الجزيرة:
2025-03-17@23:50:48 GMT

فيلم مقسوم.. النسخة النسائية من وقفة رجالة

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

فيلم مقسوم.. النسخة النسائية من وقفة رجالة

تعرض دور السينما المصرية، حاليا، فيلم "مقسوم" من إخراج "كوثر يونس" وتأليف "هيثم دبور"، وتقوم بالأدوار الرئيسية الثلاثة كل من "ليلى علوي" و"شيرين رضا" و"سماء إبراهيم"، ويشاركهم بالأدوار الثانوية كل من المخرج "هاني خليفة" و"عمرو وهبة" و"سارة عبد الرحمن".

لا يمكن أن نزعم منافسة الفيلم في شباك التذاكر، خصوصا مع تصدر تجربة سينمائية أخرى مختلفة وهي "الحريفة"، واستمرار "أبو نسب" في حصد الإيرادات حتى بعد مرور 6 أسابيع على بدء عرضه، ولكن على الرغم من ذلك يمثل فيلم "مقسوم" فرصة طيبة لمشاهدة عمل خارج الأطر السائدة في السينما المصرية والوجوه المتكررة من موسم لآخر.

النساء والوحدة

تبدأ أحداث فيلم "مقسوم" في الثمانينيات من القرن العشرين، ليتعرف المشاهد على فرقة "أميتشي" الغنائية الناجحة ثم ينتقل العمل إلى الحاضر، ويقودنا إلى مخرج سينمائي شاب (عمرو وهبة) الذي يضع اللمسات النهائية على فيلمه الذي استثمر فيه وقته ومهاراته الفنية وأمواله، ولكن تقف أمامه عقبة وحيدة، فهو لم يحصل بعد على حقوق استخدام أغنية "مقسوم" التي استخدمها في عدة مشاهد، وعند محاولة الاتصال بالفرقة يكتشف مع مساعدته (سارة عبد الرحمن) أن النساء الثلاثة تشتت شملهن، وغلب على علاقاتهن العداء بعد الصداقة، فيكون عليه اللجوء للحيلة لجمعهن مرة أخيرة، وغناء أشهر أغنياتهن والحصول على حقوق استخدامها.

نتعرف -بعد ذلك- على المغنيات الثلاث، وشخصياتهن المختلفة، الأولى "هند" (ليلى علوي)، امرأة فقدت زوجها بعدما تركها وتزوج أخرى، لتعيش وحيدة في منزلها تجتر الماضي، وتبحث عن الرومانسية والحب في تطبيقات المواعدة، بينما تتركز حياة "إيمي" (شيرين رضا) في الحفاظ على جمالها من خلال الإجراءات التجميلية المختلفة، وحماية ابنتها من الوقوع في فخ زوج يتركها، مثلما حدث معها شخصيا منذ سنوات، وتعيش "رانيا" (سماء إبراهيم) حياة تقليدية للغاية، وقد تزوجت وأنجبت، بل أصبحت لها حفيدات، وتعتني بهذه القبيلة وحدها.

تعيش كل امرأة منهن تعاستها الخاصة وحيدة، وتجبرهن هذه الرحلة التي تجمعهن لأول مرة منذ سنوات على مواجهة بعضهن والأهم أنفسهن، فيختبرن لحظة مفصلية في حياة كل منهن، سواء بالتخلص من عبء ارتباطات اضطرارية أو فتح القلب لحب جديد، أو حتى مسامحة الماضي وعدم توقع الأسوأ على الدوام.

لمّ الشمل بين وقفة رجالة ومقسوم

ثيمة "لمّ الشمل" هي واحدة من الثيمات المتكررة في السينما العالمية والمصرية، وقدمها المؤلف "هيثم دبور" من قبل في فيلمه "وقفة رجالة"، الذي تناول قصة لمّ شمل مجموعة من الأصدقاء الرجال بعد وفاة زوجة أحدهم، ومحاولتهم التعامل مع المرحلة العمرية الجديدة بأمراضها وخساراتها ومخاوف نهاية العمر.

