صدى البلد:
2024-11-07@20:32:56 GMT

نسرين حجاج تكتب: ظهور المسيح الدجال

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

تعد التكنولوجيا الرقمية، بكل أمثلتها المعروفة من هواتف محمولة، وألعاب إلكترونية، ووسائل تواصل اجتماعي، وغيرها من الأمثلة، أحد أهم التطورات التكنولوجية الحديثة، وسرعان ما تحدث تغيرات وتطورات داخل هذا العالم، حتى أصبح مصدر قلق ورعب لكل مَن لا يدرك أبعاده، مع أنني أحب حالة التلاقح الفكري التي أكتسبها من التكنولوجيا الرقمية.


في لحظة تفكير عميق، عندما رأيت فيديو لاستخدام الذكاء الاصطناعي لبصمة الصوت، وبصمة الوجه؛ أدركت أبعاد ما نحن ذاهبون إليه، إذ أصبح من الممكن أن أستعمل بصمة صوتك مع بصمة وجهك، وأركب صوتًا وصورة لينتهي المنتج مساويًا لشكلك تمامًا وصوتك، قائلًا ما أود أنا قوله؛ وهنا تبلورت فكرة هذا التحليل.
نحن أمام كذب بَين، ونطق بأكاذيب، وتدليس ببصمة الوجه، فما هذا الشيطان الرجيم الذي نحمله بين أيدينا، الذي يسمى بالهاتف المحمول؟ 
إنه المسيح الدجال! 
نعم، هو! بعينه الواحدة، وهي الكاميرا، وجنته نار، وناره جنة، ويأتي في زمن الفتن، فكلنا نترقبه، ونترقب قدومه. 
سألت نفسي: لماذا نظن أن المسيح الدجال سيأتي في زمن الجمال، وبين الصحراء؟ لماذا لم نتخيله "كاجوال"، أو من عصرنا الحديث؟ لماذا ظنناه بشرًا؟
لماذا لا يكون هذا الهاتف المحمول بين أيدينا هو نفسه الفتنة الكبرى المسماة بالمسيح الدجال؟
التكنولوجيا الرقمية أعطتنا بيئة إلكترونية ساعدتنا في حياتنا، فأضحت سهلةً ومرنة، ولكنها مثلما أعطتنا أخذت؛ فعلى سبيل المثال، أصبحت هناك بيئة جديدة رقمية يتعلم فيها المراهقون، ويمارسون مراهقتهم بين ألواحهم الإلكترونية، يتعلمون القتل، والدم، والعنف في سن مبكرة، في أوج تدفق الهرمونات بين سن الثانية عشرة والثامنة عشرة، فيتشبع العقل الباطن بفكرة العنف، وفكرة الميليشيات، وجمع الأسلحة. ولكي تكون أكثر لطفًا يعطونك مكافأة اختيار الملابس العسكرية، وتنويعها وتفخيمها، والابتكار في تصميمها، وتنويع أسلحتك كذلك، ولا مانع أيضًا من وجود شخصية صديقة مثيرة داخل اللعبة، ليست حقيقية؛ لتمتزج فكرة تعلقك باللعبة الإلكترونية، فهو دمج نفسي لفكرة القتل مع الإثارة والجمال، وهذا كله يُخزَّن بداخل عقول المراهقين، ويحدث تكرار تراكمي حتى يكبروا على تبلد المشاعر، وعلى القتل والدماء.
هل تدركون ما أنتم فاعلون بأبنائكم باسم الحب، وباسم الانفتاح والتطور والحرية؟ وكل هذا بدون رقابة، وكأن الرقابة الأبوية هى شيء شائن أو معيب، مع أنني أراها وساطة أبوية بين الأبناء وهذه التطبيقات المدمرة لطبيعتنا الإنسانية التي خُلقت على المحبة والتراحم والخير، وليس على القتل والعنف والدم! 
ولعل حديثي هذا يقودنا إلى الحديث عن أمر آخر ذي صلة بما تحدثنا عنه، وهو ما سمّيته "البلاعة الرقمية"- إذا جاز التعبير-  التي انتشرت فيها ما اصطلحتُ على تسميته "الفقاعات الإلكترونية"، المعروفة لدينا باسم "التريند"، التي أراها "فقاعات" مسمومة بسموم إلكترونية، ممزوجة بفضيحة، أو فكاهة، وأنا أرى الأمر- في حقيقته- تنمرًا وعنصرية. 
لقد خلقت تلك البيئة الإلكترونية أمراضًا نفسية جديدة، وظهرت من خلالها نماذج لا تعرف غير التفاهة والهزار، والعجيب أن تجد قنوات تليفزيونية (بعضها قنوات كبيرة) تتلقف تلك النماذج، فتجعلهم يعملون مذيعين فيها، وهو ما أراه "إفلاسًا إعلاميًّا"! فما الذي يمكن أن تعطيه تلك القنوات للمشاهد؟ إن المذيع يرتقي بالذوق العام، ويعطي الجمهور ما يحتاج إليه، وليس ما يريده. ولعل سائلًا يسأل: كيف لمذيعة بثقافة معتزة مهابة ورقيها أن تجلس في بيتها في أوج تألقها، وتخرج علينا أشباه المذيعات، فاقدات الذوق والرقي في اختيار مفرداتهن، وألفاظهن، وأفكارهن؟ 
وليس ببعيد عمّا نتحدث عنه، ما نجده مِن ظاهرة مَن يُعرفون بـ "البلوجرز"، فلا ثقافة، ولا تعليم، ولا أصل، ظهروا بيننا، وبعد شهرتهم بين عشية وضحاها أخرجوا لنا بيئتهم الحقيقية؛ فعندما يغضبون "يا ساتر "، يتراشقون بعنف وعنصرية، وتنفتح علينا "بالوعة" برائحة المستنقعات التي خرجوا منها.
لعل الأمل قائم! ولكن من أين يأتي الأمل بعد ظهور المسيح الدجال؟ فأنا في انتظار فيديوهات جديدة تسمى تسريبات، ولكنها ستكون من صُنع المسيح الدجال، فيها فضائح دول، وخراب بيوت، وهلم جرّا.
وسأختم مقالي بهذه الآية الكريمة : "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المسیح الدجال

