مدفيديف يحذر من كارثة عالمية حال نشوب حرب ضد روسيا
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
موسكو-سانا
حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف من حدوث كارثة عالمية حال نشوب حرب ضد روسيا، لكونها ستضطر إلى الرد بشكل غير متماثل.
وقال مدفيديف في قناته على تطبيق التلغرام: “إذا حدثت هذه الحرب لن تسير وفق سيناريو العملية العسكرية الخاصة، ولن يتم خوضها في الخنادق باستخدام المدفعية والمركبات المدرعة والطائرات دون طيار ومعدات الحرب الإلكترونية”.
وأوضح مدفيديف أن “الناتو كتلة عسكرية ضخمة، وتصل ميزانيته العسكرية إلى تريليون ونصف التريليون دولار، وعدد سكان دول الحلف ما يقرب من مليار نسمة، لذلك ونظراً لعدم قابلية قدراتنا العسكرية للمقارنة فلن يكون لدينا خيار آخر”، مشيراً إلى أن “الجواب سيكون غير متماثل، ولحماية السلامة الإقليمية لروسيا سيتم استخدام الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة ذات الرؤوس الحربية الخاصة، وستكون النهاية سيئة الصيت للعالم… أي نهاية كل شيء”.
وبين مدفيديف أن “القادة الأوروبيين يواصلون الكذب بشكل وقح على مواطنيهم ويتحدثون عن ضرورة الاستعداد للحرب ضد روسيا على الرغم من تأكيد الأخيرة عن عدم وجود خطط للصراع مع دول الناتو والاتحاد الأوروبي، إلا أن الثرثرة الخطيرة للغاية لا تزال مستمرة”.
وأشار مدفيديف إلى أن الأوروبيين “يحاول تحويل انتباه الناخبين من أجل تبرير إنفاق مليارات الدولارات على نازيي عصابة بانديرا في أوكرانيا، ولذلك يعلنون حاجتهم إلى الاستعداد للحرب ضد روسيا ومواصلة مساعدة أوكرانيا، وبالتالي إنتاج المزيد من الدبابات والقذائف والطائرات دون طيار وغيرها من الأسلحة”.
ودعا ميدفيديف “القادة الأوروبيين إلى ضرورة إخبار الناخبين بالحقيقة وشرحها وعدم تكرير الشعارات الكاذبة حول الاستعداد للحرب مع روسيا”.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: ضد روسیا
إقرأ أيضاً:
تقسيم الوطن : حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
بابكر فيصل
إتخذت ثورة ديسمبر المباركة من شعار “حرية .. سلام .. عدالة” بوصلة لتحقيق الأهداف الكبرى التي خرج من أجلها ملايين السودانيين لإسقاط النظام الفاسد المستبد، وبعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل اللعينة رفعت القوى المدنية الديمقراطية شعار “لا للحرب” للتعبير عن إنحيازها للجماهير وعدم التماهي مع أطراف الحرب.
ومنذ الأيام الأولى للحرب، ظلت القوى المدنية تحذر من أن تطاول أمدها سيؤدي لنتائج وخيمة على البلاد والعباد، والتي يقف على رأسها الخطر الكبير الذي سيهدد وحدة البلاد وينذر بتقسيها و تفتيت كيانها الحالي.
وبعد مرور أكثر من عشرين شهراً أضحى خطر تفكيك البلاد ماثلاً عبر ممارسات لا تخطئها العين كان في مقدمتها خطاب الكراهية الجهوي والعنصري الذي ضرب في صميم النسيج الإجتماعي وخلق حاجزاً نفسياً يمهد لإنقسام البلاد بصورة واضحة.
تبع ذلك ثلاث خطوات إتخذتها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان تمثلت في الآتي : قرار تغيير العملة الذي فرض واقعاً على الأرض تمثل في تقسيم النظام المالي بالبلاد بحيث صارت الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش تتعامل بعملة مختلفة عن تلك التي يتم تداولها في مناطق سيطرة الدعم السريع.
كذلك كان قرار إجراء إمتحانات الشهادة السودانية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش وعدم قيامها في الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع اضافة لولايات تدور فيها رحى المعارك يصب عملياً في إتجاه تكريس عملية تقسيم البلاد عبر حرمان التلاميذ من حقهم في الجلوس للإمتحان فقط لأنهم يتواجدون في رقعة جغرافية لا يسيطر عليها الجيش.
الأمر الثالث تمثل في عدم إستطاعة قطاعات واسعة من الشعب السوداني إستخراج الأوراق الثبوتية ( أرقام وطنية، جوازات سفر الخ) وهى حق طبيعي مرتبط بالمواطنة التي تقوم عليها الحقوق والواجبات في الدولة لذات السبب المتعلق بالعملة وإمتحانات الشهادة.
هذه الخطوات مثلت البداية الفعلية لتقسيم البلاد, ويزيد من تفاقمها الخطوة المزمع إتخاذها من طرف بعض القوى السياسية والحركات المسلحة بإعلان حكومة موازية تجد تبريرها في ضرورة خدمة الشعب في المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش، ولا شك أن هذه الخطوة ستشكل خطراً كبيراً على وحدة البلاد مهما كانت مبررات تكوينها (داوها بالتي كانت هى الداءُ).
لمواجهة هذه المعطيات الخطيرة المتسارعة، تقع على القوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة مهمة جسيمة للحفاظ على وحدة البلاد، وليس أمامها من سبيل سوى تكوين جبهة مدنية واسعة يتم من خلالها تطوير شعار الثورة ليصبح “حرية .. سلام .. عدالة .. وحدة”، وكذلك تطوير شعار مناهضة الحرب ليصبح ” لا للحرب، لا لتقسيم البلاد”.
إنَّ أهمية الحفاظ على وحدة البلاد لا تقلُّ بأي حال من الأحوال عن أهمية المناداة بالوقف الفوري للحرب، ولا مناص من تنادي كافة القوى الحريصة على عدم تقسيم البلاد لكلمة سواء يتم من خلالها تجاوز كل الخلافات من أجل تحقيق الهدفين معاً.