رؤية فنية: منتخب الأردن عطل قوة «شمشون» بالخداع «التكتيكي»
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
معتز الشامي (دبي)
حقق المنتخب الأردني مفاجأة من العيار الثقيل، أثلجت صدور متابعه وعشاقه، عندما نال بطاقة التأهل إلى نهائي كأس آسيا 2023 الذي تستضيفه قطر لأول مرة في التاريخ، بالفوز بهدفين نظيفين أمام منتخب كوريا الجنوبية، في نصف نهائي البطولة مساء أمس، بعد أداء رجولي وفدائية وروح قتالية عالية، ظهر عليها لاعبو المنتخب الأردني، لا سيما يزن النعيمات وموسى التعمري، ليظل المنتخب الأردني هو أكبر المفاجآت في القارتين الأفريقية والآسيوية.
جاء إنجاز النشامى رغم قلة نسبة استحواذ خلال المباراة التي بلغت 30.4% أمام كوريا الجنوبية، وهي ثاني أقل نسبة لمنتخبٍ حقق الفوز في مباراةٍ بكأس آسيا بفارق أكثر من هدف منذ نسخة 2007، بعد المنتخب القطري الذي استحوذ بنسبة 28.8% خلال المباراة التي حقق فيها الفوز على السعودية 2-0 في النسخة الماضية عام 2019.
وهو ما يعد واحدة من نقاط القوة لدى الفرق التي تجيد استغلال الفرص القليلة، التي تلوح أمام منافس يكاد يكون مسيطراً على مجريات اللعب بالكامل، حيث استطاع «النشامى» تطبيق خطة خداع تكتيكي، قائمة على ترك الكرة لـ «شمشون» لنقلها في الوسط، ولكن مع فرض رقابة دفاعية لصيقة على مفاتيح اللعب، لاسيما الهداف سون، مع غلق كافة المساحات بين خطي الوسط والثلث الدفاعي لمرمى المنتخب بشكل عام، مع سرعة الانقضاض على حامل الكرة في منتصف الملعب، والانطلاق إلى الأمام ونقل الكرات سريعاً لخلخلة الدفاع وإيجاد ثغرات للتوغل داخل المنطقة مع التسديد من الداخل أو الخارج، وكلتا الجملتين تحقق منهما الهدفان من أصل 4 محاولات هجومية فقط شنها المنتخب الأردني.
وواصل المدرب المغربي حسين عموتة نشر سحره التكتيكي بقيادة فنية مميزة للنشامى، واستطاع أن يطوع طريقة 3-4-3 بشقيها الدفاعي والهجومي، رغم ترك الكرة لدى الكوري الجنوبي، وهو ما يعد إضافة فنية هامة لتكتيك اللعب الذي حول المثلث الهجومي التعمري ويزن ومحمود المرضي، لدفاع محكم يواجه انطلاقات المنتخب الكوري، ومن ثم يجيد التحول السريع إلى سلاح هجومي فعال استطاع تسجيل هدفين.
من جانبه أشاد الألماني وينفرد شايفر مدرب العين وشباب الأهلي ومنتخب تايلاند الأسبق، بالمستوى الفني والمتميز الذي قدمه الأردن أمام كوريا الجنوبية ووصوله نهائي البطولة، وقال: «مباراة جاءت في غاية القمة والروعة شمشون الكوري لم يستطع مجاراة المنتخب الأردني الذي بذل قصارى جهد مضاعف، لتقديم أفضل مستوى له، تحية للمدرب عموتة الذي أبهر الجميع بقيادته الفنية بشكل أكثر من رائع، وقد رد على منتقديه في الدور الأول لكن داخل الملعب فقط، في الوقت الظهر فيه يورجن كلنسمان عاجزاً عن فعل أي شيء أو تغيير المباراة لصالحه، ليقف المنتخب الكوري بالكامل في موقف العجز أمام الذكاء التكتيكي لمنتخب الأردن».
