صدى البلد:
2025-04-01@08:01:19 GMT

نسرين حجاج تكتب: ظهور المسيح الدجال

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

تعد التكنولوجيا الرقمية، بكل أمثلتها المعروفة من هواتف محمولة، وألعاب إلكترونية، ووسائل تواصل اجتماعي، وغيرها من الأمثلة، أحد أهم التطورات التكنولوجية الحديثة، وسرعان ما تحدث تغيرات وتطورات داخل هذا العالم، حتى أصبح مصدر قلق ورعب لكل مَن لا يدرك أبعاده، مع أنني أحب حالة التلاقح الفكري التي أكتسبها من التكنولوجيا الرقمية.


في لحظة تفكير عميق، عندما رأيت فيديو لاستخدام الذكاء الاصطناعي لبصمة الصوت، وبصمة الوجه؛ أدركت أبعاد ما نحن ذاهبون إليه، إذ أصبح من الممكن أن أستعمل بصمة صوتك مع بصمة وجهك، وأركب صوتًا وصورة لينتهي المنتج مساويًا لشكلك تمامًا وصوتك، قائلًا ما أود أنا قوله؛ وهنا تبلورت فكرة هذا التحليل.
نحن أمام كذب بَين، ونطق بأكاذيب، وتدليس ببصمة الوجه، فما هذا الشيطان الرجيم الذي نحمله بين أيدينا، الذي يسمى بالهاتف المحمول؟ 
إنه المسيح الدجال! 
نعم، هو! بعينه الواحدة، وهي الكاميرا، وجنته نار، وناره جنة، ويأتي في زمن الفتن، فكلنا نترقبه، ونترقب قدومه. 
سألت نفسي: لماذا نظن أن المسيح الدجال سيأتي في زمن الجمال، وبين الصحراء؟ لماذا لم نتخيله "كاجوال"، أو من عصرنا الحديث؟ لماذا ظنناه بشرًا؟
لماذا لا يكون هذا الهاتف المحمول بين أيدينا هو نفسه الفتنة الكبرى المسماة بالمسيح الدجال؟
التكنولوجيا الرقمية أعطتنا بيئة إلكترونية ساعدتنا في حياتنا، فأضحت سهلةً ومرنة، ولكنها مثلما أعطتنا أخذت؛ فعلى سبيل المثال، أصبحت هناك بيئة جديدة رقمية يتعلم فيها المراهقون، ويمارسون مراهقتهم بين ألواحهم الإلكترونية، يتعلمون القتل، والدم، والعنف في سن مبكرة، في أوج تدفق الهرمونات بين سن الثانية عشرة والثامنة عشرة، فيتشبع العقل الباطن بفكرة العنف، وفكرة الميليشيات، وجمع الأسلحة. ولكي تكون أكثر لطفًا يعطونك مكافأة اختيار الملابس العسكرية، وتنويعها وتفخيمها، والابتكار في تصميمها، وتنويع أسلحتك كذلك، ولا مانع أيضًا من وجود شخصية صديقة مثيرة داخل اللعبة، ليست حقيقية؛ لتمتزج فكرة تعلقك باللعبة الإلكترونية، فهو دمج نفسي لفكرة القتل مع الإثارة والجمال، وهذا كله يُخزَّن بداخل عقول المراهقين، ويحدث تكرار تراكمي حتى يكبروا على تبلد المشاعر، وعلى القتل والدماء.
هل تدركون ما أنتم فاعلون بأبنائكم باسم الحب، وباسم الانفتاح والتطور والحرية؟ وكل هذا بدون رقابة، وكأن الرقابة الأبوية هى شيء شائن أو معيب، مع أنني أراها وساطة أبوية بين الأبناء وهذه التطبيقات المدمرة لطبيعتنا الإنسانية التي خُلقت على المحبة والتراحم والخير، وليس على القتل والعنف والدم! 
ولعل حديثي هذا يقودنا إلى الحديث عن أمر آخر ذي صلة بما تحدثنا عنه، وهو ما سمّيته "البلاعة الرقمية"- إذا جاز التعبير-  التي انتشرت فيها ما اصطلحتُ على تسميته "الفقاعات الإلكترونية"، المعروفة لدينا باسم "التريند"، التي أراها "فقاعات" مسمومة بسموم إلكترونية، ممزوجة بفضيحة، أو فكاهة، وأنا أرى الأمر- في حقيقته- تنمرًا وعنصرية. 
لقد خلقت تلك البيئة الإلكترونية أمراضًا نفسية جديدة، وظهرت من خلالها نماذج لا تعرف غير التفاهة والهزار، والعجيب أن تجد قنوات تليفزيونية (بعضها قنوات كبيرة) تتلقف تلك النماذج، فتجعلهم يعملون مذيعين فيها، وهو ما أراه "إفلاسًا إعلاميًّا"! فما الذي يمكن أن تعطيه تلك القنوات للمشاهد؟ إن المذيع يرتقي بالذوق العام، ويعطي الجمهور ما يحتاج إليه، وليس ما يريده. ولعل سائلًا يسأل: كيف لمذيعة بثقافة معتزة مهابة ورقيها أن تجلس في بيتها في أوج تألقها، وتخرج علينا أشباه المذيعات، فاقدات الذوق والرقي في اختيار مفرداتهن، وألفاظهن، وأفكارهن؟ 
وليس ببعيد عمّا نتحدث عنه، ما نجده مِن ظاهرة مَن يُعرفون بـ "البلوجرز"، فلا ثقافة، ولا تعليم، ولا أصل، ظهروا بيننا، وبعد شهرتهم بين عشية وضحاها أخرجوا لنا بيئتهم الحقيقية؛ فعندما يغضبون "يا ساتر "، يتراشقون بعنف وعنصرية، وتنفتح علينا "بالوعة" برائحة المستنقعات التي خرجوا منها.
لعل الأمل قائم! ولكن من أين يأتي الأمل بعد ظهور المسيح الدجال؟ فأنا في انتظار فيديوهات جديدة تسمى تسريبات، ولكنها ستكون من صُنع المسيح الدجال، فيها فضائح دول، وخراب بيوت، وهلم جرّا.
وسأختم مقالي بهذه الآية الكريمة : "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المسیح الدجال