من إعلان فيلم "مقسوم" على يوتيوب (مواقع التواصل الاجتماعي)

ليبدو فيلم "مقسوم" كما لو أنه النسخة الأنثوية من فيلم "وقفة رجالة" سواء من حيث تصميم الشخصيات وتنوعها، أو الرحلة خارج القاهرة وحتى الكشف عن الأسرار من الماضي الأمر الذي يعيد توثيق العلاقة بين الأصدقاء، تمتد هذه التشابهات إلى الاشتراك في ذات العيوب، على رأسها تنميط الشخصيات في صور مختزلة مثل "الوحيدة" و"الديفا" و"الجدة"، وحرمان الممثلات من أي فرصة للحركة داخل الشخصية، وحبسهن في التفاصيل البصرية لها.

ويغلب على تناول قصص هؤلاء النسوة الخفة الشديدة، لتبدو حلول مشاكلهن كما لو أنها في متناول أيديهن من البداية ولسن بحاجة لرحلة شخصية أو تواصل مع صديقات الماضي، ذلك على عكس فيلم "أحلى الأوقات" الذي استغل أيضا ثيمة لمّ شمل الصديقات، ليبرز تعقيدات حياة النساء المصريات، ولكنه لم يقدم حلولا جاهزة لهذه التعقيدات للوصول لنهاية سعيدة منتظرة، بل تمهلت كاتبته "وسام سليمان" ومخرجته "هالة خليل" لجعل الشخصيات تجد سبيلها بنفسها دون لَي عنق الأحداث.

يحمل فيلم "مقسوم" بداخله نواة قصة مسلية وعاطفية في آن واحد، تلعب على مخاوف منتصف العمر، وحاجة النساء إلى التواصل الحقيقي في سبيل سلامهن النفسي، ولكن توقف تطوير هذه النواة عند القشور، فظهر الاستسهال في كل مواضعه، دون ترابط حقيقي بين الأسباب والنتائج.

أين كوثر يونس؟

"مقسوم" هو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجته "كوثر يونس"، التي قدمت من قبل فيلما تسجيليا طويلا حول بحث والدها عن حبيبته الإيطالية تحت عنوان "هدية من الماضي"، والفيلم الروائي القصير "صاحبتي"، الفائز بالعديد من الجوائز ولكن كلا المشروعين يظهران نضجا عند مقارنتهما بـ"مقسوم".

تحكمت "كوثر يونس" بكامل العملية الإبداعية في أفلامها السابقة، فكانت المخرجة والمؤلفة، وأسهمت هذه الحرية في صبغ الأفلام بتصورها الشخصي، بينما غاب هذا التحكم في "مقسوم"، الذي ينتمي للسينما الروائية التجارية بمنظومتها التي تخضع فيه الرؤية الفنية لخطوات عدة ورغبات المؤلف والمنتج وشركات التوزيع وغيرها.

لم يخالف فيلم "مقسوم" المتوقع منه كفيلم خفيف ومسلٍّ يجمع مجموعة من الممثلات اللواتي رغم الزمن يثبتن تألقهن من مشروع لآخر، وكن بالفعل أحد أهم العوامل الإيجابية في العمل، ولكنه فرصة مهدرة لتقديم صورة مختلفة عن النساء في هذه المرحلة العمرية، الأمر الذي قام به العمل بشكل جزئي في الربع الأخير منه وتحليل علاقة "رانيا" بزوجها "مدحت" القائمة على الحب الممزوج بالتحكم والسيطرة والتلاعب.

واستخدمت المخرجة الألوان الحية والمبهجة سواء في ملابس الشخصيات، أو في أماكن التصوير، لتؤكد على طبيعة الفيلم المرحة، خصوصا مع التصوير في مكان يتسم بالغنى البصري مثل أسوان، وبينما تغيب الأغنية عن الفيلم رغم حضورها في العنوان، فقد استبدلت بها الموسيقى التصويرية لـ "خالد الكمار" التي أسهمت في تعزيز الطابع السريع والخفيف للفيلم.

