بلينكن في إسرائيل.. محادثات صعبة من أجل هدنة جديدة
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
التقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في القدس، الأربعاء، في إطار جولة جديدة لكبير الدبلوماسية الأميركية في المنطقة من أجل التوصل إلى هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن، فيما بدا أن إسرائيل رفضت رد حماس على المقترحات الأخيرة.
وتأتي الاجتماعات التي يعقدها بلينكن مع القادة الإسرائيليين، غداة إعلان الوزير أن قادة حماس قدموا ردهم على اتفاق الإطار.
وتقول "سي أن أن" إن بلينكن يسعى للضغط من أجل "هدنة إنسانية" مع استمرار تصاعد الضغوط الدولية والمحلية لإنهاء الصراع في غزة.
واستقبل نتانياهو بلينكن في مكتبه بالقدس، لمدة تزيد قليلا عن ساعة، ونقلت صحيفة يدعوت أحرونوت بيانا لمكتب رئيس الوزراء أفاد بأن الاثنين "عقدا اجتماعا طويلا ومعمقا على انفراد".
وقالت إن نتانياهو قال لبلينكن مازحا: "لم أرك منذ وقت طويل" ورد الوزير الزائر قائلا: " لقد مرت عدة أسابيع"، مع العلم أن آخر زيارة لوزير الخارجية كانت في أوائل يناير، وقد خيمت عليها أجواء التوتر، حيث قالت تقارير إن نتانياهو رفض بعض المطالب الأميركية.
وقالت "تايمز أوف إسرائيل" إن مكتب رئيس الوزراء عارض عقد اجتماع منفرد مع رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، رافضا فكرة "الاجتماع بين دبلوماسي أجنبي ومسؤول في الجيش دون حضور منتخبين".
وفيما كانت طائرة بلينكن تهبط في تل أبيب، كان القصف والقتال يتواصل على مسافة أقل من مئة كيلومتر إلى الجنوب، في مدينتي خان يونس ورفح في غزة، بحسب شهود عيان لفرانس برس.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة إن 100 شخص قُتلوا، منذ مساء الثلاثاء، في مختلف أنحاء القطاع، فيما وصلت حصيلة القتلى في القطاع منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر أكثر من 27 ألف شخص.
وأسفر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون، واحتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا.
ومنذ بداية الحرب، دمرت أحياء بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي ونزح نحو 1.7 مليون شخص من بين حوالى 2.4 مليون نسمة يعيشون في القطاع.
ووصل بلينكن إسرائيل بعد أن زار الثلاثاء السعودية ومصر وقطر.
وركزت اجتماعات بلينكن في السعودية ومصر وقطر، "على ضمان … أنه يمكننا استخدام أي وقف لإطلاق النار لمواصلة بناء خطط لليوم التالي في غزة : الأمن والإنسانية وإعادة الإعمار".
وناقش بلينكن مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بحسب المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "الجهود الجارية لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس".
وفي السعودية، التي التقى ولي عهدها، محمد بن سلمان، ذكر ميلر أن الوزير شدد على أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة ومنع المزيد من انتشار الصراع.
وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي لقطر، تلقى المفاوضون المعنيون بالتوصل إلى هدنة ردا من حركة حماس على مقترح يتضمن إطلاق سراح الرهائن ووقفا للقتال.
وقال رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير الأميركي، الثلاثاء، في العاصمة الدوحة "تلقينا رد من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي".
ولاحقا، أعلن مكتب نتانياهو أن الموساد يدرس الرد.
ونشرت وكالة رويترز تفاصيل عن مقترحات حماس وتشير إلى خطة لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، تقوم بموجبها الحركة الفلسطينية المصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية، بتبادل الرهائن الإسرائيليين الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر، بسجناء فلسطينيين.
وتقترح حماس أيضا إجراء "محادثات غير مباشرة مع إسرائيل في المرحلة الأولى، لإنهاء العمليات العسكرية واستعادة الهدوء التام">
وتوقعت "سي أن أن" أن يركز كبير الدبلوماسيين الأميركيين على دفع إسرائيل نحو "هدنة إنسانية"، مشيرة إلى تصريحاته الثلاثاء عندما قال: "لقد رأينا نتائج التهدئة الأخيرة: إخراج 105 رهائن، وزيادة كبيرة في دخول المساعدات الإنسانية، وإصلاح البنية التحتية الحيوية في غزة، وعلى نطاق أوسع، خفض التوترات الإقليمية".
وقال بلينكن الذي يقوم بجولته الخامسة في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر: "سنواصل استخدام جميع الوسائل المتاحة لنا للوصول إلى هدنة ممتدة يخرج خلالها الرهائن من غزة"، معتبرا أن "الوصول إلى اتفاق بشأن الرهائن هو المسار الأفضل للمضي قدما نحو تحقيق ذلك".
محادثات صعبةلكن من غير المتوقع أن تكون المحادثات سهلة، وفق "سي أن أن".
