بعض الأشخاص تضعهم الحياة أحيانا في اختبارات قاسية، ولا يكون بإمكانهم أن يهجروا كل ما يؤلمهم، لكنهم يستطيعون أن يتجاهلوا، ويتغافلوا، ويبتعدوا عن كل ما يؤذي أرواحهم، ليواصلوا الحياة بقدر أقل من الألم، ولينقذوا ما تبقى من أشلاء احترقت وأصبحت مبعثرة، وهذا ما حاولت غادة (منى زكي) في فيلم "رحلة 404" أن تفعله رغم كل الظروف المحيطة بها.
ربما وضعتها الظروف في تلك الدائرة بين أب غير مبالٍ، وأم مستهترة، وحبيب مخادع أفقدها عذريتها، فجعلوها تنجرف لطريق لا يشبه البقعة البيضاء التي بداخل قلبها، وكان صوت الضمير اليقظ في أصعب الظروف أعلى من السقطات والذلات التى تعرضت لها، فكان النور يتسلل بداخلها ليبعث الأمل فيها لتنتصر على شياطين الإنس وشيطان نفسها، وتحولت من فتاة ليل إلى امرأة تائبة، واختارت أن تكسب قوت يومها بالحلال من مهنتها كموظفة في إحدى الشركات، وقررت التوبة والذهاب لأداء فريضة الحج، إلا أنها تعرضت لبعض الأحداث التي كانت تدفعها دفعاً للتراجع عن السفر إلى مكة المكرمة في رحلة تطهير الذات، ولأن الله بصير بما في قلوب العباد ثبتها على توبتها.
إن أبواب التوبة عند الله مفتوحة دائما، لكن الإصرار على التوبة هو الأصعب على الإطلاق، خاصة لو دفعتها الظروف المحيطة بها على التراجع، والدفع بها مجددا لطريق المعصية، لكن تمسكها وحبها للجوء إلى الله، وإيمانها برحمته أنقذها في اللحظات الأخيرة، نعم إنه حب الله للعبد التائب.
فكم من امرأة وُضعت تحت ضغوط الحياة وتنازلت عن مبادئها، وكم من امرأة صنعت الظروف منها شخصا أقوى وأكثر صلابة دون أن تسمح بأن يتشوه فى داخلها أجمل ما فيها من ملامح العفة.
ماذا لو تأمل كل أب بأن طفلته المدللة قد تكون يوما أسيرة لمجتمع لا يراها بعين الرحمة، ولا يدرك قيمتها، فتصبح مستباحة.
أحسنوا لبناتكم، وعلموهن أنهن لم يخلقن ليحملن على أكتافهن القهر، وإنهن خلقن للحياة الكريمة، وليكن صانعات سعادة وفرح لأنفسهن، قبل أن يشتري أحد سعادتهن، أو تباع للآخرين، وأن الله كرمها وأكرمها، واستوصى بها نبينا الكريم خيراً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأشخاص يستطيعون الظروف المحيطة مكة المكرمة
إقرأ أيضاً:
اعتداء على مستشفى سبلين الحكومي.. ماذا حصل؟
أكدت الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومية في لبنان ببيان، أنه "في ظل الظروف الخاصة التي يمر بها البلد والاعتداءات الصهيونية على شعبنا والذي أدى إلى سقوط المئات من الاصابات بين جريح وشهيد في صفوف المواطنين ونزوح الالاف من مناطق الاشتباكات في الجنوب والبقاع والضاحية، قامت المستشفيات الحكومية بواجبها على اكمل وجه باستقبال أهلنا ومعالجة الجرحى والمرضى من النازحين" .
وأشارت الى أنه "في ظل هذه الظروف الاستثنائية، قام رئيس بلدية كترمايا وشرطة البلدية وبعض المرافقين معهم بالاعتداء بالضرب على موظفين في القسم الاداري في مستشفى سبلين الحكومي وتكسير بعض المكاتب".
وإذ استنكرت الهيئة التأسيسية "الاعتداء الذي حصل من قبل أشخاص المفترض انهم يسهرون على حماية الناس وتطبيق القوانين المرعية الاجراء"، طالبة "وزارة الصحة بصفتها وزارة الوصاية، القيام بما يلزم مع المعنيين في الدولة لمنع تكرار ما حصل، والقوى الامنية بإجراء المقتضى بحق المعتدين لكي لا تتكرر هكذا اعتداءات بحق موظفي المستشفيات".