نقف هنا، نحتفل بتراثنا المشترك والجسر الذي يربط الماضي بالحاضر، والشرق بالغرب."

نادين عبد الغفار

وأعربت منظمة المعرض نادين عبد الغفار، عن سعادتها بتحويل هذه المبادرة الفنية إلى حقيقة، قائلة: "هذا المعرض ليس مجرد عرض للتألق الفني، ولكنه تبادل ثقافي عميق مصمم ليكون تجربة تحويلية ولتعزيز التقدير المتجدد للعلاقات الثقافية الدائمة بين هذين البلدين. 

وأضافت: "لقد ولدت وترعرعت في الإسكندرية، وكنت مفتونة دائمًا برؤية الإسكندر الأكبر لإنشاء مدينة ثقافية، ولذلك دائما أشعر أنه من مسؤوليتي تنفيذ هذه المهمة وتوسيعها إلى عالمنا المعاصر.

وقال المدير العام لمتحف الأكروبوليس، نيكولاس ستامبوليديس: “أود أن أعترف بأن متحف الأكروبوليس لا يستضيف معارض فنية، واليوم يُعد استثناءً لأنه مرتبط بسفارة مصر، البلد الذي ليس فقط صديقًا لنا، بل نحن في علاقة أخوية معه”.

 

حوار بصري

أحد الأعمال المشاركة في المعرض

وفق القائمين عليه، يهدف المعرض إلى خلق حوار بصري يستكشف النسيج الغني لإرث مشترك أسسته العصور الكلاسيكية القديمة التي تمثلها كل من اليونان ومصر، على خلفية مبادرة عالمية لتعزيز الروابط الثقافية، وتعزيز فهم أعمق للترابط بين هذه الحضارات القديمة. 

ومن خلال أعمال الفنانين المعاصرين، سيعمل المعرض على سد الفجوة بين العصور القديمة والحاضر، مما يوضح كيف يستمر الارتباط الثقافي بين اليونان ومصر في إلهام وتشكيل المشهد الفني والثقافي اليوم.

 

أحد الأعمال المشاركة في المعرض

وسيقوم الفنانون اليونانيون والمصريون المشاركون بإنشاء أعمال فنية استجابة للتقارب الفني الذي تطور عبر التاريخ، وتسليط الضوء على الروابط العميقة الجذور التي تستمر حتى يومنا هذا، مع الاحتفال أيضًا بالهويات المتميزة لكلا البلدين. ويهدف المعرض إلى عرض الفنانين اليونانيين والمصريين في حوار مباشر يعكس حضاراتهم على مدى آلاف السنين. 

يقول المنظمون عن المعرض: "سوف يقوم بتشريح الكيمياء الفنية التي ظهرت والتعلم منها، ويدرس كيف لعبت الجماليات والرمزية دورًا رئيسيًا في تشكيل الاتجاه الإبداعي. وتقام هذه الفعالية عبر المتاحف والمكتبات وصالات العرض في كلتا المدينتين، وستضيف كل فعالية أبعادًا مختلفة لقصة هذا التبادل الثقافي".

 

فعاليات عدة

شاشة عرض لبعض المعروضات

يضم "قصة مدينتين" فنانين من بينهم أعمال للفنان الراحل محمود سعيد، وبابا جورج، وكوستاس فاروتسوس، وداناي ستراتو، وعمرطوسون، وسعيد بدر، وكريم الحيوان، وغيرهم، بالإضافة إلى ليلة واحدة في فندق السان جورج يتم خلالها تقديم أعمالا للفنان التشكيلي أحمد فريد.

بالتوازي مع هذا المعرض يقام معرض جانبي بعنوان "الفن عن طريق البحر" في أثينا سيكون مفتوحًا للجمهور حتى نهاية الصيف، ويعرض أعمال فنانين مصريين، منهم عماد أبو جرين، ودينا فهمي الروبي، ومريم أبو طالب، وإيمان بركات، ووئام علي.

ويهدف المعرض إلى خلق حوار بين الإنسانية وامتداد البحر الشاسع، وسيقدم مزيجًا من الإبداع وإيقاع الأمواج الخالد، حيث يكون الخط الساحلي المتغير باستمرار بمثابة لوحة فنية ومصدر إلهام. 

