من وحي القلم.. مصطفى الرافعي: صعود القمر برهان على الإسراء والمعراج
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
يرى مصطفى صادق الرافعي في كتابه "وحي القلم" أن قصة الإسراء والمعراج هي من خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذا النجم الإنساني العظيم؛ وهو النور المتجسد لهداية العالم في خيرة ظلماته النفسية؛ فإن سماء الإنسان تظلم وتضيء من داخله بأغراضه ومعانيه. والله- تعالى- قد خلق للعالم الأرضي شمساً واحدة تنيره وتحييه وتتقلب عليه بليله ونهاره، بيد أنه ترك لكل إنسان أن يصنع لنفسه شمس قلبه وغمامها وسحائبها وما تسفر به وما تُظلم فيه.
يرى الرافعي أن يكاد ينقضي عجبه هو قول الله تعالى: "لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا"، فمع أَن الألفاظ كما ترى مكشوفة واضحة، يُخيل إليك أن ليس وراءها شيء، ووراءها السر الأكبر؛ فإنها بهذه العبارة نص على إشراف النبي فوق الزمان والمكان يرى بغير حجاب الحواس مما يرجعه إلى قدرة الله لا قدرة نفسه؛ بخلاف ما لو كانت العبارة: ليرى من آياتنا فإن هذا يجعله لنفسه في حدود قوتها وحواسها وزمانها ومكانها، فيضطرب الكلام، ويتطرق إليه الاعتراض ولا تكون ثم معجزة وتحويل فعل الرؤية من صيغة إلى صيغة، فهو بعينه إشارة إلى تحويل الرائي من شكل إلى شكل، وهذه معجزة أخرى يسجد لها العقل.
ويقول الرافعي أيضا إنه إذا كان النبي محمد نجماً إنسانيا في نوره، فلن يأتي هذا إلا من غلبة روحانيته على مادته؛ وإذا غلبت روحانيته كانت قواه النفسية مهيأة في الدنيا لمثل حالتها في الأخرى؛ فهو في هذه المعجزة أشبه بالهواء المتحرك، وهنا نقول: أيُعترض على الهواء إذا ارتفع بأنه لم يرتفع في طيارة؟ ومن ثم كان الإنسان إذا سما درجةً واحدةً في ثبات قواه الروحية، سما بها درجات فوق الدنيا وما فيها، وسُخْرت له المعاني التي تُسخّر غيره من الناس، ونشأت له نواميس أخلاقية غير النواميس التي تتسلّط بها الأهواء، ومتى وُجد الشيء مِنَ الأشياء كانت طبائع وجوده هي نواميسه ؛ فالنار مثلاً إذا هي تضرمت أوجدت الإحراق فيما يحترق فإن وضع فيها ما لا يُحترق أبطل نواميسها وغلب عليها، وفي علماء عصرنا من يفكر في الصعود إلى القمر، وفيهم من يعمل المخاطبة مع الأفلاك، وفيهم من تقع لَه العجائب في استحضار الأرواح وتسخيرها، وكل ذلك أول البرهان الكوني الذي سَيُلزم العلمَ فيضطره في يوم ما إلى الإقرار بصحة الإسراء والمعراج.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإسراء والمعراج الإسراء المعراج ذكرى الإسراء والمعراج
إقرأ أيضاً:
المفوضية الأوروبية تستعد لمواجهة صعود اليمين المتطرف
أنهى نواب البرلمان الأوروبي، أمس الأربعاء، أسبوعاً من المناقشات الحادة للموافقة على فريق جديد من المفوضين السياسيين، الذين سيتولون قيادة واحدة من أكثر السلطات التنفيذية ميلاً نحو اليمين في تاريخ الاتحاد الأوروبي، وذلك للسنوات الـ 5 المقبلة.
ونحت المجموعات السياسية الرئيسية من وسط الطيف المؤيد لأوروبا في البرلمان الأوروبي، خلافاتها السياسية جانباً لإتمام الاتفاق على المناصب العليا المتبقية، وأعلنت في بيان أنها "مصممة على العمل معاً لتعزيز الاتحاد الأوروبي".
Coreper has approved a letter today, underlining the @EUCouncil's commitment to quickly operationalize the Interinstitutional Ethics Body and organize its constitutive meeting within this year, thus providing further impetus to the process. pic.twitter.com/qICUaXCcGq
— Hungarian Presidency of the Council of the EU 2024 (@HU24EU) November 20, 2024ومنذ 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، كان النواب الكبار في البرلمان يراجعون المرشحين الـ26 للمفوضية الأوروبية، لتحديد ما إذا كانوا مؤهلين لقيادة السياسات في مجالات مثل التجارة والزراعة أو السياسة الخارجية، تحت إشراف الرئيسة أورسولا فون دير لاين.
والمفوضية هي الهيئة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بسلطة إعداد القوانين، التي بمجرد تمريرها من قبل البرلمان الأوروبي والـ27 دولة الأعضاء، يتم تطبيقها في معظم أنحاء أوروبا. وتغطي هذه القوانين جميع المجالات بدءاً من جودة المياه وحماية البيانات إلى سياسة المنافسة والهجرة.
Early start of the working day at our ????????headquarters in Brussels @eu_eeas. All signs now for a start of a strong new @EU_Commission with a strong new EU High Representative for Foreign Affairs & Security Policy/Vice-President @kajakallas on 1 December. pic.twitter.com/eGPGIr1qwP
— Martin Selmayr (@MartinSelmayr) November 21, 2024وتمهد هذه الموافقة الطريق أمام جميع نواب الاتحاد الأوروبي، للمشاركة في تصويت رسمي على المفوضية بأكملها في جلسة عامة في ستراسبورغ، بفرنسا، الأسبوع المقبل، والتي يجب أن تكون مجرد إجراء شكلي. وهذا يعني أن الفريق الجديد لفون دير لاين قد يبدأ عمله في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وشهدت الانتخابات الأوروبية في يونيو (حزيران) الماضي، تراجع معظم الأحزاب الوسطية والمؤيدة لأوروبا، بينما عززت أحزاب اليمين المتطرف مواقعها.