حكم صيام من بقي في فمه ماء الوضوء وابتلعه
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم صيام من بقي في فمه بلل بعد الوضوء وابتلعه ؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أن ابتلاع البلل الباقي في فم الصائم والناتج عن الوضوء لا يؤثر في صحة صومه، وصيامه صحيح مجزئ ما لم يأت بمفطر؛ لأنَّ ابتلاع كل ما لا يُستَطاعُ الامتناع منه ولا يمكن التحرز عنه: لا يفسد الصوم.
وأشارت الى أن الفقهاء اتفقوا على أن العبرة في فساد الصوم بالداخل إلى جسم الصائم إنما هو بتحقق وصول المفطِّر إلى الجوف أو غلبة ظن وصوله، بحيث إذا تُيُقِّن عدم الوصول: فلا يفسد الصوم.
ومَن بقي في فمه بلل بعد وضوئه مختلطًا بريقه، وابتلعه وهو صائم، فصومه صحيح، ولا شيء عليه، حيث نص الفقهاء على ذلك؛ لأن ابتلاع كلِّ ما لا يُستَطاعُ الامتناع منه ولا يمكن التحرز عنه: لا يفسد الصوم.
قال الإمام علاء الدين الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (2/ 90، ط. دار الكتب العلمية): [وكذا لو ابتلع البلل الذي بقي بعد المضمضة في فمه مع البزاق.. لا يفسد صومه] اهـ.
وقال الإمام الحطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 426- 427، ط. دار الفكر): [ص: (وغالب من مضمضة أو سواك) ش: قال الشيخ زروق في "شرح الإرشاد": وابتلاع ماء المضمضة يوجب القضاء، لا بقاياه مع الريق بعد طرحه بالكلية، فإنه لا يضر] اهـ.
وقال العلَّامة نور الدين الشبراملسي الشافعي في "حاشيته على نهاية المحتاج" (3/ 166، ط. دار الفكر): [لا يضر بلع ريقه إثر ماء المضمضة وإن أمكنه مجه؛ لعسر التحرز عنه اهـ. ابن عبد الحق] اهـ.
وقال الشيخ البُهوتي الحنبلي في "كشَّاف القناع" (2/ 371، ط. دار الكتب العلمية): [أو بلع ما بقي من أجزاء الماء بعد المضمضة: لم يفطر)؛ لأنه واصل بغير قصد، أشبه الذباب] اهـ.
وبناء على ذلك: فإن ابتلاع البلل الباقي في فم الصائم والناتج عن الوضوء لا يؤثر في صحة صومه، وصيامه صحيح مجزئ ما لم يأت بمفطر؛ لأنَّ ابتلاع كل ما لا يُستَطاعُ الامتناع منه ولا يمكن التحرز عنه: لا يفسد الصوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی فمه
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: الضرب جاء 14 مرة في القرآن وليس له علاقة بالزوجات.. فيديو
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الاختلاف الفقهي ليس تضادًا، بل رحمة من الله- تعالى- للأمة الإسلامية، موضحا أن النصوص الشرعية تتنوع ما بين قطعي الثبوت وظني الدلالة، وظني الثبوت وقطعي الدلالة، وهذا يفتح المجال لاجتهادات متعددة من العلماء وفقًا لفهمهم للنصوص.
وأشار عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الإثنين، إلى أن اللغة العربية، التي نزل بها القرآن الكريم، تتسم بالثراء الكبير وحمل العديد من المعاني للكلمة الواحدة، وهو ما يسهم في تعدد التفسيرات.
وقدم مثالاً من سورة النساء، في قوله- تعالى-: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن".
وأوضح أن كلمة "الضرب" وردت في القرآن الكريم بأكثر من 14 معنى، من بينها “التغطية، المفارقة، التوضيح، التداخل، التمثيل”، مما يعكس قدرة اللغة العربية على توصيل معانٍ متنوعة، ولكن ليس معناه ضرب الزوجات.
وأشار الشيخ خالد الجندي، إلى آية الوضوء “أو لامستم النساء”، مؤكدًا أن الفهم اللغوي للنص؛ أسفر عن اختلافٍ في تفسيره بين المذاهب الفقهية، فالإمام الشافعي اعتبر أن اللمس يعني مجرد المصافحة أو التلامس البسيط، حتى وإن كان دون شهوة، وهو ما ينقض الوضوء، بينما الإمام مالك قال إن الوضوء لا يُنتقض إلا إذا صاحب اللمس تفكير في لذة أو شهوة، أما الإمام أبو حنيفة فقال إن اللمس لا ينقض الوضوء مطلقًا، سواء كان بشهوة أو بغير شهوة، مع التأكيد على أنه لا يُجيز المصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية.