يرى مصطفى صادق الرافعي في كتابه "وحي القلم" أن قصة الإسراء والمعراج هي من خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذا النجم الإنساني العظيم؛ وهو النور المتجسد لهداية العالم في خيرة ظلماته النفسية؛ فإن سماء الإنسان تظلم وتضيء من داخله بأغراضه ومعانيه. والله- تعالى- قد خلق للعالم الأرضي شمساً واحدة تنيره وتحييه وتتقلب عليه بليله ونهاره، بيد أنه ترك لكل إنسان أن يصنع لنفسه شمس قلبه وغمامها وسحائبها وما تسفر به وما تُظلم فيه.

ولهذا سمي القرآن نوراً لعمل آدابه في النفس، ووصف المؤمنون بأنهم "في كتابه الكريم "يَسْعَى نُورهم  بين أَيدِيهِم وبِأيمانهم"، وكان أثر الإيمان والتقوى في تعبير القرآن الكريم أن يجعل الله للمؤمنين نورا يمشون به.
يرى الرافعي أن يكاد ينقضي عجبه هو قول  الله تعالى: "لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا"، فمع أَن الألفاظ كما ترى مكشوفة واضحة، يُخيل إليك أن ليس وراءها شيء، ووراءها السر الأكبر؛ فإنها بهذه العبارة نص على إشراف النبي  فوق الزمان والمكان يرى بغير حجاب الحواس مما يرجعه إلى قدرة الله لا قدرة نفسه؛ بخلاف ما لو كانت العبارة: ليرى من آياتنا فإن هذا يجعله لنفسه في حدود قوتها وحواسها وزمانها ومكانها، فيضطرب الكلام، ويتطرق إليه الاعتراض ولا تكون ثم  معجزة وتحويل فعل الرؤية من صيغة إلى صيغة، فهو بعينه إشارة إلى تحويل الرائي من شكل إلى شكل، وهذه معجزة أخرى يسجد لها العقل.

ويقول الرافعي أيضا إنه إذا كان النبي محمد نجماً إنسانيا في نوره، فلن يأتي هذا إلا من غلبة روحانيته على مادته؛ وإذا غلبت روحانيته كانت قواه النفسية مهيأة في الدنيا لمثل حالتها في الأخرى؛ فهو في هذه المعجزة أشبه بالهواء المتحرك، وهنا نقول: أيُعترض على الهواء إذا ارتفع بأنه لم يرتفع في طيارة؟ ومن ثم كان الإنسان إذا سما درجةً واحدةً في ثبات قواه الروحية، سما بها درجات فوق الدنيا وما فيها، وسُخْرت له المعاني التي تُسخّر غيره من الناس، ونشأت له نواميس أخلاقية غير النواميس التي تتسلّط بها الأهواء، ومتى وُجد الشيء مِنَ الأشياء كانت طبائع وجوده هي نواميسه ؛ فالنار مثلاً إذا هي تضرمت أوجدت الإحراق فيما يحترق فإن وضع فيها ما لا يُحترق أبطل نواميسها وغلب عليها، وفي علماء عصرنا من يفكر في الصعود إلى القمر، وفيهم من يعمل المخاطبة مع الأفلاك، وفيهم من تقع لَه العجائب في استحضار الأرواح وتسخيرها، وكل ذلك أول البرهان الكوني الذي سَيُلزم العلمَ فيضطره في يوم ما إلى الإقرار بصحة الإسراء والمعراج. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج الإسراء المعراج ذكرى الإسراء والمعراج

إقرأ أيضاً:

أحمد الرافعي: "ولاد رزق" أعاد للسينما هيبتها

حل الفنان أحمد الرافعي ضيفًا على برنامج «عيش صباحك»، اليوم الثلاثاء، مع يوسف التهامي وفانا إمام، على «نجوم إف إم» للحديث عن أحدث أعماله الفنية.