هنا، يسخر الفنانون القوة الأساسية للمياه والرمال، لترجمة همسات المد إلى شعر بصري، كل قطعة هي شهادة على مد وجزر الحياة، وانعكاس لدورة لا نهاية لها من الخلق والدمار. في هذا المعرض الغامر للطبيعة، يصبح الفن بجانب البحر تأملًا في عدم الثبات والجمال والرقص الأبدي بين الأرض والبحر. 

أحد الأعمال المشاركة في المعرض

يقول عمر طوسون، أحد الفنانين المشاركين بمتحف الأكروبوليس: "بالنسبة لي، يحمل معرض قصة مدينتين أهمية عميقة تتجاوز مكانته كمعرض فني. قبل أن أكون فنانًا، أنا سكندري، وهذا يعني امتلاك إرث ثقافي غني يتغذى وسط شوارع وزوايا هذه المدينة الرائعة. وهذا التراث المتجذر بعمق في تاريخ الإسكندرية العالمي، لا يزال يشكل الكثير من إلهامي الفني".

وتقول الفنانة اليونانية داناي ستراتو: "لقد قمت بإنشاء صولجان من الألومنيوم بطول 600 سم متوازن على عمود من الفولاذ المقاوم للصدأ بطول 150 سم، يشير إلى الإسكندرية عندما أكون في أثينا وباتجاه أثينا عندما يتم تركيبه في الإسكندرية، حوافها الحادة تخترق وتعبر الحدود المكانية للمتحف بمثابة قناة للاستكشاف المفاهيمي خارج الفضاء المادي. ومن خلال رسم خط غير محسوس يتجاوز مجرد الحدود الجغرافية".

تضيف: "يرسم التمثال محورًا يمتد إلى ما لا نهاية، ويربط بين أثينا والإسكندرية. في سياق حوار نحتي خالد حول وظائف الإدراك واللانهاية المصطنعة، يجسد المسار بين الثقافات والترابط التاريخي بين المدينتين استكشافًا عميقًا للمكانية والسرد التاريخي والذاكرة".

من افتتاح المعرض

ويتأمل الفنان سعيد بدر العلاقة بين تراث المدينتين، فيقول: "الكلمات تنمو، والناس لا يدينون إلا بكلماتهم؛ وشرف الإنسان ليس إلا كلمته. بكلمة بسيطة، يمكن أن يتبدد البؤس. الكلمات هي منارة النور للأمم".

ويضيف الفنان اليوناني كوستاس فاروتسوس: "كما قال الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز: لقد كان أفضل العصور، وكان أسوأ الأوقات، وكان عصر الحكمة، وكان عصر الحماقة، وكان عصر الإيمان، كان عصر من الشك، كان موسم النور، كان موسم الظلام، كان ربيع الأمل، كان شتاء اليأس. ولكن أريد أن أضيف أن المدينتين ستعطيان الأمل مرة أخرى لأنهما المدينتان اللاتي حددتا الثقافة العالمية".

أحد الأعمال المشاركة في المعرض

مقالات مشابهة

  • "قصة مدينتين" احتفال بالتآزر الثقافي بين أثينا والإسكندرية
  • وزيرة الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان الدورة السابعة لمعرض الكتاب بالكاتدرائية المرقسية
  • محافظ الإسكندرية ووزيرة الثقافة يفتتحان معرض كتاب الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية
  • 207 مليارات جنيه.. مختار جمعة: هيئة الأوقاف تحقق أعلى عائد في تاريخها
  • الأحد .. قصور الثقافة تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو بمسرح السامر
  • الكيلاني تناقش مع قيادات قصور الثقافة خطة الهيئة
  • تفاصيل خطة قصور الثقافة في العام المالي الجديد.. مسارح متنقلة بالأماكن النائية
  • 200 احتفالية وفعالية فنية لقصور الثقافة بمناسبة ذكرى 30 يونيو
  • في القاهرة وموسكو.. افتتاح معرض "ألوان روسية مصرية" الخميس
  • وزيرة الثقافة تعتمد خطة "معارض الكتاب" خلال شهور الصيف