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق من هذا الأسبوع: "إننا نجري محادثات مع الإسرائيليين كل يوم بشأن عدد من القضايا الإنسانية المختلفة ونحرز تقدما بشأنها، ولكن للحصول على اختراقات حقيقية بشأن بعض الأشياء الكبيرة، يجب أن يحدث أحد أمرين: يجب أن يحضر الوزير أو يجب على الرئيس أن يتصل هاتفيا برئيس الوزراء. لذلك، عندما نأتي إلى إسرائيل، نأتي بقائمة من الأشياء التي نحاول دفعها".
وكان نتانياهو أعلن، الاثنين، مرة أخرى رفضه فكرة وقف إطلاق النار، قائلا إن الهجوم سيستمر حتى مقتل قادة حماس.
وقال مصدر على صلة بمكتب نتاتنياهو لشبكة "أن بي سي نيوز" إن الحكومة الإسرائيلية متشائمة بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حماس بعد تلقي مقترحات الجماعة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن مسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر، قوله إن "إسرائيل غير راضية عن رد حماس".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن بعض المطالب التي قدمتها حماس بشأن صفقة الرهائن لا يمكن تلبيتها، حسبما نقلت القناة الـ13 الإسرائليية.
وذكرت القناة أن السلطات الإسرائيلية ستناقش ما إذا كانت سترفض اقتراح حماس بشكل كامل أو ستطلب شروطا بديلة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: قريبون من التوصل لاتفاق أكثر من أي وقت مضى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أصبح الآن "أقرب من أي وقت مضى"، لكن مصادر زعمت أن الخلافات الرئيسية بشأن صفقة تبادل الأسرى المقترحة هي من بين القضايا التي لم يتم تسويتها بعد.
ونقلت صحيفة ذا ناشيونال الناطقة باللغة الإنجليزية عن مصادر لم تسمها إن الجانبين ما زالا على خلاف بشأن تفاصيل التبادل المخطط له، حيث ترفض إسرائيل أسماء 70 من بين 200 فلسطيني يقضون فترات سجن طويلة تريد حماس إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية.
وقالت حماس، إنها وافقت على مطلب إسرائيلي بأن يغادر المئتان وعائلاتهم الأراضي الفلسطينية للعيش في المنفى بشرط ألا تستخدم إسرائيل حق النقض (الفيتو) على إطلاق سراح أي منهم.
وأضافت الصحيفة إن إطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية من شأنه أن يأتي في مقابل إطلاق حماس سراح بعض الرهائن الذين تقدر أعدادهم بنحو مائة رهينة لا تزال تحتجزهم في غزة. وتقول القوات العسكرية الإسرائيلية إن نحو أربعين منهم لقوا حتفهم في الأسر.
وتقول المصادر إن حماس مستعدة للإفراج عن ما بين 20 و30 أسيراً بمعدل أسير واحد كل 48 ساعة خلال هدنة مدتها 60 يوماً اقترحها وسطاء أميريكيون وقطريون ومصريون، وفي المقابل تريد حماس من إسرائيل الإفراج عن نحو ألف فلسطيني محتجزين في سجونها بتهم تتعلق بالأمن.
وتجري الجولة الأخيرة من المفاوضات في وقت واحد في مصر وقطر، وقد اكتسبت المحادثات زخماً بعد تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن "الجميع سوف يدفع ثمناً باهظاً" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس قبل تنصيبه في العشرين من يناير المقبل.
وأضافت حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان مشترك صدر بعد محادثات في القاهرة هذا الأسبوع: "إن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقات تبادل الأسرى أصبحت أقرب من أي وقت مضى، شريطة أن يتوقف العدو عن فرض شروط جديدة".
من جانبها، تريد إسرائيل إطلاق سراح جميع الرهائن في غضون الهدنة المقترحة التي تستمر ستين يوماً، على أن يكون المجندات والمواطنون الأميركيون وكبار السن والمرضى أول من يتم إطلاق سراحهم، ولكن حماس تؤكد أن إطلاق سراح جميع الرهائن يجب أن يكون جزءاً من صفقة "شاملة" تنص على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار الدائم.
وتقول المصادر، إن إسرائيل ترفض الالتزام بجدول زمني للانسحاب التدريجي من معبر صلاح الدين، وهو شريط حدودي ضيق على الجانب الفلسطيني من الحدود بين مصر وغزة، الأمر الذي يخلق عقبة أخرى، وتشمل المنطقة، المعروفة أيضاً باسم ممر فيلادلفيا، معبر رفح إلى مصر، وهو المخرج الوحيد من غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
وأغلقت مصر معبر رفح احتجاجا على استيلاء إسرائيل على المنطقة، وهو ما تعتبره انتهاكا لمعاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1979 والاتفاقيات اللاحقة، وتصر إسرائيل على ضرورة وجود بعض الوجود الأمني في المنطقة لمنع حماس من استخدام الأنفاق تحت الأرض لتهريب الأسلحة من مصر، وهو ما تنفيه القاهرة.