 

 تصريحات أحمد الرافعي

 

وقال أحمد الرافعي عن مشاركته في الجزء الثالث من فيلم «ولاد رزق»: «لم أشاهد الأجزاء السابقة للفيلم بعد نزولها في السينما، ولكن في إحدى المرات كانت عائلتي تشاهده بعد طرحه على المنصات الرقمية ثم استوقفني دور الفنان أحمد داوود ثم دور الفنان خالد الصاوي، وأدركت مدى نجاح الفيلم وحب الجمهور له».

وأضاف عن شخصيته «سلطان الغول»: «تحدثت مع الأستاذ طارق العريان وحكى لي الموضوع ولما وصل للسطر المتمم للشخصية أدركت حلاوة الدور وفي نفس اللحظة قلت له متشكر جدا إنك شوفتني في التركيبة دي، مش كتير نتوقع أننا نرى مخرج مغامر ويختار ممثل مش محطوط في نمط معين الناس اعتادت عليه فيه، وكنت سعيد جدا باختياري في هذا الدور».

وتابع الرافعي: «تركيبة الشخصية فيها تحدِ من تحديات التمثيل تفتح الشهية لتقديمها، والموضوع مثل فكرة الكرة إنك تقف في المكان الصح بالملعب لكي تسدد في المرمى، والدور كان مغري خاصة أنه غير متكرر الحدوث».

وبسؤاله عن كيفية اختياره لأعماله المقبلة بعد نجاح شخصية «سلطان الغول» في «ولاد رزق»، أوضح الرافعي: «في النهاية إحنا فنانين يتم اختيارنا في إطار فني معين للعمل، هي الفكرة إن يكون عندك استعداد وقوة تقول لأ لأي مشاريع وامتى، فالموضوع ليس مفتوحا للاختيار الحر، ولكني كنت واثقا إن التجربة ستطرحني للصناع بشكل مختلف، ومهم الدور يعجبني وأكون مبسوط وفيه شيء من الإشباع النفسي لي كفنان».

وتابع: «(ولاد رزق) عمل جماعي رائع وكواليسه كانت مميزة، وكانت معظم مشاهدي مع الفنان أحمد عز وكنت أصور في شهر رمضان والموضوع بالطبع كان فيه التزام كبير لكي يتم الانتهاء من العمل بشكل سريع».

وبسؤاله هل يرى أن «ولاد رزق 3» قادر على إعادة للسينما هيبتها، أجاب: «أرى أن الجزء الثالث محطة يجب أن يتوقف عندها الصناع والسينمائيين بالبحث والفحص والدرس، ويقولوا ماذا حدث».

وعن العرض الخاص للفيلم في السعودية، قال الرافعي: «رأينا حفاوة استقبال رائعة خلال العرض الخاص للفيلم في السعودية، خصوصا في ظل تواجد نجوم كبار حتى لم يشاركوا في (ولاد رزق) وكان بمثابة عرض خاص غير مسبوق، وكل هذا يروج للصناعة نفسها».

مقالات مشابهة

  • أحمد الرافعي عن فيلم ولاد رزق 3: شاهدته بالصدفة.. ولم أكن من معجبينه
  • أبرز تصريحات أحمد الرافعي عن ولاد رزق 3
  • في وداع السيد عبدالله بن حمد
  • عن المساواة الزائفة بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية
  • محمد وداعة: بريطانيا ..حامل القلم و نافخ الكير
  • أحمد الرافعي: «ولاد رزق 3» عمل جماعي رائع وكواليسه كانت مميزة
  • أحمد الرافعي: "ولاد رزق" أعاد للسينما هيبتها
  • الفنان المصري عمرو مصطفى: أوقفنا مشروع أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي احتراما للورثة
  • وكيل الأزهر: حياة رسول الله عرف أنها كانت ترجمة حقيقية للوسطية
  • وكيل الأزهر: حياة الرسول كانت ترجمة حقيقية للوسطي