إقرأ أيضاً:

نورهان حشاد تكتب: بالحب تزهو الحياة

الحب هدية السماء إلى الارض،ونعمه أورثها سيدنا آدم إلى أبنائه، وهو علاج نفسي رباني له مفهوم واسع ليس مجرد الحب العاطفي الذي يفهم اتجاه الأشخاص فقط، وليس بالضرورة أن يكون رجلاً متيماً بأنثى أو العكس.
الحب يشمل كل شيء في الحياة اولا حبك لله، حبك لذاتك، حبك لشيء مادي، حبك لكوب قهوتك،‏ حبك تجاه مشروبك الصباحي ، تجاه معزوفتك المفضلة،‎ تجاه البحروالغروب ،تجاه النباتات، تجاه الأطفال ، حبك لحيوانك الأليف ،للذكريات والمواقف والأحداث.
الحب قد يكون دعاء أمٍ في جوف الليل قد يكون أخًا او أختًا يحتضنك لو أنكرك الجميع.
قد يكون كتف صديق تستند عليـه متى ما دكت الحياة حواجزك.

لانكتب للحب ذاته لانه فطرة إنسانية ولدت معنا لانحتاج أن نتعلمها بل أن نتعلم كيف نعبر عنها وكيف نشبعها وكيف نسيطر عليها ،الحب ليس حراماً ولا أثماً ولا عاراً يُخجل منه أو يُستر.

نكتب للحب لأنه الأجدر في انتزاع همومنا ،وضخ السعادة في أجسادنا، لأنه وحده سبباً كافياً للحياة .
فالحب حق من حقوقك أنت ونفسك أحق بالحب وأولى من غيرها ولها الأحقيقة بأن تكون اول من تغمرها بحبك بعد حب الله وحب رسوله .
تستحق الحب فقط لأنك موجود ،مثل استحقاقك للهواء ،وحقك بالتنفس ، والسؤال المطروح دائماً كيف احب نفسي؟ولماذا ؟

ليس حب الذات أن تكون أنانيًا و لا مستعليًا على أحد أن تحب نفسك يعني أن تتواضع مع الغير معتبراً نفسك واحداً منهم تصيب و تخطئ، تنماز و تشاب ،و ليس في معناه أن تبدي تزاهدًا عن العلاقات و لا انزواءً عن الاختلاط و لا تزمتًا في التواد بل إن منه أن تبتغي وصل من تألفه و يألفك لكن بعدما تتصالح مع وحدتك و تعرف كيف تحسن انتقاءك ،و إن منه أن تنتهج سبيل العطاء و لكن أن يكون عطاؤك موافقًا لحريتك و مستحضرًا رغبتك و ليس مسلوبًا بخوفك و لا مدفوعًا بافتقارك و أن يكون في حدود طاقتك وصبرك و ليس بشق تحاملك و لا بما ينتهك راحتك و سلامك ، لا تفضل نفسك على الآخرين فتصبح أنانية
ولاتتصور نفسك بأنك اعلم من الآخرين فيصبح غرور، ولا تعتبر ذاتك هي المثلى فيكون تكبر .
حب الذات هو بداية قصة حب تدوم طوال العمر ،حب نفسك وأعطيها حقها من الإهتمام والدلال وأعمل الأشياء التي ترتقي بها وتجعلها أفضل مع عدم تجاهل دورك اتجاه المسؤولين منك الذين لهم حق عليك.