من جانبه أشاد المحلل الفني التونسي نور الدين العبيدي مدرب المنتخب الأولمبي الأسبق، بالمستوى التكتيكي للمباراة، لاسيما المغربي عموتة، حيث جاءت المباراة استكمالاً لنجاحاته السابقة في مسيرته التدريبية، سواء مع الفتح الرباطي المغربي بالتتويج بكأس العرش 2010 وكأس الاتحاد الأفريقي 2010، وأيضاً مع نادي السد القطري بالفوز بدوري نجوم قطر 2013 وكاس أمير قطر 2014 و2015 وكأس السوبر القطري 2014، كما حصد الدوري المغربي في 2016 ودوري أبطال أفريقيا 2017 مع الوداد المغربي، كما حصد الدوري المغربي مع الجيش الملكي 2022، إلى جانب بطولة أمم أفريقيا للمحليين مع المنتخب المغربي 2020، وتابع: «كل هذه النجاحات المختلفة تدل على القيمة الفنية لهذا المدرب والخبرة الكبيرة التي اكتسبها، حيث عرف كيف يجهز المنتخب الأردني لهذه البطولة، فقد تمكن من حسن اختيار القائمة بعيداً عن الحسابات والمجاملات ثم حسن اختيار التكتيك المناسب والذي يتماشى مع المجموعة التي اختارها، باللعب بخطة عصرية وهي 3-4-3، بالإضافة إلى أسلوب لعب من أعلى مستوى يتمثل في الضغط من منتصف الملعب ثم التحول السريع إلى الهجوم، ليوظف سرعة يزن والتعمري بشكل رائع، كما تمكن من حسن توظيف المجموعة وعمل على الجانب الذهني، إذ رأينا لاعبين منضبطين تكتيكياً ومتحمسين ومنسجمين مع بعضهم يلعبون بقلب رجل واحد بروح أكثر من عالية»
وأضاف: «المنتخب الأردني تميز بحسن قراءة المنافسين، وهذا ما ظهر جلياً في مباراة النصف النهائي فرغم الفارق في الإمكانيات الفردية بين المنتخبين، إلا أن المنتخب الأردني كان الأفضل طيلة 90 دقيقة على المستوى التكتيكي والبدني والذهني»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منتخب الأردن منتخب الأردن لكرة القدم منتخب كوريا الجنوبية كأس آسيا النشامى المنتخب الأردنی
إقرأ أيضاً:
قطر تتحدى عمان.. ومواجهة قوية بين الكويت والإمارات في مهمة البحث عن أول فوز في خليجي 26
تسعى منتخبات المجموعة الأولى لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 26" التي انطلقت في الكويت أول أمس السبت، لفض الاشتباك عندما تنطلق منافسات الجولة الثانية، غدا الثلاثاء.
سيلعب منتخب قطر بطل كأس آسيا في آخر نسختين ضد نظيره العماني، بينما يدخل منتخب الكويت في تحد جديد على أرضه ووسط جماهيره عندما يلاقي الإمارات.
وكانت مباراتا الجولة الأولى انتهتا بنتيجة واحدة 1/1، حيث اكتفى المنتخب الكويتي بنقطة أمام نظيره العماني في مباراة الافتتاح على ملعب جابر الأحمد الدولي، وهو نفس مصير مباراة الإمارات ضد قطر التي أقيمت على ملعب جابر المبارك.
وتمثل مواجهة المنتخب القطري أمام نظيره العماني أهمية كبيرة للفريقين، حيث يسعى منتخب قطر لمواصلة الصحوة بعد سلسلة من النتائج السلبية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، ولكنه سيواجه طموحات نظيره العماني الذي يسعى بدوره أيضا لأول فوز في البطولة لتعزيز فرصه في التأهل للدور قبل النهائي.
وقدم المنتخب العماني تحت قيادة مدربه الوطني رشيد جابر أداء قويا في المباراة الأولى ضد الكويت وكاد أن يخطف الفوز في الدقائق الأخيرة، بينما نجح الإسباني لويس جارسيا المدير الفني لمنتخب "العنابي" الذي تولى المسؤولية خلفا لمواطنه ماركيز لوبيز قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة في فرض التوازن على أداء الفريق.
ويعلق منتخب قطر آماله على نجمه أكرم عفيف الفائز بجائزة أفضل لاعب في آسيا، والذي سجل هدف التقدم على الإمارات في المباراة الأولى ليسجل هدفه رقم 39 في 120 مباراة دولية مع المنتخب ليتعادل مع سيباستيان سوريا الذي سجل أهدافه في 123 مباراة بقميص قطر.
كما رفع أكرم عفيف أهدافه في بطولات كأس الخليج إلى 5 أهداف منها 3 في مرمى منتخب الإمارات فقط، ويأمل مع زملائه أحمد الراوي وحارس المرمى مشعل برشم في الخروج بنتيجة إيجابية.
كما يرتكز المنتخب العماني على دعائم بارزة مثل رأس الحربة عصام الصبحي صاحب هدف التعادل في مرمى الكويت، ومعه المحاور الهجومية جميل اليحمدي وعبد الله فواز وزاهر الأغبري مع ثنائي الوسط أرشد العلوي وحارب السعدي.
وفي المواجهة الثانية يسعى منتخب الكويت لاستغلال عاملي الأرض والجمهور أمام نظيره الإماراتي لتحقيق فوز يجنبه الدخول في حسابات معقدة قبل مباراة الجولة الثالثة أمام قطر، يوم الجمعة المقبل.
ويعتمد خوان أنطونيو بيتزي مدرب منتخب الكويت بقوة على الظهيرين فهد الهاجري ومشاري غنام إضافة إلى رأس الحربة يوسف ناصر صاحب هدف افتتاح البطولة، وكذلك محمد دحام المتميز في تنفيذ الكرات الثابتة.
وبنفس الطموح يخوض منتخب الإمارات بقيادة مدربه البرتغالي باولو بينتو المباراة ساعيا لتحقيق أول فوز، ومعتمدا على نجومه يحيى نادر وخليفة الحمادي ويحيى الغساني إضافة إلى برونو وفابيو ليما وكوامي أوتون وماركوس ميلوني إضافة إلى حارس المرمى خالد عيسى.