إقرأ أيضاً:

كاميرات المراقبة تكشف الجرائم الغامضة في ثوانٍ.. كيف ساهمت التكنولوجيا في حل القضايا؟

بغداد اليوم - بغداد

في بلد يواجه تحديات أمنية متشابكة، تبقى القدرة على كشف الجرائم، ولا سيما جرائم القتل مؤشرًا حاسمًا على كفاءة المنظومة الأمنية، ففي العراق، ورغم التعقيدات السياسية والاجتماعية التي تؤثر على الأمن، تكشف الإحصاءات عن إنجاز لافت يتمثل في نجاح الأجهزة الأمنية في كشف الجناة في 70% من جرائم القتل خلال أقل من 72 ساعة. 

هذه النسبة تعكس تحسنًا في أساليب التحقيق والتعامل مع الأدلة الجنائية، إلى جانب الاستفادة المتزايدة من التكنولوجيا الحديثة في عمليات التحليل والتتبع.

لكن هذا النجاح لا يأتي دون تحديات، إذ لا تزال هناك جرائم تستعصي على الحل أو تحتاج إلى وقت أطول بسبب تعقيداتها أو ارتباطها بجماعات منظمة أو دوافع سياسية. 

كما أن سرعة الكشف لا تعني بالضرورة تحقيق العدالة دائمًا، خاصة في ظل المخاوف المتعلقة بنزاهة بعض التحقيقات أو تأثير الضغوط الاجتماعية والعشائرية على سير العدالة.

لجنة الأمن والدفاع النيابية أكدت اليوم الأحد (30 اذار 2025)، أن 70% من جرائم القتل يتم كشف الجناة خلالها في أقل من 72 ساعة في البلاد.

وقال عضو اللجنة النائب ياسر إسكندر لـ"بغداد اليوم"، إن "وزارة الداخلية نجحت في تطوير قدرات فرق التحقيق الخاصة بمكافحة الإجرام في بغداد وبقية المحافظات العراقية من خلال زجها في دورات تدريبية ساهمت في تحقيق قدرة عالية على كشف الجرائم". 

ولفت إلى أن "70% من جرائم القتل يتم كشفها خلال أقل من 72 ساعة، وهذا يمثل تطورًا ملحوظًا ونوعيًّا في آليات التعامل، خاصة مع الجرائم الغامضة".

وأشار إلى أن "تنامي إقبال المواطنين على اقتناء الكاميرات المنزلية أو وضعها في الأماكن العامة والشركات والأسواق ساهم بشكل كبير في كشف العديد من الجرائم الغامضة خلال ثوانٍ، وبالتالي أعطت خيوطًا مهمة ساعدت فرق التحقيق في الوصول إلى الجناة".

وأكد النائب أنه "لا توجد جرائم صعبة أو معقدة أمام فرق التحقيق في وزارة الداخلية، خاصة وأنها تعتمد على آليات وأساليب حديثة في كشف الجرائم"، مشيرًا إلى أن "نسبة عالية من المعتقلين تم ضبطهم في عمليات قتل حدثت خلال الأشهر الماضية".

وشدد إسكندر على أن "هذا التطور ينعكس بشكل إيجابي على ملف الأمن والاستقرار في البلاد، مما يعزز من حالة الطمأنينة لدى المجتمع".

والحديث عن "الجرائم السوداء" في العراق يأتي في سياق تزايد الحوادث العنيفة داخل الأسر، حيث تشير التقارير إلى أن هذه الجرائم غالبا ما تكون نتيجة لإدمان المخدرات والخلافات العائلية الحادة. 

في الوقت ذاته، يلاحظ تحسن في جهود وزارة الداخلية لمكافحة شبكات الاتجار بالمخدرات، ما أسهم في تقليص الظاهرة إلى حد ما. 

لكن تبقى هذه الجرائم موضوعا حساسا يشغل الرأي العام، كونها تمثل مأساة داخل الأسر وتؤثر بشكل مباشر على الأفراد والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • من التنمر إلى الاستغلال.. الوجه الخفي لعالم الألعاب الإلكترونية
  • الفنانة العراقية ضحى عباس ترسم صورة للسيد المسيح في ساحة التحرير ببغداد
  • الإمارات: أحكام بالإعدام والمؤبد لقتلة المواطن المولدوفي – الإسرائيلي
  • ما حقيقة حمل الفنانة نسرين طافش من طليق شام الذهبي؟
  • روضة الحاج تكتب: عادت الخرطوم
  • هند عصام تكتب: الملك دن
  • كاميرات المراقبة تكشف الجرائم الغامضة في ثوانٍ.. كيف ساهمت التكنولوجيا في حل القضايا؟
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • تجارة مزيفة عبر المنصات الإلكترونية.. حبس المتهمين بتداول العملات الرقمية المشفرة بالقليوبية
  • إلهام أبو الفتح تكتب: عيد سعيد