إذا أحب الإنسان نفسه ارتقى بها نحو المعالي، وجنبها مواطن الخزي والندامةوسعى بها إلى ما يطهرها ويرتقي بها في سلم الوصول إلى الله، محبتك لنفسك تدفعك لإستكمال حظوظ ذاتك، وتطويرها، والحرص على رفعة شأنها في شتى مجالات الحياة النفسية، والصحية، والاجتماعية، والدينية، والعلمية، والوظيفية، وغيرهالأنك لاترضى لها سوى الأفضل.
حب الإنسان لذاته يجعله يشعر بالرضا والتصالح مع نفسه،و
يجعله شخصا قويا، يواجه الحياة بصعوباتها وعقباتها، ويكون إيجابيا، وأكثر إقبالاً على الحياة، فهو يعلم أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأن الناس سواسية متساوون، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، وبالتالي يكون قادرا على محبة الآخرين، قادرا على أن يكون فردا معطاء، ولكن بطريقة صحية، يعرف كيف يعطي، ولماذا يعطي، موازنا بين رغباته الشخصية ورغبات الآخرين.
وكلنا يعلم الحوار الذي دار بين الرسول عليه الصلاة والسلام وعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: " يا رسول الله لأنت أحب إِلى من كل شئ إِلاّمن نفسى"، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: « لاَ والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك »، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إِلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «الأن يا عمر». أخرجه البخاري.

كذب من قال أن الحب مجرد شعور ،الحب قوة حقيقية، فهو قادر على أن يخلق منك شخصًا جديدًا مليئًا بالحماس إن كنت منطفئًا، أشعلك، وإن كنت ذابلاً، أزهرك ، وإن كنت مليئاً بالكسور أصلحك حب النفس جزء أساسي من هذا التغيير، لأنه يعيد بناء الثقة من الداخل ويمنحك القوة لتجاوز الصعاب.

الحب هو النار التي تصهر الروح لتعيد تشكيلها، لتخلق من الرماد عنقاء جديدة تنبض بالحياة،
هو القوة التي تُحيي الأمل في القلوب المنطفئة، وتمنح الجسارة لمن تاه في دروب الشك،إنه السحر الذي يحول الضعف إلى قوة.
مخطئون أولئك الذين يقولون بأن مرآة الحب عمياء ،لا ليست كذلك ،فباالحب تبصر أفئدتنا قبل عيوننا، وتزهر الدنيا وتصبح ربيعاً أبدياً بقلوبنا.

فحين نحب ونعلم أننا محبوبون، نرتقي لنلامس حدود المستحيل بثقة لا تنكسر،لذا يجب علي كل إنسان أن يحاول  أن يجعل الآخرين ومن يحب أن يشعروا بالحب .
لأن ‏عندما يشعر الإنسان بالمحبة تتغير جودة الأيام في عينيه للأفضل، تزهو اللحظات، وتتمدد الراحة في كل لحظة، وكلما أحب إلانسان ذاته  وفعل طاقة الحب بداخله أحبه الله 
"اللهم نسألك حبك و حب من يحبك و حب كل عمل يقربنا إلى حبك ، اللهم أنت الحب الذي بداخلنا، ومن حبنا لأنفسنا أحببناك وأحببنا كل شيء يقربنا إليك فأنت مصدر الحب الذي لا يفنى بداخلنا.
أُومن إيمانًا أن الحب قادر  يشفيك،يشفي قلبك ويطهره من كل الشوائب ،يريح جسدك ويجعله ذو خفة ومرونة،يصفي عقلك ،الحب أقوى طاقة في هذا الكون .

إلى الأحبة 
سلامًا لكل من يعكس الجمال بالجمال مهما كان  مرهقًا من الداخل 
سلاماً لمن ينشر طيب الكلام مهما كان قلبه  مثقلًا بالهموم
سلاماً لمن يحرص على مشاعر الآخرين و لا يجعل من ظروفه مبرراً لجرح الآخرين 
سلاماً لمن يقدم الورد لمن حوله حتى لو جرحته الأشواك 
سلاماً لمن يجعل الدنيا ربيعاً من حوله حتى لوكان الخريف يملأ قلبه فـحامل الحب لا تخفى دلائله كـحامل المسك لا يخلو من العبق        
فـسلاماً بل كل السلام للطيبين.

مقالات مشابهة

  • النيابة العامة: توقف الخدمات الرقمية على البوابة الإلكترونية بسبب التحديثات
  • فسخ التعاقد بين مصطفى حجاج وهاني محروس
  • النيابة العامة: توقف الخدمات الرقمية على بوابة النيابة الإلكترونية لإجراء تحديثات
  • النيابة العامة توقف الخدمات الرقمية بالبوابة الإلكترونية غدا لهذا السبب
  • لماذا أصبحت الأجهزة الإلكترونية باهظة؟ خبراء يفسرون أسباب ارتفاع الأسعار
  • كاريكاتير أسامة حجاج
  • بطقم رياضي.. نسرين طافش تبهر متابعيها من داخل منزلها 
  • نسرين البغدادي تعلن تجديد ثقة رئاسة الجمهورية في عضويتها بالمجلس القومي للمرأة
  • نورهان حشاد تكتب: بالحب تزهو الحياة
  • البابا تواضروس يقدم التعزية للأنبا جوارجيوس في وفاة القمص عبد المسيح .. صور