انجرف فيلم "مقسوم" وراء البحث عن خاتمة سعيدة لكل الشخصيات، ولكن نسي صناعه أن المتعة لا تتمثل فقط في الخاتمة، بينما في كيفية الوصول إليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کوثر یونس

إقرأ أيضاً:

الحديدة.. وقفة نسائية تؤكد استمرار التضامن مع غزة

يمانيون/ الحديدة نظمت الهيئة النسائية بمحافظة الحديدة اليوم، وقفة حاشدة إحياء لذكرى غزوة بدر الكبرى تحت شعار “ثابتون مع غزة.. ومواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد”.

ورددت المشاركات في الوقفة الهتافات المنددة بالعدوان على غزة، مؤكدات على أهمية تعزيز الوعي الشعبي، والمشاركة الفاعلة في دعم الصمود الفلسطيني، والمساهمة في كل التحركات التي تهدف إلى رفع الظلم والعدوان.

وأكدت الوقفة أهمية استلهام الدروس والعبر من تلك المعركة الفاصلة في التاريخ الإسلامي، التي حقق فيها المسلمون النصر رغم قلة العدد والعدة، مشيرة إلى أن المعركة الحالية التي يخوضها الشعبان اليمني والفلسطيني مع قوى الاحتلال الأمريكي والصهيوني تتطلب نفس الإرادة الثابتة والصمود في مواجهة قوى الظلم.

وأشارت المشاركات إلى أن غزوة بدر كانت درسا في الإيمان والثبات، وأن الشعب اليمني يواجه اليوم نفس التحديات التي واجهها المسلمون في بدر، رغم فوارق القوة العسكرية، لكن الإيمان بالحق والصمود في مواجهة الطغيان يجعل النصر حتميًا، كما حدث في غزوة بدر.

وأكد بيان صادر عن الوقفة أن المرأة اليمنية تظل في طليعة المناصرين لقضية فلسطين.. لافتا إلى أن التصعيد الأمريكي لن يُثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت، بل سيزيده إصرارا على مواصلة التأييد لفلسطين ودعم حقها في التحرر.

ودعا شعوب الأمة الإسلامية إلى اتخاذ مواقف أكثر قوة وحسما.. مؤكّدا أن التحرك الشعبي يجب أن يتزايد في جميع الأصعدة لمواجهة الجرائم الصهيونية، ووقف الدعم الأمريكي المستمر للاحتلال.

وجدد البيان العهد على مواصلة الدعم لفلسطين، والتأكيد على أن المرأة اليمنية ستظل في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية، من خلال أنشطتها المجتمعية، مؤمنة بأن نصرة فلسطين مسؤولية أخلاقية ودينية لا يمكن التراجع عنها.

مقالات مشابهة

  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم
  • وقفة لحرائر تعز تأكيداً على الثبات في إسناد غزة وإحياءً لذكرى غزوة بدر الكبرى
  • وقفة نسائية في تعز بذكرى غزوة بدر الكبرى
  • الحديدة.. وقفة نسائية تؤكد استمرار التضامن مع غزة
  • الاستثمار القومي ينظم حفل إفطاره السنوي بحضور عدد من الشخصيات العامة
  • وقفة.. اقتراح لتيسير الدراسة هذا العام في غزة
  • اتخطبت لـ5 رجالة وفرحانة بتصنيفي ممثلة إغراء .. نجلاء بدر تكشف تعرضها للخيانة أكثر من مرة
  • مؤلف مسلسل الكابتن: تطوير الشخصيات استلزم دمج الثقافات المصرية والأجنبية
  • مؤلف «الكابتن»: تطوير الشخصيات استلزم دمج الثقافات المصرية والأجنبية
  • مفاوضات غزة - "مقترح مُحدث" لاستئناف المفاوضات ولكن..